سيد القبيلة ورئيسها مثلاً لايخاطب باسمه بل بلقبه « الشيخ » ومتى قلت الشيخ انصرف الذهن إلى المقصود دون غيره
ولا يجوز أن ينادى باسمه مجرداً من اللقب أو الصفه
ولا من جملة الدعاء « طال عمرك » مثلاً .
وهنا تمارس على السامعين سلطة معنوية حاسمه ونابعة من مكانة هذا السيد تأخذ أبعادها من اللقب
حيث تجعل الآخرين يستحضرون في أذهانهم معاني التبجيل والاحترام المسبق .
اكتسبت هذه الميزة أبعاداً إضافية في الاسلام حيث داخلتها شحنة من القداسة التي كان يتمتع بها النبي الكريم بما له من مكانة جليلة فلقبه أو صفته « الرسول أو النبي » تعطي لاسم محمد البعد القدسي
ثم إننا لا نذكر الاسم دون أن نسبقه باللقب ونتبعه بعبارة التبجيل صلى الله عليه وسلم
ويعرف المسلمون ما لهذه العباره وما لهذا اللقب من وقع كبير في نفوسهم لم يلبث أن امتد إلى الصحابة الذين كانت لهم ألقابهم « الصحابي » وعبارات التبجيل مثل « رضي الله عنه » .
وامتاز الخلفاء الراشدون بالقاب جليلة وكبيرة عن المسلمين مثل الخليفة , أمير المؤمنين وكلها مستمدة من مناخ ديني مرتبط بالتعالي ومكانته ودوره في اسقاط سلطة الأرضي الدنيوي .
وإذا كانت هذه الالقاب قد التصقت بهذه الشخصيات الدينية الرفيعة كالنبي والصحابة وبعض التابعين والصالحين مقرونة بكل الاحترام والاعجاب والاجلال لشموخهم
فإنها عندما استمرت وتزايدت عند الأجيال التالية ونالها من يستحقها ومن لا يستحقها
بدأت تفقد الأثر النفسي
لكن دون أن تفقد سلطتها في مصادرة النقد والسلب الذي يشعر به الناس تجاه بعض من استخدموا هذه الألقاب واستزادوا منها
حتى أصبح الاسم لا يذكر إذا كان صاحبه في موقع ما
إلا مسبوقاً بجملة من الألقاب ومتبوعاً بالمزيد من عبارات التبجيل الكاذب منها والصادق حتى أصبحت القاب مثل « بيضة الدين , حجة الاسلام , شيخ الاسلام , عمود الدين » من الأمور العادية وأصبح لكل خليفة لقبه المستمد من المعاني الخلقية والدينية الرفيعة « الهادي , المهدي , الرشيد , المعتصم ...»
دون النظر في مضمون اللقب وانطباقه على صفات الملقب .
في مرحلة لاحقة لم يكن يذكر اسم شخص مميز المكانة إلا مسبوقاً بصفة دينية أو لقب مثل « نور الدين - فخر الدين - عماد الدين ..»
وبتتابع العصور أصبح لكل عصر ألقابه وعبارات التبجيل المستخدمة لشخصياته , بعضها عربي وبعضها من لغة مستخدميها النافذين مثل « باشا , بيك , اغا » والتي لا يزال بعضها مستمراً حتى يومنا هذا .
هذه الألقاب التي تمارس دورها في المصادرة والغاء الرأي والنقد لم تقتصر على شخصيات السلف بل لا تزال مستمرة في المعاصرين فمن غير الجائز أن يذكر اسم ملك عربي دون لفظ « جلالة ..»
ومعروف ماللفظ الجلالة من هيبة ووقار ومدى ما يمارسه من الغاء ونفي للرأي المعارض أو السلبي مما يبقيه خارج سلطة النقد وتبقى سلطته فوق المحاسبة مهما كانت سيئه .
والحال ذاته يذكر عندما يذكر لقب الأمير مسبوقاً بلفظ « سمو » والرؤساء والمسؤولون مسبوقة ب « فخامة , سيادة , معالي , دولة ..»
والضباط أيضاً لا يجوز أن يخاطبوا من مرؤوسيهم دون الاشعار بتصاغر المرؤوس أمام الرئيس مما يبقي الرئيس فوق النقد والعيب ويعطيه سلطة النظرة الدونية تجاه من هم أقل دوراً منه
وبالتالي تعطيه سلطة التحكم بمن حوله في العمل وخارج العمل
وذلك لأنه يستخدم سلطة ألقابه وتأثير عبارات التبجيل والتسلط .
وبعض المسؤولين لا يأتي اسمه مسبوقاً بلقب واحد بل بسلسلة من الألقاب والفاظ التبجيل وهي تزداد كلما ازداد شعور المسؤول أن مكانته مهزوزة ودوره موضع شك وأداؤه ضعيف ما يدفعه إلى التعويض بمزيد من الالقاب يطلقها عليه اتباعه ليسهل عليهم استغلاله وابتزازه .
لسادة الحقل الديني عبارات والقاب لا تزال تستخدم مثل « مولانا , سيدنا , شيخنا » ودخلت الالقاب حقل العلم والفكر فأصبحت الألقاب العلمية تستمد من الشهادات وألقاب الدور والمكانة « مفكر , باحث , ناقد » منتشرة تساهم في تعبيد الطريق أمام هؤلاء ليقولوا الغث والثمين دون أن يعابوا
في عالم الفن حدث ولا حرج إذ يحتاج الأمر إلى موسوعة لوصف ما يجري في هذا الحقل من تكاذب وخداع فمن لا يسمعه أقرب الناس إليه من المطربين
قد يلقب نفسه بأعلى ألقاب الفن الرفيع « سيد الغناء , مطرب الرجولة , سيدة الشاشة » ومن غنى في عرس مثلاً أصبح مطرب الأمه حتى أن احدهم وصف نفسه في لقاء على فضائية بأنه مطرب عالمي لأنه غنى خارج بلده .
والقراء على دراية أكثر بهذه الألقاب التي تمارس سلطتها الالزامية علينا
ساخرة من عقولنا وأذواقنا دون أن يكون لنا دور في اقرار هذه السلطة
أو التصديق عليها إنها سلطة الصوت المفروض من الاذاعات والفضائيات
وحتى في سيارات النقل العام دون أذن .
ولا حول ولا قوة إلا بالله
تقبلوا خالص الاحترام
ولا يجوز أن ينادى باسمه مجرداً من اللقب أو الصفه
ولا من جملة الدعاء « طال عمرك » مثلاً .
وهنا تمارس على السامعين سلطة معنوية حاسمه ونابعة من مكانة هذا السيد تأخذ أبعادها من اللقب
حيث تجعل الآخرين يستحضرون في أذهانهم معاني التبجيل والاحترام المسبق .
اكتسبت هذه الميزة أبعاداً إضافية في الاسلام حيث داخلتها شحنة من القداسة التي كان يتمتع بها النبي الكريم بما له من مكانة جليلة فلقبه أو صفته « الرسول أو النبي » تعطي لاسم محمد البعد القدسي
ثم إننا لا نذكر الاسم دون أن نسبقه باللقب ونتبعه بعبارة التبجيل صلى الله عليه وسلم
ويعرف المسلمون ما لهذه العباره وما لهذا اللقب من وقع كبير في نفوسهم لم يلبث أن امتد إلى الصحابة الذين كانت لهم ألقابهم « الصحابي » وعبارات التبجيل مثل « رضي الله عنه » .
وامتاز الخلفاء الراشدون بالقاب جليلة وكبيرة عن المسلمين مثل الخليفة , أمير المؤمنين وكلها مستمدة من مناخ ديني مرتبط بالتعالي ومكانته ودوره في اسقاط سلطة الأرضي الدنيوي .
وإذا كانت هذه الالقاب قد التصقت بهذه الشخصيات الدينية الرفيعة كالنبي والصحابة وبعض التابعين والصالحين مقرونة بكل الاحترام والاعجاب والاجلال لشموخهم
فإنها عندما استمرت وتزايدت عند الأجيال التالية ونالها من يستحقها ومن لا يستحقها
بدأت تفقد الأثر النفسي
لكن دون أن تفقد سلطتها في مصادرة النقد والسلب الذي يشعر به الناس تجاه بعض من استخدموا هذه الألقاب واستزادوا منها
حتى أصبح الاسم لا يذكر إذا كان صاحبه في موقع ما
إلا مسبوقاً بجملة من الألقاب ومتبوعاً بالمزيد من عبارات التبجيل الكاذب منها والصادق حتى أصبحت القاب مثل « بيضة الدين , حجة الاسلام , شيخ الاسلام , عمود الدين » من الأمور العادية وأصبح لكل خليفة لقبه المستمد من المعاني الخلقية والدينية الرفيعة « الهادي , المهدي , الرشيد , المعتصم ...»
دون النظر في مضمون اللقب وانطباقه على صفات الملقب .
في مرحلة لاحقة لم يكن يذكر اسم شخص مميز المكانة إلا مسبوقاً بصفة دينية أو لقب مثل « نور الدين - فخر الدين - عماد الدين ..»
وبتتابع العصور أصبح لكل عصر ألقابه وعبارات التبجيل المستخدمة لشخصياته , بعضها عربي وبعضها من لغة مستخدميها النافذين مثل « باشا , بيك , اغا » والتي لا يزال بعضها مستمراً حتى يومنا هذا .
هذه الألقاب التي تمارس دورها في المصادرة والغاء الرأي والنقد لم تقتصر على شخصيات السلف بل لا تزال مستمرة في المعاصرين فمن غير الجائز أن يذكر اسم ملك عربي دون لفظ « جلالة ..»
ومعروف ماللفظ الجلالة من هيبة ووقار ومدى ما يمارسه من الغاء ونفي للرأي المعارض أو السلبي مما يبقيه خارج سلطة النقد وتبقى سلطته فوق المحاسبة مهما كانت سيئه .
والحال ذاته يذكر عندما يذكر لقب الأمير مسبوقاً بلفظ « سمو » والرؤساء والمسؤولون مسبوقة ب « فخامة , سيادة , معالي , دولة ..»
والضباط أيضاً لا يجوز أن يخاطبوا من مرؤوسيهم دون الاشعار بتصاغر المرؤوس أمام الرئيس مما يبقي الرئيس فوق النقد والعيب ويعطيه سلطة النظرة الدونية تجاه من هم أقل دوراً منه
وبالتالي تعطيه سلطة التحكم بمن حوله في العمل وخارج العمل
وذلك لأنه يستخدم سلطة ألقابه وتأثير عبارات التبجيل والتسلط .
وبعض المسؤولين لا يأتي اسمه مسبوقاً بلقب واحد بل بسلسلة من الألقاب والفاظ التبجيل وهي تزداد كلما ازداد شعور المسؤول أن مكانته مهزوزة ودوره موضع شك وأداؤه ضعيف ما يدفعه إلى التعويض بمزيد من الالقاب يطلقها عليه اتباعه ليسهل عليهم استغلاله وابتزازه .
لسادة الحقل الديني عبارات والقاب لا تزال تستخدم مثل « مولانا , سيدنا , شيخنا » ودخلت الالقاب حقل العلم والفكر فأصبحت الألقاب العلمية تستمد من الشهادات وألقاب الدور والمكانة « مفكر , باحث , ناقد » منتشرة تساهم في تعبيد الطريق أمام هؤلاء ليقولوا الغث والثمين دون أن يعابوا
في عالم الفن حدث ولا حرج إذ يحتاج الأمر إلى موسوعة لوصف ما يجري في هذا الحقل من تكاذب وخداع فمن لا يسمعه أقرب الناس إليه من المطربين
قد يلقب نفسه بأعلى ألقاب الفن الرفيع « سيد الغناء , مطرب الرجولة , سيدة الشاشة » ومن غنى في عرس مثلاً أصبح مطرب الأمه حتى أن احدهم وصف نفسه في لقاء على فضائية بأنه مطرب عالمي لأنه غنى خارج بلده .
والقراء على دراية أكثر بهذه الألقاب التي تمارس سلطتها الالزامية علينا
ساخرة من عقولنا وأذواقنا دون أن يكون لنا دور في اقرار هذه السلطة
أو التصديق عليها إنها سلطة الصوت المفروض من الاذاعات والفضائيات
وحتى في سيارات النقل العام دون أذن .
ولا حول ولا قوة إلا بالله
تقبلوا خالص الاحترام
6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف
» أنا بهذه اللحظة
10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك
» على الرصيف
6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف
» بوابة الجحيم
6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف
» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف
» فردوس مليندا المفقود.
3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف
» بدري فركوح
3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ليلى العفيفة
3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي
» ألفية العياط فى النحو
11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط
» ديوان إنشق القمر
8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط
» ديوان بومبا والاقزام
2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط
» بريد الموتى
1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف
» ديوان دحش قرم ودانك
12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط
» ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط
» من عجائب الأرقام
5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ابن الرومي
5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» قصيدة حبك وقلبى
8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط
» الأعشى الأكبر
6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مساء الخير
5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب
» مي زيادة
4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» لبيد بن ربيعة
12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زهير بن أبي سلمى
12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» جبران خليل جبران
12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» إيايا أبو ماضي
11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87
» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط
» سيف الفراق
7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط
» ديوان اعشقك جدا
7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط
» ديوان الحديث مع النفس البشرية
7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط
» عمرو بن كلثوم
6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» طرفة بن العبد
5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط
» شهداء 6 أيار 1916
5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» الياس قنصل
4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زكي قنصل
4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي
» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي
» محمود درويش مؤلفات ودواوين
3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay
» حاتم الطائي
3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حكمة اليوم
3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» امرؤ القيس
3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» محتويات مكتبة الروايات
2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد
» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط
» الحارث بن حلزة
1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter
» رخصة زواج للمؤجل اداريا
1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510
» الف ليلة وليلة
1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف
» عنترة العبسي
1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد