طرأ جديد على الموقف الأميركي من أسلحة الدمار الشامل، هو إعلان الرئيس باراك أوباما أثناء زيارته لأوروبا مطلع الشهر الجاري (نيسان/ إبريل 2009) أنّ إدارته الجديدة سوف تعمل من أجل نزع هذه الأسلحة في العالم أجمع، بما فيه الولايات المتحدة بالطبع وكما يفترض، أي أنّه لم تعد ثمّة استثناءات، فقد عوّدتنا الإدارات الأميركية المتعاقبة أن تعمل على نزع أسلحة الدمار الشامل أو الحيلولة دون امتلاكها في البلدان الأخرى، خاصة تلك البلدان التي كانت مستعمرات حتى الأمس القرب، مستثنية منها المستعمرات السابقة الكبيرة مثل الصين، وجدير بالذكر أنّ المستعمرات السابقة عموماً، الكبيرة والصغيرة، سعت وتسعى إلى امتلاك هذا النوع من الأسلحة الرهيبة مضطرة، لاستكمال استقلالها الناقص وللدفاع عن حقّها في التطور، حيث الدول الاستعمارية لا تكفّ عن التدخل في شؤونها ونهبها وإذلالها بطرق غير مباشرة، ولا تكفّ عن تهديدها عسكرياً إذا ما أصرّت على الاستقلال والتطور خلافاً للقانون الاستعماري الذي ينص على التطوّر المتفاوت بين الأمم، أي على استمرار التبعية للمركزية الأوروبية الأميركية!
إنّ سبب هذا الجديد في الموقف الأميركي يعود إلى الأزمة العالمية المالية والاقتصادية، وإلى التغيير الذي طرأ على بنية النظام الدولي وعلى بنية إدارته، بصعود الصين والهند وغيرهما من المستعمرات السابقة إلى مركز القرار الدولي في مجموعة العشرين، وكأطراف متكافئة في القوة النووية وفي المكانة الاقتصادية مع الدول الثرية الثمان، وبالطبع فإنّ ذلك لا يقلّل من أهمية تصريح أوباما بصدد النزع الكلّي لأسلحة الدمار الشامل، الكيماوية والجرثومية والنووية، إنّما يبقى ما ينبغي قوله للرئيس، بل ما يفترض معرفته به بداهة، وهو أنّ أسلحة الدمار الشامل ليست في الأصل سوى نتاج العقائد الاستعمارية الاستئصالية التي شنّت حروب الإبادة الشاملة ضدّ العديد من الأمم، ومنها الأمة العربية التي يتعرّض أبناؤها في فلسطين تحديداً لمحاولات إزالتهم نهائياً من الوجود كشعب مستقلّ وحرّ وسيّد في وطنه فلسطين، وأنّ الكيان الإسرائيلي العنصري المصطنع، بمجمل تركيبته وليس بقنابله النووية فقط، هو أداة دمار شامل موجّهة ضدّ الفلسطينيين خصوصاً والعرب والمسلمين عموماً!
ولعلّ السؤال الذي يصحّ طرحه هنا هو: كيف يمكن لوم الشعوب التي أبيدت عن بكرة أبيها في أميركا الشمالية لأنّها استعارت من قاتليها البندقية وقاومتهم بها؟ وكيف يمكن لوم العرب، أو الإيرانيين وغيرهم، إذا سعوا لاستعارة القنبلة النووية، الأميركية أصلاً، لمواجهة خطر الفناء المتمثل بالكيان الصهيوني العنصري، بقنابله النووية ومن دونها؟ أليس الهدف الأول للذين أوجدوا الكيان الإسرائيلي ويواصلون رعايته وتعزيز قوته وتفوقه هو إحلال شعب محلّ شعب، وثقافة محلّ ثقافة، وسيادة محلّ سيادة؟ وما هو الدمار الشامل إن لم يكن تحقيق مثل هذا الهدف، سواء استخدمت القنابل النووية أم لم تستخدم؟ وماذا فعل الأميركيون في العراق والإسرائيليون في فلسطين ولبنان، من حيث حجم القتل والدمار، إن لم يكن يعادل استخدام القنابل النووية، بل يفوق بكثير استخدامها ضدّ اليابان؟
لقد مارس الرئيس الأميركي الجمهوري السابق جورج بوش سياسة حرب التدمير الشامل على أوسع نطاق ممكن ضدّ العرب والمسلمين، غير أنّ الرئيس الديمقراطي الذي سبقه لم يكن يختلف عنه على الرغم من الوهم الشائع بأنّه كان معتدلاً ومسالماً، فإذا كان بوش قد نجح في احتلال العراق عسكرياً فإنّ الفضل الأول يعود إلى سلفه بيل كلينتون الذي حاصر العراق وظلّ يقصفه بالقنابل على مدى عهده الذي استمرّ ثمانية أعوام، فكانت النتيجة إبادة مئات ألوف العراقيين، وتشريد الملايين منهم، وتدمير الأسس التي نهض عليها وطنهم العريق الجميل!
وكان الرئيس كلينتون، المعتدل المسالم، قد ألقى خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي (27/10/1995) قال فيه أنه زار فلسطين المحتلة في بعثة دينية عام 1982، وأنّه عايش خلال تلك الزيارة تاريخ اليهود كما يرويه الكتاب المقدّس، وأنّ كاهنه المرافق أوصاه يومئذ قائلاً: "إذا تخلّيت عن إسرائيل فإنّ الله سيغضب عليك"! وأنّه فهم من وصية كاهنه أنّ إرادة الله تقضي بأن تكون "إسرائيل لشعب إسرائيل" إلى الأبد! وختم كلينتون قائلاً لأعضاء الكنيست أنه قطع عهداً وميثاقاً لكاهنه أنّ إرادة الله ستكون إرادته! فما معنى هذا العهد الذي قطعه كلينتون إن لم يكن عهداً بالإبادة الشاملة الكاملة للشعب الفلسطيني؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك من دون تحقيق الدمار الشامل للأمة العربية والإسلامية؟
لقد انتخب أوباما رئيساً للولايات المتحدة كمرشح من قبل حزب كلينتون الديمقراطي، وها هي هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأسبق تشاركه في إدارته، وهي التي لا تقلّ عن زوجها تعصّباً للكيان الإسرائيلي، وإذا كان أوباما جادّا في توجّهه لنزع أسلحة الدمار الشامل عموماً، بما في ذلك القنابل النووية الإسرائيلية، فإنّ ما ينبغي إقراره هو أنّ السياسات الإسرائيلية تفعل فعل هذه القنابل من دون استخدامها، أي أنّ الكيان الإسرائيلي مصمّم ومصنّع بالأصل، من قبل الولايات المتحدة وحليفاتها، كي يكون في حدّ ذاته معادلاً للقنابل النووية وفعّالاً مثلها وأكثر، وهكذا فما هو نزع أسلحة الدمار الشامل إن لم يكن حماية الشعوب من التدمير وتجنيبها الفناء والزوال؟ وكيف يمكن إنقاذ الشعب الفلسطيني إن لم يكن بالتصدي للكيان الإسرائيلي الذي لا يقتصر خطره على الفلسطينيين وحدهم، ولا على العرب والمسلمين فقط، بل يتعدّاهم ليشمل الأمم جميعها؟
إنّ سبب هذا الجديد في الموقف الأميركي يعود إلى الأزمة العالمية المالية والاقتصادية، وإلى التغيير الذي طرأ على بنية النظام الدولي وعلى بنية إدارته، بصعود الصين والهند وغيرهما من المستعمرات السابقة إلى مركز القرار الدولي في مجموعة العشرين، وكأطراف متكافئة في القوة النووية وفي المكانة الاقتصادية مع الدول الثرية الثمان، وبالطبع فإنّ ذلك لا يقلّل من أهمية تصريح أوباما بصدد النزع الكلّي لأسلحة الدمار الشامل، الكيماوية والجرثومية والنووية، إنّما يبقى ما ينبغي قوله للرئيس، بل ما يفترض معرفته به بداهة، وهو أنّ أسلحة الدمار الشامل ليست في الأصل سوى نتاج العقائد الاستعمارية الاستئصالية التي شنّت حروب الإبادة الشاملة ضدّ العديد من الأمم، ومنها الأمة العربية التي يتعرّض أبناؤها في فلسطين تحديداً لمحاولات إزالتهم نهائياً من الوجود كشعب مستقلّ وحرّ وسيّد في وطنه فلسطين، وأنّ الكيان الإسرائيلي العنصري المصطنع، بمجمل تركيبته وليس بقنابله النووية فقط، هو أداة دمار شامل موجّهة ضدّ الفلسطينيين خصوصاً والعرب والمسلمين عموماً!
ولعلّ السؤال الذي يصحّ طرحه هنا هو: كيف يمكن لوم الشعوب التي أبيدت عن بكرة أبيها في أميركا الشمالية لأنّها استعارت من قاتليها البندقية وقاومتهم بها؟ وكيف يمكن لوم العرب، أو الإيرانيين وغيرهم، إذا سعوا لاستعارة القنبلة النووية، الأميركية أصلاً، لمواجهة خطر الفناء المتمثل بالكيان الصهيوني العنصري، بقنابله النووية ومن دونها؟ أليس الهدف الأول للذين أوجدوا الكيان الإسرائيلي ويواصلون رعايته وتعزيز قوته وتفوقه هو إحلال شعب محلّ شعب، وثقافة محلّ ثقافة، وسيادة محلّ سيادة؟ وما هو الدمار الشامل إن لم يكن تحقيق مثل هذا الهدف، سواء استخدمت القنابل النووية أم لم تستخدم؟ وماذا فعل الأميركيون في العراق والإسرائيليون في فلسطين ولبنان، من حيث حجم القتل والدمار، إن لم يكن يعادل استخدام القنابل النووية، بل يفوق بكثير استخدامها ضدّ اليابان؟
لقد مارس الرئيس الأميركي الجمهوري السابق جورج بوش سياسة حرب التدمير الشامل على أوسع نطاق ممكن ضدّ العرب والمسلمين، غير أنّ الرئيس الديمقراطي الذي سبقه لم يكن يختلف عنه على الرغم من الوهم الشائع بأنّه كان معتدلاً ومسالماً، فإذا كان بوش قد نجح في احتلال العراق عسكرياً فإنّ الفضل الأول يعود إلى سلفه بيل كلينتون الذي حاصر العراق وظلّ يقصفه بالقنابل على مدى عهده الذي استمرّ ثمانية أعوام، فكانت النتيجة إبادة مئات ألوف العراقيين، وتشريد الملايين منهم، وتدمير الأسس التي نهض عليها وطنهم العريق الجميل!
وكان الرئيس كلينتون، المعتدل المسالم، قد ألقى خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي (27/10/1995) قال فيه أنه زار فلسطين المحتلة في بعثة دينية عام 1982، وأنّه عايش خلال تلك الزيارة تاريخ اليهود كما يرويه الكتاب المقدّس، وأنّ كاهنه المرافق أوصاه يومئذ قائلاً: "إذا تخلّيت عن إسرائيل فإنّ الله سيغضب عليك"! وأنّه فهم من وصية كاهنه أنّ إرادة الله تقضي بأن تكون "إسرائيل لشعب إسرائيل" إلى الأبد! وختم كلينتون قائلاً لأعضاء الكنيست أنه قطع عهداً وميثاقاً لكاهنه أنّ إرادة الله ستكون إرادته! فما معنى هذا العهد الذي قطعه كلينتون إن لم يكن عهداً بالإبادة الشاملة الكاملة للشعب الفلسطيني؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك من دون تحقيق الدمار الشامل للأمة العربية والإسلامية؟
لقد انتخب أوباما رئيساً للولايات المتحدة كمرشح من قبل حزب كلينتون الديمقراطي، وها هي هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأسبق تشاركه في إدارته، وهي التي لا تقلّ عن زوجها تعصّباً للكيان الإسرائيلي، وإذا كان أوباما جادّا في توجّهه لنزع أسلحة الدمار الشامل عموماً، بما في ذلك القنابل النووية الإسرائيلية، فإنّ ما ينبغي إقراره هو أنّ السياسات الإسرائيلية تفعل فعل هذه القنابل من دون استخدامها، أي أنّ الكيان الإسرائيلي مصمّم ومصنّع بالأصل، من قبل الولايات المتحدة وحليفاتها، كي يكون في حدّ ذاته معادلاً للقنابل النووية وفعّالاً مثلها وأكثر، وهكذا فما هو نزع أسلحة الدمار الشامل إن لم يكن حماية الشعوب من التدمير وتجنيبها الفناء والزوال؟ وكيف يمكن إنقاذ الشعب الفلسطيني إن لم يكن بالتصدي للكيان الإسرائيلي الذي لا يقتصر خطره على الفلسطينيين وحدهم، ولا على العرب والمسلمين فقط، بل يتعدّاهم ليشمل الأمم جميعها؟
6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف
» أنا بهذه اللحظة
10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك
» على الرصيف
6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف
» بوابة الجحيم
6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف
» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف
» فردوس مليندا المفقود.
3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف
» بدري فركوح
3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ليلى العفيفة
3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي
» ألفية العياط فى النحو
11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط
» ديوان إنشق القمر
8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط
» ديوان بومبا والاقزام
2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط
» بريد الموتى
1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف
» ديوان دحش قرم ودانك
12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط
» ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط
» من عجائب الأرقام
5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ابن الرومي
5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» قصيدة حبك وقلبى
8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط
» الأعشى الأكبر
6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مساء الخير
5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب
» مي زيادة
4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» لبيد بن ربيعة
12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زهير بن أبي سلمى
12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» جبران خليل جبران
12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» إيايا أبو ماضي
11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87
» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط
» سيف الفراق
7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط
» ديوان اعشقك جدا
7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط
» ديوان الحديث مع النفس البشرية
7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط
» عمرو بن كلثوم
6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» طرفة بن العبد
5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط
» شهداء 6 أيار 1916
5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» الياس قنصل
4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زكي قنصل
4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي
» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي
» محمود درويش مؤلفات ودواوين
3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay
» حاتم الطائي
3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حكمة اليوم
3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» امرؤ القيس
3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» محتويات مكتبة الروايات
2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد
» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط
» الحارث بن حلزة
1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter
» رخصة زواج للمؤجل اداريا
1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510
» الف ليلة وليلة
1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف
» عنترة العبسي
1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد