[size=37]عَمْرو بن كَلْثُوم[/size]
525 ـــ 600 م
المهندس جورج فارس رباحية
هو أبو عبّاد عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جُشـــم بن حُبَيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل . من قضاعة كان عمرو بن كلثوم نصـرانياً ، ذلك لأن نصرانية تغلب ثابتة حتى القرن الثالث والرابــــع بعد الهجرة ، وكان أبوه كلثوم سيد تغلب وأمّه ليلى بنت المهلهـــل ( عدي بن زيد الشاعر الفارس الذي اشتُهِرَ في حرب تغلب وبكر ) أخي كليب التي اشتهرت بالأنفة وعظم النفس ومن افضل السيدات العربيات قبل الإسلام . وُلِدَ عمرو في شمال الجزيرة العربية في بلاد ربيعة . إن تاريخ ولادته غير معروفة بالتحديد ، فقال ( كوسين دي يرسفال ) أن مولده كان حوالي سنة 525 م ، ومن الثابت أن شاعرنا عاصـــــر عمرو بن هند ( 554 ـ 570 ) م وأنه أدرك النعمان بن المنذر ( 580 ـ 602 ) م، فهجــــاه . وبالنسبة لأولاده فقد ذكرهم في شعره وهم عبّاد والأسود وعبد الله وكلّهم شعراء . وله أخ اسمه مُرَّة قتل النعمان بن المنذر .
نشأ عمرو بن كلثوم في بيت يكتنفه الشرف من الطرفين في قبيلة كانت من أقوى القبائـــــل العربية في العصر الجاهلي ، المرهوبة الجانب ، وقد قيل فيها : ( لو أبطأ الإسلام قليلاً لأكلت بنو تغلب الناس ) . إذن نشأ في بيت من أسياد تغلب ، فكان من الطبيــــعي ن أن يكون معجباً بنفسه ، فخوراً بأهله وقومه ، فتوفّرت فيه كل الخصال الحميدة كالشاعرية ، والفروســـــــية ، والخطابة ، والكرَم ، والشجاعة ، وهذا ما جعله يسود قومه في سنّ مُبَكِّرَة ، فذُكِرَ أنه أصبح سيّد قومه وهو ابن خمسة عشر سنة .
أمّا أخباره فلم يذكر التاريخ إلاً النذر اليسير ، ومنه أن الشاعر قضي حياته مُدافعاً عن قومه ، مُشاركاً إياهم في الحروب والغزوات ، مُتنقّلاً معهم كراً وفرَّاً حتى وافته المنيَّة . وأهم أخباره ثلاثة : إنشاده لمعلّقته ـ قتله لعمرو بن هند ـ أسره .
بالنسبة لسبب إنشاده المعلّقة فسببها حادثة نوردها بإيجاز : أرسل عمرو بن هند مجموعة من بني تغلب وبني بكر إلى جبل طيء فنزلوا بموقع يُدعى الطـــرفة وهو لبني شيبـان وتيم الـــلات وهما أحلاف بني بكر فقيل أنهم منعوا التغلبيين عن الماء فماتوا عطشاً وقيل أصابتهم ســـموم ، وسَلِمَ البكريون . فطلبوا بني تغلب ديّات أبنائهم فرفضت بكر الطلب . فاستـعدً التغلبيون وبـــكر للحرب ، ثم وافقوا على التحكيم من قبل عمرو بن ورد ، فطلب من بكر أن يأتوه بسبعين رجلاً من أشراف بكر كرهينة فإن كان الحــــق لتغلب دفعتهم إليهم وإن لم يكن خلَّيت سبيلـــهم . عند الاجتماع جاءت تغلب يمثّلها عمرو بن كلثوم ، وبكر يمثّلها النعمان بن هَرِم وكان عمرو بن هند يؤثر بني تغلب على بكر وبالكلام بين النعمان وعمرو بن هند ، فغضـــــب عمرو بن هند وهَـمّ بطرد النعمان ، فقام عمرو بن كلثوم وارتجل معلّقـه وقال منها ما وافق مقصده ، وقــــــام بعده الحارث بن حلزة وارتجـــل أيضا قصيدته . إلاّ أن عمرو بن هند فضّل قصيدة الحارث واطلق السبعين بكرياً . فحقد عمرو بن كلثوم على الملك .
وبالنسبة لسبب قتله عمرو بن هند : قال عمرو بن هند ذات يوم لندمائه ، هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمّهُ من خدمة أمي ؟ . فقالوا : نعم أمّ عمرو بن كلثوم . قال ولِمَ . قالوا : لأن أباها المهلهل بن ربيعة وعمّها كليب بن وائل أعَزُّ العرب وزجها كلثوم بن مالك أفرس العرب وابنها عمرو بن كلثوم سيّد قومه . فأرسل الملك إلى عمرو بن كلثوم أن يزوره مع أمّه . فجاء عمرو من الجزيرة إلى الحيرة مع أمّه ليلى ومجمـوعة من تغلب ، طلب الملك حضـــور وجـــوه أهل مملكته . وطلب صرف الخدم . فدخل عمرو بن كلثوم إلى رواق الملك ودخلــت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق . فطلب الملك إحضار المائدة . فقالت هند : ناوليني يا ليلى ذلك الطــبق . فقالت ليلى : لتقم صاحبة الحــاجة إلى حاجتها . فكرّرت هند الطلب فصــــاحت ليلى : وا ذُلاّه يا تغلب ، فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجههِ ونظر ‘ليه عمرو بن هند فعرف الشــرّ في عينيه . فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند مُعَلَّق بالرواق وليس هنــاك سيف غيره فضرب بهِ رأس عمرو بن هند ونادى في بني تغلب فانتبهوا في الرواق فغادروا المكان وساروا نحو الجزيرة ، وقيل أن عمرو بن كلثوم أنشـــد عندها معلّقته ، وضُرِبَ به المثل في الفتك . وقام بمعلّقته خطيباً بسوق عكاظ وأيضا في موسم مكّة .
وبالنسبة لخبر أسرِه : أن عمرو بن كلثوم أغار على بني تميم ثُمّ مرّ من غزوه على حيّ من بني قيس بن ثعلبة فملأ يديه منهم وأصاب أسرى وسبــــــايا وكان فيمن أصاب أحمد بن جندل السعدي ثم انتهى إلى بني حنيفة باليمامة وفيهم أناس من عجل . فسمع بها أهل حجر فكان أوّل من أتاه من بني حنيفة بنو سحيم عليهم يزيد بن عمرو بن شمّر فلما رآهم عمرو بن كلثوم قال :
مَمْ عَالَ مِنَّا بَعْدَها فَلا اجْتَبَرْ ***** وَلا سَقَى الماءَ وَلا ارعى الشّجَرْ
بَنُو لُجيمٍ وَجَعَاســيسُ مُضَرْ ***** بِجـــــانبِ الدًّوِّ يُدِيهُـــونَ العَكَــرِ
فانتهى إليه يزيد بن عمرو فطعنه فصرعهُ عن فرسهِ وأسرَه ، وكان يزيد شديداً جسيما فشدّه في القدّ وقال له أنت الذي تقول :
متى تُعْقَد قرينتُنا بحبلٍ ***** نجد الحبل أو نقص القرينا
أما إني سأقرنك إلى ناقتي هذه فأطردكما جميعاً . فنادى عمرو بن كلثوم : يا لربيعة أَمُثلةٌ قال : فاجتمعت بنو لُجيم فنهوه ولم يكن يريد ذلك به . فسار به حتى أتى قصراً بحجر من قصورهم وضرب عليه قبَّة ونحر لهُ وكساه وحمله على نجيبه وسقاهُ الخمر فلمّا أخذت برأسه تَغَنَى :
أأجمعُ صُحبتي الشَّحَرَ ارتحالاً ***** ولم أشْعــــُرْ بِبَينٍ منك هــالا
ولـــم أرَ مثلَ هـــالَةَ في معَـــدٍّ ***** أُشَبّهُ حســـــْنَها إلاَّ الهِــــلالا
ألا أبْلــــغ بني جُشــــَمِ بْنَ بكرٍ ***** وتغــــلبَ كلّما أتَيـــا حَـــلالا
بأنَّ المـــاجدَ القرْمَ ابن عمـرو ***** غداة نُطاعُ قد صدَقَ القِتـــالا
كتيبَتُـــــــهُ مُلَمــــلمَــــةٌ رَداحٌ ***** إذا يرمـــــونها تُفني النّبـــالا
جزى الله الأغَــــ رَّ يزيدَ خيراً ***** ولقَّاه المسَـــــرَّة والجمــــالا
بمآخذِه ابنَ كُلثــــومَ بنَ عمرٍو ***** يــــزيدُ الخـــيرِ نازَلَــهُ نِزالا
بِجمعٍ مِن بني قــــرَّان صِـــيدٍ ***** يُجيلونَ الطّعـــانَ إذا أجــــالا
يـــزيدُ يُقَـــدّم السُّــــفراءَ حتى ***** يُروّي صدرها الأسَلَ النِّهالا
إن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء، فلحقوا بالشام خوفاً، فمرّ بهم عمرو بن أبي حجر الغسّاني فلم يستقبلوه. وركب عمرو بن كلثوم فلقيه، فقال له الملك: ما منع قومـــك أن يتلقوني? قال: لم يعلموا بمرورك. فقال: لئن رجعت لأغزونّهم غزوة تتركهم أيقاظاً لقدومي. فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلاّ نبلُ رأيهم وعزّت جماعتهم، فلا توقظن نائمهم. فقال: كأنك تتوعّدني بهم، أما والله لتعلمنّ إذا نالت غطاريف غسّان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها تجتثُّ أصولهم وينفى فلُّهم إلى اليابس الجرد والنازح الثمد. ثم رجع عمرو بن كلثـــوم عنه وجمع قومه وقال:
لا فاعلم أبيت اللعن أنّا ***** على عمدٍ سنأتي ما نريدُ
تعلّمْ أنّ محمــــلنا ثقيلٌ ***** وأنّ زِنادَ كبَّتنا شــــــديدُ
وأنّا ليس حيٌّ مـن مَعِدٍّ ***** يوازينا إذا لُبسَ الحـديدُ
فلما عاد الحارث الأعرج غزا بني تغلب، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم. ثم انهزم الحارث وبنو غسّان وقتل أخو الحارث في عدد كثير، فقال عمرو بن كلثوم:
هلاّ عطفتَ على أخيــــــك إذا دعا ***** بالثكل ويل أبيك يا ابنَ أبي شَمِرْ
قذفَ الذي جشّمت نفسك واعترف ***** فيها أخاك وعامر بن أبي حُــجُرْ
هكذا عاش عمرو بن كلثوم عظيماً من عظماء الجاهلية وأشرافهم وفرســــانهم، عزيز النفس ، مرهوب الجانب، شاعراً مطبوعاً على الشعر ومن أصحاب المعلّقات (1) . وقد عمّر طويلاً حتى إنهم زعموا أنه أتت عليه خمسون ومائة سنة ، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م. وقد روى ابن قتيبة خبر وفاته ، قال: فانتهى ( ويعني يزيد بن عمرو ) به إلى حجر فأنزله قصراً وسقاه ، فلــــم يزل يشرب حتى مات. وذكر ابن حبيب خبراً آخر في موت عمر بن كلثوم فقال: وكانت المــلوك تبعث إليه بحبائه وهو في منزله من غير أن يفد إليها، فلما ساد ابنه الأســـود بن عمرو، بعث إليه بعض الملوك بحبائه كما بعث إلى أبيه ، فغضب عمرو وقال : ساواني بعَوْلي ! ومحلوفه لا يذوق دسماً حتى يموت وجعل يشرب الخمر صرفاً على غير طعام ، فلما طال ذلك قامت امرأته بنت الثُوير فقتّرت له بشحم ليقرم إلى اللحم ليأكله ، فقام يضربها ويقول:
معاذَ الله تدعوني لِحنْثٍ ***** ولو أقْفَرْتُ أيّاماً قُتارُ
فلم يزل يشرب حتى مات. اشتهر بأنه صاحب القصيد الواحدة لأن ما رُوِيَ عنه معلّقته .
والجدير بالذكر أنه لما حضرت عمرو بن كلثومٍ الوفاة وقد أتت عليه خمسون ومائة سنة، جمع بنيه فقال : ( يا بني، قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحد من آبائي، ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت. وإني والله ما عيرت أحـــداً بشيء إلا عيرت بمثله، إن كان حقاً فحقاً، وإن كان باطلاً فباطلاً. ومن سب سب؛ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم، وأحســنوا جواركم يحسن ثناؤكم، وامنعوا من ضيم الغريب؛ فرب رجلٍ خير من ألف، ورد خير من خلف. وإذا حدثـتـــم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا فإن مع الإكثار تكون الأهذار . وأشــــجع القوم العطوف بعد الكر، كما أن أكرم المنايا القتل. ولا خير فيمن لا رويـة له عند الغضب، ولا من إذا عوتب لم يعتب . ومن النــــاس من لا يرجى خيره، ولا يخاف شره؛ فبكؤه خير من دره، وعقوقه خير من بره. ولا تتزوجوا في حيكم فإنه يؤدي إلى قبيح البغض ) .
مقتطفـــــــــات من أعمــــــاله :
1 ـ أشهر شعره معلقته التي مطلعها "ألا هبي بصحنك فأصبحينا"، يقال إنها في نـــــحو ألف بيت وإنما بقي منها ما حفظه الرواة بين 100 ــ 111بيتاً حسب مصدرها . ونوردها بــ 103 أبيات وهي على وزن بحر الوافـر وفيها من الفخر والحماسة العجب :
ألاَ هُبِّي بِصَحْنِـكِ فَاصْبَحِينَا ***** وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا ***** إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا
تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ ***** إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِيـنَا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذَا أُمِرَّتْ ***** عَلَيْهِ لِمَالِـهِ فِيهَا مُهِيـنَا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو ***** وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا الْيَمِينَا
وَمَا شَـرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـروٍ *****بِصَاحِبِكِ الَّذِي لاَ تَصْبَحِينَا
وَكَأْسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعْلَبَـكَّ ***** وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصِرِينَا
وَإِنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنَا الْمَنَايَـا ***** مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَدَّرِيـنَا
قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينَا ***** نُخَبِّرْكِ الْيَقِيـنَ وَتُخْبِرِينَـا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْمَاً ***** لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِينَا
بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْبَاً وَطَعْنَاً ***** أَقَرَّ بِـهِ مَوَالِيـكِ العُيُونَـا
وَإِنَّ غَدَاً وَإِنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ ***** وَبَعْدَ غَدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِينَـا
تُرِيكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَلاَءٍ ***** وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُونَ الكَاشِحِينَا
ذِرَاعَي عَيْطَلٍ أَدْمَـاءَ بِكْـرٍ ***** هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينَا
وَثَدْيَاً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخْصَاً ***** حَصَانَاً مِنْ أَكُفِّ اللاَمِسِينَا
وَمَتْنَيْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ وَطَالَـتْ ***** رَوَادِفُهَا تَنُوءُ بِمَا وَلِينَـا
وَمأْكَمَةً يَضِيقُ البَابُ عَنْـهَا ***** وَكَشْحَاً قَدْ جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَا
وَسَارِيَتَيْ بِلَنْـطٍ أَوْ رُخَـامٍ ***** يَرِنُّ خَشَاشُ حَلْيِهِمَا رَنِينَا
فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقْبٍ ***** أَضَلَّتْهُ فَرَجَّعَـتِ الْحَنِيـنَا
وَلاَ شَمْطَاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقَاهَا ***** لَهَا مِنْ تِسْعَةٍ إلاَّ جَنِينَا
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّا ***** رَأَيْتُ حُمُولَهَا أُصُلاً حُدِينَا
فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ ***** كَأَسْيَافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيـنَا
أَبَا هِنْدٍ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا ***** وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِينَـا
بِأَنَّا نُوْرِدُ الرَّايَـاتِ بِيضَـاً ***** وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْرَاً قَدْ رَوِينَا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِـوَالٍ ***** عَصَيْنَا المَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا
وَسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَـدْ تَوَّجُـوهُ ***** بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا
تَرَكْنَا الْخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ ***** مُقَلَّـدَةً أَعِنَّـتَهَا صُفُونَـا
وَأَنْزَلْنَا البُيُوتَ بِذِي طُلُوحٍ ***** إِلَى الشَامَاتِ تَنْفِي المُوعِدِينَا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّا ***** وَشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يَلِيـنَا
مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا ***** يَكُونُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِينَا
يَكُونُ ثِفَالُهَا شَرْقِـيَّ نَجْـدٍ ***** وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَـةَ أَجْمَعِينَا
نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَـافِ مِنَّـا ***** فَأَعْجَلْنَا الْقِرَى أَنْ تَشْتِمُونَا
قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ ***** قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُونَا
نَعُمُّ أُنَاسَنَا وَنَعِـفُّ عَنْهُمْ ***** وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُونَا
نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا ***** وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوفِ إِذَا غُشِينَا
بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ *****ذَوَابِلَ أَوْ بِبِيضٍ يَخْتَلِينَـا
كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطَالِ فِيـهَا ***** وُسُوقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِينَـا
نَشُقُّ بِهَا رُؤُوسَ القَـوْمِ شَقًّـاً ***** وَنَخْتَلِبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِينَا
وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو ***** عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا
وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ ***** نُطَاعِنُ دُونَـهُ حَتَّى يَبِينَا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّتْ ***** عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِينَا
نَجُذُّ رُؤُوسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ ***** فَمَا يَدْرُونَ مَاذَا يَتَّقُونَـا
كَأَنَّ سُيُوفَنَا فِيـنَا وَفِيهِـمْ ***** مَخَارِيقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِينَـا
كَأَنَّ ثِيَابَنَا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ ***** خُضِبْنَ بِأُرْجُوَانٍ أَوْ طُلِينَـا
إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَافِ حَـيٌّ ***** مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُونَا
نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتَ حَـدٍّ ***** مُحَافَظَةً وَكُنَّـا السَّابِقِينَـا
بِشُبَّانٍ يَرَوْنَ القَتْلَ مَجْـدَاً ***** وَشِيبٍ فِي الحُرُوبِ مُجَرَّبِينَا
حُدَيَّا النَّاسِ كُلِّهِمُ جَمِيعَـاً ***** مُقَارَعَةً بَنِيهِمْ عَنْ بَنِينَـا
فَأَمَّا يَوْمَ خَشْيَـتِنَا عَلَيْهِمْ ***** فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَبَاً ثُبِينَـا
وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَى عَلَيْهِـمْ ***** فَنُمْعِنُ غَـارَةً مُتَلَبِّـبِينَا
بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمِ بن بَكْـرٍ ***** نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَـةَ وَالحُزُونَا
أَلاَ لاَ يَعْلَمُ الأَقْـوَامُ أَنَّـا ***** تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّـا قَدْ وَنِينَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَنْ أَحَـدٌ عَلَيْنَا ***** فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا
بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْـدٍ ***** نَكُونُ لِقَيْلِكُمْ فِيهَا قَطِينَـا
بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْـدٍ ***** تُطِيْعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِينَا
تَهَـدَّدْنَا وَأَوْعِـدْنَا رُوَيْـدَاً ***** مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينَـا
فَإِنَّ قَنَاتَـنَا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ ***** عَلَى الأَعْدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِينَا
إِذَا عَضَّ الثِّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ ***** وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُونَـا
عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ *****شُجُّ قَفَا المُثَقَّفِ وَالجَبِينَـا
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ ***** بِنَقْصٍ فِي خُطُوبِ الأَوَّلِينَا
وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بْنِ سَيْفٍ *****أَبَاحَ لَنَا حُصُونَ المَجْدِ دِينَا
وَرِثْتُ مُهَلْهِلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ ***** زُهَيْرَاً نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرِينَا
وَعَتَّـابَاً وَكُلْثُـومَاً جَمِيعَـاً ***** بِهِمْ نِلْنَا تُرَاثَ الأَكْرَمِينَا
وَذَا البُرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ ***** بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُحْجَرِينَا
وَمِنَّا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ *****فَأَيُّ المَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَلِينَـا
مَتَى نَعْقِدْ قَرِينَـتَنَا بِحَبْـلٍ ***** تَجُذُّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِينَا
وَنُوجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَارَاً ***** وَأَوْفَاهُمْ إِذَا عَقَدُوا يَمِينَا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أُوقِدَ فِي خَزَازَى *****رَفَدْنَا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينَا
وَنَحْنُ الحَابِسُونَ بِذِي أَرَاطَى ***** تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِينَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُونَ إِذَا أُطِعْـنَا ***** وَنَحْنُ العَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا
وَنَحْنُ التَّارِكُونَ لِمَا سَخِطْنَا ***** وَنَحْنُ الآخِذُونَ بِمَا رَضِينَا
وَكُنَّا الأَيْمَنِينَ إِذَا التَقَـيْنَا ***** وَكَانَ الأَيْسَرِينَ بَنُو أَبِينَـا
فَصَالُوا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيهِـمْ ***** وَصُلْنَا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِينَـا
فَآبُوا بِالنِّهَـابِ وَبِالسَّبَايَـا ***** وَأُبْنَـا بِالمُلُـوكِ مُصَفَّدِينَا
إِلَيْكُمْ يَا بَنِي بَكْرٍ إِلَيْكُـمْ ***** أَلَمَّا تَعْرِفُوا مِنَّـا اليَقِينَـا
أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنَّـا وَمِنْكُـمْ ***** كَتَائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرْتَمِينَـا
عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِي ***** وَأسْيَافٌ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِينَـا
عَلَيْنَا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ ***** تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوناً
إِذَا وُضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمَاً *****رَأَيْتَ لَهَا جُلُودَ القَوْمِ جُونَا
كَأَنَّ غُضُونَهُنَّ مُتُونُ غُـدْرٍ ***** تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَا
وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ ***** عُرِفْنَ لَنَا نَقَائِذَ وَافْتُلِينَـا
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثَاً ***** كَأَمْثَالِ الرَّصَائِعِ قَدْ بَلِينَا
وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ ***** وَنُـورِثُهَا إِذَا مُتْنَا بَنِينَـا
عَلَى آثَارِنَا بِيضٌ حِسَـانٌ ***** نُحَاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُونَا
أَخَذْنَ عَلَى بُعُولَتِهِنَّ عَهْـدَاً ***** إِذَا لاَقَوْا كَتَائِبَ مُعْلِمِينَا
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْرَاسَـاً وَبِيضَـاً ***** وَأَسْرَى فِي الحَدِيدِ مُقَرَّنِينَا
تَرَانَا بَارِزِينَ وَكُـلُّ حَـيٍّ ***** قَدِ اتَّخَذُوا مَخَافَتَنَا قَرِينَا
إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنَا ***** كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُونُ الشَّارِبِينَا
يَقُتْنَ جِيَادَنَـا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ ***** بُعُولَتَنَا إِذَا لَمْ تَمْنَعُونَـا
ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ ***** خَلَطْنَ بِمِيسَمٍ حَسَبَاً وَدِينَا
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ ***** تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِينَا
كَأَنَّا وَالسُّيُـوفُ مُسَلَّـلاَتٌ ***** وَلَدْنَا النَّاسَ طُرَّاً أَجْمَعِينَا
يُدَهْدُونَ الرُّؤُوسَ كَمَا تُدَهْدَي ***** حَزَاوِرَةٌ بِأَبْطَحِهَا الكُرِينَـا
وَقَدْ عَلِمَ القَبَائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ ***** إِذَا قُبَبٌ بِأَبْطَحِهَا بُنِينَا
بِأَنَّا المُطْعِمُـونَ إِذَا قَدَرْنَـا ***** وَأَنَّا المُهْلِكُونَ إِذَا ابْتُلِينَـا
وَأَنَّـا المَانِعُـونَ لِمَا أَرَدْنَـا ***** وَأَنَّا النَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينَـا
وَأَنَّا التَارِكُونَ إِذَا سَخِطْنَـا ***** وَأَنَّا الآخِذُونَ إِذَا رَضِينَـا
وَأَنَّا العَاصِمُونَ إِذَا أُطِعْـنَا ***** وَأَنَّـا العَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً ***** وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِرَاً وَطِيـنَا
أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي الطَّمَّاحِ عَـنَّا ***** وَدُعْمِيَّاً فَكَيْفَ وَجَدْتُـمُونَا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفَاً ***** أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينَـا
مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا *****وَمَاءَ البَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِيـنَا
إِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِيٌّ ***** تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِرُ سَاجِدِينَـا
2 ـ قال يهجو عمرو بن هند ، على وزن بحر الكامل :
لا يَسْتوي الأَخَوانِ أمّا بَكْرُنا ***** فَيضدِينُ للملك الّءامِ العُنْصُرُ
ووَجِدْتُ تَغْلِبَ لا يُرامُ قَديمها ***** عِزّاً يَحِقُّ له الذي لا يُقْهَرُ
أخُمَاعَ لو أصبَحْتِ وَسْطَ رِحالِهمْ ***** عَرَفَتْ خُماعةُ أنَّها لا تُخْفَرُ
3ـ وقال عمرو بن كلثوم يهجو النعمان بن المنذر ، وهي من بحر الطويل :
ألاَ أبْلِغا عَنِّي سُلَيْماً وَرَبَّهُ ***** فَزيدا عَلَيَّ مئْرَةً وتَغَضُّبا
فإنْ كان جِجٌّ فاسعَيا ما وَسِعتما ***** وإنْ كانَ لِعْبٌ آخِرَ الدهرِ فالعَبا
ومِن بعدِكَ اللّثُ المُجَرَّبُ وَقْعُهُ ***** بِحِسْليْنِ لمّـا يَعدُوَا أن تَضَبَّبا
لحَا اللهُ أدْنانا إلى اللُّؤم زُلْفَةً ***** وأَلَمَنَا خالاً وأعجَزَنا أبَـا
وأجدرَنا أن ينفُخَ الكِيرَ خَالُهُ ***** يَصُوغُ القُرُوطَ الشُّنوفَ بِيَثْرِبا
4 ـ وهذا شاعرنا يفخر بقومه ، وهي من وزن بحر الرمل :
إنَّ للهِ عَلَيْنا نِعَماً ***** وَلِأيدينا على الناس نِعَمْ
فَلَنَا الفَضْلُ عَلَهِمْ بالذي ***** صّنَعَ الله فَمَمْ شاءَ رَغَمْ
دُونَنَا في الناس مسعى واسِعٌ ***** لا يُدانينا وفي الناسِ كَرَمْ
فَفَضَلْنَاهُمْ بَعِزٍّ باذِخٍ ***** ثابتِ الأصْلِ عَزيزِ المُدَّعَمْ
5 ـ قال الأسود بن عمرو بن كلثوم يرثي أباه ، وهي على وزن بحر الطويل :
لِيَبْكِ ابنُ كُلْثُمٍ فقدْ حانَ يَوْمُهُ ***** يَتَامى وأضْيافٌ وَكُلُّ مُضَبَّعُ
وحَيّ إذا ما أصبَحوا في دِيارِهِمْ ***** بِشَهْبَاءَ فيها حاسِرٌ ومُقَنَّعُ
وكان إذا لاقاهُمُ صَدَّ جِمْعَهُمْ ***** مَهَابَتُهُ وَخَوْفُهُ فَتَصَدَّعُوا
لَعَمْري لقدْ ضاعتْ أمُرٌ كثيرةٌ ***** وَذَلَّ مِنَ الأوْدَاةِ ما كُنْتَ تَمْنَعُ
6 ـ وهذا عبّاد بن عمرو بن كلثوم يذكر صنيع بني السفّاح التغلبيين ، على وزن بحر البسيط :
هلاّ سَألْتَ بَني السفّاح هل شَعَرُوا ***** بأمْرِهِمْ أن غِبَّ البَغْيِ خَوَّانِ
ما أوْرَثَ البَغيُ قوماً قَبْلَهُمْ رَشَداً ***** بَلْ يَهْلِكُونَ به في كُلِّ أزْمانِ
يا مُعِدِيَّ بأسمانِ الخيولِ وَمَا ***** يَرْث] المُصابُ لِمَهْزُولٍ ولا وانِ
إنَّا لَفي مَنْزِلٍ ما إن نَخافُ بهِ ***** أمثالَكُمْ يا بني غَنْمِ بْنِ دُودانِ
7 ـ وقال عبد الله بن عمرو بن كلثوم هذه الأبيات على وزن بحر الطويل :
لَقَدْ عَلِمَتْ أفْناءُ تَغْلِبَ كُلُّها ***** إذا نُسِبَتْ بأنّنا مِن خيارِها
وأنّا أُسَاةُ الأمْرِ منها وإنَّنا ***** إذا قيل : مَمْ يَحمي ؟ حُماةُ ذِمَارِها
وإنَّا إذا نابتْ عَلَيْهِمْ عَظيمَةٌ ***** ذَوُو العَقْد مِنْ بَكْرٍ وَعَقْدُ جِوارِها
==============
29/9/2013 المهندس جورج فارس رباحية
المفـــــــــــــردات :
(1) ـ المعلّقات : إن تسميتها بالمعلّقات أو المُذَهَّبات ، أو السُّموط ( العقود ) فمختلف فيه ، إذ قال بعضهم أنّ العرب لشدّة إعجابهم بها ، كتبوها بمــــاء الذهب ، وعلّقوها على جدران الكعبة ، فَسُمِّيت بذلك المُعلَّقات أو المُذهّبات . ونفى بعضــهم تعليقها على جدران الكعبة وزعم آخرون أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع القصـــائد الطِّوال، وقال للناس : هذه هي المشهورات وقال آخرون إنّها سُمِّيَت بذلك لأنها من القصائد المســتجادة التي كانت تُعَلَّق في خزائن الملوك . والراجح اليوم انها سُمِّيَت أيضاً بالمعلَّقات لتشبيهها بالسّــــموط ، أي العقود التي تُعَلَّق بالأعناــــق ، وقد سُمِّيَت أيضاً بالمذهّبات لأنها جـــديرة بأن تُكْتَب بماء الذّهب لنفاستها . والمعلّقات هي من أجمل صور الشعر الجاهلي وأعذبه وكان ( حماد الراوية ) أوّل من جمعها في أواخر عصر بني أميّة في الشــــــــام ( 660 ـ 750 ) م وأواخر العصـر العباسي ( 750 ـ 1258 ) م وأصحاب المعلّقات هم : امرؤ القيس ـ طرفة بن العبد ـ زهير بن ابي سّلمى ـ لبيد بن أبي ربيعة ـ عمرو بن كلثوم ـ عنترة بن شدّاد ـ الحارث بن حلزة ـ النابـــغة الذبياني ـ الأعشى الأكبر ـ عبيد بن الأبرص .
المصــــــــادر والمـــراجع :
ـــ شعراء النصرانية في العصر الجاهلي ج1 : الأب لويس شيخو اليسوعي . بيروت 1890
ـــ ديوان عمرو بن كلثوم : د . إميل بديع يعقوب . بيروت 1996
ـــ عمرو بن كثوم : فؤاد افرام البستاني ، سلسلة الروائع بيروت 1928
ـــ المنجد في اللغة والآداب : بيروت 1973
ـــ شرح المعلّقات العشر : الزوزني . بيروت ، 1983
ـــ شرح المعلّقات العشر : الخطيب التبريزي . ـــ مواقع على الإنترنت :
» على الرصيف
» بوابة الجحيم
» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
» فردوس مليندا المفقود.
» بدري فركوح
» ليلى العفيفة
» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
» ألفية العياط فى النحو
» ديوان إنشق القمر
» ديوان بومبا والاقزام
» بريد الموتى
» ديوان دحش قرم ودانك
» ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
» من عجائب الأرقام
» ابن الرومي
» قصيدة حبك وقلبى
» الأعشى الأكبر
» 05 نيسان عيد ميلاد اميرة دمشق
» مساء الخير
» مي زيادة
» لبيد بن ربيعة
» زهير بن أبي سلمى
» جبران خليل جبران
» إيايا أبو ماضي
» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
» سيف الفراق
» ديوان اعشقك جدا
» ديوان الحديث مع النفس البشرية
» عمرو بن كلثوم
» طرفة بن العبد
» ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
» شهداء 6 أيار 1916
» الياس قنصل
» زكي قنصل
» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
» محمود درويش مؤلفات ودواوين
» حاتم الطائي
» حكمة اليوم
» امرؤ القيس
» محتويات مكتبة الروايات
» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
» الحارث بن حلزة
» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
» رخصة زواج للمؤجل اداريا
» الف ليلة وليلة
» عنترة العبسي
» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي