شبكة السراب الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة ثقافية ادبية متنوعة وشاملة

المواضيع الأخيرة

» 05 نيسان عيد ميلاد اميرة دمشق
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف

» أنا بهذه اللحظة
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك

» على الرصيف
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف

» بوابة الجحيم
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف

» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف

»  فردوس مليندا المفقود.
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف

» بدري فركوح
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ليلى العفيفة
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي

» ألفية العياط فى النحو
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط

» ديوان إنشق القمر
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط

»  ديوان بومبا والاقزام
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط

» بريد الموتى
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف

» ديوان دحش قرم ودانك
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط

»  ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط

» من عجائب الأرقام
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ابن الرومي
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  قصيدة حبك وقلبى
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط

» الأعشى الأكبر
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مساء الخير
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب

» مي زيادة
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» لبيد بن ربيعة
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زهير بن أبي سلمى
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» جبران خليل جبران
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» إيايا أبو ماضي
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87

» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط

»  سيف الفراق
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط

»  ديوان اعشقك جدا
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط

» ديوان الحديث مع النفس البشرية
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط

» عمرو بن كلثوم
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» طرفة بن العبد
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط

» شهداء 6 أيار 1916
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» الياس قنصل
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زكي قنصل
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي

» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي

» محمود درويش مؤلفات ودواوين
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay

» حاتم الطائي
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حكمة اليوم
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» امرؤ القيس
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» محتويات مكتبة الروايات
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد

» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط

» الحارث بن حلزة
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter

» رخصة زواج للمؤجل اداريا
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510

» الف ليلة وليلة
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف

» عنترة العبسي
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد

شاطر

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

3 مشترك

    في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد

    فتح & فلسطين
    فتح & فلسطين
    سرابي مميز
    سرابي مميز


    عدد المشاركات : 146
    عدد مرات الشكر : 0

    في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد

    مُساهمة من طرف فتح & فلسطين 5/12/2008, 3:32 am

    1- هي حقيقة جوهرية ما فتئت تتحول، مع الزمن، إلى قاعدة مركزية نادرا ما يطالها الشذوذ أو يمسسها التقادم: قاعدة أنه كلما استجد بالعالم طارئ خطير أو من الخطورة ما من شأنها أن تحول "مجرى التاريخ" بين الدول والشعوب إلا وأفرز، من بين ظهرانيه، خطابا وأطروحات يتم التصدي لذات الطارئ على أساسها أو يرسم " لتوجهات جديدة" على خلفية الدروس والعبر المستقاة منها.



    لا يقتصر الأمر، في هذا الشأن، على الحروب الكبرى التي عاشها العالم، ولا على سنين الحرب الباردة (الموسومة بالسلم العام وإن في اشتداد حروب المواقع وتزايد وتيرة الحروب الإعلامية وحروب التجسس وغيرها)، ولا على تهديدات السلم إياه الناتجة عن سلوك وممارسات ما يسمى منذ مدة " بالدول المارقة"، ولكن يتعداه أيضا إلى "حرب العصابات" التي تشنها العديد من المنظمات السياسية أو الطوائف الدينية أو غيرها على خلفيات متعددة وبمرجعيات مختلفة.



    وعلى هذا الأساس، فبقدر ما نجحت حرب الخليج الثانية في إفراز "أطروحة النظام العالمي الجديد"، وفي خضمه خطاب العولمة، بقدر ما يراد من "الحملة على الإرهاب" (المترتبة عن أحداث الحادي عشر من شتنبر بالولايات المتحدة) أن تكون المدخل إلى إعادة رسم صورة العالم الاقتصادية والسياسية والعسكرية كما بشر بذلك، من ذي قبل، فاعلو العولمة الكبار.



    2- وبصرف النظر عن اختلاف النظرة إلى ذات النظام وتباين التأويلات بإزائه (وبإزاء ظاهرة العولمة أيضا)، وبغض الطرف عن كونه تكرس على أرض الواقع أم بقي رهين الخطاب السياسي ومادة الأدبيات الأكاديمية ليس إلا، فإن الثابت أن التقادم لم يطل طبيعته الأصل و لا وظيفته المرجوة:



    + فالنظام العالمي الجديد (كما العولمة) جاء في سياق حرب مدمرة على قوة إقليمية (العراق أقصد) لم تفتأ، منذ انتهاء الحرب العراقية/الإيرانية، تربك الحسابات الأمريكية بمنطقة الخليج العربي (أو هكذا يزعم) وتهدد مصادر الطاقة لديها (أو هكذا يقال) وتشوش على مشاريع حليفتها الأولى بالمنطقة إن لم تكن مكمن تهديد حقيقي لها كما يروج.



    وعلى هذه الخلفية، فلم يكن خطاب النظام العالمي الجديد، المروج له قبل بداية الحرب وفي خضمها، مرتكزا فقط على ضرورة "تحرير الكويت" وتكريس مبدأ حسن الجوار في العلاقات بين الدول، بقدر ما كانت مسوغاته العميقة كامنة (لدى الولايات المتحدة أساسا) على ضرورة إبقاء التوازنات الإقليمية قائمة وفق ما تقرره هذه الدولة وترتضيه.



    لم يكن فاعلو العولمة (دولا وشركات وأصحاب رؤوس أموال وغيرهم) في منأى عن صيرورة الخطاب إياه: فهم لم يروا فيه فقط إعادة تأمين لمصالحهم في بلوغ مصادر الطاقة (وتحديد مستويات أثمانها بما يضمن ربحية عالية لهم)، ولا سبيلا للاستحواذ على العائدات المالية التي تدرها هذه المصادر، بل وكذلك تكريسا لاقتصاد السوق ولحرية الاستثمار ولسيادة قانون العرض والطلب.



    بالتالي فأطروحة "النظام العالمي الجديد" لم تكن تدفع بمبادئ السلم والعدل وحسن الجوار إلا بما يخدم المصالح الأمريكية (الاقتصادية منها بالأساس) وفاعلي العولمة بداخلها.



    + والنظام العالمي الجديد (كما العولمة سواء بسواء) جاء في سياق من التحولات السياسية والجيوستراتيجية لم يكن تقويض الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة إلا مظهرين من مظاهرها الكبرى.



    ليس التلميح هنا فقط إلى أطروحتي " نهاية التاريخ" و " تصادم الحضارات" اللتين أثثتا للإطار النظري "لانتصار الليبرالية الاقتصادية والسياسية" على سواها من " نماذج"، ولا لطبيعة الحروب التي من المفروض أن يكون " للقوة الأعظم" امتياز الانتصار فيها، ولكن أيضا إلى خطاب "الديموقراطية" (ديموقراطية السوق بالخصوص) والخطاب المتبني للقيم الحداثية و" مثالية" الأخلاق الليبرالية وغيرها.



    لا يطرح الصراع، وفق جل هذه الخطابات، على خلفية من وجود قوى كبرى (وفي مقدمتها الولايات المتحدة) أدت ممارساتها السياسية إلى استنبات العديد من أشكال الكراهية ضدها، بل في كون القوى الأخرى ("المارقة" في التصور الغربي) لم تستطع منظومات قيمها استساغة قيم الحداثة والديموقراطية والتباري الحر بالأسواق وعلى السلطة.

    بالتالي، فخطاب النظام العالمي الجديد (ونظام العولمة في ظله) لا يدفع بمبادئ الديموقراطية السياسية و " قيم" الليبرالية الاقتصادية إلا بما يضمن لها أنظمة حكم (بالدول مكمن الصراع وبالعالم) مندغمة سياساتها في المبادئ تلك و "القيم" هاته.



    + ثم النظام العالمي الجديد (شأنه في ذلك شأن العولمة) جاء في خضم تحولات ثقافية عميقة حملتها طفرة القنوات الفضائية وثورة شبكة الإنترنيت فاسحة في المجال لتكريس نبوءة "القرية الكونية المتواصلة والمتضامنة والحميمة".



    ليس المقصود من التحولات الثقافية إياها (وفق المنظور الغربي لذات التحولات) المطالبة بانفتاح الكيانات الثقافية المتباينة بعضها على البعض بغرض التلاقح والتكامل والتفاهم بين الدول والشعوب، بل توجيهها باتجاه سريان أحادي للمعلومات وانسياب عمودي "للمضامين" الثقافية الغربية (باتجاه باقي الدول والكيانات).



    من هنا ف"العولمة الثقافية" التي تبناها النظام العالمي الجديد، منذ بداية تسعينات القرن الماضي، ليست في أبعادها نظام " تبادل" للقيم والرموز (بما يسهم في تكريس السلم والأمن العالميين)، بقدر ما هي مطالبة (وعمل أيضا) بضرورة انصهار ذات القيم والرموز في الثقافة المهيمنة..أي الثقافة الغربية...ثقافة اقتصاد وديموقراطية السوق.



    3- لا تختلف قراءتنا لثنائية "النظام العالمي الجديد والعولمة" كثيرا عن قراءتنا لثلاثية "الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد" حتى في تقادم طرح النظام إياه وانصراف الخطاب عنه لفائدة أطروحات أخرى "متجددة":



    - فالانفجارات التي طالت مبنيي التجارة العالمي والبنتاغون لم تكن تستهدف، حقيقة الأمر، الولايات المتحدة في حد ذاتها (كديموقراطية واقتصاد وثقافة) بقدر ما كانت تستهدف رموز العولمة الاقتصادية والمالية والعسكرية التي جعلت من الولايات المتحدة "صانع" العولمة ومروجها والمدافع الأمين عن طروحاتها.



    والانفجارات إياها لم تكن، أكثر من ذلك، موجهة للولايات المتحدة كونها "مصممة" العولمة وصاحبة طرح النظام العالمي الجديد لمجرد أنها مصممته أو صاحبته، بل لأشكال الظلم والاستبداد والهيمنة والاستهداف (دونما وجه حق) التي تكرسها المنظومات إياها على الدول والشعوب، على الأفراد والجماعات.



    فالولايات المتحدة تتجسس على العالم وتضرب دوله لمجرد الاشتباه فيها، وتؤيد أنظمة حكم استبدادية ضدا على شعوبها، وتستقوي المحتل (كما في حالة فلسطين وسوريا ولبنان وغيرها) على المحتلة أرضه، وتزرع نار الفتن الطائفية داخل الدولة الواحدة، وتقف في وجه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بتحسين الظروف الإنسانية للشعوب...وقس على ذلك.

    كلها ممارسات لم يكن لها إلا أن تفرز استعداءات كثيرة من جهات مختلفة ...كل وفق درجة الضرر الملحق به.



    لا تستقرأ الولايات المتحدة ما تعرضت له من اعتداءات على خلفية هذا، بقدر ما تستقرأ فيه حربا معلنة ضد الديموقراطية الأمريكية والرأسمالية الأمريكية ونمط العيش الأمريكي من لدن دول أو جماعات " لم تتشبع" بعد بقيم الحداثة والليبرالية والحرية والأخلاق المدنية.



    بالتالي فبقدر ما تدفع الولايات المتحدة بالمسوغات إياها لتبرير "حملتها على الإرهاب" (خطابا) بقدر ما تعمل، على مستوى الممارسة، للتموقع بمنطقة نفوذ جيوستراتيجي ضخم (توجد أفغانستان في عمقها) وبجهة من العالم تؤمن لها إمدادات من النفط إضافية، وتمنحها-فضلا عن ذلك- سبل التجاور مع "أعداء صاعدين" اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا.



    - ثم أن الانفجارات، التي حصلت بالولايات المتحدة يوم الحادي عشر من شتنبر، لم تكن تستهدف أسس الديموقراطية السياسية الأمريكية في حد ذاتها، بقدر ما كانت رد الفعل (من لدن منفذي العملية ومن لدن العديد من الدارسين) على السلوك الأمريكي اللاديموقراطي وطبيعة علاقات الولايات المتحدة بباقي الدول والشعوب:



    °°- فالإدارة الأمريكية لم تكن راضية على نزاهة الانتخابات بالجزائر، فدفعت بكل ثقلها لإجهاظ المسلسل الديموقراطي وتمكين المؤسسة العسكرية من السلطة دونما وجه حق يذكر.



    °°- والإدارة الأمريكية لم تكن تستلطف وصول الإسلاميين إلى السلطة بتركيا، فأسهمت بضغط مباشر في إقصاء هؤلاء ومنع تظاهراتهم وحل أحزابهم وجمعياتهم.



    °°- والإدارة الأمريكية لم تتوان يوما في حماية أنظمة سياسية مطلقة محتكرة للسلطة والثروة وللتأويل الديني ولا تعير أدنى قيمة للمواطنة أو لحقوق الإنسان أو لمبدأ التناوب على السلطة كما هو حال العديد من دول الخليج.



    لا أثر لنظام جديد بهذه المنطقة (ولا عولمة لليبرالية والحرية وحقوق الإنسان بها) اللهم إلا ما يرتبط بحصار العراق واستباحة أجوائه وتقسيم فضائه الجغرافي إلى دويلات وأقاليم "مستقلة ذاتيا".

    بالمقابل فالولايات المتحدة لا تستقرأ ذلك على الخلفية أعلاه، بقدر ما تستقرئه على خلفية من تصورها للنظام العالمي الجديد (المنبني على دعم "الحلفاء والأصدقاء" والتنكيل ب "المارقين الخارجين عن القانون) وعلى خلفية من تمثلها للعولمة واقتصاد وديموقراطية السوق.



    - وانفجارات الحادي عشر من شتنبر أيضا لم تكن تستهدف "الثقافة الأمريكية" (ولا الحضارة الغربية بوجه عام) بقدر ما كانت تستهدف "التعالي الثقافي" الذي كانت تدفع به الولايات المتحدة (عبر هيمنتها على وسائل الإعلام الكبرى) وإمعانها في فرض منظومتها للقيم على ما سواها من منظومات.



    ليس ثمة من شك في تجذر أطروحة "التصادم الثقافي والحضاري" في منظومة القيم الأمريكية وتموطنها في المخيال الشعبي للأفراد وللجماعات.

    بالتالي فضربة أفغانستان (وعزم الولايات المتحدة على ضرب دول عربية وإسلامية أخرى) لا يخرج عن نطاق التصادم إياه، إذ الضربات إياها عبرت، وبما لا يدع مجالا للشك، بأن الصراع هو بين الإسلام والغرب حتى وإن بدا متمظهرا، في الوقت الراهن، ولكأنه صراع بين منظومتين للقيم إحداها (العربية/الإسلامية) لم "يتسن لها بعد تمثل قيم الأخرى" كما يقال.



    لسنا هنا فقط أمام نظام عالمي جديد ستكون حرب القيم بداخله على أشدها، بل سنكون وأكثر فأكثر، أمام عولمة " للقيم الأقوى" على حساب قيم "أضحت يوما عن يوم مصدر تهديد" للنظام العالمي ولنظام العولمة المتكرس بداخله.



    إذا لم يكن الأمر كذلك فما تفسير الحرب التي شنتها الولايات المتحدة (منذ أحداث شتنبر) على الجمعيات الإسلامية الخيرية والثقافية والدينية والاجتماعية والتعليمية وغيرها الموجودة بالولايات المتحدة وبالدول الغربية الأخرى؟



    ولو سلمنا جدلا بغير ذلك، فما الآية من عزم الولايات المتحدة (والعديد من الدول الغربية) ممارسة ضغوطات "على الحكومات الإسلامية الصديقة لها...لإجراء تغييرات جوهرية في برامج التعليم الرسمية من أجل تعزيز قيم العلمنة وفتح مجال ثقافي وفكري أوسع يتيح استقبال المجتمعات الإسلامية قطاعا أوسع من القيم الغربية الحديثة؟"



    ثم إذا جزمنا بغير ذلك، فبماذا سيكون تفسير عزم الولايات المتحدة على تقوية شبكة وكالاتها للإعلام والثقافة بالعالم وكذا عزمها على زيادة "وتيرة العمل من أجل ربط الأسواق واقتصاديات العالم الإسلامي بالسوق الغربي بحيث تتبلور صورة بالوعي الجمعي المسلم تربط بين الرفاه والاستقرار والعلاقة الوثيقة بالغرب"؟



    4- هل المعنى مما ورد أن الحرب ستكون حربا "شاملة" وأن "الحملة على الإرهاب" هي مجرد مسوغ شكلي لحرب بدأت، في العمق وفي الجوهر، كي لا تنتهي؟



    ستكون كذلك دون أدنى شك: فهي لن تستوظف التكنولوجيا الحربية بكل أنواعها، ولا الإكراهات النفسية بكل أشكالها، ولن تتكئ على القوة الاقتصادية والمالية بكل ثقلها، بل ستتعدى كل ذلك لتستثمر منظومة القيم الذاتية (المحكومة بمكان وزمان استنباتها) وتفرضها على باقي منظومات القيم فتحولها بالتالي إلى " قيم موضوعية وعالمية".



    لن يكون الأمر مقصورا على القيم العربية/الإسلامية (المستهدفة على المدى المنظور) بل سيطال جل التي لا تتماشى ومنظور "القيم ...السيدة".

    السراب
    السراب
    ادارة عامة
    ادارة عامة


    انثى
    عدد المشاركات : 10952
    تاريخ الميلاد : 11/01/2008
    العمر : 16
    عدد مرات الشكر : 355

    في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty رد: في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد

    مُساهمة من طرف السراب 5/12/2008, 5:01 am

    هنا ف"العولمة الثقافية" التي تبناها النظام العالمي الجديد، منذ بداية تسعينات القرن الماضي، ليست في أبعادها نظام " تبادل" للقيم والرموز (بما يسهم في تكريس السلم والأمن العالميين)، بقدر ما هي مطالبة (وعمل أيضا) بضرورة انصهار ذات القيم والرموز في الثقافة المهيمنة..أي الثقافة الغربية...ثقافة اقتصاد وديموقراطية السوق.

    فتح هنا الزبده من موضوعك وانا مع هالكلام ميه بالميه
    الف شكر مشكور على موضوعك الاكثر من هام
    تقبل مروري
    السراب
    السراب
    ادارة عامة
    ادارة عامة


    انثى
    عدد المشاركات : 10952
    تاريخ الميلاد : 11/01/2008
    العمر : 16
    عدد مرات الشكر : 355

    في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty رد: في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد

    مُساهمة من طرف السراب 5/12/2008, 5:38 am

    - فالانفجارات التي طالت مبنيي التجارة العالمي والبنتاغون لم تكن تستهدف، حقيقة الأمر، الولايات المتحدة في حد ذاتها (كديموقراطية واقتصاد وثقافة) بقدر ما كانت تستهدف رموز العولمة الاقتصادية والمالية والعسكرية التي جعلت من الولايات المتحدة "صانع" العولمة ومروجها والمدافع الأمين عن طروحاتها.

    انا مع هذا الكلام قلبا وقالبا وملخص موضوعك هذه الاسطر
    مشكور فتح على موضوعك الاكثر من رائع
    تقبل مروري
    زائرالليل
    زائرالليل
    سرابي ملكي
    سرابي ملكي


    ذكر
    عدد المشاركات : 1647
    تاريخ الميلاد : 22/01/1974
    العمر : 50
    عدد مرات الشكر : 5

    في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد Empty رد: في الإرهاب والعولمة والنظام العالمي الجديد

    مُساهمة من طرف زائرالليل 5/12/2008, 5:55 am

    يسلمووووووووووووووووو
    تقبل مروري

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/14/2024, 12:46 am