شبكة السراب الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة ثقافية ادبية متنوعة وشاملة

المواضيع الأخيرة

» 05 نيسان عيد ميلاد اميرة دمشق
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف

» أنا بهذه اللحظة
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك

» على الرصيف
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف

» بوابة الجحيم
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف

» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف

»  فردوس مليندا المفقود.
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف

» بدري فركوح
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ليلى العفيفة
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي

» ألفية العياط فى النحو
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط

» ديوان إنشق القمر
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط

»  ديوان بومبا والاقزام
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط

» بريد الموتى
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف

» ديوان دحش قرم ودانك
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط

»  ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط

» من عجائب الأرقام
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ابن الرومي
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  قصيدة حبك وقلبى
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط

» الأعشى الأكبر
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مساء الخير
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب

» مي زيادة
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» لبيد بن ربيعة
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زهير بن أبي سلمى
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» جبران خليل جبران
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» إيايا أبو ماضي
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87

» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط

»  سيف الفراق
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط

»  ديوان اعشقك جدا
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط

» ديوان الحديث مع النفس البشرية
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط

» عمرو بن كلثوم
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» طرفة بن العبد
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط

» شهداء 6 أيار 1916
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» الياس قنصل
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زكي قنصل
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي

» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي

» محمود درويش مؤلفات ودواوين
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay

» حاتم الطائي
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حكمة اليوم
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» امرؤ القيس
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» محتويات مكتبة الروايات
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد

» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط

» الحارث بن حلزة
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter

» رخصة زواج للمؤجل اداريا
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510

» الف ليلة وليلة
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف

» عنترة العبسي
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد

شاطر

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3

    Anonymous
    زائر
    زائر

    22072008

    القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3 Empty القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3

    مُساهمة من طرف زائر

    المقالة الثانية
    في الصناعة المعنوية
    وهي تنقسم إلى قسمين الأول منها في الكلام على المعاني مجملا والثاني في الكلام عليها مفصلا وقبل الكلام على ذلك لا بد من توطئة تكون شاملة لما نحن بصدد ذكره ههنا فأقول اعلم أن المعاني الخطابية قد حصرت أصولها وأول من تكلم في ذلك حكماء اليونان غير أن ذلك الحصر كلي لا جزئي ومحال أن تحصر جزئيات المعاني وما يتفرع عليها من التفريعات التي لا نهاية لها لا جرم أن ذلك الحصر لا يستفيد بمعرفته صاحب هذا العلم ولا يفتقر إليه فإن البدوي البادي راعي الإبل ما كان يمر شيء من ذلك بفهمه ولا يخطر بباله ومع هذا فإنه كان يأتي بالسحر الحلال إن قال شعرا أو تكلم نثرا فإن قيل إن ذلك البدوي كان له ذلك طبعا وخليقة والله فطره عليه كما فطر ضروب نوع الآدمي على فطر مختلفة هي لهم في أصل الخلقة فإنه فطر الترك على الإحسان في الرمي والإصابة فيه من غير تعليم وكذلك فطر أهل الصين على الإحسان في صنعة اليد فيما يباشرونه من مصوغ أو خشب أو فخار أو غير ذلك وكذلك فطر أهل المغرب على الشجاعة وهذا لا نزاع فيه فإنه مشاهد فالجواب عن ذلك أني أقول إن سلمت إليك أن الشعر والخطابة كانا للعرب بالطبع والفطرة فماذا تقول فيمن جاء بعدهم من شاعر وخطيب تحضروا وسكنوا البلاد ولم يروا البادية ولا خلقوا بها وقد أجادوا في تأليف النظم والشعر وجاءوا بمعان كثيرة ما جاءت في شعر العرب ولا نطقوا بها فإن قلت إن هؤلاء وقفوا على ما ذكره علماء اليونان وتعلموا منه
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:06 am من طرف زائر

    النوع الأول في الاستعارة
    ولنقدم قبل الكلام في هذا الموضع قولا جامعا فنقول اعلم أن للفصاحة والبلاغة أوصافا خاصة وأوصافا عامة فالخاصة كالتجنيس فيما يرجع إلى اللفظ وكالمطابقة فيما يرجع إلى المعنى وأما العامة فكالسجع فيما يرجع إلى اللفظ وكالاستعارة فيما يرجع إلى المعنى وهذا الموضع الذي نحن بصدد ذكره وهو الاستعارة كثير الإشكال غامض الخفاء وسأورد في كتابي هذا ما استخرجته ولم أسمع فيه قولا لغيري وكنت قدمت القول في الفصل السابع من مقدمة الكتاب فيما يختص بإثبات المجاز والرد بأطراف الأحاديث فإن في ذلك وحيا خفيا ورمزا حلوا ألا ترى أنه قد يريد بأطرافها ما يتعاطاه المحبون ويتفاوضه ذوو الصبابة من التعريض والتلويح والإيماء دون التصريح وذلك أحلى وأطيب وأغزل وأنسب من أن يكون كشفا ومصارحة وجهرا وإن كان الأمر كذلك فمعنى هذين البيتين أعلى عندهم وأشد تقدما في نفوسهم من لفظهما وإن عذب ولذ مستمعه نعم في قول الشاعر وسالت بأعناق المطي الأباطح **** من لطافة المعنى وحسنه ما لا خفاء به وسأنبه على ذلك فأقول إن هؤلاء القوم لما تحدثوا وهم سائرون على المطايا شغلتهم لذة الحديث عن إمساك الأزمة فاسترخت عن أيديهم وكذلك شأن من يشره وتغلبه الشهوة في أمر من الأمور ولما كان الأمر كذلك وارتخت الأزمة عن الأيدي أسرعت المطايا في المسير فشبهت أعناقها بمرور السيل على وجه الأرض في سرعته وهذا موضع كريم حسن لا مزيد على حسنه والذي لا ينعم نظره فيه لا يعلم ما اشتمل عليه من المعنى فالعرب إنما تحسن ألفاظها وتزخرفها عناية منها بالمعاني التي تحتها فالألفاظ إذا خدم المعاني والمخدوم لا شك أشرف من الخادم فاعرف ذلك وقس عليه
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:07 am من طرف زائر

    النوع الثاني في التشبيه
    وجدت علماء البيان قد فرقوا بين التشبيه والتمثيل وجعلوا لهذا بابا مفردا ولهذا بابا مفردا وهما شيء واحد لا فرق بينهما في أصل الوضع يقال شبهت هذا الشيء بهذا الشيء كما يقال مثلته به وما أعلم كيف خفي ذلك على أولئك العلماء مع ظهوره ووضوحه وكنت قدمت القول في باب الاستعارة على الفرق بين التشبيه وبينها ولا حاجة إلى إعادته ههنا مرة ثانية والتشبيه ينقسم قسمين مظهر ومضمر وفي المضمر إشكال في تقدير أداة التشبيه فيه في بضع المواضع وهو ينقسم أقساما خمسة فالأول يقع موقع المبتدأ والخبر مفردين والثاني يقع موقع المبتدأ المفرد وخبره جملة مركبة من مضاف ومضاف إليه والثالث يقع موقع المبتدأ والخبر جملتين والرابع يرد على وجه الفعل والفاعل والخامس يرد على وجه المثل المضروب وهذان القسمان الأخيران هما أشكل الأقسام في تقدير أداة التشبيه أما الأول فكقولنا زيد أسد فهذا مبتدأ وخبره وإذا قدرت أداة التشبيه فيه كان ذلك ببديهة النظر على الفور فقيل زيد كالأسد وأما القسم الثاني والثالث فإنهما متوسطان في تقدير أداة التشبيه فيهما فالثاني كقول النبي الكمأة جدري الأرض وهذا يتنوع نوعين فإذا كان المضاف إليه معرفة كهذا الخبر النبوي لا يحتاج في تقدير أداة التشبيه إلى تقديم المضاف إليه بل إن شئنا قدمناه وإن شئنا أخرناه فقلنا الكمأة للأرض كالجدري أو الكمأة كالجدري للأرض وإذا كان المضاف إليه نكرة فلا بد من تقديمه عند تقدير أداة التشبيه
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:07 am من طرف زائر

    النوع الثالث في التجريد
    وهذا اسم كنت سمعته فقال القائل التجريد في الكلام حسن ثم سكت فسألته عن حقيقته فقال كذا سمعت ولم يزد شيئا فأنعمت حينئذ نظري في هذا النوع من الكلام فألقي في روعي أنه ينبغي أن يكون كذا وكذا وكان الذي وقع لي صوابا ثم مضى على ذلك برهة من الزمان ووصل إلى ما ذكره أبو علي الفارسي رحمه الله تعالى وقد أوردته ههنا وذكرت ما أتيت به من ذات خاطري من زيادة لم يذكرها وستقف أيها المتأمل على كلامه وكلامي فأما حد التجريد فإنه إخلاص الخطاب لغيرك وأنت تريد به نفسك لا المخاطب نفسه لأن أصله في وضع اللغة من جردت السيف إذا نزعته من غمده وجردت فلانا إذا نزعت ثيابه ومن ههنا قال لا مد ولا تجريد وذلك في النهي عند إقامة الحد أن يمد صاحبه على الأرض وأن تجرد عنه ثيابه وقد نقل هذا المعنى إلى نوع من أنواع علم البيان وقد تأملته فوجدت له فائدتين إحداهما أبلغ من الأخرى فالأولى طلب التوسع في الكلام فإنه إذا كان ظاهره خطابا لغيرك وباطنه ليس بمتعارف ألا ترى أن من العادة والعرف أن تشبه الأعجاز بالكثبان فلما عكس ذو الرمة هذه القضية في شعره جاء حسنا لائقا وكذلك فعل البحتري فإن من العادة والعرف أن يشبه الوجه الحسن بالبدر والقد الحسن بالقضيب فلما عكس البحتري القضية في ذلك جاء أيضا حسنا لائقا ولو شبه ذو الرمة الكثبان بما هو أصغر منها غير الأعجاز لما حسن ذلك وهكذا لو شبه البحتري طلعة البدر بغير طلعة الحسناء والقضيب بغير قدها لما حسن ذلك أيضا وهكذا القول في تشبيه عبد الله بن المعتز صورة الهلال بالقلامة لأن من العادة أن تشبه القلامة بالهلال فلما صار ذلك مشهورا متعارفا حسن عكس القضية فيه
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:07 am من طرف زائر

    النوع الرابع في الالتفات
    وهذا النوع ما يليه من خلاصة علم البيان التي حولها يدندن وإليها تستند البلاغة وعنها يعنعن وحقيقته مأخوذة من التفات الإنسان عن يمينه وشماله فهو يقبل بوجهه تارة كذا وتارة كذا وكذلك يكون هذا النوع من الكلام خاصة لأنه ينتقل فيه عن صيغة إلى صيغة كالانتقال من خطاب حاضر إلى غائب أو من خطاب غائب إلى حاضر أو من فعل ماض إلى مستقبل أو من مستقبل إلى ماض أو غير ذلك مما يأتي ذكره مفصلا ويسمى أيضا شجاعة العربية وإنما سمي بذلك لأن الشجاعة هي الإقدام وذاك أن الرجل الشجاع يركب ما لا يستطيعه غيره ويتورد ما لا يتورده سواه وكذلك هذا الالتفات في الكلام فإن اللغة العربية تختص به دون غيرها من اللغات وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام القسم الأول في الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة أعلم أن عامة المنتمين إلى هذا الفن إذا سئلوا عن الانتقال عن الغيبة إلى الخطاب وعن الخطاب إلى الغيبة قالوا كذلك كانت عادة العرب في أساليب كلامها وهذا القول هو عكاز العميان كما يقال ونحن إنما نسأل عن السبب الذي قصدت العرب ذلك من أجله وقال الزمخشري رحمه الله إن الرجوع من الغيبة إلى الخطاب إنما يستعمل للتفنن في الكلام والانتقال من أسلوب إلى أسلوب تطرية لنشاط السامع وإيقاظا للإصغاء إليه
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:08 am من طرف زائر

    النوع الخامس
    في توكيد الضميرين
    إن قيل في هذا الموضع إن الضمائر مذكورة في كتب النحو فأي حاجة إلى ذكرها ههنا ولم نعلم أن النحاة لا يذكرون ما ذكرته قلت إن هذا يختص بفصاحة وبلاغة وأولئك لا يتعرضون إليه وإنما يذكرون عدد الضمائر وأن المنفصل منها كذا والمتصل كذا ولا يتجاوزون ذلك وأما أنا فإني أوردت في هذا النوع أمرا خارجا عن الأمر النحوي وأعني بقولي توكيد الضميرين أن يؤكد المتصل بالمنفصل كقولك إنك أنت أو يؤكد المنفصل بمنفصل مثله كقولك أنت أنت أو يؤكد المتصل بمتصل مثله كقولك إنك إنك لعالم أو إنك إنك لجواد وإنما يؤتى بمثل هذه الأقوال في معرض المبالغة وهو من أسرار علم البيان ولنقدم في ذلك قولا يحصره ويجمع أطرافه فنقول إذا كان المعنى المقصود معلوما ثابتا في النفوس فأنت بالخيار في توكيد أحد الضميرين فيه بالآخر وإذا كان غير معلوم وهو مما يشك فيه فالأولى حينئذ أن يؤكد أحد الضميرين بالآخر في الدلالة عليه لتقرره وتثبته فمما جاء من ذلك قوله تعالى قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين فإن إرادة السحرة الإلقاء قبل موسى لم تكن معلومة عنده لأنهم لم يصرحوا بما في أنفسهم من ذلك لكنهم لما عدلوا عن مقابلة خطابهم موسى بمثله إلى توكيد ما هو لهم بالضميرين اللذين هما نكون ونحن دل ذلك على أنهم يريدون التقدم عليه والإلقاء قبله لأن من شأن مقابلة خطابهم موسى بمثله أن كان قالوا إما أن تلقي وإما أن نلقي لتكون الجملتان متقابلتين فحيث قالوا عن أنفسهم وإما أن نكون نحن الملقين استدل بهذا القول على رغبتهم في الإلقاء قبله
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:08 am من طرف زائر

    النوع السادس
    في عطف المظهر على ضميره والإفصاح به بعده
    وهذا إنما يعمد إليه لفائدة وهي تعظيم شأن الأمر الذي أظهر عنده الاسم المضمر أولا ومثال ذلك قول القائل ولما تلاقينا وبنو تميم أقبلوا نحونا يركضون فرأينا منهم أسودا ثكلى تسابق الأسنة إلى الورود ولا ترتد على أعقابها إذا ارتدت أمثالها من الأسود وتناجد بنو تميم علينا بحملة فلذنا بالفرار واستبقنا إلى تولية الأدبار فإنه إنما قيل وتناجد بنو تميم مصرحا باسمهم ولم يقل وتناجدوا كما قيل أقبلوا للدلالة على التعجب من إقدامهم عند الحملة وثباتهم عند الصدمة لا سيما وقد أردف ذلك بقوله لذنا بالفرار واستبقنا إلى تولية الأدبار كأنه قال وتناجد أولئك الفرسان المشاهير والكماة المناكير وحملوا علينا حملة واحدة فولينا مدبرين منهزمين ومما جاء من ذلك قوله تعالى أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ألا ترى كيف صرح باسمه في قوله ثم الله ينشئ النشأة الآخرة مع إيقاعه مبتدأ في قوله كيف يبديء الله الخلق وقد كان القياس أن يقول كيف يبديء الله الخلق ثم ينشئ النشأة الآخرة والفائدة في ذلك أنه لما كانت الإعادة عندهم من الأمور العظيمة وكان صدر الكلام واقعا معهم في الإبداء وقررهم أن ذلك من الله احتج عليهم بأن الإعادة إنشاء مثل الإبداء وإذا كان الله الذي لا يعجزه شيء هو الذي لا يعجزه الإبداء فوجب أن لا تعجزه الإعادة فللدلالة والتنبيه على عظم هذا الأمر الذي هو الإعادة أبرز اسمه تعالى وأوقعه مبتدأ ثانيا وعلى هذا ورد قوله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:08 am من طرف زائر

    النوع السابع
    في التفسير بعد الإبهام
    اعلم أن هذا النوع لا يعمد إلى استعماله إلا لضرب من المبالغة فإذا جيء به في كلام فإنما يفعل ذلك لتفخيم أمر المبهم وإعظامه لأنه هو الذي يطرق السمع أولا فيذهب بالسامع كل مذهب كقوله تعالى وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ففسر ذلك الأمر بقوله أن دابر هؤلاء مقطوع وفي إبهامه أولا وتفسيره بعد ذلك تفخيم للأمر وتعظيم لشأنه فإنه لو قال وقضينا إليه أن دابر هؤلاء مقطوع لما كان بهذه المكانة من الفخامة فإن الإبهام أولا يقع السامع في حيرة وتفكر واستعظام لما قرع سمعه وتشوف إلى معرفته والاطلاع على كنهه وعلى نحو من هذا جاء قوله تعالى قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليك مرة أخرى إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم ففسر ما يوحى بقوله أن اقذفيه وهذا كالأول في إبهامه أولا وتفسيره ثانيا ومثال هذا ورد قوله تعالى في سورة أم الكتاب اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم فإنه إنما قال ذلك ولم يقل اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم لما في الأول من التنبيه والإشعار بأن الصراط المستقيم هو صراط المؤمنين فدل عليه بأبلغ وجه كما تقول هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك تثبت ذكره مجملا مفصلا فجعلته علما في الكرم والفضل كأنك قلت من أراد رجلا جامعا للخصلتين جميعا فعليه بفلان فإن قيل فما الفرق بين عطف المظهر على ضميره وبين التفسير بعد الإبهام فإن المضمر كالمبهم
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:09 am من طرف زائر

    النوع الثامن
    في استعمال العام في النفي والخاص في الإثبات
    اعلم أنه إذا كان الشيئان أحدهما خاصا والآخر عاما فإن استعمال العام في حالة النفي أبلغ من استعماله في حالة الإثبات وكذلك استعمال الخاص في حالة الإثبات أبلغ من استعماله في حالة النفي ومثال ذلك الإنسانية والحيوانية فإن إثبات الإنسانية يوجب إثبات الحيوانية ولا يوجب نفيها نفي الحيوانية وكذلك نفي الحيوانية يوجب نفي الإنسانية ولا يوجب إثباتها إثبات الإنسانية ومما ينتظم بذلك الأسماء المفردة الواقعة على الجنس التي يكون بينها وبين واحدها تاء التأنيث فإنه متى أريد النفي كان استعمال واحدها أبلغ ومتى أريد الإثبات كان استعمالها أبلغ وكذلك يتصل بهذا النوع الصفتان الواردتان على شيء واحد فإنه إذا لزم من وجود إحداهما وجود الأخرى اكتفى بها في الذكر ولم يحتج إلى ذكر الأخرى لأنه يجيء ضمنا وتبعا أو أن يبدأ بها في الذكر أولا ثم تجيء الأخرى بعدها وأما الصفات المتعددة فإنه ينبغي أن يبدأ في الذكر بالأدنى مرتبة ثم بعدها بما هو أعلى منها إلى أن ينتهي إلى آخرها هذا في مقام المدح فإن كان في مقام الذم عكست القضية فالأولوهو الخاص والعام نحو قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ولم يقل ذهب بضوئهم موازنا لقوله فلما أضاءت لأن ذكر النور في حالة النفي أبلغ من حيث إن الضوء فيه الدلالة على النور وزيادة فلو قال ذهب الله بضوئهم لكان المعنى يعطي ذهاب تلك الزيادة
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:09 am من طرف زائر

    النوع التاسع
    في التقديم والتأخير
    وهذا باب طويل عريض يشتمل على أسرار دقيقة منها ما استخرجته أنا ومنها ما وجدته في أقوال علماء البيان وسأورد ذلك مبينا وهو ضربان الأول يختص بدلالة الألفاظ على المعاني ولو أخر المقدم أو قدم المؤخر لتغير المعنى والثاني يختص بدرجة التقدم في الذكر لاختصاصه بما يوجب له ذلك ولو أخر لما تغير المعنى فأما الضرب الأول فإنه ينقسم إلى قسمين أحدهما يكون التقديم فيه هو الأبلغ والآخر يكون التأخير فيه هو الأبلغ فأما القسم الذي يكون التقديم فيه هو الأبلغ فكتقديم المفعول على الفعل وتقديم الخبر على المبتدأ وتقديم الظرف أو الحال أو الاستثناء على العامل فمن ذلك تقديم المفعول على الفعل كقولك زيدا ضربت وضربت زيدا فإن في قولك زيدا ضربت تخصيصا به بالضرب دون غيره وذلك بخلاف قولك ضرب زيدا لأنك إذا قدمت الفعل كنت بالخيار في إيقاعه على أي مفعول شئت بأن تقول ضربت خالدا أو بكرا أو غيرهما وإذا أخرته لزم الاختصاص للمفعول وكذلك تقديم خبر المبتدأ عليه كقولك زيد قائم وقائم زيد فقولك قائم زيد قد أثبت له القيام دون غيره وقولك زيد قائم أنت بالخيار في إثبات القيام له ونفيه عنه بأن تقول ضارب أو جالس أو غير ذلك وهكذا يجري الحكم في تقديم الظرف كقولك إن إلي مصير هذا الأمر وقولك إن مصير هذا الأمر إلي فإن تقديم الظرف دل على أن مصير الأمر ليس

    القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -1
    القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -2
    القانون السائر الذي يتقيد به الشاعر -3
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:09 am من طرف زائر

    النوع العاشر
    في الحروف العاطفة والجارة
    وهذا موضع لطيف المؤخذ دقيق المغزى وما رأيت أحدا من علماء هذه الصناعة تعرض إليه ولا ذكره وما أقول أنهم لم يعرفوه فإن هذا النوع من الكلام أشهر من أن يخفى لأنه مذكور في كتب العربية جميعها ولست أعني بإيراده ههنا ما يذكره النحويون من أن الحروف العاطفة تتبع المعطوف المعطوف عليه في الإعراب ولا أن الحروف الجارة تجر ما تدخل عليه بل أمرا وراء ذلك وإن كان المرجع فيه إلى الأصل النحوي فأقول إن أكثر الناس يضعون هذه الحروف في غير مواضعها فيجعلون ما ينبغي أن يجر بعلى بفي في حروف الجر وفي هذه الأشياء دقائق أذكرها لك أما حروف العطف فنحو قوله تعالى والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين فالأول عطفه بالواو التي هي للجمع وتقديم الإطعام على الإسقاء والإسقاء على الإطعام جائز لولا مراعاة حسم النظم ثم عطف الثاني بالفاء لأن الشفاء يعقب المرض بلا زمان خال من أحدهما ثم عطف الثالث بثم لأن الإحياء يكون بعد الموت بزمان ولهذا جيء في عطفه بثم التي هي للتراخي ولو قال قائل في موضع هذه الآية الذي يطعمني ويسقين ويمرضني ويشفين ويميتني ويحيين لكان للكلام معنى تام إلا أنه لا يكون كمعنى الآية إذ كل شيء منها قد عطف بما يناسبه ويقع موقع السداد منه ومما جاء من هذا الباب قوله تعالى قتل الإنسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره ألا ترى أنه لما قال من نطفة خلقه كيف قال فقدره ولم يقل ثم قدره لأن التقدير لما كان تابعا للخلقة وملازما لها عطفه عليها بالفاء وذلك بخلاف قوله
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:10 am من طرف زائر

    النوع الحادي عشر
    في الخطاب بالجملة الفعلية والجملة الاسمية والفرق بينهما
    ولم أذكر هذا الموضع لأن يجري الأمر فيه على ما يجري مجراه فقط بل لأن يقاس عليه مواضع أخرى مما تماثله وتشابهه ولو كان شبها بعيدا وإنما يعدل عن أحد الخطابين إلى الآخر لضرب التأكيد والمبالغة فمن ذلك قولنا قام زيد وإن زيدا قائم فقولنا قام زيد معناه الإخبار عن زيد بالقيام وقولنا إن زيدا قائم معناه الإخبار عن زيد بالقيام أيضا إلا أن في الثاني زيادة ليست في الأول وهي توكيده بإن المشددة التي من شأنها الإثبات لما يأتي بعدها وإذا زيد في خبرها اللام فقيل إن زيدا لقائم كان ذلك أكثر توكيدا في الإخبار بقيامه وهذا مثال ينبني عليه أمثلة كثيرة من غير هذا النوع فمما جاء من ذلك قوله تعالى وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم فإنهم إنما خاطبوا المؤمنين بالجملة الفعلية وشياطينهم بالجملة الاسمية المحققة بإن المشددة لأنهم في مخاطبة إخوانهم بما أخبروا به عن أنفسهم من الثبات على اعتقاد الكفر والبعد من أن ينزلوا عنه على صدق ورغبة ووفور نشاط فكان ذلك متقبلا منهم ورائجا عند إخوانهم وأما الذي خاطبوا به المؤمنين فإنما قالوا تكلفا وإظهارا للإيمان خوفا ومداجاة وكانوا يعلمون أنهم لو قالوه بأوكد لفظ وأسده لما راج لهم عند المؤمنين إلا رواجا ظاهرا لا باطنا ولأنهم ليس لهم في عقائدهم باعث قوي على النطق في خطاب المؤمنين بمثل ما خاطبوا به إخوانهم من العبارة المؤكدة فلذلك قالوا في خطاب المؤمنين آمنا وفي خطاب إخوانهم إنا معكم وهذه نكت تخفى على من ليس له قدم راسخة في علم الفصاحة والبلاغة
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:10 am من طرف زائر

    النوع الثاني عشر
    في قوة اللفظ لقوة المعنى
    هذا النوع قد ذكره أبو الفتح بن جني في كتاب الخصائص إلا أنه لم يورده كما أوردته أنا ولا نبه على ما نبهت عليه من النكت التي تضمنته وهذا يظهر بالوقوف على كلامي وكلامه فأقول اعلم أن اللفظ إذا كان على وزن من الأوزان ثم نقل إلى وزن آخر أكثر منه فلا بد من أن يتضمن من المعنى أكثر مما تضمنه أولا لأن الألفاظ أدلة على المعاني وأمثلة للإبانة عنها فإذا زيد في الألفاظ أوجبت القسمة زيادة المعاني وهذا لا نزاع فيه لبيانه وهذا النوع لا يستعمل إلا في مقام المبالغة فمن ذلك قولهم خشن واخشوشن فمعنى خشن دون معنى اخشوشن لما فيه من تكرير العين وزيادة الواو نحو فعل وافعوعل وكذلك قولهم أعشب المكان فإذا رأوا كثرة العشب قالوا اعشوشب ومما ينتظم بهذا السلك قدر واقتدر فمعنى اقتدر أقوى من معنى قدر قال الله تعالى فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر فمقتدر ههنا أبلغ من قادر وإنما عدل إليه للدلالة على تفخيم الأمر وشدة الأخذ الذي لا يصدر إلا عن قوة الغضب أو للدلالة على بسطة القدرة فإن المقتدر أبلغ في البسطة من القادر وذاك أن مقتدرا اسم فاعل من اقتدر وقادر اسم فاعل من قدر ولا شك أن افتعل أبلغ من فعل وعلى هذا ورد قول أبي نواس فعفوت عني عفو مقتدر حلت له نقم فألفاها أي عفوت عني عفو قادر متمكن القدرة لا يرده شيء عن إمضاء قدرته وأمثال هذا كثيرة
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:10 am من طرف زائر

    النوع الثالث عشر
    في عكس الظاهر
    وهو نفي الشيء بإثباته وهو من مستطرفات علم البيان وذاك أنك تذكر كلاما يدل ظاهره على أنه نفي لصفة موصوف وهو نفي للموصوف أصلا فمما جاء منه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف مجلس رسول الله لا تنثى فلتاته أي لا تذاع سقطاته فظاهر هذا اللفظ أنه كان ثم فلتات غير أنها لا تذاع وليس المراد ذلك بل المراد أنه لم يكن ثم فلتات فتثنى وهذا من أغرب ما توسعت فيه اللغة العربية وقد ورد في الشعر كقول بعضهم ولا ترى الضب بها ينجحر فإن ظاهر المعنى من هذا البيت أنه كان هناك ضب ولكنه غير منحجر وليس كذلك بل المعنى أنه لم يكن هناك ضب أصلا وهذا النوع من الكلام قليل الاستعمال وسبب ذلك أن الفهم لا يكاد يأباه ولا يقبله إلا بقرينة خارجة عن دلالة لفظة على معناه وما كان عاريا عن قرينة فإنه لا يفهم منه ما أراد قائله
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:11 am من طرف زائر

    النوع الرابع عشر
    في الاستدراج
    وهذا الباب أنا استخرجته من كتاب الله تعالى وهو مخادعات الأقوال التي تقوم مقام مخادعات الأفعال والكلام فيه وإن تضمن بلاغة فليس الغرض ههنا ذكر بلاغته فقط بل الغرض ذكر ما تضمنه من النكت الدقيقة في استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم وإذا حقق النظر فيه علم أن مدار البلاغة كلها عليه لأنه انتفاع بإيراد الألفاظ المليحة الرائقة ولا المعاني اللطيفة الدقيقة دون أن تكون مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب بها والكلام في مثل هذا ينبغي أن يكون قصيرا في خلابه لا قصيرا في خطابه فإذا لم يتصرف الكاتب في استدراج الخصم إلى إلقاء يده وإلا فليس بكاتب ولا شبيه له إلا صاحب الجدل فكما أن ذاك يتصرف في المغالطات القياسية فكذلك هذا يتصرف في المغالطات الخطابية وقد ذكرت في هذا النوع ما يتعلم منه سلوك هذه الطريق فمن ذلك قوله تعالى وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ألا ترى ما أحسن مأخذ هذا الكلام وألطفه فإنه أخذهم بالاحتجاج على طريقة التقسيم فقال لا يخلو هذا الرجل من أن يكون كاذبا فكذبه يعود عليه ولا يتعداه أو يكون صادقا وإن يكن صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن تعرضتم له وفي هذا الكلام من حسن الأدب والإنصاف ما أذكره لك فأقول إنما قال يصبكم بعض الذي وقد علم أنه نبي صادق وأن كل ما يعدهم به لا بد وأن يصيبهم لا
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:11 am من طرف زائر

    النوع الخامس عشر
    في الإيجاز
    وهو حذف زيادات الألفاظ وهو نوع من الكلام شريف لا يتعلق به إلا فرسان البلاغة من سبق إلى غايتها وما صلى وضرب في أعلى درجاتها بالقدح المعلى وذلك لعلو مكانه وتعذر إمكانه والنظر فيه إنما هو إلى المعاني لا إلى الألفاظ ولست أعني بذلك أن تهمل الألفاظ بحيث تعرى عن أوصافها الحسنة بل أعني أن مدار النظر في هذا النوع إنما يختص بالمعاني فرب لفظ قليل يدل على معنى كثير ورب لفظ كثير يدل على معنى قليل ومثال هذا كالجوهرة الواحدة بالنسبة إلى الدراهم الكثيرة فمن ينظر إلى طول الألفاظ يؤثر الدراهم بكثرتها ومن ينظر إلى شرف المعاني يؤثر الجوهرة الواحدة لنفاستها ولهذا سمى النبي الفاتحة أم الكتاب وإذا نظرنا إلى مجموعها وجدناه يسيرا وليست من الكثرة إلى غاية تكون بها أم البقرة وآل عمران وغيرها من السور الطوال فعلمنا حينئذ أن ذلك الأمر يرجع إلى معانيها والكلام في هذا الموضع يخرج بنا إلى غير ما نحن بصدده لأنه يحتاج فيه إلى ذكر المراد بالقرآن الكريم وما يشتمل عليه سوره وآياته إلى حصر أقسام معانيه لكنا نشير في ذلك إشارة خفيفة فنقول المراد بالقرآن هو دعوة العباد إلى الله تعالى ولذلك انحصرت سوره وآياته في ستة أقسام ثلاثة منها هي الأصول وثلاثة هي الفروع أما الأصول فالأول منها تعريف المدعو إليه وهو الله تعالى ويشتمل هذا الأصل على ذكر ذاته وصفاته وأفعاله والأصل الثاني تعريف الصراط المستقيم الذي تجب ملازمته في السلوك إلى الله تعالى ويشتمل هذا الأصل على التبتل بعبادة الله بأفعال القلب وأفعال الجوارح والأصل الثالث تعريف الحال بعد الوصول إلى
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:11 am من طرف زائر

    النوع السادس عشر
    في الإطناب
    هذا النوع من الكلام أنعمت نظري فيه وفي التكرير وفي التطويل فملكتني حيرة الشبه بينها طويلا وكنت في ذلك كعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الكلالة حيث قال قد أعياني أمر الكلالة وكنت سألت رسول الله عنها كثيرا حتى ضرب في صدري وقال ألا يكفيك آية الصيف وبعد أن أنعمت نظري في هذا النوع الذي هو الإطناب وجدت ضربا من ضروب التأكيد التي يؤتى بها في الكلام قصدا للمبالغة ألا ترى أنه ضرب مفرد من بينها برأسه لا يشاركه فيه غيره لأن من التأكيد ما يتعلق بالتقديم والتأخيركتقديم المفعول وبالاعتراض كالاعتراض بين القسم وجوابه وبين المعطوف والمعطوف عليه وأشباه ذلك وسيأتي الكلام عليه في باب وهذا الضرب الذي هو الإطناب ليس كذلك ورأيت علماء البيان قد اختلفوا فيه فمنهم من ألحقه بالتطويل الذي هو ضد الإيجاز وهو عنده قسم غيره فأخطأ من حيث لا يدري كأبي هلال العسكري والغانمي حتى إنه قال إن كتب الفتوح وما جرى مجراها مما يقرأ على عوام الناس ينبغي أن تكون مطولة مطنبا فيها وهذا القول فاسد لأنه إن عنى بذلك أنها تكون ذات معان متعددة قد استقصى فيها شرح تلك الحادثة من فتح أو غيره فذلك مسلم وإن عنى بذلك أنها تكون مكررة المعاني مطولة الألفاظ قصدا لإفهام العامة فهذا غير مسلم وهو مما لا يذهب إليه من عنده أدنى معرفة بعلم الفصاحة
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:11 am من طرف زائر

    النوع السابع عشر
    في التكرير
    قد تقدم الكلام في صدر كتابي هذا على تكرار الحروف وما أشبه ذلك مما يختلط بهذا النوع الذي هو تكرار المعاني والألفاظ واعلم أن هذا النوع من مقاتل علم البيان وهو دقيق المأخذ وحده هو دلالة اللفظ على المعنى مرددا وربما اشتبه على أكثر الناس بالإطناب مرة وبالتطويل أخرى وقد تقدم الكلام على الفرق بين هذه الأنواع الثلاثة في باب الإطناب فلا حاجة إلى إعادته ههنا وأما التكرير فقد عرفتكه وهو ينقسم قسمين أحدهما يوجد في اللفظ والمعنى والآخر يوجد في المعنى دون اللفظ فأما الذي يوجد في اللفظ والمعنى فكقولك لمن تستدعيه أسرع أسرع ومنه قول أبي الطيب المتنبي ولم أر مثل جيراني ومثلي لمثلي عند مثلهم مقام وأما الذي يوجد في المعنى دون اللفظ فكقولك أطعني ولا تعصني فإن الأمر بالطاعة نهي عن المعصية وكل من هذين القسمين ينقسم إلى مفيد وغير مفيد ولا أعني بالمفيد ههنا ما يعنيه النحاة فإنه عندهم عبارة عن اللفظ المركبإما من الاسم مع الاسم بشرط أن يكون للأول بالثاني علاقة معنى يسع مكلفا جهله وإما من الاسم مع
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:12 am من طرف زائر

    النوع الثامن عشر
    في الاعتراض
    ويروى عنه أنه كان إذا مثل بين يدي الفتح بن خاقان وزير المتوكل مادحا له اختال بين يديه معجبا بنفسه فتقدم خطوات ثم تأخر وقال أي شيء تسمعون فنقم عليه ذلك بعض حسدته وحمل الفتح بن خاقان عليه فقال له الفتح لو رمانا بالحجارة لكان ذلك مغفورا له فيما يقوله

    النوع التاسع عشر
    في الكناية والتعريض
    وهذا النوع مقصور على الميل مع المعنى وترك اللفظ جانبا وقد تكلم علماء البيان فيه فوجدتهم قد خلطوا الكناية بالتعريض ولم يفرقوا بينهما ولا حدوا كلا منهما بحد يفصله عن صاحبه بل أوردوا لهما أمثلة من النظم والنثر وأدخلوا أحدهما في الآخر فذكروا للكناية أمثلة من التعريض وللتعريض أمثلة من الكنايةفممن فعل ذلك الغانمي وابن سنان الخفاجي والعسكري فأما ابن سنان فإنه ذكر في كتابه قول امريء القيس فصرنا إلى الحسنى ورق كلامها ورضت فذلت صعبة أي إذلال وهذا مثال ضربه للكناية عن المباضعة وهو مثال للتعريض ووجدت في كتاب التذكرة لابن حمدون البغدادي وكان مشارا إليه عندهم بفضيلة ومعرفة لاسيما فن الكتابة فوجدت في كتابه ذلك بابا مقصورا على ذكر الكناية والتعريض وما قيل فيهما نظما ونثرا وهو محشو بالخلط بين هذين القسمين من غير فصل بينهما وقد
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:12 am من طرف زائر

    النوع العشرون
    في المغالطات المعنوية
    وهذا النوع من أحلى ما استعمل من الكلام وألطفهلما فيه من التورية وحقيقته أن يذكر معنى من المعاني له مثل في شيء آخر ونقيض والنقيض أحسن موقعا وألطف مأخذا فالأول الذي يكون له مثل يقع في الألفاظ المشتركة فمن ذلك قول أبي الطيب المتنبي يشلهم بكل أقب نهد لفارسه على الخيل الخيار وكل أصم يعسل جانباه على الكعبين منه دم ممار يغادر كل ملتفت إليه ولبته لثعلبه وجار فالثعلب هو هذا الحيوان المعروف والوجار اسم بيته والثعلب أيضا هو طرف
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:12 am من طرف زائر

    النوع الحادي والعشرون
    في الأحاجي
    وهي الأغاليط من الكلام وتسمى الألغازجمع لغز وهو الطريق الذي يلتوي ويشكل على سالكه وقيل جمع لغز بفتح اللام وهو ميلك بالشيء عن وجهه وقد يسمى هذا النوع أيضا المعمى وهو يشتبه بالكناية تارة وبالتعريض أخرى ويشتبه أيضا بالمغالطات المعنوية ووقع في ذلك عامة أرباب هذا الفن فمن ذلك أن أبا الفرج الأصفهاني ذكر بيتي الأقيشر الأسدي في جملة الألغاز وهما ولقد أروح بمشرف ذي ميعة عسر المكرة ماؤه يتفصد مرح يطير من المراح لعابه ويكاد جلد إهابه يتقدد هذان البيتان من باب الكنايةلأنهما يحملان على الفرس وعلى العضو المخصوص وإذا حمل اللفظ على الحقيقة والمجاز فكيف يعد من جملة الألغاز
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:13 am من طرف زائر

    النوع الثاني والعشرون
    في المبادي والافتتاحات
    هذا النوع هو أحد الأركان الخمسة البلاغية المشار إليها في الفصل التاسع من مقدمة الكتاب وحقيقة هذا النوع أن يجعل مطلع الكلام من الشعر أو الرسائل دالا على المعنى المقصود من ذلك الكلام إن كان فتحا ففتحا وإن كان هناء فهناء أو كان عزاء فعزاء وكذلك يجري الحكم في غير ذلك من المعاني وفائدته أن يعرف من مبدأ الكلام ما المراد به ولم هذا النوع والقاعدة التي يبني عليها أساسه أنه يجب على الشاعر إذا نظم قصيدا أن ينظرفإن كانت مديحا صرفا لا يختص بحادثة من الحوادث فهو مخير بين أن يفتتحها بغزل أو لا يفتتحها بغزل بل يرتجل المديح ارتجالا من أولها كقول القائل إن حارت الألباب كيف تقول في ذا المقام فعذرها مقبول سامح بفضلك مادحيك فما لهم أبدا إلى ما تستحق سبيل إن كان لا يرضيك إلا محسن فالمحسنون إذا لديك قليل فإن هذا الشاعر ارتجل المديح من أول القصيدة فأتى به كما ترى حسنا لائقا وأما إذا كان القصيد في حادثة من الحوادثكفتح مقفل أو هزيمة جيش أو غير ذلكفإنه لا ينبغي أن يبدأ فيما بغزل وإن فعل ذلك دل على ضعف قريحة الشاعر وقصوره عن الغاية أو على جهله بوضع الكلام في مواضعه فإن قيل إنك قلت يجب على الشاعر كذا وكذا فلم ذلك
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:13 am من طرف زائر

    النوع الثالث والعشرون
    في التخلص والاقتضاب
    وهذا النوع أيضا كالذي قبله في انه أحد الأركان الخمسة التي تقدمت الإشارة إليها في الفصل التاسع من مقدمة الكتاب وينبغي لك أيها المتوشح لهذه الفضيلة أن تصرف إليه جل همتك فإنه مهم عظيم من مهمات البلاغة أما التخلصوهو أن يأخذ مؤلف الكلام في معنى من المعاني فبينا هو فيه إذ أخذ في معنى آخر غيره وجعل الأول سببا إليهفيكون بعضه آخذا برقاب بعضمن غير أن يقطع كلامه ويستأنف كلاما آخر بل يكون جميع كلامه كأنما أفرغ إفراغا وذلك مما يدل على حذق الشاعر وقوة تصرفهمن أجل أن نطاق الكلام يضيق عليه ويكون متبعا للوزن والقافية فلا تواتيه الألفاظ على حسب إرادته وأما الناثر فإنه مطلق العنان يمضي حيث شاءفلذلك يشق التخلص على الشاعر أكثر مما يشق على الناثر وأما الاقتضاب فإنه ضد التخلص وذاك أن يقطع الشاعر كلامه الذي هو فيه ويستأنف كلاما آخر غيره من مديح أو هجاء أو غير ذلك ولا يكون للثاني علاقة بالأول وهو مذهب العرب ومن يليهم من المخضرمين وأما المحدثون فإنهم تصرفوا في التخلص فأبدعوا وأظهروا منه كل غريبة فمن ذلك قول أبي تمام
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:13 am من طرف زائر


    النوع الرابع والعشرون
    في التناسب بين المعاني
    وينقسم إلى ثلاثة أقسام القسم الأول في المطابقة وهذا النوع يسمى البديع أيضا وهو في المعاني ضد التجنيس في الألفاظلأن التجنيس هو أن يتحد اللفظ مع اختلاف المعنى وهذا هو أن يكون المعنيان ضدين وقد أجمع أرباب هذه الصناعة على أن المطابقة في الكلام هي الجمع بين الشيء وضدهكالسواد والبياض والليل والنهار وخالفهم في ذلك قدامة بن جعفر الكاتب فقال المطابقة إيراد لفظين متساويين في البناء والصيغة مختلفين في المعنى وهذا الذي ذكره هو التجنيس بعينه غير أن الأسماء لا مشاحة فيها إلا إذا كانت مشتقة ولننظر نحن في ذلك وهو أن نكشف عن أصل المطابقة في وضع اللغة وقد وجدنا الطباق في اللغة من طابق البعير في سيره إذا وضع رجله موضع يده وهذا يؤيد ما ذكره قدامةلأن اليد غير الرجل لا ضدها والموضع الذي يقعان فيه واحد وكذلك المعنيان يكونان مختلفين واللفظ الذي يجمعهما واحدفقدامة سمى هذا النوع من الكلام مطابقا حيث كان الاسم مشتقا مما سمي به وذلك مناسب وواقع في موقعه إلا أنه جعل للتجنيس اسما آخر وهو المطابقة ولا بأس به إلا إن كان مثله بالضدينكالسواد والبياضفإنه يكون قد خالف الأصل الذي أصله بالمثال الذي مثله
    Anonymous

    مُساهمة 7/22/2008, 5:14 am من طرف زائر

    النوع الخامس والعشرون
    في الاقتصاد والتفريط والإفراط
    اعلم أن هذه المعاني الثلاثة من الاقتصاد والتفريط والإفراط توجد في كل شيء من علم وصناعة وخلقولا بد لنا من ذكر حقيقتها في أصل اللغة حتى يتبين نقلها إلى هذا النوع من الكلام فأما الاقتصاد في الشيء فهو من القصد الذي هو الوقوف على الوسط الذي لا يميل إلى أحد الطرفين قال الله تعالى فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فظلم النفس والسبق بالخيرات طرفان والاقتصاد وسط بينهما وقال تعالى والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما فالإسراف والإقتار طرفان والقوام وسط بينهما وقال الشاعر عليك بالقصد فيما أنت فاعله إن التخلق يأتي دونه الخلق وأما التفريط فهو التقصير والتضييع ولهذا قال الله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء أي ما أهملنا ولا ضيعنا وأما الإفراط فهو الإسراف وتجاوز الحد يقال أفرط في الشيءإذا أسرف وتجاوز الحد

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/17/2024, 6:57 pm