كيف يمكن للمجتمع أن ينظر إلى الرجل الذي لا يستطيع أن يكبت «دموعه»؟..
فهل «ممنوع» على الرجل البكاء أم أنه يمكننا القول إنَّ المجتمع قد بدأ محاولة «تقبل» دموع الرجل؟
ينظر المجتمع عادة إلى بكاء الرجال على أنه ردة فعل «غير ذكورية» يمكن أن تصيبهم حتى إثر المواقف الأليمة التي تلمُّ بهم في الحياة.
ولطالما كان بكاء الرجل أمراً يمسُّ برجولته بكلّ ما للرجولة من معنى، حيث ارتبط البكاء دائماً بالمرأة العنصر الأضعف والأكثر حساسية وعاطفة.
وكان محرماً على الرجال أن يظهروا هذه الصفات.
ولكن يقول الخبراء إنَّ المجتمع بدأ، ولو قليلاً، بتقبّل دموع الرجل؛ إذ إنه أصبح من الممكن على الرجل أن يذرف دموعه في حال شعر بالألم والإحباط والحزن، إلى جانب شعوره بالفشل، سواءً في المجال المهني أم المجال العاطفي.
الفرق بين دموع المرأة ودموع الرجل
يقول الخبراء النفسيون إنَّ الرجل يذرف دموعه بصورة أكثر «إيجابية» إذا ما قورن بالمرأة؛ إذ إنَّ الرجال هم أكثر صدقاً في التعبير عن عواطفهم، فيما المرأة قد تبكي لمجرد ردّ فعل بسيط، وحتى من دون أن تكون أحياناً صادقة في عواطفها، كما أنها تبكي أحياناً لمجرد شعورها بفقدانها السيطرة على الأمور.
وعلى الرغم من أنَّ النظرة النمطية للرجل لا تزال سارية حتى الآن، إلا أنَّ الرجل عندما يبكي يكون فعلاً يمرُّ بظروف صعبة، بعكس المرأة التي قد تبكي لمجرد أيّ ظرف عابر.
ويقول الدكتور توم لاتز (البروفسور في جامعة كاليفورنيا): «ينظر إلى الرجل على أنه قوي وشديد وغير عاطفي إلى حدّ ما، بالمقارنة مع النساء. لذلك فإنَّ البكاء قد يمسُّ بهذه الصفات الحساسة التي تميّز الرجل».
إلى ذلك أشار الدكتور توم إلى أنَّ الأفكار المتعلقة «بعواطف الرجال» بدأت تتغيَّر، حيث إنَّ نظرة الطب النفسي إلى العاطفة الذكورية بدأت تتغيَّر في الآونة الأخيرة.
وكان البكاء يعتبر بالنسبة لرجال الجيل الماضي وحتى الأجيال التي قبله إشارةَ ضعف كبيرة تمسُّ الرجولة.
تغيرات بسيطة جداَ
بدأت هذه الأفكار إلى حدّ ما «تتغيَّر» شيئاً فشيئاً.
ويبيّن الدكتور أنَّ جزءاً من هذا التغيير يرجع سببه إلى التغيير الذي طرأ على العوامل الكثيرة التي تغيرت في مجتمعنا ولاسيما الإعلام.
وكان في الماضي من العيب على الرجال أن يعبّروا عن الأفكار الحزينة التي يمرون بها، ولاسيما المشاعر العاطفية الحزينة.
هذا ويعتقد الدكتور توم أنَّ لبرامج الألعاب التي باتت تغزو المحطات الفضائية، إلى جانب البرامج التي اندرجت تسميتها تحت «برامج تلفزيون الواقع» التي تلاحق الشخص الذي يشارك فيها في جميع المواقف التي يمر بها، دوراً كبيراً في طريقة إظهار الرجل لعواطفه وتقبلها.
وهذه البرامج تنقل لنا ردات فعل الأشخاص المشاركين بقالب يجعلنا ننظر إليها على أنها طبيعية، أي أنه من الطبيعي أن نرى الأشخاص يبكون ويضحكون ويغضبون على الملأ أمام الناس.
دموع الرجل.. من المحرمات!
على الرغم من هذه «التغييرات البسيطة» التي طرأت على طريقة التفكير ووجهات النظر فيما يتعلق ببكاء الرجال، إلا أنه لا يزال على الرجل البالغ أن ينتبه إلى ما يبكيه أمام العامة.
فإنه من المقبول أن يبكي لآلام وأحزان الآخرين، ولكنه من غير المقبول أن يبكي على نفسه
ويعود الأمر إلى طريقة التربية التي يتعرَّض لها الرجل منذ الطفولة، حيث يتعلم الطفل الذكر أن يكبح جماح مشاعره الحقيقية في أوقات الحزن والكآبة.
وعلى الرغم من أنه أصبح من المقبول أن تدمع عين الرجل، إلا أنَّ أنواعاً معينة من البكاء هي المسموح بها فقط للرجال؛ إذ إنَّ البكاء والنشيج بصوت عالٍ إشارةٌ واضحة إلى الأنوثة، فيما أنه من غير الملائم أبداً للرجال فعل ذلك.
كما أنَّ هناك اختلافاً كبيراً بين الطريقة التي يبكي فيها الرجال وتلك المرتبطة بالنساء، حيث يوصف بكاء النساء غالباً بأنه «بكاء بصوت عالٍ».
ولا يزال معظم الأشخاص «يبكون» بشكل كبير دون أن يراهم أحد، ولكن بكاء الرجل في مكان عمله ما زال من المحرمات.
ولكن مهما تغيَّرت العادات، يبقى بكاء الرجل من الأمور التي يصعب على المجتمع تقبلها، حيث إننا مازلنا في مجتمع ينظر إلى الرجل على أنه الجنس الأقوى والأشد بالمقارنة مع المرأة.
أسال الله دوام الابتسام للرجال وللنساء اجمعين
تحياتي واحترامي
فهل «ممنوع» على الرجل البكاء أم أنه يمكننا القول إنَّ المجتمع قد بدأ محاولة «تقبل» دموع الرجل؟
ينظر المجتمع عادة إلى بكاء الرجال على أنه ردة فعل «غير ذكورية» يمكن أن تصيبهم حتى إثر المواقف الأليمة التي تلمُّ بهم في الحياة.
ولطالما كان بكاء الرجل أمراً يمسُّ برجولته بكلّ ما للرجولة من معنى، حيث ارتبط البكاء دائماً بالمرأة العنصر الأضعف والأكثر حساسية وعاطفة.
وكان محرماً على الرجال أن يظهروا هذه الصفات.
ولكن يقول الخبراء إنَّ المجتمع بدأ، ولو قليلاً، بتقبّل دموع الرجل؛ إذ إنه أصبح من الممكن على الرجل أن يذرف دموعه في حال شعر بالألم والإحباط والحزن، إلى جانب شعوره بالفشل، سواءً في المجال المهني أم المجال العاطفي.
الفرق بين دموع المرأة ودموع الرجل
يقول الخبراء النفسيون إنَّ الرجل يذرف دموعه بصورة أكثر «إيجابية» إذا ما قورن بالمرأة؛ إذ إنَّ الرجال هم أكثر صدقاً في التعبير عن عواطفهم، فيما المرأة قد تبكي لمجرد ردّ فعل بسيط، وحتى من دون أن تكون أحياناً صادقة في عواطفها، كما أنها تبكي أحياناً لمجرد شعورها بفقدانها السيطرة على الأمور.
وعلى الرغم من أنَّ النظرة النمطية للرجل لا تزال سارية حتى الآن، إلا أنَّ الرجل عندما يبكي يكون فعلاً يمرُّ بظروف صعبة، بعكس المرأة التي قد تبكي لمجرد أيّ ظرف عابر.
ويقول الدكتور توم لاتز (البروفسور في جامعة كاليفورنيا): «ينظر إلى الرجل على أنه قوي وشديد وغير عاطفي إلى حدّ ما، بالمقارنة مع النساء. لذلك فإنَّ البكاء قد يمسُّ بهذه الصفات الحساسة التي تميّز الرجل».
إلى ذلك أشار الدكتور توم إلى أنَّ الأفكار المتعلقة «بعواطف الرجال» بدأت تتغيَّر، حيث إنَّ نظرة الطب النفسي إلى العاطفة الذكورية بدأت تتغيَّر في الآونة الأخيرة.
وكان البكاء يعتبر بالنسبة لرجال الجيل الماضي وحتى الأجيال التي قبله إشارةَ ضعف كبيرة تمسُّ الرجولة.
تغيرات بسيطة جداَ
بدأت هذه الأفكار إلى حدّ ما «تتغيَّر» شيئاً فشيئاً.
ويبيّن الدكتور أنَّ جزءاً من هذا التغيير يرجع سببه إلى التغيير الذي طرأ على العوامل الكثيرة التي تغيرت في مجتمعنا ولاسيما الإعلام.
وكان في الماضي من العيب على الرجال أن يعبّروا عن الأفكار الحزينة التي يمرون بها، ولاسيما المشاعر العاطفية الحزينة.
هذا ويعتقد الدكتور توم أنَّ لبرامج الألعاب التي باتت تغزو المحطات الفضائية، إلى جانب البرامج التي اندرجت تسميتها تحت «برامج تلفزيون الواقع» التي تلاحق الشخص الذي يشارك فيها في جميع المواقف التي يمر بها، دوراً كبيراً في طريقة إظهار الرجل لعواطفه وتقبلها.
وهذه البرامج تنقل لنا ردات فعل الأشخاص المشاركين بقالب يجعلنا ننظر إليها على أنها طبيعية، أي أنه من الطبيعي أن نرى الأشخاص يبكون ويضحكون ويغضبون على الملأ أمام الناس.
دموع الرجل.. من المحرمات!
على الرغم من هذه «التغييرات البسيطة» التي طرأت على طريقة التفكير ووجهات النظر فيما يتعلق ببكاء الرجال، إلا أنه لا يزال على الرجل البالغ أن ينتبه إلى ما يبكيه أمام العامة.
فإنه من المقبول أن يبكي لآلام وأحزان الآخرين، ولكنه من غير المقبول أن يبكي على نفسه
ويعود الأمر إلى طريقة التربية التي يتعرَّض لها الرجل منذ الطفولة، حيث يتعلم الطفل الذكر أن يكبح جماح مشاعره الحقيقية في أوقات الحزن والكآبة.
وعلى الرغم من أنه أصبح من المقبول أن تدمع عين الرجل، إلا أنَّ أنواعاً معينة من البكاء هي المسموح بها فقط للرجال؛ إذ إنَّ البكاء والنشيج بصوت عالٍ إشارةٌ واضحة إلى الأنوثة، فيما أنه من غير الملائم أبداً للرجال فعل ذلك.
كما أنَّ هناك اختلافاً كبيراً بين الطريقة التي يبكي فيها الرجال وتلك المرتبطة بالنساء، حيث يوصف بكاء النساء غالباً بأنه «بكاء بصوت عالٍ».
ولا يزال معظم الأشخاص «يبكون» بشكل كبير دون أن يراهم أحد، ولكن بكاء الرجل في مكان عمله ما زال من المحرمات.
ولكن مهما تغيَّرت العادات، يبقى بكاء الرجل من الأمور التي يصعب على المجتمع تقبلها، حيث إننا مازلنا في مجتمع ينظر إلى الرجل على أنه الجنس الأقوى والأشد بالمقارنة مع المرأة.
أسال الله دوام الابتسام للرجال وللنساء اجمعين
تحياتي واحترامي
6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف
» أنا بهذه اللحظة
10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك
» على الرصيف
6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف
» بوابة الجحيم
6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف
» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف
» فردوس مليندا المفقود.
3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف
» بدري فركوح
3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ليلى العفيفة
3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي
» ألفية العياط فى النحو
11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط
» ديوان إنشق القمر
8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط
» ديوان بومبا والاقزام
2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط
» بريد الموتى
1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف
» ديوان دحش قرم ودانك
12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط
» ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط
» من عجائب الأرقام
5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ابن الرومي
5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» قصيدة حبك وقلبى
8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط
» الأعشى الأكبر
6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مساء الخير
5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب
» مي زيادة
4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» لبيد بن ربيعة
12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زهير بن أبي سلمى
12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» جبران خليل جبران
12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» إيايا أبو ماضي
11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87
» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط
» سيف الفراق
7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط
» ديوان اعشقك جدا
7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط
» ديوان الحديث مع النفس البشرية
7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط
» عمرو بن كلثوم
6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» طرفة بن العبد
5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط
» شهداء 6 أيار 1916
5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» الياس قنصل
4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» زكي قنصل
4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي
» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي
» محمود درويش مؤلفات ودواوين
3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay
» حاتم الطائي
3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» حكمة اليوم
3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» امرؤ القيس
3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» محتويات مكتبة الروايات
2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد
» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط
» الحارث بن حلزة
1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter
» رخصة زواج للمؤجل اداريا
1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510
» الف ليلة وليلة
1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف
» عنترة العبسي
1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية
» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد