واستمر عرض الدار أياماً على الراغبين بشرائه وأخيراً وبعد مرور عشرين يوماً باعت الدار بأربعمائة دينار ثم قضت تسعة أيام في معاملات حكومية رتيبة لنقل ملكيتها إلى المالك الجديد .
وبقي يوم واحد على موعد إعطاء البدل النقدي عن ولدها ، وكان عليها أن تسافر إلى المدينة التي استقر فيها ولدها في الجندية مساء اليوم التاسع والعشرين لتسليم البدل النقدي صباح اليوم الثلاثين فإذا تأخرت عن ذلك الموعد ساعة فلن يقبل من ابنها البدل النقدي .
وقصدت الأم مأوى السيارات التي تنقل الركاب من بلدتها إلى بلدة ولدها ، فوجدت السيارات ولم تجد الركاب . كان الوقت قبيل الغروب من أيام الصيف ، وانتظرت ساعةً في مأوى السيارات دون أن يحضر مسافر واحد ، وانتظرت على أحر من الجمر ، وقد غابت الشمس ، والمسافة بين المدينتين حوالي أربعين ومائتي كيلو متر ، تُقطع بالسيارات في ساعتين ونصف ، فإذا لم تسافر ليلاً ضاع عليها الوقت ولن تصل إلى مدينة ولدها إلا في صباح اليوم التالي ، وعرضت على صاحب أحدى السيارات أن تستأجر - وحدها - سيارته على أن يسافر فوراً … وقبض السائق أجرة سيارته كاملة من المرأة وتحركت السيارة في طرق جبلية ، وفي الطريق تحدث السائق إلى المرأة فعلم منها قصة بيع الدار وقصة دفع البدل النقدي عن ولدها … وتدخل الشيطان بينهما فلعب دوره في تخريب ضمير السائق فعزم على تنفيذ خطة لاغتصاب المال من المرأة المسكينة .
وفي أحد منعطفات الطريق حيث يستقر إلى جانب الطريق الأيمن وادٍ صخري سحيق أوقف السائق سيارته فجأة وسحب المرأة قصراً من السيارة إلى خارجها ونزل إلى مسافة عشرين متراً إلى الوادي السحيق ، وهناك طعن المرأة بخنجر عدة طعنات فلما تراخت وظن أنها فارقت الحياة سلبها مالها وعاد إلى سيارته تاركاً المرأة في مكانها تنزف الدماء من جروحها وقصد المدينة التي كان متجهاً إليها ، فقد خشي أن يعود إلى المدينة التي خلفها وراءه ؛ لئلا ينكشف أمره . وعندما وصل إلى المدينة أوى إلى مأوى السيارات فزعم لأصحابه أن المسافرين الذين كانوا معه غادروا سيارته بعد عبور الجسر ، ووجد ركاباً ينتظرون السفر إلى البلدة التي غادرها مساءً فسافر بهم عائداً من نفس الطريق .
وحين وصل إلى المكان الذي ارتكب فيه جريمته الشنعاء أوقف سيارته وادعى لركابها بأنه يريد أن يقضي حاجته ثم يعود … وانحدر إلى الوادي وسمع أنيناً خافتاً فقصد المرأة السابحة ببركة من الدم وقال لها :
ملعونة ألا تزالين على قيد الحياة حتى الآن ... وجمدت المرأة في مكانها وانتظرت مزيداً من الطعنات … وانحنا السائق إلى صخرةٍ ضخمةٍ ليحطم بها رأس المرأة الجريح وما كاد يضع يديه تحت الصخرة إلا وصرخ صرخةً عظيمةً هزت الوادي السحيق ورددتها جنباته الخالية إلا من الوحوش والأفاعي والهوام وسمعها ركاب السيارة فهرعوا لنجدته .
كانت تحت تلك الصخرة الضخمة التي أراد السائق المجرم رفعها ليقذف بها رأس المرأة الجريح حية سامة لدغته ، فسقط إلى جانب المرأة يستغيث ويتألم ...
وحمل المسافرون السائق وحملوا المرأة وانتظروا حتى قدمت سيارة أخرى فاستوقفوها وطلبوا من سائقها حمل المرأة والسائق إلى المستشفى التي كانت في المدينة التي يستقر فيها ولد المرأة الجريح ، وفي الطريق فارق الحياة ذلك السائق المجرم متأثراً بالسم …
وفي المستشفى جاءت الشرطة وجاء المحققون العدليون فعرفوا القصة
كاملة ، وانتزع مال المرأة من طيات جيوب السائق اللعين ، وطلبت المرأة حضور ولدها فحضر في الهزيع الأخير من الليل ، وراحت المرأة في غيبوبة عميقة فظن الأطباء والممرضون أنها تعاني سكرات الموت وعمل الطبيب على نقل الدم إليها ، وفي ضحى اليوم التالي فتحت عيناها لتقول لولدها : ادفع البدل النقدي سريعاً .
ثم أغمضت عينيها وراحت في سبات عميق ودفع الولد بدله النقدي وتسرح من الجيش وتحسنت صحة أمه يوماً بعد يوم حتى تماثلت للشفاء حيث غادرت المستشفى إلى بيتها 00 وذهبت قصة نجاتها وقصة موت السائق وقصة الحية المنقذة شرقاً وغرباً وأصبح حديثها حديث الناس جميعاً .
ولقد كان الوادي الذي ارتكب فيه السائق جريمته فيه والذي قذف بين صخوره المرأة الجريح من الوديان الموحشة الخالية من الماء والكلأ فلا يسلكه الناس ولا يطرقونه ، حتى الرعاة لا يجدون فيه ما يفيد ماشيتهم .
وما كانت المرأة الجريح لتسلم من الموت الأكيد لو لم يعد إليها الجاني مدفوعاً بغريزة حب الاستطلاع ، وما كان المسافرون ليعرفوا موضع المرأة لو لم يصرخ الجاني صرخة مدوية بدون شعور ولا تفكير متألماً بلدغة الأفعى السامة ، وما كان ولدها يدفع البدل النقدي لو لم تحدث هذه الأمور . لقد كان ذلك كله من تدبير العلي القدير….
وبقي يوم واحد على موعد إعطاء البدل النقدي عن ولدها ، وكان عليها أن تسافر إلى المدينة التي استقر فيها ولدها في الجندية مساء اليوم التاسع والعشرين لتسليم البدل النقدي صباح اليوم الثلاثين فإذا تأخرت عن ذلك الموعد ساعة فلن يقبل من ابنها البدل النقدي .
وقصدت الأم مأوى السيارات التي تنقل الركاب من بلدتها إلى بلدة ولدها ، فوجدت السيارات ولم تجد الركاب . كان الوقت قبيل الغروب من أيام الصيف ، وانتظرت ساعةً في مأوى السيارات دون أن يحضر مسافر واحد ، وانتظرت على أحر من الجمر ، وقد غابت الشمس ، والمسافة بين المدينتين حوالي أربعين ومائتي كيلو متر ، تُقطع بالسيارات في ساعتين ونصف ، فإذا لم تسافر ليلاً ضاع عليها الوقت ولن تصل إلى مدينة ولدها إلا في صباح اليوم التالي ، وعرضت على صاحب أحدى السيارات أن تستأجر - وحدها - سيارته على أن يسافر فوراً … وقبض السائق أجرة سيارته كاملة من المرأة وتحركت السيارة في طرق جبلية ، وفي الطريق تحدث السائق إلى المرأة فعلم منها قصة بيع الدار وقصة دفع البدل النقدي عن ولدها … وتدخل الشيطان بينهما فلعب دوره في تخريب ضمير السائق فعزم على تنفيذ خطة لاغتصاب المال من المرأة المسكينة .
وفي أحد منعطفات الطريق حيث يستقر إلى جانب الطريق الأيمن وادٍ صخري سحيق أوقف السائق سيارته فجأة وسحب المرأة قصراً من السيارة إلى خارجها ونزل إلى مسافة عشرين متراً إلى الوادي السحيق ، وهناك طعن المرأة بخنجر عدة طعنات فلما تراخت وظن أنها فارقت الحياة سلبها مالها وعاد إلى سيارته تاركاً المرأة في مكانها تنزف الدماء من جروحها وقصد المدينة التي كان متجهاً إليها ، فقد خشي أن يعود إلى المدينة التي خلفها وراءه ؛ لئلا ينكشف أمره . وعندما وصل إلى المدينة أوى إلى مأوى السيارات فزعم لأصحابه أن المسافرين الذين كانوا معه غادروا سيارته بعد عبور الجسر ، ووجد ركاباً ينتظرون السفر إلى البلدة التي غادرها مساءً فسافر بهم عائداً من نفس الطريق .
وحين وصل إلى المكان الذي ارتكب فيه جريمته الشنعاء أوقف سيارته وادعى لركابها بأنه يريد أن يقضي حاجته ثم يعود … وانحدر إلى الوادي وسمع أنيناً خافتاً فقصد المرأة السابحة ببركة من الدم وقال لها :
ملعونة ألا تزالين على قيد الحياة حتى الآن ... وجمدت المرأة في مكانها وانتظرت مزيداً من الطعنات … وانحنا السائق إلى صخرةٍ ضخمةٍ ليحطم بها رأس المرأة الجريح وما كاد يضع يديه تحت الصخرة إلا وصرخ صرخةً عظيمةً هزت الوادي السحيق ورددتها جنباته الخالية إلا من الوحوش والأفاعي والهوام وسمعها ركاب السيارة فهرعوا لنجدته .
كانت تحت تلك الصخرة الضخمة التي أراد السائق المجرم رفعها ليقذف بها رأس المرأة الجريح حية سامة لدغته ، فسقط إلى جانب المرأة يستغيث ويتألم ...
وحمل المسافرون السائق وحملوا المرأة وانتظروا حتى قدمت سيارة أخرى فاستوقفوها وطلبوا من سائقها حمل المرأة والسائق إلى المستشفى التي كانت في المدينة التي يستقر فيها ولد المرأة الجريح ، وفي الطريق فارق الحياة ذلك السائق المجرم متأثراً بالسم …
وفي المستشفى جاءت الشرطة وجاء المحققون العدليون فعرفوا القصة
كاملة ، وانتزع مال المرأة من طيات جيوب السائق اللعين ، وطلبت المرأة حضور ولدها فحضر في الهزيع الأخير من الليل ، وراحت المرأة في غيبوبة عميقة فظن الأطباء والممرضون أنها تعاني سكرات الموت وعمل الطبيب على نقل الدم إليها ، وفي ضحى اليوم التالي فتحت عيناها لتقول لولدها : ادفع البدل النقدي سريعاً .
ثم أغمضت عينيها وراحت في سبات عميق ودفع الولد بدله النقدي وتسرح من الجيش وتحسنت صحة أمه يوماً بعد يوم حتى تماثلت للشفاء حيث غادرت المستشفى إلى بيتها 00 وذهبت قصة نجاتها وقصة موت السائق وقصة الحية المنقذة شرقاً وغرباً وأصبح حديثها حديث الناس جميعاً .
ولقد كان الوادي الذي ارتكب فيه السائق جريمته فيه والذي قذف بين صخوره المرأة الجريح من الوديان الموحشة الخالية من الماء والكلأ فلا يسلكه الناس ولا يطرقونه ، حتى الرعاة لا يجدون فيه ما يفيد ماشيتهم .
وما كانت المرأة الجريح لتسلم من الموت الأكيد لو لم يعد إليها الجاني مدفوعاً بغريزة حب الاستطلاع ، وما كان المسافرون ليعرفوا موضع المرأة لو لم يصرخ الجاني صرخة مدوية بدون شعور ولا تفكير متألماً بلدغة الأفعى السامة ، وما كان ولدها يدفع البدل النقدي لو لم تحدث هذه الأمور . لقد كان ذلك كله من تدبير العلي القدير….
6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف
» أنا بهذه اللحظة
10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك
» على الرصيف
6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف
» بوابة الجحيم
6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف
» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف
» فردوس مليندا المفقود.
3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف
» بدري فركوح
3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ليلى العفيفة
3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي
» ألفية العياط فى النحو
11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط
» ديوان إنشق القمر
8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط
» ديوان بومبا والاقزام
2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط
» بريد الموتى
1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف
» ديوان دحش قرم ودانك
12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط
» ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط
» من عجائب الأرقام
5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ابن الرومي
5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» قصيدة حبك وقلبى
8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط
» الأعشى الأكبر
6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مساء الخير
5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب
» مي زيادة
4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» لبيد بن ربيعة
12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زهير بن أبي سلمى
12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» جبران خليل جبران
12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» إيايا أبو ماضي
11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87
» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط
» سيف الفراق
7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط
» ديوان اعشقك جدا
7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط
» ديوان الحديث مع النفس البشرية
7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط
» عمرو بن كلثوم
6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» طرفة بن العبد
5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط
» شهداء 6 أيار 1916
5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» الياس قنصل
4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زكي قنصل
4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي
» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي
» محمود درويش مؤلفات ودواوين
3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay
» حاتم الطائي
3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حكمة اليوم
3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» امرؤ القيس
3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» محتويات مكتبة الروايات
2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد
» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط
» الحارث بن حلزة
1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter
» رخصة زواج للمؤجل اداريا
1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510
» الف ليلة وليلة
1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف
» عنترة العبسي
1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد