اصطفى الله – عز وجل – الأنبياء على خلقه جميعا ً، وأكرمهم بالعقل المستنير ، والحكمة البالغة ،
وألهمهم الرشد ، وأنزل عليهم الوحي من السماء ليعلم وا الناس أمور دينهم ، ويهدوهم إلى الحق ، وإلى
طريق الله المستقيم .
لذلك فإن أفعال الأنبياء وأقوالهم ، وتصرفام في المواقف التي يتعرضون له ا، نموذج للذكاء
والحكمة .
وهذه المواقف من حياة الأنبياء تبين مدى ذكائهم في أفعالهم و أقوالهم، وتزيدنا إيماناً ويقيناً برسل
الله عليهم الصلاة والسلام .
فما أجمل أن نقرأ هذه القصص، ونتعلم منها، ونأخذ منها العبرة والعظة .
في بداية الدعوة إلى الإسلام ، كان النبي ف يدعو إلى الله سر ا؛ حذراً من قريش التي كانت
متعصبة للشرك، وكانت تضطهد كل من يؤمن بالدعوة الجديدة .
لذلك اختار ف دار الأرقم بن أبي الأرقم ليجتمع ا مع أصحابه الكرام يفلم يكن أحد
من قريش يعلم أن الأرقم كان قد أسلم، ولن يخطر على بال قريش أن يتم اللقاء في داره .
وكان الأرقم من بني مخزوم الذين كانوا يحملون لواء التنافس على سيادة قريش ضد بني هاشم ،
وكان بعيداً عن ذهن قريش أن يجتمع محمد ف وأصحابه في قلب ديار بني مخزوم . كما أن الأرقم
كان في هذا الوقت صغير السن ، لا يتجاوز عمره السادسة عشرة ، وكان من المستبعد أن يجتمع
المسلمون في مترل هذا الفتى الصغير .
٣) منبر التوحيد والجهاد )
كان ال نمرود بن كنعان حاكماً لبلاد كنعان التي كان يعيش فيها نبي الله إبراهيم ؛ . فدعاه
إبراهيم ؛ إلى الإيمان بالله بالحكمة والموعظة الحسنة ، لكن النمرود لم يستمع إلى دعوة الخير ، وادعى
أنه إله .
ودار بين إبراهيم ؛ والنمرود حوار طويل ، لجأ فيه إبراهيم ؛ إلى الدليل ا لعقلي، فقال له :
فأنا أستطيع أن آتي برجلين قد حكم ، ( ) : فقال النمرود ، ( )
عليهما بالقتل، فأقتل أحدهما وأعفو عن الآخر فأحييه! !
هنا فكر إبراهيم ؛ في حجة قوية لا يستطيع النمرود إنكارها مهما عاند واس تكبر، فقال :
فلم يستطع النمرود أن يرد على هذا الدليل القاطع ، ( )
الحاسم .
لما أراد الكفار قتل النبي ف، واشتدوا في طلبه ، أمره الله – سبحانه – بالهجرة إلى المدينة، وكان
على النبي ف أن يرسم ويخطط لهجرته ، فرأى ف أن ينام علي بن أبي طالب ت في فراشه ،
ويتغطى ببردته، حتى إذا نظر المتآمرون إليه خدعوا، وظنوا أنه النبي ف .
ولما اجتمع كفار قريش أمام بيت الرسول ف نظروا من ثقب في الباب ، فرأوا شخصاً ينام في
فراش النبي ف، وظنوا أنه النبي نفسه ، فظلوا واقفين ينتظرون خروجه . ولكن الله – سبحانه – أعمى
أبصارهم، فخرج النبي ف من بين أيديهم دون أن يروه .
فلما طال انتظارهم ، اقتحموا الباب ، فرأوا أن النائم علي بن أبي طالب . وبذلك نجحت خطة
النبي ف، وهاجر إلى المدينة بسلام .
٤) منبر التوحيد والجهاد )
في غزوة بدر ، خرج الرسول ف ومعه صاحبه أبو بكر الصديق ت ليتعرفا على أخبار
قريش، فقابلا رجلاً من الأعراب ؛ فسأله الرسول ف عن جيش قريش ، وعن جيش محمد وأصحابه ،
وما يعرفه عنهم ا؟! فقال الرجل : لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتم ا؟! فقال له الرسول ف: " إذا
أخبرتنا أخبرناك " .
فأخبرهما الشيخ بالمكان الذي نزل به المسلمون ، والمكان الذي نزل به جيش الكفار ، فلما انتهى
من كلامه قال: ممن أنتما؟
وكان لا بد من الوفاء للرجل بوعده ، إلا أن الرسول ف لم يرد أن يبوح له بشيء ، ولم يكن
ليكذب وهو الصادق الأمين، فقال للرجل: " نحن من ماء " . ثم تركه وانصرف! !
وظن الرج ل أن " ماء " اسم مكان ، فقال متعجبا ً: ما من ماء ؟! أمن ماء العراق ؟ لكنه ف قصد
. ( ) : أنه خلق من ماء، لقوله تعالى
جاء إبليس إلى عيسى ؛، فقال له: ألست تزعم أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك؟
قال عيسى ؛: بلى .
فقال إبليس: فارم بنفسك من هذا الجبل، فإنه إن قُدر لك السلام تسلم .
فقال عيسى ؛: يا ملعون ، إن الله – عز وجل – يختبر عباده ، وليس للعبد أن يختبر الله – عز
وجل – .
في بداية هجرة النبي ف م ن مكة إلى المدينة ، سار النبي ف نحو الجنوب عكس اتجاه المدينة ، ثم
عاود السير تجاهها ليجعل الكفار يعتقدون أنه توجه إلى اليمن وليس إلى المدينة .
٥) منبر التوحيد والجهاد )
كذلك كلف النبي ف عامر بن فهيرة أن يتعرف على ما يقال بمكة ، ثم يأتيه بالخبر في الليل ،
ويحلب لهما الأغنام، ثم يصبح ويسرح مع الناس .
وكان عبد الله بن أبي بكر ب يبيت معهما في الغار ، ثم يذهب إلى مكة في الفجر ، فيصبح مع
قريش كأنه بات في مكة، ويسمع ما يقال عن الرسول ف وصاحبه، ثم يعود إليهما بالأخبار في الليل.
وكان لهذا التخطيط المحكم دور كبير في سلامة النبي ف وصاحبه أبي بكر – رضي الله عنه -
أثناء الهجرة، حتى وصلا إلى المدينة بسلام .
جاءت امرأتان إلى نبي الله سليمان ؛، تحتكمان إليه في أمر وقع بينهم ا؛ فقد كان لكل امرأة
طفل رضيع ، فجاء الذئب في غفلة منهما وأخذ طفلا ً، فأكله، فلما رأت أمه ذلك ، أخذت الطفل الآخر
وادعت أنه ابنها، وحينما جاءت أمه الحقيقية لتأخذه رفضت أن تعطيها طفلها .
فاستمع نبي الله سليمان ؛ إلى دعواهم ا، وكل منهما تدعي أنه ابنه ا، ففكر في حيلة يعرف ا
الأم الحقيقية ، فقال لأصحابه : ائتوني بسكين لنشق الولد نصفين ، ونعطي كل واحدة منهما نصف
الطفل، فرضيت إحداهما، أما الأخرى فصاحت وقالت: لا تفعلوا به هذا ولتأخذه هي ولا تقتلوه .
فعلم سليمان ؛ أا الأم الحقيقية؛ لأا رفضت أن يذبح ابنها . فأعطاها الطفل .
أرسل النبي ف رسالة إلى هرقل ملك الروم يدعوه فيها إلى الإسلام ، وإلى جنة عرضها
السماوات والأرض .
فبعث هرقل إلى الرسول ف رسالة ، فأعطاها الرسول صلى الله عليه سولم لمعاوية بن أبي سفيان
ب يقرؤها له .
فلما قرأها معاوية وجد مكتوباً فيه ا: إنك كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض ،
فأين النار؟
فقال الرسول ف: " سبحان الله! فأين الليل إذا جاء النهار " .
٦) منبر التوحيد والجهاد )
ذات يوم ، جاء رجل إلى رسول الله ف يشكو إليه من جاره الذي كان كثيراً ما يؤذيه ، فقال له
النبي ف: " انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق " .
فذهب الرجل إلى بيته، وفعل ما أمره به الرسول ف، فأخرج أثاث بيته إلى الطريق .
فاجتمع الناس، فقالوا: ما شأنك؟
فقال لهم: إن لي جاراً يؤذيني . فأخذوا يلعنون ذلك الجار، ويقولون: اللهم العنه .
فلما علم هذا الجار المؤذي بما حدث ، ذهب إلى جاره وقال له : ارجع إلى دارك فوالله لا أوؤذيك
أبداً .
وبذلك نجحت حكمة النبي ف، وعاد الجار المؤذي إلى طريق الحق والصواب .
في غزوة بدر ، أرسل النبي ف فرقة استطلاع مكونة من علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ،
وسعد بن أبي وقاص ي إلى بئر بدر ليستطلعوا أخبار العدو ، فوجدوا اثنين من قريش يملآن قِرب
الماء ويحملاا على ظهور الإبل ليسقوا جيش المشركين، فأسروهما، وأخذوهما إلى النبي ف .
فلما رأى ف الأسيرين سألهم ا: " كم القوم ؟ " . فقال أحدهم : كثير . قال ف: " ما عدم ؟
" . قال: لا ندري . فسألهما الرسول ف عن عدد الإبل التي يذبحوا كل يوم ، فأخبراه أم ينحرون
في يوم تسع إبل، وفي يوم عشر إبل .
فقدر ف أن كل ناقة يأكلها م ائة من الرجال ، فقال ف: " القوم فيما بين التسعمائة والألف "
، وكانت معرفة رسول الله ف بعدد جيش قريش أول خطوة من خطوات النصر في " بدر " .
٧) منبر التوحيد والجهاد )
قبل بعثة النبي ف، أصاب مكة سيل شديد ، فتهدمت بعض أجزاء من الكعبة المشرفة ،
واجتمعت قريش ، وقرروا هدم الكعبة، وبناءها من جديد . وتسابقت القبائل لتنال شرف الاشتراك في
إعادة بناء الكعبة .
فلم تم البناء ، وأرادوا إعادة الحجر الأسود إلى مكانه ، تشاجر زعماء القبائل لنيل هذا الشرف ،
حتى كادت الحرب أن تقع بينهم .
فرأى الحكماء منهم أن يحتكموا إلى أول من يدخل عليهم . وشاءت إرادة الله أن يك ون القادم
محمداً ف . فارتضوه حكما ً، وحكوا له القصة . فخلع النبي ف رداءه ، ووضعه على الأرض ، ثم أخذ
الحجر الأسود ووضعه على الرداء ، وطلب إلى زعماء القبائل أن يمسك كل واحد منهم بطرف من
الرداء، ثم يحملوا الحجر إلى مكانه ، ففعلوا . فأخذ النبي ف الحجر ، ووضعه في مكانه . وبذلك ساهموا
جميعاً في حمل الحجر الأسود، ونالوا ذلك الشرف .
خرج إسماعيل ؛ يوماً يبتغي الرزق ، وترك زوجته في البيت ، فأتاها شيخ كبير يسأل عن
إسماعيل ؛، فقالت: خرج إلى عمله ، فسألها الشيخ عن أحوالهم ومعيشتهم ؛ فقالت: نحن بِشر ، نحن
في ضيق وشدة، واشتكت إليه، فقال لها: إذا جاء زوجك، فاقرئي ؛، وأخبريه أن يغير عتبة بابه .
فلما جاء إسماعيل ؛ أخبرته زوجته بما حدث ، فقال له ا: ذاك أبي ، وقد أمرني أن أفارقك .
فطلقها، وتزوج امرأة أخرى ، ومكث معها زمنا ً، ثم أتاهما إبراهيم ؛ فلم يج د إسماع يل ؛ فسأل
عنه زوجته ، فقالت: خرج يب تغي لنا رزقا ً، قال: كيف أنتم؟ فقالت: نحن بخير وسعة ، وأثنت على الله ،
فدعا لهما بالخير والبركة ، وقال له ا: إذا جاء زوجك ، فاقرئي ؛، ومريه يثبت عتبة بابه . فلما جاء
إسماعيل ؛ أخبرته زوجته بما حدث، فقال: ذاك أبي، وأنت العتبة، أمرني ألا أطلقك .
٨) منبر التوحيد والجهاد )
جاء إخوة يوسف ؛ إلى مصر لشراء القمح والطعام . فلما دخلوا على أخيهم الذي كان
وزيراً للبلاد عرفهم ، ولم يعرفوه . وأعطاهم ما أرادو ا، ووعدهم أنه سيزيد لهم في العطاء في المرة
القادمة، إن أحضروا معهم أخاهم من أبيهم، فإن لم يحضروه فلن يعطيهم شيئاً .
فلما جاءوا في المرة الثانية أحضروا معهم أخاهم . ففكر يوسف في حيلة ليحجز أخاه ، ويستبقيه
إلى جواره . فأمر رجاله أن يضعوا مكيال الملك الذهبي الذي يكيل به في أمتعة أخيه . ثم ُأعلن أن
المكيال قد سرق . فنفى إخوة يوسف أن يكونوا قد سر قوا المكيال . فسألهم يوسف عن جزاء من
يسرق في شريعتهم ؛ حتى يطبق ذلك الحكم عليهم إذا وجد المكيال مع أحدهم . فأخبروه أن السارق
يؤخذ رهينة أو أسيرا ً، مقابل ما يسرق . فأمر يوسف بالتفتيش ، فوجدوا المكيال في متاع أخيه .
ونجحت حيلة يوسف في أن يأخذ أخاه .
كان لرجل قطيع من الأغنام ، وذات يوم دخلت هذه الأغنام حقل رجل آخر ، فأكلت ما به من
حرث وثمار وأفسدت الزرع .
فذهب صاحب الحرث إلى نبي الله داود ؛ ليحكم في أمره ، فحكم داود ؛ لصاحب
الحقل أن يأخذ الأغنام نظير ما ُأفسد من حرثه .
فلما علم ابنه سليمان ؛ بذلك قال : " لو وليت أمركما لقضيت بغير هذ ا " ، فدعاه داود
؛ وسأله: كيف تقضي بينهما؟ .
فحكم سليمان ؛ بأن يأخذ صاحب الحرث الأغنام فينتفع بما تلد وما تنتج من ألبا ا، ويأخذ
صاحب الأغنام الأرض فيزرعها ويصلحها حتى تعود كما كانت عليه أول مرة ، فإذا ما أعطاها كما
كانت ردت إليه أغنامه، وأخذ صاحب الحرث أرضه .
ورغم أن حكم داود ؛ كان صحيحاً، إلا أنه أعجب بحكم ابنه سليمان ؛، وأخذ به .
٩) منبر التوحيد والجهاد )
لما تأكد لإبراهيم ؛ أن الآلهة التي يعبدها قومه ما هي إلا أصنام لا تضر ولا تنفع ، راح
يبحث عن الإله الحق الذي يستحق العبادة وحده دون غيره .
. ( ) : ونظر إبراهيم ؛ في الكون من حوله ؛ فلما رأى كوكباً عالياً في السماء، قال
ولكنه لاحظ أن الكوكب اختفى بعد قليل ، فرفض أن يتخذ ذلك الكوكب إلها ً؛ فالإله لا ينبغي أن
يغيب عن الوجود أبداً .
ونظر إ براهيم ؛ إلى القمر يتلأ لأ في السماء فظنه إلها ً، ولكنه رجع عن ظنه لما رأى القمر
اختفى هو الآخر . ونظر إبراهيم ؛ إلى الشمس وهي ساطعة ، ورآها أكبر من الكوكب ومن
القمر، فظنها إلهاً، ولكنها غربت أيضاً .
فلما رأى الله – تعالى – حِرص إبراهيم على التعرف عليه ، أوحى إليه وعرفه بنفسه ، فآم ن
إبراهيم ؛ بالله رب العالمين .
وألهمهم الرشد ، وأنزل عليهم الوحي من السماء ليعلم وا الناس أمور دينهم ، ويهدوهم إلى الحق ، وإلى
طريق الله المستقيم .
لذلك فإن أفعال الأنبياء وأقوالهم ، وتصرفام في المواقف التي يتعرضون له ا، نموذج للذكاء
والحكمة .
وهذه المواقف من حياة الأنبياء تبين مدى ذكائهم في أفعالهم و أقوالهم، وتزيدنا إيماناً ويقيناً برسل
الله عليهم الصلاة والسلام .
فما أجمل أن نقرأ هذه القصص، ونتعلم منها، ونأخذ منها العبرة والعظة .
في بداية الدعوة إلى الإسلام ، كان النبي ف يدعو إلى الله سر ا؛ حذراً من قريش التي كانت
متعصبة للشرك، وكانت تضطهد كل من يؤمن بالدعوة الجديدة .
لذلك اختار ف دار الأرقم بن أبي الأرقم ليجتمع ا مع أصحابه الكرام يفلم يكن أحد
من قريش يعلم أن الأرقم كان قد أسلم، ولن يخطر على بال قريش أن يتم اللقاء في داره .
وكان الأرقم من بني مخزوم الذين كانوا يحملون لواء التنافس على سيادة قريش ضد بني هاشم ،
وكان بعيداً عن ذهن قريش أن يجتمع محمد ف وأصحابه في قلب ديار بني مخزوم . كما أن الأرقم
كان في هذا الوقت صغير السن ، لا يتجاوز عمره السادسة عشرة ، وكان من المستبعد أن يجتمع
المسلمون في مترل هذا الفتى الصغير .
٣) منبر التوحيد والجهاد )
كان ال نمرود بن كنعان حاكماً لبلاد كنعان التي كان يعيش فيها نبي الله إبراهيم ؛ . فدعاه
إبراهيم ؛ إلى الإيمان بالله بالحكمة والموعظة الحسنة ، لكن النمرود لم يستمع إلى دعوة الخير ، وادعى
أنه إله .
ودار بين إبراهيم ؛ والنمرود حوار طويل ، لجأ فيه إبراهيم ؛ إلى الدليل ا لعقلي، فقال له :
فأنا أستطيع أن آتي برجلين قد حكم ، ( ) : فقال النمرود ، ( )
عليهما بالقتل، فأقتل أحدهما وأعفو عن الآخر فأحييه! !
هنا فكر إبراهيم ؛ في حجة قوية لا يستطيع النمرود إنكارها مهما عاند واس تكبر، فقال :
فلم يستطع النمرود أن يرد على هذا الدليل القاطع ، ( )
الحاسم .
لما أراد الكفار قتل النبي ف، واشتدوا في طلبه ، أمره الله – سبحانه – بالهجرة إلى المدينة، وكان
على النبي ف أن يرسم ويخطط لهجرته ، فرأى ف أن ينام علي بن أبي طالب ت في فراشه ،
ويتغطى ببردته، حتى إذا نظر المتآمرون إليه خدعوا، وظنوا أنه النبي ف .
ولما اجتمع كفار قريش أمام بيت الرسول ف نظروا من ثقب في الباب ، فرأوا شخصاً ينام في
فراش النبي ف، وظنوا أنه النبي نفسه ، فظلوا واقفين ينتظرون خروجه . ولكن الله – سبحانه – أعمى
أبصارهم، فخرج النبي ف من بين أيديهم دون أن يروه .
فلما طال انتظارهم ، اقتحموا الباب ، فرأوا أن النائم علي بن أبي طالب . وبذلك نجحت خطة
النبي ف، وهاجر إلى المدينة بسلام .
٤) منبر التوحيد والجهاد )
في غزوة بدر ، خرج الرسول ف ومعه صاحبه أبو بكر الصديق ت ليتعرفا على أخبار
قريش، فقابلا رجلاً من الأعراب ؛ فسأله الرسول ف عن جيش قريش ، وعن جيش محمد وأصحابه ،
وما يعرفه عنهم ا؟! فقال الرجل : لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتم ا؟! فقال له الرسول ف: " إذا
أخبرتنا أخبرناك " .
فأخبرهما الشيخ بالمكان الذي نزل به المسلمون ، والمكان الذي نزل به جيش الكفار ، فلما انتهى
من كلامه قال: ممن أنتما؟
وكان لا بد من الوفاء للرجل بوعده ، إلا أن الرسول ف لم يرد أن يبوح له بشيء ، ولم يكن
ليكذب وهو الصادق الأمين، فقال للرجل: " نحن من ماء " . ثم تركه وانصرف! !
وظن الرج ل أن " ماء " اسم مكان ، فقال متعجبا ً: ما من ماء ؟! أمن ماء العراق ؟ لكنه ف قصد
. ( ) : أنه خلق من ماء، لقوله تعالى
جاء إبليس إلى عيسى ؛، فقال له: ألست تزعم أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك؟
قال عيسى ؛: بلى .
فقال إبليس: فارم بنفسك من هذا الجبل، فإنه إن قُدر لك السلام تسلم .
فقال عيسى ؛: يا ملعون ، إن الله – عز وجل – يختبر عباده ، وليس للعبد أن يختبر الله – عز
وجل – .
في بداية هجرة النبي ف م ن مكة إلى المدينة ، سار النبي ف نحو الجنوب عكس اتجاه المدينة ، ثم
عاود السير تجاهها ليجعل الكفار يعتقدون أنه توجه إلى اليمن وليس إلى المدينة .
٥) منبر التوحيد والجهاد )
كذلك كلف النبي ف عامر بن فهيرة أن يتعرف على ما يقال بمكة ، ثم يأتيه بالخبر في الليل ،
ويحلب لهما الأغنام، ثم يصبح ويسرح مع الناس .
وكان عبد الله بن أبي بكر ب يبيت معهما في الغار ، ثم يذهب إلى مكة في الفجر ، فيصبح مع
قريش كأنه بات في مكة، ويسمع ما يقال عن الرسول ف وصاحبه، ثم يعود إليهما بالأخبار في الليل.
وكان لهذا التخطيط المحكم دور كبير في سلامة النبي ف وصاحبه أبي بكر – رضي الله عنه -
أثناء الهجرة، حتى وصلا إلى المدينة بسلام .
جاءت امرأتان إلى نبي الله سليمان ؛، تحتكمان إليه في أمر وقع بينهم ا؛ فقد كان لكل امرأة
طفل رضيع ، فجاء الذئب في غفلة منهما وأخذ طفلا ً، فأكله، فلما رأت أمه ذلك ، أخذت الطفل الآخر
وادعت أنه ابنها، وحينما جاءت أمه الحقيقية لتأخذه رفضت أن تعطيها طفلها .
فاستمع نبي الله سليمان ؛ إلى دعواهم ا، وكل منهما تدعي أنه ابنه ا، ففكر في حيلة يعرف ا
الأم الحقيقية ، فقال لأصحابه : ائتوني بسكين لنشق الولد نصفين ، ونعطي كل واحدة منهما نصف
الطفل، فرضيت إحداهما، أما الأخرى فصاحت وقالت: لا تفعلوا به هذا ولتأخذه هي ولا تقتلوه .
فعلم سليمان ؛ أا الأم الحقيقية؛ لأا رفضت أن يذبح ابنها . فأعطاها الطفل .
أرسل النبي ف رسالة إلى هرقل ملك الروم يدعوه فيها إلى الإسلام ، وإلى جنة عرضها
السماوات والأرض .
فبعث هرقل إلى الرسول ف رسالة ، فأعطاها الرسول صلى الله عليه سولم لمعاوية بن أبي سفيان
ب يقرؤها له .
فلما قرأها معاوية وجد مكتوباً فيه ا: إنك كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض ،
فأين النار؟
فقال الرسول ف: " سبحان الله! فأين الليل إذا جاء النهار " .
٦) منبر التوحيد والجهاد )
ذات يوم ، جاء رجل إلى رسول الله ف يشكو إليه من جاره الذي كان كثيراً ما يؤذيه ، فقال له
النبي ف: " انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق " .
فذهب الرجل إلى بيته، وفعل ما أمره به الرسول ف، فأخرج أثاث بيته إلى الطريق .
فاجتمع الناس، فقالوا: ما شأنك؟
فقال لهم: إن لي جاراً يؤذيني . فأخذوا يلعنون ذلك الجار، ويقولون: اللهم العنه .
فلما علم هذا الجار المؤذي بما حدث ، ذهب إلى جاره وقال له : ارجع إلى دارك فوالله لا أوؤذيك
أبداً .
وبذلك نجحت حكمة النبي ف، وعاد الجار المؤذي إلى طريق الحق والصواب .
في غزوة بدر ، أرسل النبي ف فرقة استطلاع مكونة من علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ،
وسعد بن أبي وقاص ي إلى بئر بدر ليستطلعوا أخبار العدو ، فوجدوا اثنين من قريش يملآن قِرب
الماء ويحملاا على ظهور الإبل ليسقوا جيش المشركين، فأسروهما، وأخذوهما إلى النبي ف .
فلما رأى ف الأسيرين سألهم ا: " كم القوم ؟ " . فقال أحدهم : كثير . قال ف: " ما عدم ؟
" . قال: لا ندري . فسألهما الرسول ف عن عدد الإبل التي يذبحوا كل يوم ، فأخبراه أم ينحرون
في يوم تسع إبل، وفي يوم عشر إبل .
فقدر ف أن كل ناقة يأكلها م ائة من الرجال ، فقال ف: " القوم فيما بين التسعمائة والألف "
، وكانت معرفة رسول الله ف بعدد جيش قريش أول خطوة من خطوات النصر في " بدر " .
٧) منبر التوحيد والجهاد )
قبل بعثة النبي ف، أصاب مكة سيل شديد ، فتهدمت بعض أجزاء من الكعبة المشرفة ،
واجتمعت قريش ، وقرروا هدم الكعبة، وبناءها من جديد . وتسابقت القبائل لتنال شرف الاشتراك في
إعادة بناء الكعبة .
فلم تم البناء ، وأرادوا إعادة الحجر الأسود إلى مكانه ، تشاجر زعماء القبائل لنيل هذا الشرف ،
حتى كادت الحرب أن تقع بينهم .
فرأى الحكماء منهم أن يحتكموا إلى أول من يدخل عليهم . وشاءت إرادة الله أن يك ون القادم
محمداً ف . فارتضوه حكما ً، وحكوا له القصة . فخلع النبي ف رداءه ، ووضعه على الأرض ، ثم أخذ
الحجر الأسود ووضعه على الرداء ، وطلب إلى زعماء القبائل أن يمسك كل واحد منهم بطرف من
الرداء، ثم يحملوا الحجر إلى مكانه ، ففعلوا . فأخذ النبي ف الحجر ، ووضعه في مكانه . وبذلك ساهموا
جميعاً في حمل الحجر الأسود، ونالوا ذلك الشرف .
خرج إسماعيل ؛ يوماً يبتغي الرزق ، وترك زوجته في البيت ، فأتاها شيخ كبير يسأل عن
إسماعيل ؛، فقالت: خرج إلى عمله ، فسألها الشيخ عن أحوالهم ومعيشتهم ؛ فقالت: نحن بِشر ، نحن
في ضيق وشدة، واشتكت إليه، فقال لها: إذا جاء زوجك، فاقرئي ؛، وأخبريه أن يغير عتبة بابه .
فلما جاء إسماعيل ؛ أخبرته زوجته بما حدث ، فقال له ا: ذاك أبي ، وقد أمرني أن أفارقك .
فطلقها، وتزوج امرأة أخرى ، ومكث معها زمنا ً، ثم أتاهما إبراهيم ؛ فلم يج د إسماع يل ؛ فسأل
عنه زوجته ، فقالت: خرج يب تغي لنا رزقا ً، قال: كيف أنتم؟ فقالت: نحن بخير وسعة ، وأثنت على الله ،
فدعا لهما بالخير والبركة ، وقال له ا: إذا جاء زوجك ، فاقرئي ؛، ومريه يثبت عتبة بابه . فلما جاء
إسماعيل ؛ أخبرته زوجته بما حدث، فقال: ذاك أبي، وأنت العتبة، أمرني ألا أطلقك .
٨) منبر التوحيد والجهاد )
جاء إخوة يوسف ؛ إلى مصر لشراء القمح والطعام . فلما دخلوا على أخيهم الذي كان
وزيراً للبلاد عرفهم ، ولم يعرفوه . وأعطاهم ما أرادو ا، ووعدهم أنه سيزيد لهم في العطاء في المرة
القادمة، إن أحضروا معهم أخاهم من أبيهم، فإن لم يحضروه فلن يعطيهم شيئاً .
فلما جاءوا في المرة الثانية أحضروا معهم أخاهم . ففكر يوسف في حيلة ليحجز أخاه ، ويستبقيه
إلى جواره . فأمر رجاله أن يضعوا مكيال الملك الذهبي الذي يكيل به في أمتعة أخيه . ثم ُأعلن أن
المكيال قد سرق . فنفى إخوة يوسف أن يكونوا قد سر قوا المكيال . فسألهم يوسف عن جزاء من
يسرق في شريعتهم ؛ حتى يطبق ذلك الحكم عليهم إذا وجد المكيال مع أحدهم . فأخبروه أن السارق
يؤخذ رهينة أو أسيرا ً، مقابل ما يسرق . فأمر يوسف بالتفتيش ، فوجدوا المكيال في متاع أخيه .
ونجحت حيلة يوسف في أن يأخذ أخاه .
كان لرجل قطيع من الأغنام ، وذات يوم دخلت هذه الأغنام حقل رجل آخر ، فأكلت ما به من
حرث وثمار وأفسدت الزرع .
فذهب صاحب الحرث إلى نبي الله داود ؛ ليحكم في أمره ، فحكم داود ؛ لصاحب
الحقل أن يأخذ الأغنام نظير ما ُأفسد من حرثه .
فلما علم ابنه سليمان ؛ بذلك قال : " لو وليت أمركما لقضيت بغير هذ ا " ، فدعاه داود
؛ وسأله: كيف تقضي بينهما؟ .
فحكم سليمان ؛ بأن يأخذ صاحب الحرث الأغنام فينتفع بما تلد وما تنتج من ألبا ا، ويأخذ
صاحب الأغنام الأرض فيزرعها ويصلحها حتى تعود كما كانت عليه أول مرة ، فإذا ما أعطاها كما
كانت ردت إليه أغنامه، وأخذ صاحب الحرث أرضه .
ورغم أن حكم داود ؛ كان صحيحاً، إلا أنه أعجب بحكم ابنه سليمان ؛، وأخذ به .
٩) منبر التوحيد والجهاد )
لما تأكد لإبراهيم ؛ أن الآلهة التي يعبدها قومه ما هي إلا أصنام لا تضر ولا تنفع ، راح
يبحث عن الإله الحق الذي يستحق العبادة وحده دون غيره .
. ( ) : ونظر إبراهيم ؛ في الكون من حوله ؛ فلما رأى كوكباً عالياً في السماء، قال
ولكنه لاحظ أن الكوكب اختفى بعد قليل ، فرفض أن يتخذ ذلك الكوكب إلها ً؛ فالإله لا ينبغي أن
يغيب عن الوجود أبداً .
ونظر إ براهيم ؛ إلى القمر يتلأ لأ في السماء فظنه إلها ً، ولكنه رجع عن ظنه لما رأى القمر
اختفى هو الآخر . ونظر إبراهيم ؛ إلى الشمس وهي ساطعة ، ورآها أكبر من الكوكب ومن
القمر، فظنها إلهاً، ولكنها غربت أيضاً .
فلما رأى الله – تعالى – حِرص إبراهيم على التعرف عليه ، أوحى إليه وعرفه بنفسه ، فآم ن
إبراهيم ؛ بالله رب العالمين .
6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف
» أنا بهذه اللحظة
10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك
» على الرصيف
6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف
» بوابة الجحيم
6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف
» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف
» فردوس مليندا المفقود.
3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف
» بدري فركوح
3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ليلى العفيفة
3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي
» ألفية العياط فى النحو
11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط
» ديوان إنشق القمر
8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط
» ديوان بومبا والاقزام
2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط
» بريد الموتى
1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف
» ديوان دحش قرم ودانك
12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط
» ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط
» من عجائب الأرقام
5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ابن الرومي
5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» قصيدة حبك وقلبى
8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط
» الأعشى الأكبر
6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مساء الخير
5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب
» مي زيادة
4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» لبيد بن ربيعة
12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زهير بن أبي سلمى
12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» جبران خليل جبران
12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» إيايا أبو ماضي
11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87
» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط
» سيف الفراق
7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط
» ديوان اعشقك جدا
7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط
» ديوان الحديث مع النفس البشرية
7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط
» عمرو بن كلثوم
6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» طرفة بن العبد
5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط
» شهداء 6 أيار 1916
5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» الياس قنصل
4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زكي قنصل
4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي
» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي
» محمود درويش مؤلفات ودواوين
3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay
» حاتم الطائي
3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حكمة اليوم
3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» امرؤ القيس
3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» محتويات مكتبة الروايات
2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد
» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط
» الحارث بن حلزة
1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter
» رخصة زواج للمؤجل اداريا
1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510
» الف ليلة وليلة
1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف
» عنترة العبسي
1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد