شبكة السراب الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة ثقافية ادبية متنوعة وشاملة

المواضيع الأخيرة

» 05 نيسان عيد ميلاد اميرة دمشق
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف

» أنا بهذه اللحظة
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك

» على الرصيف
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف

» بوابة الجحيم
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف

» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف

»  فردوس مليندا المفقود.
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف

» بدري فركوح
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ليلى العفيفة
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي

» ألفية العياط فى النحو
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط

» ديوان إنشق القمر
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط

»  ديوان بومبا والاقزام
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط

» بريد الموتى
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف

» ديوان دحش قرم ودانك
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط

»  ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط

» من عجائب الأرقام
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ابن الرومي
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  قصيدة حبك وقلبى
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط

» الأعشى الأكبر
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مساء الخير
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب

» مي زيادة
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» لبيد بن ربيعة
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زهير بن أبي سلمى
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» جبران خليل جبران
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» إيايا أبو ماضي
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87

» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط

»  سيف الفراق
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط

»  ديوان اعشقك جدا
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط

» ديوان الحديث مع النفس البشرية
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط

» عمرو بن كلثوم
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» طرفة بن العبد
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط

» شهداء 6 أيار 1916
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» الياس قنصل
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زكي قنصل
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي

» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي

» محمود درويش مؤلفات ودواوين
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay

» حاتم الطائي
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حكمة اليوم
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» امرؤ القيس
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» محتويات مكتبة الروايات
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد

» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط

» الحارث بن حلزة
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter

» رخصة زواج للمؤجل اداريا
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510

» الف ليلة وليلة
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف

» عنترة العبسي
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد

شاطر

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

+3
القلب النابض
السراب
سيف العرب
7 مشترك

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    avatar
    سيف العرب
    سرابي ملكي
    سرابي ملكي


    ذكر
    عدد المشاركات : 7832
    تاريخ الميلاد : 03/07/1981
    العمر : 42
    عدد مرات الشكر : 160

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    مُساهمة من طرف سيف العرب 4/15/2008, 3:42 am

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ


    دمشق هذا العام هي عاصمة الثقافة العربية .. ومن أجدر منها بهذه الصفة فكل شبر فيها هو صفحة من التاريخ تروي قصص الماضي بأمجاده التليدة وانتكاساته المحزنة. من دمشق حَكَم خلفاء بني أمية الدنيا ووطنوا للعرب وللإسلام ملكا صانوه بالسيف ودنانير عبدالملك وفقدوه بالعصبية وتصدع بيت مروان. وفي دمشق عربت الدواوين وسُكَّت الدنانير ووحدت قراءة القرآن وبني للمسلمين جامع عجزت عن وصفه الأقلام، وفي دمشق أيضا يرقد صلاح الدين. وهي في هذا العام تفتح قلبها للعديد من الاحتفالات الثقافية تتفاعل فيها بقية اشكال الثقافة العربية. وتزور العربي دمشق قي هذا العام وهي تحتفل بعيدها الخمسين الذي كرسته لزيارة المدن التي قامت بزيارتها منذ نصف قرن من الزمن. ولا يوازي دمشق في عراقتها إلا مدينة حلب فمنها صد أمراء بني حمدان أخطار الروم التي عجز عنها خلفاء بني العباس، وفي حلب شع نور الأمل باسترداد بيت المقدس وقطف عماد الدين أولى الثمرات، إمارة الرها. ومن دمشق خرجنا من التاريخ لنعود له وبينهما تذوقنا الهريسة النبكية واغتسلنا في العاصي قرب نواعير حماة وصلينا عند قبر أسد بني أمية عمر بن عبدالعزيز. هذه رحلة في التاريخ ذي النهايات المفتوحة، ورحلة في الهوية التي تقلبت عليها صروف الزمان وبقيت هي على حالها، عروبة منفتحة وإسلاما يقبل بالآخر.

    هذه زياتي الأولى للشام وهذا اعتراف أتمنى أن يغفر لي ضميري ما حرمت نفسي منه وقتا طويلا، فكيف لعاشق للتاريخ أن يهمل التاريخ نفسه ويكتفي بقراءة القرطاس ومشاهدة الزجاجة المشعة؟ أكرر اعتذاري يا شام فلاعذر لي.

    استقبلتني عمائر عتيقة ترتدي أكاليل من صحون التقاط القنوات الفضائية، إعلانات عريضة لعلامات تجارية وسيارات فارهة تعلن أن الزمان غير الزمان والانفتاح هو الطريق الجديد لاقتصاد سورية. باعة الوجبات السريعة يتموقعون في النقاط الحساسة عند مداخل الشوارع الرئيسية وعند التقاطعات النشطة.

    بدا واضحا التحول الاجتماعي نحو المدنية والحداثة - اللباس نموذجا - فالصراع الأبدي المستديم بين الأجيال ساحته هو الكون كله، وأمامي جيل لايزال متشبثا بالملابس التقليدية وآخر لا يعلم أين يتوقف، والنساء خير جنود في هذا الصراع، وكثيرا ما يتصادف مرور سيدتين إحداهما تلبس الجينز الضيق والقميص والثانية ترتدي جاكيتا طويلا فوق ثوب أسود فضفاض يعتليه حجاب أبيض.

    و«العجأة» في دمشق لها ما يبررها، فسكانها بلغوا في آخر الإحصاءات 4.5 مليون نسمة، والطريف أنني حصلت بالصدفة في جولة على بعض المكتبات القريبة من مقهى المثقفين «هافانا»، على تعداد لسكان دمشق عام 1949م وهذا الإحصاء عبارة عن دليل قديم لمدينة دمشق عمره شارف على الستين عاما، به إحصاء لسكان دمشق إذ وصلوا آنذاك إلى «135289» نسمة فقط.

    وقبل أن نستريح أنا وزميلي المصور كان أمامنا، وجهة لا بد منها وهي وزارة الإعلام السورية، لوضع اللمسات الأخيرة على برنامجنا الحافل وتأكيد مواعيد زياراتنا للمتاحف والمواقع الأثرية، والأهم تصريح التصوير الرسمي، فدمشق ليست سوى المرحلة الاولى وأمامنا الكثير في حلب وما بينهما، وقد حظيت «العربي» بمكانة خاصة لدى مسئولي الوزارة وعلى رأسهم وزير الاعلام ومعاونه ومسئولو الإعلام الخارجي وهو ما مكننا من استغلال وقتنا بالصورة المثلى.

    داخل أسوار دمشق القديمة

    هو بالذات لم يختلف عما رأيته بالصور ما عدا الأرضية التي شملتها أعمال الترميم ولتزهو بحلتها الجديدة ذلك هو سوق الحميدية. وعلى مقربة منه عند تقاطع شارع النصر مع السنجقدار، نزلنا من السيارة ويفصلنا عن الحميدية شارع مزدحم ومسور عند الأرصفة، هبطنا من سلم كهربائي وعبرنا إلى نفق يفضي إلى الجهة الأخرى وصعدنا سلما آخر لنجد أنفسنا أمام سوق الحميدية، في هذه الأثناء كان من حولنا وأمامنا وخلفنا وفود من السياح الإيرانيين لهم حكاية سأذكرها ضمن جولة الجامع الأموي الكبير.

    من المهم الإشارة إلى أن طبيعة الحركة داخل أسوار دمشق القديمة وأحيائها لا تكون إلا سيرا على الأقدام فهذه المنطقة الأثرية لها طبيعتها الخاصة التي تستوجب التوقف عند كل ركن والتمعن في تفاصيلها مثل قلعة دمشق والجامع الأموي الكبير. كما أن أبوابها السبعة وهي: الباب الشرقي، وتوما، والجابية، وكيسان والجينيق، والباب الصغير، وأخيرا باب الفراديس لكل منها حكاياته الخاصة.

    الحركة في الحميدية كانت بنصف نشاطها المعتاد لأننا عدنا للمكان نفسه بعد ساعتين فوجدناه مملوءًا عن آخره، وهو مسقوف بغطاء معدني مملوء بالثقوب يبلغ طوله 600 متر وارتفاعه 8 أمتار، بناه السلطان عبد الحميد الأول 1780م واشتق اسم السوق من اسمه.

    في أيام الصيف اعتاد مرتادو سوق الحميدية بعد الانتهاء من صلاة الظهر في الجامع الأموي، على أعجوبة زمانها وهي تناول بوظة بكداش الشهيرة المطرزة بكومة من الفستق الحلبي، ويقع محل بكداش في وسط سوق الحميدية، وجاء حمدي بكداش سنة 1898م من استانبول ومعه سر صناعة «الداندرما أوالضانضدرما» وتعني البوظة باللغة التركية، والى أن وصلت أجهزة التبريد كان حمدي بكداش يحضر الثلج من جبل قاسيون ويخبئه في براميل خشبية يضع عليها الملح الصخري، ويخرج يوميا كميات محددة من الثلج ويحملها على ظهور الدواب ليستطيع مواصلة عمله خلال أشهر الصيف.

    عندما بني مسجد الجامع الأموي تحدث الخليفة الوليد بن عبد الملك إلى أهل دمشق قائلا: «تفخرون على الناس بأربع خصال، تفخرون بمائكم وهوائكم وفاكهتكم وحماماتكم فأحببت أن يكون مسجدكم الخامسة».

    وطوال عشر سنوات هي مدة بناء المسجد استقدم أمهر المعماريين والبنائين ليخلدوا للعالم تحفة للإسلام والمسلمين، في صحن الجامع وهو مكان فسيح تنشرح فيه القلوب، وتتجلى جماليات المعمار بمقاييس ذلك الزمان، فهندسة الجامع غير مسبوقة معماريا لدى المسلمين نظرا للاقتباسات البيزنطية والأعمدة الكورنثية والفسيفساء، إلا أنه أصبح أمثولة للكثير من المساجد التي بنيت بعده، ويضم مسجد الجامع الأموي ثلاث مآذن شيدت على مراحل مختلفة وهي مئذنة العروس (الشمالية) من العهد الأموي ومئذنة عيسى (الشرقية) وهي الأعلى ومئذنة قايتباي (الغربية) وهي مثمنة الأضلاع.

    هل تذكرون السياح الإيرانيين الذين صادفناهم ونحن في طريقنا، كانوا يقصدون مقام رأس سيدنا الحسين الذي خصص له مزار في أحد أقسام المسجد الأموي، وهناك تفجرت أمامي ينابيع الحزن والتفجع على مقتل سبط رسول الله.

    حول مسجد الجامع الأموي أُجريت ترميمات كثيرة على الأبنية المحيطة به، روعي فيها الاحتفاظ بطابع المدينة القديم، والمحلات المجددة والمنمقة تبيع القباقب واللوحات التي تصور أجزاء دمشق القديمة، أخذنا «لفة» كاملة في ممر ضيق يفصل بين جدران الجامع عن المحلات المحيطة به، ارتحنا قليلا في مقهى النوفرة، ثم مررنا على ثلاث مدارس هي الجقمقية والظاهرية والعادلية. وواصلنا الطريق نحو ضريح من جعل الزمان صعبا على الذين جاءوا من بعده، إلى ضريح السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، في مكان ضيق جدا وجدت قبرين للسلطان: واحدا له، والثاني مجسم فارغ هدية من إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني قدمه سنة 1898م.

    الغروب فوق قاسيون

    حدثوني عن سحر مشهد الغروب في دمشق من على جبل قاسيون المطل على المدينة من الشمال الغربي، هناك مطاعم واستراحات لا عدد لها بعضها مرخص والآخر مؤقت وكل يجد رزقه فالناس لاتنقطع عن زيارة الجبل الأشم. وكلما مال قرص الشمس نحو مخبئه الأزلي زاد الناس وجماعات الأصدقاء وزرافات الأحبة، تزداد التماعات أحجار الفحم المشتعلة على قمم النارجيلة الدمشقية.

    تموقعنا فوق قاسيون أعطانا صورة كاملة لدمشق والغوطة، من بعيد تبدى لنا مسجد الجامع الأموي محاطا بالعمران من جميع الاتجاهات وبعد ان أرخى الليل سدوله تفتح الجامع بأنواره كأنه وردة المساء.

    وذكر ابن جبير: «بجبل قاسيون لجهة الغرب مغارة تعرف بمغارة الدم، لأن فوقها في الجبل دم قابيل قتيل أخيه هابيل ابني آدم، وفي أعلى الجبل منسوب لآدم، وعليه بناء وهو موضع مبارك. وتحته في حضيض الجبل مغارة تعرف بمغارة الجوع، ذكر أن سبعين نبيا ماتوا فيها جوعا».

    المتحف الوطني ومكتبة الأسد

    يقع المتحف الوطني عند مدخل دمشق الغربي بين جامعة دمشق والتكية السليمانية، وقد أنشئ مبناه الحالي في عام 1936م. وأضيفت اليه أجنحة في الفترة ما بين 1956 و1975. واجهة المتحف كانت أول شيء أدهشنا، فقد نقلت من قصر الحير في بادية تدمر وأعيد بناؤها لتكون واجهة المتحف، وهذا القصر يعود للخليفة الأموي هشام بن عبدالملك.

    ويعج المتحف بالآثار السورية عبر التاريخ، الكلاسيكية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. ومنذ عام 1919م بدأ العمل بتجميع أنوية المتحف الوطني داخل المدرسة العادلية. ونقل أقدم كنيس يهودي في «دورا اوروبوس» وأعيد بناؤه في جناح خاص وقد تمكنا من الاطلاع عليه إلا أن التصوير لم يكن مسموحا به هناك.

    في ركن العالم الإسلامي وجدت ضريحا من الخشب النفيس المحفور بكتابات قرآنية من الخط الثلث والخط الكوفي المعقد، كتب عليه « أمر بصنعه الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي سنة 664هـ إحياء لذكرى البطل الفاتح خالد بن الوليد وذلك بمناسبة انتصار المسلمين على المملكة الأرمنية في كيليكيا وفتحهم مدينة سيس (سيسية)»، وعُرِفت هذه المعلومات من اللوحات المكتوبة التي وجدت مع الضريح في مدفن خالد بن الوليد بحمص.

    وتحولت مكتبة الأسد منذ عام 1987م إلى بؤرة جمعت فيها المخطوطات النادرة المحفوظة من جميع أرجاء القطر، كالمكتبة الظاهرية في دمشق والمكتبات الوقفية في حلب، لضمان سلامتها من التلف والاهتراء، ومكتبة الأسد تتوافر فيها الضمانات كدرجات الحرارة المثالية والرطوبة الثابتة، وأكثر ما لفت نظرنا خلال زيارة مكتبة الأسد هو القسم المختص بترميم المخطوطات، حيث تحضر المخطوطة في حالة يرثى لها ويتم تدعيمها وتقويتها بمواد حافظة ثم تجمع من جديد وتغلف بغلاف مقوى. كما بذل جهد في تصوير المخطوطات بدلا من تقديم المخطوطة الأصلية للباحثين.

    بصرى

    تقع بصرى، في سهل النقرة وتبعد عن دمشق مسافة 140 كم على الحدود السورية - الأردنية وهي تعني الحصن باللغة السامية، وكانت مدينة تجارية للأنباط العرب وعاصمة للمقاطعة العربية إبان الحكم الروماني، وظلت بصرى محتفظة بأهميتها كموقع عسكري خلال حقب تاريخية متعاقبة، وتشهد بعض الآثار الموجودة هناك على ذلك، وألحقت بصرى بالإمبراطورية الرومانية بعد 106م وشكلت مع حوران والجولان وشرق الأردن ما سمي بالولاية العربية، وبعد أن فتح العرب بصرى قاموا بسد جميع أبواب المسرح الروماني ليجعلوا منه حصنا منيعا وخلال العصر الفاطمي بنيت ثلاثة أبراج ملاصقة لجدار المسرح الخارجي، وخلال فترة الحروب الصليبية أعيد بناء قلعة بصرى.

    ومن أهم آثار بصرى من حيث الحجم والمتانة المسرح الروماني، وهو يعد المسرح الوحيد في العالم الذي ظل على الهيئة التي بني عليها وقد نحت المدرج من الحجر البازلتي ويتسع لعشرة آلاف متفرج، ويبلغ عرض منصة التمثيل 45.5م بعمق 8 أمتار، ومن ضمن آثار بصرى المعبد النبطي والقصر ومعبد حوريات الماء والكاتدرائية والجامع العمري وهو أول مسجد بني في سورية عند الفتح وعرف بهذا الاسم نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

    خارج القلعة حاصرنا أطفال ظرفاء ألحوا علينا بشراء قطع معدنية أثرية نادرة - كما يدعون - بأسعار مغرية، وبعد أن يئسوا انصرفوا بهدوء إلى زوار آخرين.

    معلولا وصدنايا

    تربض بلدة معلولا على سفوح جبال القلمون وتبعد عن دمشق مسافة تقدر بـ 57 كم شمالا على ارتفاع 1600م عن سطح البحر، ولا تكاد ترى إلا لمن يقصدها، هادئة ساكنة إلا من حركة بسيطة لسكانها. وقد فرض الطابع المدرجي على معلولا مشقة في الحركة لكثرة الممرات الضيقة والمتعرجة، ويتحدث أهل معلولا لغة خاصة تسمى المعلولية وكانت منتشرة قبل الفتح الإسلامي الذي ساهم في انتشار اللغة العربية وانحسار اللغة المعلولية إلا من ثلاث مناطق: معلولا وجبعدين وبخعه.

    وتمتاز معلولا بكثرة الكنائس والأديرة أهمها دير القديسة تقلا اسطورة هروب الابنة المسيحية من جيش أبيها الوثني، وكيف تدخلت العناية الإلهية لتنقذها لتشق لها ممرا في الجدار الضيق لتلجأ إلى مغارة يرشح منها الماء وسكنت فيها الى ان ماتت هناك وسمي الفج تكريما لها فج مار تقلا.

    وخلفنا معلولا متجهين إلى دير صدنايا الذي توجد به أيقونة السيدة العذراء كما توجد به أيقونات فنية للسيدة العذراء يرجع تاريخها للقرنين الخامس والسادس بعد الميلاد.

    طريق مشحون

    مع زقزقة عصافير الصباح بدأت رحلتنا إلى حلب. النسمات العليلة نعجز عن تجاهلها بإغلاق نوافذ السيارة، شوارع دمشق تخلو من المارة والسيارات. الساحات والميادين بدت أكثر وضوحا وصفاء، وشيئا فشيئا اختفت دمشق وراءنا، شاحنة مرت بجانبنا كتب سائقها دعاء قليل الكلمات عظيم المعاني: «يا رب ارزقهم ضعف ما يتمنون لي».
    avatar
    سيف العرب
    سرابي ملكي
    سرابي ملكي


    ذكر
    عدد المشاركات : 7832
    تاريخ الميلاد : 03/07/1981
    العمر : 42
    عدد مرات الشكر : 160

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty رد: من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    مُساهمة من طرف سيف العرب 4/15/2008, 3:43 am

    أشجار الصنوبر تميل بجذعها مع اتجاه الريح حتى تجمدت على هيئة الاتجاه، فإن هبت ريح أو توقفت ظلت الأشجار صامتة في مكانها، هريسة النبك التي توقفنا لتذوقها كانت لذيذة ولكن حلاوتها الفائقة لا تسمح بتناول قطعة ثانية إلا ومعها قنينة من نبع الفيجة، كان زميلي المصور يجهز معداته لأننا اقتربنا من حماة ونواعيرها الشهيرة.

    رائحة الماء والبساتين تفوح برائحة الحياة والمزاج الرائق، والنواعير تدور دورتها اللامتناهية، هذه هي حماة الهادئة الوديعة الساحرة التي قال عنها الشاعر أحمد الصافي النجفي:

    هذي حماة مدينة سحرية وأنا امرؤ بجمالها مسحور
    يا ليت شعري ما أقول بوصفها وحماة شعر كلها وشعور



    وقفنا على جسر عبد القادر الكيلاني المطل على الجامع النوري الذي بناه السلطان نور الدين زنكي سنة 558 هـ/1162م، وعلى ناعورة تعمل بالقرب منه، وقد أحزنني أن قوة اندفاع نهر العاصي لم تعد كما كانت كافية لدفع النواعير وأصبحت الكهرباء هي الوسيلة الوحيدة لتحريك النواعير بين الحين والآخر.

    زينت أشجار الفستق الحلبي طريقنا نحو المعرة فقد رافقتنا طويلا حتى نزلنا للسلام عليها، أمسكت ببعض حبات الفستق وكانت خضراء محمرة لينة كخدود البنات، لقد اقترب موعد الحصاد ولو تأخرنا قليلا لملأنا جيوبنا بالفستق الحلبي.

    معرة رهين المحبسين

    شاعر وفيلسوف عربي شهير من العصر العباسي شغل الناس بحكمته وعلمه، فقد بصره في الرابعة من عمره بعد أن أصيب بالجدري وكانت تلك أولى مصائبه وقال مخففا عن نفسه: «أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر».

    في طريقنا من دمشق إلى حلب التي شارفنا على بلوغها، خفق قلب مرافقنا الدمث محمد فقد اقتربنا من موطنه معرة النعمان وهو الذي حدثنا عنها منذ عرفناه، دخلنا المعرة وقطعنا فيها طريقا ينتهي بسوق شعبي للخضار تجاوزناه بصعوبة حتى وصلنا إلى مبنى المركز الثقافي أو ضريح شاعر المعرة أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري (973م - 1058م) الذي أخذ لقبه منها وأعطاها شهرة أبدية.

    درس في حلب وطرابلس وأنطالية عند تلاميذ النحوي ابن خالويه وبعض أبياته تستخدم إلى اليوم مضربا للأمثال، وعوضه الله بذاكرة قوية اختزن فيها العلوم والدروس التي جمعها في رحلة حياته الطويلة، ويحكى انه عندما كان في بغداد أحضر للشهادة لحادثة حضرها قبل عام بين شخصين أحدهما أنكر انه تسلم مالا من الثاني، والشاكي تذكر أن رجلا أعمى كان يجلس بالقرب منهما في أحد المقاهي، وعندما جيء بالمعري للحديث قال: هما تكلما بالفارسية التي لا أعرفها ولكني أحفظ ما قالاه فأعاد المعري كل ما سمعه بالفارسية وكان خير بينة استعان بها الشاكي الذي استرد ماله، ينتسب إلى قبيلة تنوخ العربية وجده وأبوه كانا قاضيين للمعرة وحمص وإخوته جميعهم شعراء.

    لم يسعفه الحظ بمعاصرة سيف الدولة الحمداني, إذ شب والدولة الحمدانية منشغلة بين فكي الكماشة: الروم من الشمال والفاطميين من الجنوب، ولم يكن يطيق التملق للأمراء والملوك بالرغم من رقة حاله فقد كان عزيز النفس معتدا بها، وكتب في مقدمة ديوان سقط الزند: «لم أطرق مسامع الرؤساء بالنشيد ولا مدحت طلبا للثواب»، وعندما عرف أهل بغداد حق الشاعر ومكانته تقربوا له بالهدايا والعطايا إلا أنه كان يردد:

    ولا أطلب الأرزاق والمولى يفيض على رزقي
    إن أُعْطَ بعض القوت أعلم أن ذلك فوق حقي

    وقيل إن مصيبته الثانية التي جعلته يترك بغداد بعد اقل من عامين من قدومه إليها، كانت بسبب الإهانة التي تعرض لها في مجلس المرتضى العلوي اخ الشريف الرضي وليس مرض أمه، فعندما ذكر المتنبي ولم يكن المرتضى يطيقه وبدا ما يسيئه رد عليه المعري المحب للمتنبي بالقول: لو لم يكن للمتنبي من الشعر إلا قصيدة «لك يا منازل في القلوب منازل» لكفاه فضلا. فاستشاط المرتضى غضبا وأمر بالمعري فسحب من رجليه مهانا من مجلسه، بعد أن فهم مراد المعري من اختيار هذه القصيدة التي تتضمن البيت الشهير:


    وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادة لي بأني كاملُ



    وقد تركت هذه الحادثة أثرا بليغا في نفس المعري وهو الشاعر المرهف الحس العزيز النفس. كما ساهمت فجيعته في وفاة أمه في تسريع قراره باعتزال الناس، وقيل إنه اعتزل في كهف وعاش على ثلاثين دينارا من مال محبوس، كما امتنع عن أكل لحم الحيوان والبيض واللبن مدة أربعين عاما لم يركن فيها إلى السكون بل واصل أعماله وقدم أفضلها في العزلة مثل «اللزوميات» و«رسالة الغفران»، كما أن الشهرة التي بحث عنها في بغداد لحقته إلى المعرة، وظل طلاب العلم يترددون عليه دون انقطاع وصحبهم الخير، الذي أعان المعري على حياة الاعتزال. وسجل الرحالة الفارسي ناصر خسرو الذي مر بالمعرة (1047م) ما رآه من سلطة للمعري في بلدته.

    أما مصيبة المعري الثالثة والتي لاتزال تلازمه إلى اليوم فهي اتهامه في عقيدته بسبب آرائه الجريئة في الدين والحياة الآخرة والتي كسر فيها قيد الموروث وحدود المألوف. ووردت تلك الآراء في مجموعته الشعرية الثانية «لزوم ما لا يلزم» والمعروفة باللزوميات. وسيطرت عليه فكرة أن الموت خلاص سعيد من الحياة، ومن الإثم إنجاب الأبناء خشية تعريضهم لمصاعب الحياة:

    هذا جناه أبي علي وما جنيت على أحد
    avatar
    سيف العرب
    سرابي ملكي
    سرابي ملكي


    ذكر
    عدد المشاركات : 7832
    تاريخ الميلاد : 03/07/1981
    العمر : 42
    عدد مرات الشكر : 160

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty رد: من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    مُساهمة من طرف سيف العرب 4/15/2008, 3:43 am

    وقد كرمت سورية شاعر المعرة بأن بنت له ضريحا، وأقامت حوله مركزًا ثقافيًا يضم مكتبة عامرة بكتب المعري وموظفين يعرفون قدر شاعر المعرة وكأنهم كانوا من تلامذته.

    ومن معرة النعمان توجهنا إلى دير سمعان وهو من قرى المعرة، حيث دفن الخليفة الأموي المشهور بتقاه وورعه عمر بن عبد العزيز هناك، وعند قدميه ابنة عمه وزوجته فاطمة بنت عبدالملك بن مروان كما أوصت في وصيتها، والى جانبهما دفن الشيخ يحيى المغربي سنة 600هـ وكان متعبدا هناك.

    وقال الشريف الرضي في دير سمعان:

    دير سمعان لا عدتك العوادي خير ميت من آل مروان ميتك
    دير سمعان في مـأوى أبي حفص فودي لو أني أويتك



    حلب.. سعة للناس

    تركت كل حضارة قديمة معروفة أثرا ما في حلب وقيل حلب شهدت ولادة التاريخ بدلا من أن يشهد التاريخ مولدها، وكأنها مسيرة للتاريخ لا تعرف بدايته والنهاية أبدية، وتزهو حلب لكونها حفظت للشعوب التي سكنتها ثقافاتها، وشمخت بقلعتها، وكما عرفت المجد عرفت أيام الشدة، حوصرت وهوجمت واجتيحت ورميت بكتل اللهب وهزتها الزلازل المدمرة إلا أنها دائما ما تقف على قدميها من جديد.

    وعلى الرغم من مرور 14 قرنا وأكثر على دخول المسلمين إليها، ما زالت حلب تحتفظ بأطياف واسعة من الأديان والمذاهب والطوائف، وأطياف واسعة من الإثنيات والأعراق من غير أن يكون بينهم أي تصادم أو خلاف. ففي حلب 12 طائفة مسيحية وكان فيها قبل اغتصاب فلسطين طائفتان مسيحيتان إلى جانب المسلمين الذين يشكلون أغلبية سكان المدينة، بها ألف جامع ما بين قديم وحديث و600 كنيسة لمختلف الطوائف المسيحية فكانت أنموذجا لمدن الوطن العربي والعالم الإسلامي وساحة كان يعيش فيها كل الناس، وقد سجلت حلب في اليونسكو كجزء من التراث العالمي وتفردت في المجال المعماري بمعلمين مسجلين في قائمة جينيس للأرقام القياسية وهما قلعة حلب كأكبر قلعة في العالم ومعابد تعود الى الالف الثالث قبل الميلاد.

    لم يكن لحلب صيت خلال فترة الخلافة الراشدة والأموية والعباسية غير أنها قاعدة الجهاد المتقدمة ضد الروم، وعلا شأنها مع سيف الدولة الحمداني الذي اتخذ من حلب عاصمة لمملكته، وبقدر ما انشغل بقتال الروم فقد انشغل برعاية أهل العلم وبتعمير دولته الفتية وترصيع بلاطه بأجمل الجواهر والدرر من العلماء والشعراء، كل كان الأول في ميدانه، المتنبي الشاعر الأول والفارابي الأول في الفلسفة والموسيقى وابن جني الأول في خصائص اللغة والصنوبري الأول في شعر الطبيعة، حتى قيل: ما اجتمع على باب حاكم من العلماء كما اجتمع في بلاط سيف الدولة.

    وفي مرحلة لاحقة وجدت حلب نفسها وسط صراع النفوذ بين بغداد العباسيين وقاهرة الفاطميين، ثم تلقت بصدرها أولى طعنات الحملات الصليبية، إلى أن نجدها الله بعماد الدين زنكي أمير الموصل الذي ضم حلب وجعلها قاعدة الجهاد ضد الوجود الصليبي في الشام، فقطف الثمرة الأولى عندما انتزع الرها أول إمارة من الإمارات الصليبية الأربع مفتتحا حروب الاسترداد وباعثا الأمل في نفوس أمة منكسرة مقطعة الأوصال بين خلافتين للمسلمين عباسية وفاطمية.

    وتحولت حلب في عصر بلاط الظاهر بن صلاح الدين الأيوبي الذي حكمها ثلاثين عاما، درة المدن الإسلامية تجاريا واقتصاديا.

    في العصر العثماني تحولت حلب من مدينة ثغور وحدود إلى مدينة تتوسط إمبراطورية مترامية الأطراف، تمتد على نصف أوربا تقريبا والعراق وشبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، وشهد عام 1535م توقيع اتفاقية الامتيازات بين السلطان سليمان القانوني وملك فرنسا فرانسوا الأول، بموجبها قدمت كثير من التسهيلات للدول الأجنبية التي شجعت مع مرور الوقت تنامي جاليات أجنبية في حلب، الأمر الذي رسخ محطة حلب في طريق الحرير الدولي، وانعكس هذا الازدهار الاقتصادي على آلاف الأبنية الباذخة الفخمة وتطور الموسيقى، وتوجد نصوص عمرها أكثر من 300 سنة لاتزال تغنَّى حتى الآن بصوت صباح فخري.

    وتميزت الأسواق التي تصل إلى 39 سوقا بأسقفها الحجرية ونظام التهوية والإضاءة السابق لعصره قبل أن تكون هناك كهرباء وتقنيات حديثة. وكل سوق منها يختص بنوع معين من البضائع، ويقدر طولها لو وقفت على صف واحد بسبعة كيلو مترات، ويعود تاريخ إنشاء أغلبيتها إلى القرن الثالث عشر.

    وقد رافقنا في رحلة الأسواق الحلبية ابن حلب الصحفي السوري محمد أبو رمضان وكان خير دليل ومرافق لنا، حتى انه كان بخبرته المتراكمة يرشح لعدسة «العربي» بعض الزوايا التي يصعب ملاحظتها بسبب زحمة الأماكن.

    الصابون الحلبي

    اشتهرت حلب إلى جانب كثير من الصناعات بإنتاج ما عرف بالصابون الحلبي على الرغم من دخول بعض الاجهزة الحديثة إلا ان قسما كبيرا من العمل لا بد أن ينجز يدويا حتى تبقى تلك الصنعة محافظة على بريقها. وإلا فما أسهل أن يلجأ الناس إلى المنظفات العصرية.

    عرجنا على أحد مصانع الصابون الحلبي لرؤية كيفية صناعته، ولكن مع الأسف كما قال لنا صاحب المصنع ليس هذا وقت العمل الذي عادة، يكون في الأشهر الباردة، ونحن جئنا في عز الصيف وصابون الغار مثلا لا يتحول كتلة صلبة إلا في الجو البارد بعد ست ساعات من صبه، بعدها يمكن تقطيعه على شكل مكعبات بواسطة أداة خشبية بها شفرات معدنية بقياسات معلومة، وتجمع مكعبات الصابون وتترك لعدة أشهر حتى تكتسب لونها الأصفر ثم تغلف ويتم توزيعها على الأسواق.

    كان السؤال الملح هو: لماذا استمرت هذه الصناعة حتى يومنا هذا فأجاب: السر يكمن في المكونات الطبيعية التي تفيد الجسم ولا تضره، لأن الصابون الحلبي عبارة عن خليط من الزيوت الطبيعية المستخرجة من أشجار الزيتون والغار.فزيت الزيوت مثلا بعد عصره جيدا تؤخذ منه بقايا تجفف بالبخار ثم توضع في خزان ذي ضغط عالٍ وفي النهاية نحصل على زيت المطراف وهو المستخدم في صناعة الصابون.

    عمران الحداثة

    نتيجة شعور الدولة العثمانية بضعفها إزاء التطور الغربي في مجالات متعددة خاصة فما يتعلق بنظم إدارة الدولة والعمران ظهرت في القرن التاسع عشر تحولات على صعيد صورة المدينة وانسجامها العمراني، ففي حلب وهي مدينة تجارية لها احتكاك واسع مع دول أوربية شتى، بدأت تظهر أشكال معمارية مستنسخة لا تمت إلى هوية المدينة بأي صلة، وهذا ما لمسناه في بعض الأحياء التي مررنا عليها ضمن جولاتنا في شوارع حلب.

    منذ البداية شعرت بأن حلب مختلفة عن دمشق في أشياء كثيرة، فهي أقرب ما تكون إلى حي كبير يعرف الناس فيه بعضهم بعضًا جيدا، كما وجدت صعوبة في فهم بعض معاني اللهجة الحلبية التي اكتشفت أنها تختلف عن اللهجة الدمشقية، وفيها سمعت أكثر من مرة أن المطاعم والمقاهي للعائلات فقط، وحياة الليل تميل إلى الهدوء أكثر من دمشق الصاخبة. وكما استقبلتنا حلب الشهباء بهدوء ودعتنا أيضا بهدوء ونحن في طريق العودة إلى دمشق مرة أخرى.

    في هدأة الليل الدمشقي

    لم يتبق لنا في الشام سوى ساعات معدودة، ففي الصباح الباكر ستقلع طائرتنا عائدين إلى الكويت، وقبل ذلك كانت لدينا مهمة أخيرة مع صديق قديم وعدنا بجولة ممتعة. سرنا أولا في الصالحية، محاولين استنطاق حارة الصالحية القديمة فلم نجد الصور العابرة التي حاكتها الدراما التلفزيونية، وأطعمتنا إياها قبل وبعد الفطور في شهر رمضان فما وجدناه هو سوق رائج يبيع الملابس، فلا فتوات ولا زعران ولا عقداء ولا مجلس (أعضاوات) ولا فرنساوية، واكتفينا بالفرجة وشربنا عصير برتقال.

    صديقنا الدمشقي جال بنا في هدأة الليل في شوارع دمشق القديمة شارحا متحمسا عن تاريخ الأماكن المجهولة والأرواح التي استوطنت الحياة برهة ثم عادت إلى بارئها، سمعت منه تاريخ الناس البسطاء وأجمل الأماكن التي كان يلعب بها، سألته عن البيوت القديمة وهل يمكنني زيارة أحدها يوما ما، ابتسم ورد: كلها دقائق وطلبك سيكون جاهزا، تلفت حولي قلت: أين؟ وأي بيت يقبل باستقبالنا الآن؟.. رد علي بلهجته المميزة «طول بالك أبو الخل عشو مستعجل؟» وفي زقاق ضيق يكاد يتسع لمرور سيارة واحدة صغيرة الحجم عبرنا حتى وصلنا لمكان ذي واجهة مضيئة أنارت جنبات المكان، قال لي الصديق: تفضل بالدخول هذا بيت دمشقي كما طلبت، ودخلت كان البيت كما طلبته ولكنه تحول مطعمًا فاخرًا. الحديث دار حول ظاهرة البيوت الدمشقية العتيقة التي تحولت مطاعم تقدم أشهى المأكولات الشامية، فهي من جهة مربحة ماديا ومن ناحية لم تعد هذه البيوت تروق لأبناء الجيل الجديد، كما أن كثيرًا من تلك البيوت يقع في قلب مشاريع اقتصادية نهمة، أما الأحياء القديمة فمازالت على حالها مع بعض التعديلات الضرورية والإضافات.

    انتهينا وكان القرار أن نعود مشيا على الأقدام من هذا البيت المطعم أو المطعم البيت إلى الفندق. في الطريق وجدنا حياة أخرى في المساء لتجار «على قد الحال» يفترشون الأرض ويبيعون كل شيء.

    هذه الأجواء ذكرتني بالمدن التي لا تنام، وبينما كنا نسير لمحنا سيارة رش تكنس الشوارع بخراطيم المياه المندفعة بقوة، لتمسح إرهاق يوم فات وتفرش الطريق ليوم جديد باسم.

    إلى اللقاء يا شام..

    وددت لو زرعوني فيك مئذنة
    أو علقوني على الأبواب قنديلا.

    لقاء مع مدير الأمانة العامة لحلب عاصمة الثقافة الإسلامية
    محمد قجة: علم التاريخ يستند الآن إلى الآثار وليس الأساطير

    التقت مجلة العربي على هامش رحلتها إلى مدينة حلب بمدير الأمانة العامة لاحتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية، الأستاذ والباحث محمد قجة وهو أيضا رئيس جمعية العاديات، للتعرف على مدى النجاح الذي تحقق من خلال أنشطة وفعاليات حلب، وللإجابة عن السؤال المحوري في لقائنا معه، وهو ماذا قدمت حلب للإسلام؟ وماذا قدم الإسلام لحلب؟. عندما تم اختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلامية كان ذلك ضمن سياق رؤية إستراتيجية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، هذه الرؤية الهدف منها اختيار مدن على امتداد العالم الإسلامي يتم من خلالها تقديم صورة الإسلام الحقيقية مقابل الفكرة المشوهة التي فرضت علينا وهي أن الإسلام دين الإرهاب والقمع والدماء، فضلاً عن التعميم الناتج من تصرفات بعض الأفراد بأن هؤلاء هم الذين يمثلون كل العالم الإسلامي، وعلى هذا الأساس تم اختيار مكة المكرمة أولا في 2005 لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية.

    وفي العام التالي ووفق معايير متفق عليها تم اختيار ثلاث مدن لتكون عواصم الثقافة الإسلامية، وهذا الترتيب يمتد لعشر سنوات، فكانت المدينة العربية لعام 2006 هي حلب والآسيوية طهران والإفريقية تمبكتو في جمهورية مالي.

    وقد حاولنا وضع برنامج واسع أردنا من خلاله أن نظهر دور حلب في ميدان الحضارة الإسلامية على كل المستويات الثقافية والمعمارية والاقتصادية، وان نظهر دور الإسلام في إعطاء هذه المدينة هويتها النهائية في ردائها الفضفاض المرن الواسع، فهي وبعد مرور 15 قرنا على دخول المسلمين إليها مازالت تحتفظ بأطياف واسعة من الأديان والمذاهب والطوائف.

    وهذا أمر اعتبرناه دليلا على أن الإسلام يقبل بالآخر ويحاوره انطلاقا من أساس أخلاقي راسخ يقول {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} ومن منطلق {إن أكرمكم عند الله اتقاكم} وتكريسا لهذا الأساس الأخلاقي أعددنا برنامجا متعدد المحاور، الأول كان ثقافيا حاولنا فيه الإجابة عن هاتين النقطتين ماذا قدم الإسلام لحلب؟ وماذا قدمت حلب للإسلام؟، نظمنا على أساسه 27 ندوة دولية شارك فيها 900 باحث يمثلون عددا من أقطار العالم بالإضافة إلى باحثين محليين، ومن تلك الندوات «فلسفة العمارة الإسلامية.. حلب نموذجا» ودور حلب في حوار الحضارات عبر التاريخ وخلصنا إلى أن هذه المدينة كانت دوما مساحة يعيش فيها كل الناس.

    وأشار قجة إلى التراث غير المادي والمقصود به الغناء والتصوف وأسس العادات والتقاليد، كما تم التركيز على الزوايا الصوفية كالمولوية والهلالية والرفاعية والنقشبندية التي لاتزال تعمل حتى اليوم ودورها في تطوير الإنشاد الديني وكيف أن الفكر الصوفي يعد فكرا متسامحا في التاريخ الإسلامي، وتوقف قجة عند المرحلة التي أقام بها الحلاج في مدينة حلب ثلاث عشرة سنة متواصلة أيام الظاهر غازي الأيوبي.

    وعرض قجة أهم أعمال الترميم التي أنجزت وهي الجامع الأموي بحلب، وكشف السور الغربي لمدينة حلب الذي كان مغطى ببعض الأبنية العشوائية، كما أن العمل مستمر بمارستان النوري الذي يعود لأيام نور الدين زنكي قبل 900 سنة، ترميم وتأهيل بيت اسمه بيت غزالة لاتخاذه متحفا لذاكرة المدينة، تسجيل وتدوين الأصوات والقدود والمواويل غير المدونة، وهناك فريق عمل متخصص بهذا الشأن يسابق الزمن في مهمته لان تلك الأعمال تموت بموت أصحابها.

    وهناك قرار بإنشاء متحف المتنبي في المكان الذي يوجد فيه بيته في الفترة التي سكن فيها حلب مدة عشر سنوات وفي رحاب سيف الدولة الحمداني. وقد حققت هذا المكان وتأكدنا من صحته، وكانت البداية من كتاب «بغية الطلب في تاريخ حلب» لابن العديم الذي سكن بدار بني كسرى وكانت دار المتنبي ملاصقة لدار ابن العديم.

    عند الصعود إلى القلعة هناك جامع صغير إلى اليسار يعود إلى فترة نور الدين زنكي، وأمام هذا المسجد إلى اليمين تجري عمليات التنقيب وفي هذه المنطقة ظهرت طبقات تاريخية وحضارية عدة، فقد ظهر ما تسمى بالبئر الأيوبية ويبدو أنه وخلال الهجوم المغولي على حلب عام 1260م ألقي في هذه البئر كثير من القطع الثمينة كالدراهم والفضيات قبل أن يدخل هولاكو القلعة ويهدمها بعد أن نقض عهد الصلح مع الأسرة الأيوبية التي تمت تصفيتها وفي طبقة أخرى ظهرت لدينا نقود وآثار تعود إلى الفترة الحمدانية وفترة الوجود البيزنطي في حلب، ولكن من أهم ما عثر عليه هو معبد «إله الطقس» إله حلب القديمة، وتعود إلى نهايات الألف الثالث وبدايات الألف الثاني قبل الميلاد وهذه فترة مملكة ينحاظ، ونفس الصفات الموجودة في ذلك نراها متشابهة مع صفات الإله زوس الإغريقي وجوبيتر الروماني، وهذا الاكتشاف المهم متصل بالتاريخ الحضاري للمنطقة وليس لمدينة حلب فقط، وهو يؤكد على مجموعة من الحقائق التاريخية ومنها أن الحضارة الإغريقية هي البنت الصغرى لحضارة وادي النيل وبلاد الرافدين، لأن علم التاريخ يستند الآن إلى الآثار وليس إلى الأساطير.


    إبراهيم المليفي
    مجلة العربي
    السراب
    السراب
    ادارة عامة
    ادارة عامة


    انثى
    عدد المشاركات : 10952
    تاريخ الميلاد : 11/01/2008
    العمر : 16
    عدد مرات الشكر : 355

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty رد: من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    مُساهمة من طرف السراب 4/17/2008, 6:33 am

    موضوعك شيق للغايه سيف وممتع سعدت جدا بقراءته وكانني اقرا اول مره عن سوريا طريقه كتابته جدا شيقه بتشكرك من قلبي بصدق
    دمشق وهل خلق الله مثلك في الدنيا اجمعها
    الا يكفيني فخرا ان اقول بانه من دمشق انبعثت الفتوحات لسائر بقاع الارض لتنشر كلمة التوحيد وتنشر العلم والاخلاق وذلك كان في زمن الخلفاء عمر وعثمان رضي الله عنهم ,
    وكلنا يعلم انه من دمشق خرج صقر قريش عبد الرحمن الداخل ففتح الاندلس
    آه من عشقي لمدينه دمشق
    عزت الشام إنها كعبة الفـــن وريحانه النبوغ الأصيل
    كل دار بها تألق بالنــــــــور وتزهى بعبقري جليــــــل
    نشرت راية الخلود على الناس فعاشوا منها بظل ظليـــل
    اما عن حلب ياسيف فشهادتي بها مجروحه لانها مهدي ومسقط راسي وارجو من المولى عز وجل ان يجعل من دمشق لحدي
    اكرر شكري سيف
    القلب النابض
    القلب النابض
    سرابي مميز
    سرابي مميز


    عدد المشاركات : 456
    عدد مرات الشكر : 8

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty رد: من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    مُساهمة من طرف القلب النابض 4/18/2008, 7:30 am

    مشكووووووووووور وسلمت يداك سيف العرب
    زائرالليل
    زائرالليل
    سرابي ملكي
    سرابي ملكي


    ذكر
    عدد المشاركات : 1647
    تاريخ الميلاد : 22/01/1974
    العمر : 50
    عدد مرات الشكر : 5

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty رد: من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    مُساهمة من طرف زائرالليل 5/25/2008, 1:29 am

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) 781164637
    سلمت اناملك على مانقلت لنا
    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) 335507593
    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) 554967235
    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) 855504188




    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) 806776364

    الف شكر سيفوووووووووووو

    تقبل مروري
    ابن درعا
    ابن درعا
    سرابي ملكي
    سرابي ملكي


    ذكر
    عدد المشاركات : 1360
    عدد مرات الشكر : 22

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty رد: من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    مُساهمة من طرف ابن درعا 5/31/2008, 5:17 am

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) 511




    مشكور على مجهودك



    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) A4a22910


    تقبل مروري
    فتح & فلسطين
    فتح & فلسطين
    سرابي مميز
    سرابي مميز


    عدد المشاركات : 146
    عدد مرات الشكر : 0

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty رد: من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    مُساهمة من طرف فتح & فلسطين 6/2/2008, 7:26 pm

    آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه على حلب والله يا شباب اللي ما زار حلب ما عرف شو هي سورية وانا بحلب أتلفت يمين وشمال اتمنيت ألاقي بيت واحد مبني من البلوك كلو حجر ومن هون على ما اظن أجت تسمايتها حلب الشهباء والله مناظر المدينة ما بتروح من بالي شكرا أخي سيف العرب على الموضوع تقبل مروري
    القناص
    القناص
    سرابي مميز
    سرابي مميز


    عدد المشاركات : 449
    عدد مرات الشكر : 0

    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) Empty رد: من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي)

    مُساهمة من طرف القناص 6/5/2008, 5:02 am


    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) 335507593
    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) 554967235
    من دمشق.. إلى حلب معزوفة على قيثارة التاريخ (مجلة العربي) 855504188

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/3/2024, 8:26 am