أماه لقد عز اللقاء وفي غداً سترين نعشي كالعروس يسير

عائشة هانم التيمورية المتوفاة سنة 1300

طافت بشهر الصوم كاسات الردى
سحراً واكواب الدموع تدور
فتناولت منها ابنتي فتغيرت
وجنات خداً شأنها التغيير
فذوت ازاهير الحياة بروضها
وانقد منها مائس ةنضير
لبست ثياب السقم في صغر وقد
ذاقت ثياب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحاً وبشر بالشفا
ان الطبيب بطبه مغرور
وصف التجرع وهو يزع انه
بالبرء من كل سقم بشير
فتنفست للحزن قائلة له
عجل ببرئي حيث انت خبير
وارحم شبابي ان والدتي غدت
ثكلى يشير لها الجوى وتشير
وأرأف بعين حرمت طيب الكرى
تشكو السهاد وفي الجفون فتور
لما رات يأس الطبيب وعجزه
قالت ودمع المقلتين غزير
أماه قد كل الطبيب وفاتني
مما اؤمل في الحياة نصير
أماه لقد عز اللقاء وفي غداً
سترين نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى الى اللحد الذي
هو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحد رفقاً بابنتي
جاءت عروساً ساقها التقدير
وتجلدي بأزاء للحدي برهة
فتراك روحاً راعها المقدور
أماه قد سلفت لنا امنية
يا حسنها لو ساقها التيسير
كانت احلام مضت وتخلفت
مذ بان يوم البين وهو عسير
عودي الر ربع خلا ومأثر
قد خلفت عني لها تأثير
صوني جهاز العرس تذكار فلي
قد كان منه الى الزفاف سرور
جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا
لبس السواد ونفذ المسطور
والقبر صار لغصن قدى روضة
ريحانها عند المزار زهور
أماه لاتنسي بحق بنوتي
قبري لئلا يحزن المقبور
فأجبتها والدمع يحبس منطقي
والدهر من بعد الجوار يجور
بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي
قد زال صفو شانه التكدير
لاتوصي ثكلى قد اذاب فؤادها
حزن عليك وحسرة وزفير
ابكيك حتى نلتقي في جنة
برياض خلد زينتها الحور
ان قيل عائشة اقول لقد فنى
عيشي وصبري والاله خبير
ولهي على توحيدة الحسن التي
قد غاب بدر جمالها المستور
قلبي وجفني واللسان وخالقي
راض وباك شاكر وغفور
متعت بالرضوان في خلد الرضا
ما ازينت لك غرفة وقصور