الاضرار بوسائل الدفاع الوطني.....المحامية:ناريمان أحمد عدنان الاستاذ

الاضرار بوسائل الدفاع الوطني.....المحامية:ناريمان أحمد عدنان الاستاذ
اعتبر المشرع الجزائي السوري أفعال الاعتداء الواقعة على وسائل الدفاع المدني من افعال الخيانة لأن الفاعل بدلاً من أن يهب للحفاظ عليها في زمن السلم أو الحرب استغل الفرصة كي يشلها تدميراً أو احراقاً أو نسفاً أو اضراراً، وقد ورد النص على هذا النوع من الجرائم في كل من قانون العقوبات العسكرية (المواد 137-141) وقانون العقوبات العام حيث نصت المادة 266 منه على مايلي: (1-يعاقب بالاشغال الشاقة المؤبدة كل سوري اقدم بأية وسيلة كانت قصد شل الدفاع الوطني على الاضرار بالمنشآت والمصانع والبواخر والمركبات الهوائية والادوات والذخائر والأرزاق وسبل المواصلات وبصورة عامة بكل الاشياء ذات الطابع العسكري أو المعدة لاستعمال الجيش والقوات التابعة له، أو كان سبباً في ذلك.
2- يقضى بالاعدام اذا حدث الفعل في زمن الحرب أو عند توقع نشوبها أو افضى إلى تلف نفس) نلاحظ من نص المادة المذكورة مايلي:

- ان الجاني في هذه الجريمة سواء أتم الفعل في سورية أم في خارجها.
2- لمؤاخذة الفاعل في هذه الجريمة يجب ان يكون قد انزل اضراراً معينة بشيء من الأشياء ذات الطابع العسكري أو المعدة لاستعمال الجيش أو القوات التابعة له وقد حددت الفقرة الاولى من المادة 266 بادىء ذي بدء المحل المادي لفعل الاضرار بقولها: (بالمنشآت والمصانع والبواخر والمركبات الهوائية والأدوات والذخائر والأرزاق وسبل المواصلات) وخشي المشرع ان يقصر القارىء فهمه وسائل الدفاع الوطني على هذه الاشياء فقط، خاصة وان التعداد المذكور جاء على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر، فضلاً عن ان وسائل الدفاع الوطني لم تعد محصورة بالأمور التي عددها بعد ان دخلت وسائل اخرى في آلية الحرب كالصواريخ والقنابل الجرثومية والملتهبة والغازات السامة والمؤثرة بالاعصاب، فجاء بصيغة عامة ضمنها جميع الأشياء ذات الطابع العسكري أو المعدة لاستعمال الجيش أو القوات التابعة له بحيث اصبح النص شاملاً الوسائل الحديثة التي يمكن أن تكشف عنها الفنون المدمرة للانسان ولحضارته ومدينته من قبل تجار الحروب، كما لم يشأ المشرع تعيين ماهية أو شكل أو وسائل أو طرق الاضرار حق لايقيد القاضي بنصوص جامدة فيستوي في فعل الاضرار تدمير الشيء تدميراً كاملاً أو اتلافه أو تخريبه أو تعطيله أو اساءة اصلاحه.
3- تضمنت المادة المذكورة نوعين من الجرائم: جريمة الاضرار بوسائل الدفاع الوطني وهي من الجرائم المقصودة فلا يكفي لمساءلة الفاعل عنها ارتكاب الفعل عن وعي وارادة وهو القصد الجرمي العام بل لابد من توافر القصد الجرمي الخاص لديه الا وهو قصد شل وسائل الدفاع الوطني، وجريمة التسبب بالاضرار بوسائل الدفاع الوطني بدلالة عبارة (أو كان سبباً في ذلك) وهي جريمة غير مقصودة ناتجة عن خطأ الجاني فلا يمكن مساءلة الفاعل إلا اذا استطعنا ان نتبين في فعله او تركه خطأ أدى إلى حدوث النتيجة وسواء أحصلت الجريمة من فعل ايجابي كأن يوقد أحد الجنود النار بقصد التدفئة جانب مستودع للذخيرة وماهي إلا لحظات حتى يصبح المستودع رماداً أو بامتناع سلبي كأن يسير سائق سيارة عسكرية محملة بالذخيرة بسيارة لا أنوار فيها وماهي إلا دقائق حتى تنقلب السيارة وتصبح حطاماً بمن فيها.
4- ان عقوبة من يقدم قصداً على شل وسائل الدفاع الوطني هي الاشغال الشاقة المؤبدة وهي العقوبة نفسها لمن يقدم على هذا الفعل خطأ ويظهر ان المشرع في مساواته بالعقاب بين الضرر المرتكب قصداً والاضرار المرتكبة خطأ انما قصد حماية وسائل الدفاع الوطني وتشدد العقوبة إلى الاعدام اذا حصل الاضرار في زمن الحرب او عند توقع نشوبها او اذا نجم عن الفعل ازهاق روح انسان.


البغث