غجر سوريا
نقلاُ عن مجلة العربي
تاريخ طويل وحياة هامشية
للغجر وجود في التاريخ العربي. ولكنهم ظلوا خلال هذا التاريخ يعيشون حياة هامشية، مميزة وغامضة، غنية ومجهولة، مما جعلهم لغزاً عصيا على الحل.. فمن هم الغجر؟ من أين أتوا وكيف يعيشون؟ ومن أين استمدوا تقاليدهم ومفردات لغتهم؟ إن هذا الاستطلاع عن الغجر في القطر السوري الشقيق يلقي الضوء على هذه التجمعات الهامشية التي مازالت ترفض الاندماج مع بقية المجتمعات التي تعيش فيها.
عندما فكرت في إعداد استطلاع موثق وجدي عن الغجر، واجهتني صعوبات كثيرة في الحصول على المعلومات التمهيدية الكافية والوافية، قبل محاولة الاقتراب من واقعهم الحي.. من أهم هذه الصعوبات أن هذه الفئة العرقية تنتشر في أرجاء المعمورة، محتفظة بأسرار نشأتها وحياتها قديماً وحاضرا، كما ترجع أيضاً بعض هذه الصعوبات إلى امتناع الغجر عن التحدث عن أنفسهم، رغم كل المحاولات التي تبذل لإقناعهم بأن المعلومات التي يدلون بها لن تضرهم في شيء، وأن الهدف هو التعريف بهم وبحياتهم وبكل ما يمت إليهم بصلة، يضاف إلى ذلك ندرة المصادر والمراجع وخاصة الحديثة منها، التي تتحدث عن الغجر سوى بضع مقالات متفرقة ودراسات سطحية تحدثت عن الغجر في هذه الدولة أو تلك..
الزِّط وأسماء أخرى
تحفظ الغجر وانغلاق مجتمعهم على أنفسهم، وعدم البوح بأسرار نشأتهم ومعيشتهم ليس وليد الساعة، وإنما يرجع إلى أقدم العصور، وربما منذ انطلاقتهم الأولى. ففي المجلد العاشر من دائرة المعارف الإسلامية نجد حديثاً عن قبيلة غجرية تعيش على الشاطئ الشرقي لجزيرة مدغشقر باسم أوندزاتسي، فنعرف أن هؤلاء قوم (وفد أسلافهم من وراء البحار كما يقولون وإني - يقول الكاتب - وإن كنت قد اتصلت بهم شخصيا لعدة سنين، فإني أشعر أنهم لم يطلعوني بالتفصيل على عاداتهم وشمائلهم، ذلك أنهم كانوا دائما متحفظين) وتطلق دائرة المعارف على الغجر اسم "الزط" وتقول إنه "ينطق بكسر الزاي في دمشق، وهو اسم قوم"، ويذكر الفردوسي أن "بهرام كور" ملك فارس في القرن الخامس الميلادي سأل ملك الهند أن يرسل إليه عشرة آلاف من الرجال والنساء البارعين في العزف على العود. وهذه إشارة صريحة وواضحة إلى المكان الذي نشأوا فيه وهو الهند. وذكر البلاذري أن الزط قد استقروا في ثغور فارس، وردد هذا القول المؤرخ حمزة الأصفهاني الذي يقول إنه على دراية واسعة بتاريخ الساسانيين شأنه في ذلك شأن الفردوسي.
كما استقر كثير منهم في البطائح بين واسط والبصرة، وازدادت سطوتهم في عهد الخليفة المأمون.
وقد استغل المؤرخ "دي غوي" هذه النصوص في أحد كتبه عن الغجر وأكملها من لسان العرب وتاج العروس، ومن مؤلفات عدد من الجغرافيين العرب. ومن هذا الكتاب يتبين أن المؤلف قد تتبع بشكل جيد هجرات الغجر في آسيا، وحسبنا هنا أن النصوص العربية والفارسية - حسب دائرة المعارف - تقول إن الزط أو الغجر هاجروا لسبب من الأسباب من الهند إلى فارس، ومنها إلى الجزء الأدنى إليهم من آسيا وأوربا.
ومن المصادر الحديثة التي تحدثت بشيء من التفصيل عن الغجر، مؤلف للسيد أحمد حسين حسن، عنوانه "أدب الكدية في العصر العباسي" ومنه نعرف أن للغجر تسميات كثيرة غير تسمية زط، ومن تلك التسميات مكدين أو مجدين، وهي ما يدل على الاستجداء والتسول، كما يطلق عليهم أحيانا اسم الساسانيين، ولكن أشهر أسمائهم "الشحاذون". كما نعرف أن الغجر من الظواهر الاجتماعية المعقدة الضاربة في أغوار الزمان، وأن انتشارهم لم يقتصر على مجتمع دون سواه، فقد كانوا ومازالوا ينتشرون في المجتمعات البشرية المختلفة مختارين طواعية هذا النمط من الحياة.
والأماكن المفضلة لديهم لممارسة فنونهم في التسول والكدية وما شابه ذلك، هي المدن والساحات العامة والمساجد والجسور والتجمعات السكانية، وهم ينتقلون من مكان لآخر، لكن بعضهم فضل المكوث في مكان واحد قانعا بما يناله منه من مال ورزق.
مواطنون أم أجانب؟
لا يمكن معرفة مدى انتماء الغجر للمجتمع العربي السوري بدقة، ولا صلتهم به، فهم على الأغلب - شأنهم شأن بقية القبائل الغجرية في الوطن العربي والعالم - يعيشون أقلية داخل المجتمع السوري، ويمكن معرفة ذلك بكل سهولة ويسر من خلال أنماط معيشتهم وألوان حياتهم، التي تختلف اختلافا تاما عن معيشة وحياة وطباع وعادات مختلف الشرائح الاجتماعية والعشائر الموجودة في سوريا، بمختلف انتماءاتها وأديانها.
فالمجتمع السوري يضم عشائر وقبائل مختلفة تمتد أصولها بعيدا في أغوار التاريخ العربي والإسلامي، ولكل عشيرة من هذه العشائر أفخاذ أو فروع متعددة، كما أن لها عاداتها وتقاليدها المميزة الواضحة، وقد انصهرت تلك العشائر فيما بينها من خلال التزاوج والتصاهر، الأمر الذي جعل الانتماء العشائري والقبلي يذوب شيئا فشيئا في نفس الفرد السوري. وقد حاولنا بشتى الوسائل المتوافرة والمتاحة لنا أن نعرف صلة ما - ولو بسيطة - للغجر بأي قبيلة من هذه القبائل فلم نعثر على الإطلاق.
وعلى الصعيد الديني هناك دينان رئيسيان في سوريا هما الدين الإسلامي وهو دين الدولة الأغلبية، والدين المسيحي، وتوجد قلة تكاد لا تذكر تدين بالديانة اليهودية. ومن خلال الغجر أنفسهم وبعض العارفين بهم وبأحوالهم ندرك أن هناك احتمالا كبيرا لعدم انتماء الغجري لأي من هذه الأديان السماوية.
فمن هم الغجر؟ ومن أين جاءوا إلى سوريا؟ في الواقع ليس هناك مصدر تحدث عن زمن وجود الغجر في سوريا، لكن هناك مصادر تتحدث عن كيفية مجيئهم إلى الوطن العربي بصورة عامة، وهي نفسها المصادر التاريخية التي تحدثنا عنها في البداية، والتي تؤكد كما علمنا أن الغجر ما هم إلا قبائل هندية الأصل دخلت المجتمع العربي عن طريق بلاد فارس. لكن الغالبية العظمى منهم الآن مواطنون سوريون يحملون بطاقات شخصية، وبطاقات عائلية، لهم ما للفرد السوري وعليهم ما عليه، فهم يؤدون خدمة العلم (الجندية) ولهم الحق في الوظائف العامة، وفي التنقل بحرية تامة، وفي الانتخاب والترشيح، والتمتع بجميع حقوق وواجبات المواطن السوري العادي. وبالرغم مما في ذلك من مزايا فإن قسما ضئيلا منهم فضل عدم تسجيله كمواطن في سجلات الدولة، وبقي مسجلا على أنه "أجنبي" ومع ذلك بقي الغجر حتى الآن يعيشون في مجتمع خاص بهم، منغلق عليهم لم ينسلخوا عن عاداتهم وطرق معيشتهم التي ورثوها عن أجدادهم انسلاخا تاما.
وينتشر الغجر في جميع المحافظات والمناطق السورية، ففي محافظة الحسكة التي تقع في أقصى الشمال الشرقي، بجوار الحدود العراقية - التركية يعيش ما بين 2000 و 3000 عائلة غجرية، وفي محافظة دير الزور التي تجاور الحدود العراقية تعيش نحو 1700 عائلة، وفي محافظة الرقة يرتفع العدد إلى الضعف تقريبا، ومثله في محافظة حلب، إلا أن عددهم يزداد بكثرة ملحوظة في باديتى حمص وحماه، ففي حماه يصل عددهم إلى 4000 عائلة وربما أكثر وفي محافظة حمص وتحديدا في جورة العرايس، ينتشرون بكثرة، ولهم أيضا وجود في منطقة تدمر الأثرية التابعة لمحافظة حمص، وتنتشر أعداد قليلة منهم في بقية المحافظات والمناطق.
وعادة يسكن الغجر بجوار المدن، لأن عدد السكان يكون أكثر، مما يدر عليهم ربحا أكبر، خاصة لمن يمتهن التسول في الشوارع وأمام المساجد ودور العبادة وفي الساحات وعند المفارق والجسور وفي الأحياء وعلى أبواب المنازل. وينتقل الغجر من مكان لآخر حسب الانتعاش الاقتصادي لكل منطقة من المناطق، وهذه صفة من الصفات الدائمة للمجتمع الغجري، فمثلا تجدهم يكثرون في المناطق الشرقية والشمالية، ولا سيما محافظتا الحسكة والرقة، عند أوقات جني المحاصيل والحصاد، وذلك لأن هذه المناطق تعتمد اعتماداً كليا على الزراعة، فسكانها يزرعون القمح وبقية أنواع الحبوب والقطن والخضراوات، وعند الحصاد يقومون ببيع إنتاجهم للدولة بأسعار مجزية وجيدة، الأمر الذي يجعل المنطقة تعيش أقصى درجات الانتعاش الاقتصادي في فترة المواسم. وإلى جانب مواسم الحصاد يستغل الغجر المناسبات الدينية وخاصة شهر رمضان المبارك، فتراهم ينتشرون بكثرة في شهر رمضان من أوله وحتى عيد الفطر ومن ثم يعودون من حيث أتوا، إلا إذا وجدوا سببا قويا لبقائهم. وقد كان الغجر في السابق يستخدمون الدواب في تنقلهم وترحالهم من مكان لآخر، أما اليوم فإنهم يستخدمون الآليات المختلفة، وعلى الأغلب ينتقلون بشكل جماعي، إما لكون بعض الحيل التي يكدون أو يتسولون بها تحتاج إلى أكثر من شخص في تنفيذها، أو ربما كانت هناك أسباب وعوامل أخرى نجهلها تتعلق بطبيعة الغجري وأعراف قبيلته وضوابط حياته وقوانينها.
نقلاُ عن مجلة العربي
تاريخ طويل وحياة هامشية
للغجر وجود في التاريخ العربي. ولكنهم ظلوا خلال هذا التاريخ يعيشون حياة هامشية، مميزة وغامضة، غنية ومجهولة، مما جعلهم لغزاً عصيا على الحل.. فمن هم الغجر؟ من أين أتوا وكيف يعيشون؟ ومن أين استمدوا تقاليدهم ومفردات لغتهم؟ إن هذا الاستطلاع عن الغجر في القطر السوري الشقيق يلقي الضوء على هذه التجمعات الهامشية التي مازالت ترفض الاندماج مع بقية المجتمعات التي تعيش فيها.
عندما فكرت في إعداد استطلاع موثق وجدي عن الغجر، واجهتني صعوبات كثيرة في الحصول على المعلومات التمهيدية الكافية والوافية، قبل محاولة الاقتراب من واقعهم الحي.. من أهم هذه الصعوبات أن هذه الفئة العرقية تنتشر في أرجاء المعمورة، محتفظة بأسرار نشأتها وحياتها قديماً وحاضرا، كما ترجع أيضاً بعض هذه الصعوبات إلى امتناع الغجر عن التحدث عن أنفسهم، رغم كل المحاولات التي تبذل لإقناعهم بأن المعلومات التي يدلون بها لن تضرهم في شيء، وأن الهدف هو التعريف بهم وبحياتهم وبكل ما يمت إليهم بصلة، يضاف إلى ذلك ندرة المصادر والمراجع وخاصة الحديثة منها، التي تتحدث عن الغجر سوى بضع مقالات متفرقة ودراسات سطحية تحدثت عن الغجر في هذه الدولة أو تلك..
الزِّط وأسماء أخرى
تحفظ الغجر وانغلاق مجتمعهم على أنفسهم، وعدم البوح بأسرار نشأتهم ومعيشتهم ليس وليد الساعة، وإنما يرجع إلى أقدم العصور، وربما منذ انطلاقتهم الأولى. ففي المجلد العاشر من دائرة المعارف الإسلامية نجد حديثاً عن قبيلة غجرية تعيش على الشاطئ الشرقي لجزيرة مدغشقر باسم أوندزاتسي، فنعرف أن هؤلاء قوم (وفد أسلافهم من وراء البحار كما يقولون وإني - يقول الكاتب - وإن كنت قد اتصلت بهم شخصيا لعدة سنين، فإني أشعر أنهم لم يطلعوني بالتفصيل على عاداتهم وشمائلهم، ذلك أنهم كانوا دائما متحفظين) وتطلق دائرة المعارف على الغجر اسم "الزط" وتقول إنه "ينطق بكسر الزاي في دمشق، وهو اسم قوم"، ويذكر الفردوسي أن "بهرام كور" ملك فارس في القرن الخامس الميلادي سأل ملك الهند أن يرسل إليه عشرة آلاف من الرجال والنساء البارعين في العزف على العود. وهذه إشارة صريحة وواضحة إلى المكان الذي نشأوا فيه وهو الهند. وذكر البلاذري أن الزط قد استقروا في ثغور فارس، وردد هذا القول المؤرخ حمزة الأصفهاني الذي يقول إنه على دراية واسعة بتاريخ الساسانيين شأنه في ذلك شأن الفردوسي.
كما استقر كثير منهم في البطائح بين واسط والبصرة، وازدادت سطوتهم في عهد الخليفة المأمون.
وقد استغل المؤرخ "دي غوي" هذه النصوص في أحد كتبه عن الغجر وأكملها من لسان العرب وتاج العروس، ومن مؤلفات عدد من الجغرافيين العرب. ومن هذا الكتاب يتبين أن المؤلف قد تتبع بشكل جيد هجرات الغجر في آسيا، وحسبنا هنا أن النصوص العربية والفارسية - حسب دائرة المعارف - تقول إن الزط أو الغجر هاجروا لسبب من الأسباب من الهند إلى فارس، ومنها إلى الجزء الأدنى إليهم من آسيا وأوربا.
ومن المصادر الحديثة التي تحدثت بشيء من التفصيل عن الغجر، مؤلف للسيد أحمد حسين حسن، عنوانه "أدب الكدية في العصر العباسي" ومنه نعرف أن للغجر تسميات كثيرة غير تسمية زط، ومن تلك التسميات مكدين أو مجدين، وهي ما يدل على الاستجداء والتسول، كما يطلق عليهم أحيانا اسم الساسانيين، ولكن أشهر أسمائهم "الشحاذون". كما نعرف أن الغجر من الظواهر الاجتماعية المعقدة الضاربة في أغوار الزمان، وأن انتشارهم لم يقتصر على مجتمع دون سواه، فقد كانوا ومازالوا ينتشرون في المجتمعات البشرية المختلفة مختارين طواعية هذا النمط من الحياة.
والأماكن المفضلة لديهم لممارسة فنونهم في التسول والكدية وما شابه ذلك، هي المدن والساحات العامة والمساجد والجسور والتجمعات السكانية، وهم ينتقلون من مكان لآخر، لكن بعضهم فضل المكوث في مكان واحد قانعا بما يناله منه من مال ورزق.
مواطنون أم أجانب؟
لا يمكن معرفة مدى انتماء الغجر للمجتمع العربي السوري بدقة، ولا صلتهم به، فهم على الأغلب - شأنهم شأن بقية القبائل الغجرية في الوطن العربي والعالم - يعيشون أقلية داخل المجتمع السوري، ويمكن معرفة ذلك بكل سهولة ويسر من خلال أنماط معيشتهم وألوان حياتهم، التي تختلف اختلافا تاما عن معيشة وحياة وطباع وعادات مختلف الشرائح الاجتماعية والعشائر الموجودة في سوريا، بمختلف انتماءاتها وأديانها.
فالمجتمع السوري يضم عشائر وقبائل مختلفة تمتد أصولها بعيدا في أغوار التاريخ العربي والإسلامي، ولكل عشيرة من هذه العشائر أفخاذ أو فروع متعددة، كما أن لها عاداتها وتقاليدها المميزة الواضحة، وقد انصهرت تلك العشائر فيما بينها من خلال التزاوج والتصاهر، الأمر الذي جعل الانتماء العشائري والقبلي يذوب شيئا فشيئا في نفس الفرد السوري. وقد حاولنا بشتى الوسائل المتوافرة والمتاحة لنا أن نعرف صلة ما - ولو بسيطة - للغجر بأي قبيلة من هذه القبائل فلم نعثر على الإطلاق.
وعلى الصعيد الديني هناك دينان رئيسيان في سوريا هما الدين الإسلامي وهو دين الدولة الأغلبية، والدين المسيحي، وتوجد قلة تكاد لا تذكر تدين بالديانة اليهودية. ومن خلال الغجر أنفسهم وبعض العارفين بهم وبأحوالهم ندرك أن هناك احتمالا كبيرا لعدم انتماء الغجري لأي من هذه الأديان السماوية.
فمن هم الغجر؟ ومن أين جاءوا إلى سوريا؟ في الواقع ليس هناك مصدر تحدث عن زمن وجود الغجر في سوريا، لكن هناك مصادر تتحدث عن كيفية مجيئهم إلى الوطن العربي بصورة عامة، وهي نفسها المصادر التاريخية التي تحدثنا عنها في البداية، والتي تؤكد كما علمنا أن الغجر ما هم إلا قبائل هندية الأصل دخلت المجتمع العربي عن طريق بلاد فارس. لكن الغالبية العظمى منهم الآن مواطنون سوريون يحملون بطاقات شخصية، وبطاقات عائلية، لهم ما للفرد السوري وعليهم ما عليه، فهم يؤدون خدمة العلم (الجندية) ولهم الحق في الوظائف العامة، وفي التنقل بحرية تامة، وفي الانتخاب والترشيح، والتمتع بجميع حقوق وواجبات المواطن السوري العادي. وبالرغم مما في ذلك من مزايا فإن قسما ضئيلا منهم فضل عدم تسجيله كمواطن في سجلات الدولة، وبقي مسجلا على أنه "أجنبي" ومع ذلك بقي الغجر حتى الآن يعيشون في مجتمع خاص بهم، منغلق عليهم لم ينسلخوا عن عاداتهم وطرق معيشتهم التي ورثوها عن أجدادهم انسلاخا تاما.
وينتشر الغجر في جميع المحافظات والمناطق السورية، ففي محافظة الحسكة التي تقع في أقصى الشمال الشرقي، بجوار الحدود العراقية - التركية يعيش ما بين 2000 و 3000 عائلة غجرية، وفي محافظة دير الزور التي تجاور الحدود العراقية تعيش نحو 1700 عائلة، وفي محافظة الرقة يرتفع العدد إلى الضعف تقريبا، ومثله في محافظة حلب، إلا أن عددهم يزداد بكثرة ملحوظة في باديتى حمص وحماه، ففي حماه يصل عددهم إلى 4000 عائلة وربما أكثر وفي محافظة حمص وتحديدا في جورة العرايس، ينتشرون بكثرة، ولهم أيضا وجود في منطقة تدمر الأثرية التابعة لمحافظة حمص، وتنتشر أعداد قليلة منهم في بقية المحافظات والمناطق.
وعادة يسكن الغجر بجوار المدن، لأن عدد السكان يكون أكثر، مما يدر عليهم ربحا أكبر، خاصة لمن يمتهن التسول في الشوارع وأمام المساجد ودور العبادة وفي الساحات وعند المفارق والجسور وفي الأحياء وعلى أبواب المنازل. وينتقل الغجر من مكان لآخر حسب الانتعاش الاقتصادي لكل منطقة من المناطق، وهذه صفة من الصفات الدائمة للمجتمع الغجري، فمثلا تجدهم يكثرون في المناطق الشرقية والشمالية، ولا سيما محافظتا الحسكة والرقة، عند أوقات جني المحاصيل والحصاد، وذلك لأن هذه المناطق تعتمد اعتماداً كليا على الزراعة، فسكانها يزرعون القمح وبقية أنواع الحبوب والقطن والخضراوات، وعند الحصاد يقومون ببيع إنتاجهم للدولة بأسعار مجزية وجيدة، الأمر الذي يجعل المنطقة تعيش أقصى درجات الانتعاش الاقتصادي في فترة المواسم. وإلى جانب مواسم الحصاد يستغل الغجر المناسبات الدينية وخاصة شهر رمضان المبارك، فتراهم ينتشرون بكثرة في شهر رمضان من أوله وحتى عيد الفطر ومن ثم يعودون من حيث أتوا، إلا إذا وجدوا سببا قويا لبقائهم. وقد كان الغجر في السابق يستخدمون الدواب في تنقلهم وترحالهم من مكان لآخر، أما اليوم فإنهم يستخدمون الآليات المختلفة، وعلى الأغلب ينتقلون بشكل جماعي، إما لكون بعض الحيل التي يكدون أو يتسولون بها تحتاج إلى أكثر من شخص في تنفيذها، أو ربما كانت هناك أسباب وعوامل أخرى نجهلها تتعلق بطبيعة الغجري وأعراف قبيلته وضوابط حياته وقوانينها.
عدل سابقا من قبل سيف العرب في 4/17/2008, 8:38 am عدل 1 مرات
6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف
» أنا بهذه اللحظة
10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك
» على الرصيف
6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف
» بوابة الجحيم
6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف
» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف
» فردوس مليندا المفقود.
3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف
» بدري فركوح
3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ليلى العفيفة
3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي
» ألفية العياط فى النحو
11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط
» ديوان إنشق القمر
8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط
» ديوان بومبا والاقزام
2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط
» بريد الموتى
1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف
» ديوان دحش قرم ودانك
12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط
» ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط
» من عجائب الأرقام
5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ابن الرومي
5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» قصيدة حبك وقلبى
8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط
» الأعشى الأكبر
6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مساء الخير
5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب
» مي زيادة
4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» لبيد بن ربيعة
12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زهير بن أبي سلمى
12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» جبران خليل جبران
12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» إيايا أبو ماضي
11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87
» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط
» سيف الفراق
7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط
» ديوان اعشقك جدا
7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط
» ديوان الحديث مع النفس البشرية
7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط
» عمرو بن كلثوم
6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» طرفة بن العبد
5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط
» شهداء 6 أيار 1916
5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» الياس قنصل
4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زكي قنصل
4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي
» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي
» محمود درويش مؤلفات ودواوين
3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay
» حاتم الطائي
3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حكمة اليوم
3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» امرؤ القيس
3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» محتويات مكتبة الروايات
2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد
» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط
» الحارث بن حلزة
1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter
» رخصة زواج للمؤجل اداريا
1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510
» الف ليلة وليلة
1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف
» عنترة العبسي
1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد