شبكة السراب الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة ثقافية ادبية متنوعة وشاملة

المواضيع الأخيرة

» 05 نيسان عيد ميلاد اميرة دمشق
الرهاب الإجتماعي Empty6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف

» أنا بهذه اللحظة
الرهاب الإجتماعي Empty10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك

» على الرصيف
الرهاب الإجتماعي Empty6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف

» بوابة الجحيم
الرهاب الإجتماعي Empty6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف

» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
الرهاب الإجتماعي Empty6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف

»  فردوس مليندا المفقود.
الرهاب الإجتماعي Empty3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف

» بدري فركوح
الرهاب الإجتماعي Empty3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ليلى العفيفة
الرهاب الإجتماعي Empty3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
الرهاب الإجتماعي Empty1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي

» ألفية العياط فى النحو
الرهاب الإجتماعي Empty11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط

» ديوان إنشق القمر
الرهاب الإجتماعي Empty8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط

»  ديوان بومبا والاقزام
الرهاب الإجتماعي Empty2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط

» بريد الموتى
الرهاب الإجتماعي Empty1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف

» ديوان دحش قرم ودانك
الرهاب الإجتماعي Empty12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط

»  ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
الرهاب الإجتماعي Empty10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط

» من عجائب الأرقام
الرهاب الإجتماعي Empty5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ابن الرومي
الرهاب الإجتماعي Empty5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  قصيدة حبك وقلبى
الرهاب الإجتماعي Empty8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط

» الأعشى الأكبر
الرهاب الإجتماعي Empty6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مساء الخير
الرهاب الإجتماعي Empty5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب

» مي زيادة
الرهاب الإجتماعي Empty4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» لبيد بن ربيعة
الرهاب الإجتماعي Empty12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زهير بن أبي سلمى
الرهاب الإجتماعي Empty12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» جبران خليل جبران
الرهاب الإجتماعي Empty12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» إيايا أبو ماضي
الرهاب الإجتماعي Empty11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
الرهاب الإجتماعي Empty9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87

» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
الرهاب الإجتماعي Empty7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط

»  سيف الفراق
الرهاب الإجتماعي Empty7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط

»  ديوان اعشقك جدا
الرهاب الإجتماعي Empty7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط

» ديوان الحديث مع النفس البشرية
الرهاب الإجتماعي Empty7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط

» عمرو بن كلثوم
الرهاب الإجتماعي Empty6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» طرفة بن العبد
الرهاب الإجتماعي Empty5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
الرهاب الإجتماعي Empty5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط

» شهداء 6 أيار 1916
الرهاب الإجتماعي Empty5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» الياس قنصل
الرهاب الإجتماعي Empty4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زكي قنصل
الرهاب الإجتماعي Empty4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
الرهاب الإجتماعي Empty4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي

» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
الرهاب الإجتماعي Empty4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي

» محمود درويش مؤلفات ودواوين
الرهاب الإجتماعي Empty3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay

» حاتم الطائي
الرهاب الإجتماعي Empty3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حكمة اليوم
الرهاب الإجتماعي Empty3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» امرؤ القيس
الرهاب الإجتماعي Empty3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» محتويات مكتبة الروايات
الرهاب الإجتماعي Empty2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد

» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
الرهاب الإجتماعي Empty2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط

» الحارث بن حلزة
الرهاب الإجتماعي Empty1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
الرهاب الإجتماعي Empty1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter

» رخصة زواج للمؤجل اداريا
الرهاب الإجتماعي Empty1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510

» الف ليلة وليلة
الرهاب الإجتماعي Empty1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف

» عنترة العبسي
الرهاب الإجتماعي Empty1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
الرهاب الإجتماعي Empty11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد

شاطر

مواضيع مماثلة

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    الرهاب الإجتماعي

    avatar
    سيف العرب
    سرابي ملكي
    سرابي ملكي

    ذكر
    عدد المشاركات : 7832
    تاريخ الميلاد : 03/07/1981
    العمر : 42
    عدد مرات الشكر : 160
    01082009

    الرهاب الإجتماعي Empty الرهاب الإجتماعي

    مُساهمة من طرف سيف العرب

    الرهاب الإجتماعي
    أ.د. عبد الله السبيعي
    2006-04-19
    الخجل هو الامتداد المرضي للحياء، فالحياء صفة محمودة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءاً من العذراء في خدرها. ولكن الخجل زيادة في هذا الحياء المحمود، تصبح مصدراً للحرج والألم النفسي والمعاناة، وقد تعيق المرء عن ممارسة حياته بشكل طبيعي. والحياء والجراءة طرفين لسمة واحدة من سمات الشخصية، فمن الناس من هو أميل للحياء ومنهم من هو أميل للجراءة. لكن البعض قد يأخذ الحياء أو الجراءة دليلاً على ضعف الشخصية أو قوتها غير مدركين أن الشخصية القوية في مكان أو زمان ما قد لا تكون كذلك في مكان آخر أو زمن آخر...
    وبالتالي فليس هناك مصطلح علمي إسمه الشخصية القوية أو الضعيفة، بل هناك سمات سلبية وسمات إيجابية تزيد وتنقص في بعض الناس دون بعض. والخوف هو الشعور المسيطر على الذين يعانون من الحياء المرضي أو الرهاب الاجتماعي.
    والشعور بالخوف يعد من التجارب الاعتيادية التي لا يمكن لأحد تجنب المرور بها. ولا يقتصر الشعور بالخوف على مجتمع بعينه ولا حتى على الإنسان، بل يتعداه إلى عموم الكائنات الحية صغيرة كانت أو كبيرة. فالخوف عبارة عن عاطفة تنتج عن إستشعار الكائن الحي لخطر واضح أو كامن يتربص به، مما يدفعه لتجنب هذا الخطر والحفاظ على حياته أو صغاره ممتلكاته أو غير ذلك مما يعتبر مهماً لهذا الكائن أو ذاك.
    وبذلك فإن للخوف وظيفة حيوية جداً إذا ما كان للحدود الطبيعية. بل إن البعض قد يتلذذ بشعور الخوف جراء الإنخراط في ممارسة بعض الرياضات الخطرة مثلاً، وما يصاحب ذلك من الشعور بالنشوة عند السيطرة على أنفسهم وحركاتهم أثناءها والنجاح في تجاوز لحظات الخطر.
    ومن قدرة الله تعالى وحكمته أن هيأ أجهزة الجسم المختلفة لتؤدي وظيفة الحماية المطلوبة للبقاء والدفاع عن النفس؛ فتتسارع نبضات القلب وتزداد سرعة التنفس لتوفير أكبر كمية من الأوكسجين تكفي لحاجة الجسم في هذا الوضع المتحفز. كما يزيد إفراز العرق من غدده لتبريد الجسم وتسهيل الهرب والتملص من الخطر، وتتسع حدقة العينين لإعطاء مجال أوسع لرؤية المكان بهدف تحقيق الإستفادة القصوى مما هو موجود في متناول اليد واستغلال المخارج للنجاة.
    وفي حين أن الخوف عاطفة آنية موجهة للتعامل مع الخطر الحاضر المنظور، فإن القلق عاطفة تحمل نفس مواصفات الخوف ولكنها موجهة للمستقبل والتعامل مع الخطر المحتمل لا الواقع. وفي هذه الحالة فإن الإنسان يتوقع خطراً مستقبلياً يهدده، فيعتريه شعور كاسح بأنه لن يكون قادراً على السيطرة على نفسه وحمايتها من هذا الخطر المتوقع. ويستمد القلق جذوره من غريزة الحفاظ على الذات وحب البقاء، وهذه غريزة جوهرية إن فقدها كائن حي فإنه يكون مهدداً بالفناء أو حتى إنقراض فصيلته بأكملها.
    ولكن الإنسان بما حباه الله من قدرات على التفكير والإدراك والوعي والتخيل والتعلم، قد يقع فريسة لتصورات وتوقعات مخيفة من نسج خياله لم تحدث فعلاً على أرض الواقع. وينتج عن ذلك الشعور بالقلق الذي يزداد كلما إزدادت إحتمالات وقوع الخطر أو قرب وقته وموعده. وهكذا فإن التوقع والتوجس سمتان أساسيتان لعاطفة القلق.
    ويمكن أن نستنتج مما سبق أن اضطرابات القلق هي البعد المرضي لعاطفة القلق الطبيعية وأن هذه الاضطرابات من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً بين بني البشر. ولعل من أشد أشكال القلق إلتصاقاً بالإنسان ما يسمى بالرهاب الاجتماعي.
    ولكي تتضح الصورة بشكل أكبر فإن القلق النفسي يتضح في صورته عند معرفة الفرق بينه وبين الخوف. فالإنسان عندما يخاف فإن خوفه يكون موجهاً لشيء أو موقف خارجي محسوس. ويكون مصدر الخوف في حدود الممكن. فقد تخاف أن تفوتك رحلة الطائرة أو أن ترسب في الإمتحان أو أن لا تستطيع تسديد الأقساط المستحقة عليك هذا الشهر أو أن تفشل غي كسب ود من تحب... إلخ. ولكنك في المقابل عندما تشعر بالقلق لا تستطيع تحدي سبب قلقك أو مصدره، حيث يكون غالباً في داخلك لا في خارجك. وهو في الغالب إستجابة لخطر مبهم أو بعيد أو حتى متوهم. قد يقلقك تفكيرك في إحتمال عدم ضبط نفسك في موقف ما أو السيطرة على الموقف بشكل جيد. قد تشعر مثلاً بقلق مبهم وكأن شيئاً سيئاً سيحدث.
    والقلق يؤثر في المصاب به بشكل كل النواحي الفسيولوجية (الحيوية) والسلوكية والنفسية. على المستوى الفسيولوجي تشمل أعراض القلق الإستجابات الجسمانية مثل: سرعة نبضات القلب، جفاف الحلق الفم، توتر العضلات والتعرق. بينما يمكن أن يخرب القلق على المستوى السلوكي قدرتك على الفعل، التعبير عن نفسك، او حتى التعامل مع المواقف اليومية المعتادة. أما على المستوى النفسي فإن القلق حالة نفسية داخلية من الخوف والتحفز وعدم الإرتياح، قد تؤدي في أسوء درجاتها إلى الشعور بالغربة والانفصال حتى عن نفسك أو الشعور بالموت أو الجنون.
    وقد يظهر القلق بأشكال مختلفة وبدراجات مختلفة من الشدة في المواقف المختلفة. ويتراوح الشعور بالقلق بين مجرد الإحساس بمجرد لفحة من عدم الإرتياح إلى نوبة فزع طاغية يكون من أعراضها: الخفقان، الشعور بالضياع والرعب الشديد. ويسمى القلق الذي يأتي بدون مقدمات ولا يرتبط بسبب محدد ب"القلق العائم"، وإن كان شديداً فهو "نوبة فزع". وللتفريق بين النوعين فإن وجود أربع أعراض من المجموعة التالية أو أكثر في نفس الوقت يدل أكثر على وجود الفزع:
    · الكتمة ضيق النفس
    · الخفقان أو تسارع ضربات القلب
    · الرعشة أو إهتزاز اليدين
    · التعرق
    · الإختناق
    · الغثيان وإضطراب الأمعاء
    · التنميل
    · الدوار أو عدم الإتزان
    · الشعور بما يشبه الحلم أو الإنفصال عن الذات
    · نوبات من الحرارة او القشعريرة في الجلد
    · الخوف من الموت
    · الخوف من الجنون أو فقدان السيطرة
    أما عندما يظهر القلق نتيجة مواقف معينة فإنه يدعى القلق الموقفي أو القلق الرهابي. ويختلف القلق الموقفي عن المخاوف اليومية الاعتيادية في كونه غير منطقي ولا يتناسب مع حجم الموقف الذي يؤدي إليه. فعلى سبيل المثال ليس من المنطقي أن يخاف الشخص من قيادة السيارة في الطريق أو الخروج من المنزل أو الحديث مع الناس. كما أن هذه الأمور ليست مخيفة لكثير من الناس وحجم الخوف الذي تحدثه في مثل هذه الأمثلة لا يتناسب مع حقيقتها. أما عندما يصل الأمر على درجة تجنب هذه المواقف فيتوقف الشخص عن قيادة السيارة أو الخروج من المنزل أو الاختلاط بالآخرين أو الظهور في المناسبات الاجتماعية فإن الحالة تصبح رهاباً.
    ويعد الرهاب الاجتماعي أحد الأنواع الرئيسة والشائعة للرهاب. ويتمثل بشكل مبسط في الخوف من الإحراج أو الظهور للغير بمظهر الضعف أو الإرتباك. وهذا الخوف أكثر بكثير من مجرد الرهبة التي قد يشعر بها الشخص العادي عند ما يطلب منه الحديث او عمل شيء ما أمام الآخرين، مما يؤدي إلى تجنب هذه المواقف والتهرب منها بشكل مستمر.
    أكثر أشكال الرهاب الاجتماعي شيوعاً هو الخوف من الحديث أمام جمع من الناس، مثل الموظفين الذين يحتاجون لتقديم عروض عن إنجازاتهم والطلاب الذين يطلب منهم تقديم بعض المواضيع أمام زملائهم وأساتذتهم. ولكن هناك أشكال أخرى مثل الخوف من الأكل مع الناس (الخوف من الغصة) أو إستخدام دورات المياه العامة أو التقدم لإمامة الناس بالصلاة. غير أن المخاوف قد تكون أقل تحديداً فترتبط بأي شكل من أشكال الظهور الاجتماعي أو مجرد الإحساس بأن الشخص محط الأنظار. وكل هذه الأشكال تؤدي للتجنب أو حتى العزلة الشديدة وعدم الثقة بالنفس.
    ومع أنه قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن الرهاب الاجتماعي ما هو إلا الخجل المعروف، ومع ما في هذه المقولة من قدر كبير من الصحة، إلا أن الفرق الجوهري بين الحالتين يكمن في شدة القلق والإنسحاب اللذان يحدثان في المواقف الاجتماعية وما يصاحبهما من أعراض نفسية وجسمانية. وقد دلت الدراسات على أن الطفل الخجول الذي يتهيب المواقف الاجتماعية والظهور بين أقرانه يكون أكثر إستعداداً للإصابة بالرهاب الاجتماعي عندما يكبر.
    والرهاب الاجتماعي هو ذلك الصنف من القلق الذي يحدث في المواقف الاجتماعية وعند التعامل مع الناس، مما يؤدي إلى شعور تلقائي بالخوف ومراقبة الجسم وما يصدر عنه من إشارات تنم عن إدراك خطر وشيك. ويزيد من تفاقم هذا القلق، شعور الشخص بأنه تحت المجهر وأن الآخرين قد ينتقدونه أو يحكمون عليه بشكل سلبي مما يؤدي إلى الشعور بالنقص والإحراج والفشل والحزن. هذه السلسلة من الأحاسيس والتفاعلات والأفكار يرتبط حدوثها بمقابلة الناس والتعامل معهم.
    ومع أن هذه المشكلة شائعة ومنتشرة بشكل كبير، إلا أنه لم يتم التنبه لها من قبل المختصين في الأمراض النفسية إلا في السنوات الأخيرة مما حدا بالبعض إلى الكتابة عنها وتسميتها ب"المرض المنسي". هناك ملايين البشر يعانون بشكل مستمر من هذا القلق وما يسببه من ألم النفسي كل يوم من حياتهم لأنهم ببساطة شديدة يرهبون التعامل مع بني جنسهم. هؤلاء الملايين يتألمون يومياً ويبرعون في إخفاء معاناتهم حتى عن أقرب الناس لهم لشعورهم بالخجل من حتى أنفسهم. ولعلنا نسرد هنا بعض المواقف التي تثير في المصابين بالرهاب الاجتماعي الرعب والخجل والإستياء، وهي على سبيل المثال لا الحصر:
    · عندما تقديمهم إلى شخص أو أشخاص آخرين.
    · عندما يمازحهم أحد أو ينتقدهم.
    · عندما تتركز عليهم الأنظار.
    · عندما يراقبهم أحد أثناء عمل شيء ما، مثل تقديم القهوة أو الشاي.
    · عند مقابلة مسئول أو شخص مهم.
    · عند إلقاء كلمة قصيرة أمام الناس.
    · عندما يصلهم الدور للتعريف بأنفسهم في إجتماع ما.
    · في معظم التفاعلات الاجتماعية، خاصة مع من لا يعرفونهم جيداً.
    الأعراض السابقة الذكر ما هي في الواقع إلا أمثلة محدودة فقط من عشرات المواقف التي يمكن أن يجد فيها مرضى الرهاب الاجتماعي صعوبة بالغة. ومما يزيد الطين بلة أنهم يعرفون أن مخاوفهم هذه ليست منطقية ولا معقولة، ولكن معرفتهم هذه لا تسعفهم عندما يجدون أنفسهم وجهاً لوجه مع الناس في دائرة الضوء. لذلك تجدهم يلومون أنفسهم ويتهمونها بالجبن والضعف ويعدونها بالمواجهة ونبذ هذه "السخافات" عند التعرض لأحد المواقف التي تبث فيهم الرعب، ولكن الفشل يتكرر مما يزيدهم إحباطاً وحزناً وكمداً على حالهم ...
    والحقيقة أن لا أحد يملك مناعة ضد الرهاب الاجتماعي، فإحتمالات إصابة أي واحد منا به، ذكراً كان أم أنثى تتراوح بين 2%-16% خلال سني حياته حسب ما وجدت العديد من الدراسات العلمية في هذا المجال. وبالرغم من ذلك فإن نسبة قليلة جداً فقط يأتون للعلاج. وقد أشارت الأبحاث التي تمت على عينات عيادية (منتقاة من مراجعي الخدمات الصحية) إلى أن هذا الاضطراب أكثر شيوعاً في الرجال منه في النساء وبالذات في المتعلمين منهم والشباب. ولكن البحوث الميدانية دلت على ان النساء أكثر عرضة لهذا الاضطراب من الرجال ولكنهن قد لا يطلبن العلاج إما لجهلهن بمكانية ذلك أو لاعتقادهن أن ذلك أمر طبيعي في المرأة والخلط بينه وبين الحياء المحمود أو لأسباب أخرى غير معروفة.
    ويبدأ هذا الاضطراب مبكراً في سن الطفولة أو بداية المراهقة حيث تبدأ معظم الحالات في الظهور عند سن الخامسة عشرة تقريباً. وقد وجدت دراسات مختلفة أن هناك مرحلتين يكثر فيهما ظهور هذا الاضطراب: ما قبل المدرسة على شكل خوف من الغرباء، ومرة أخرى بين 12-17 سنة على شكل مخاوف من النقد والتقويم الاجتماعي، وتندر الإصابة به بعد الخامسة والعشرين من العمر.
    وبالرغم من أن الإصابة بالرهاب الاجتماعي تحدث في هذه المراحل المبكرة إلا أنه يعتبر أيضاً من الاضطرابات النفسية المزمنة التي قد تستمر عشرات السنين. ومع ذلك فإن المصابين بالرهاب الاجتماعي حتى مع علمهم بهذه الحالة قد يتأخرون في طلب العلاج سنين عديدة، إما بسبب خجلهم من الحالة نفسها أو خوفاً من مواجهتها والإعتراف بوجودها.
    ولا شك أنه خلال هذه السنين من المعاناة والألم النفسي فإن المريض بالرهاب الاجتماعي يتعرض لسلسلة من المشكلات والخسائر الاجتماعية والمادية والمهنية والصحية، مما يصح معه تسمية هذا الاضطراب ب "الإعاقة النفسية". هذه الإعاقة التي يسببها الرهاب الاجتماعي، يساهم فيها المريض بنفسه، نتيجة لمحاولاته إخفاء علته حتى عن المختصين في المؤسسات العلاجية أحياناً مما يحرمه التعاطف والدعم الذي يحظى به المعاق جسدياً.
    وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن 80% من مرضى الرهاب الاجتماعي يعانون من أمراض نفسية أخرى من أبرزها: القلق والفزع ورهاب الساح (45%)، أنواع أخرى من الرهاب والمخاوف (59%)، إستخدام الكحول (19%)، الاكتئاب النفسي (17%). وفي كل الحالات فإن حدوث الرهاب الاجتماعي يسبق وجود هذه الاضطرابات مما قد يوحي بوجود علاقة سببية بينها. كذلك فإن الرهاب الاجتماعي يرتبط بنسبة كبيرة من التأخر أو التدهور الأكاديمي والنجاح الوظيفي، وذلك لما يسببه الرهاب الاجتماعي من فوات للفرص التي يمكن أن تؤدي للتقدم والترقي في سلم العلم أو الوظيفة.
    نستطيع أن نوجز إذاً أن الرهاب الاجتماعي مرض نفسي منتشر ويجهله كثير من الناس حتى المصابين به، مما يسبب لهم الألم والمعاناة والخسائر على عدد من الأصعدة.
    ويعتبر الرهاب الاجتماعي من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً في مجتمعنا بالذات، وأعتقد أنه أكثر انتشاراً فيه من أي مجتمع آخر، مع عدم وجود دراسات إحصائية دقيقة لذلك.
    ويبدو الرهاب الاجتماعي في الرجال، وبالذات المتعلمين منهم والشباب، بشكل أوضح منه في النساء. ذلك قد يرجع إلى التقاليد أو الحماية الزائدة عن الحد والتي تكون البذرة الأولى للرهاب الاجتماعي. القسوة على الطفل تفقده فطرته التي فطره الله عليها من الفضول وحب الاستطلاع، وتجعله يميل إلى الخوف والإحجام وتفادي النقد والإحساس بالضعف. أما الحماية الزائدة والحنان المفرط فيحرمان الطفل في طفولته من فرصة تأكيد ذاته مع أقرانه بالاحتجاج اللفظي أو العملي.
    العلاج لهذه الحالة لدى الطبيب النفسي على شكل أدوية مضادة للمخاوف وهي على العكس مما يعتقد البعض تعتبر عديمة المخاطر والمضاعفات ولا تؤدي إلى الإدمان أو التعود.
    كذلك لا غنى في العلاج عن جلسات العلاج النفسي التي تعتمد على الاسترخاء والمواجهة المتدرجة وتأكيد الذات وبناء الثقة بالنفس ويدعى ذلك العلاج السلوكي المعرفي.

    أ. د. عبد الله السبيعي إستشاري وأستاذ الطب النفسي، كلية الطب، جامعة الملك سعود. زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين بكندا ومؤسس المجلس السعودي للطب النفسي
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    السراب

    مُساهمة 1/31/2010, 6:39 am من طرف السراب


    • الإعجاز العلمي في الصوم.
    • مرض التوحد
    • ملف عن الاكتئاب
    • تقنية النانو
    • بحث حول خطاب الضمان
    • بحث عن الاعتماد المستندي والمرابحة
    • التمثيل الدبلوماسي
    • المقدرة على الإصغاء والاستماع
    • الرهاب الإجتماعي
    • طفلي عنيف..
    • الأسئلة الجنسية المحرجة.. ملاحظات تربوية نفسية
    • أطفالنا والتمييز في المعاملة.. هل ندرك مخاطره؟
    • دور الأب في تحديد شخصية الطفل
    • الأمراض النفسية بين العلم والطب والشعوذة
    • الزواج وسيكيولوجيا الفشل
    • سلوك إيذاء النفس لدى التوحديين وطرق علاجه
    • الحضارة الاسلامية فى الاندلس - فيلم وثائقى رائع
    • هؤلاء حكموا سوريا
    • ملحمة كلكامش هي ملحمة سومرية‎
    • كيف يؤثر تغير المناخ على الثروة المائية؟
    • البطالة
    • الخصائص النفسية للحمل
    • المشكلات الاجتماعية في الطب النفسي
    • كلنا في حاجة لإرشاد نفسي تربوي!
    • القلق..
    • العشق في الستين..! نزوة، أم جنون، أم ماذا..؟
    • واقع الطب النفسي في العالم العربي
    • الحوار وقاية من العنف
    • الإيحاء علاج فعال لكثير من الأمراض
    • صورة الجسد
    • الإدمان على الكحول ( الغولية)
    • المشاكل والاضطرابات الشـخصية التي تجابه أبناءنا
    • مهارات المعلم التدريسية
    • عمليات التجميل من الناحية النفسية
    • الخشكريشا" الحالة النفسية والدعم النفسي للمريض
    • غناء الطفل
    • الخجل عند الأطفال
    • الشخصية والصحة النفسية
    • المراهقة..
    • العدوانية عند الأطفال
    • اثر أغاني الأطفال في تكوين لغة الطفل
    • مفهوم الذات، دراسه ميدانيه مقارنه بين السجناء والأحداث
    • مركز معالجة الصدمات النفسية عن طريق الانترنت.. خدمة مجانية هامة..
    • الإسعاف الأولي لضحايا الصدمات والكوارث
    • التفكير النقدي في الحياة اليومية
    • الأساس البيولوجي للمتعة
    • الانفعالات والانعكاس الجسماني لكبتها
    • طفلي والقلق
    • دور التنشئة الاجتماعية في تكوين السلوك الديمقراطي
    • أحلامنا... قراءة في سيكولوجية الشخصية
    • الطفل المضروب: العصاب، الذهان، والانحراف الجنسي
    • العنف الاسري والكآبة
    • التفكير الإيجابي يبعد شبح الاكتئاب
    • عناد الأطفال أشكاله.. أسبابه.. والتعامل معه
    • إنتاج الفطر الزراعي
    • أعصاب الإنسان
    • بين الانانية والانسانية ( مقال )
    • كيف نقي ابنائنا من شر الشذوذ الجنسي
    • تعاريف ومصطلحات سياسية هامة








    شكرا لجهودك سيف العرب
    اسعدتني جهودك
    نلتقي لنرتقي
    دمت بخير
    avatar

    مُساهمة 1/31/2010, 8:16 am من طرف سيف العرب

    شكرا لمرورك ايتها الغالية

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/8/2024, 12:07 am