شبكة السراب الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة ثقافية ادبية متنوعة وشاملة

المواضيع الأخيرة

» 05 نيسان عيد ميلاد اميرة دمشق
هؤلاء حكموا سوريا Empty6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف

» أنا بهذه اللحظة
هؤلاء حكموا سوريا Empty10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك

» على الرصيف
هؤلاء حكموا سوريا Empty6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف

» بوابة الجحيم
هؤلاء حكموا سوريا Empty6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف

» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
هؤلاء حكموا سوريا Empty6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف

»  فردوس مليندا المفقود.
هؤلاء حكموا سوريا Empty3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف

» بدري فركوح
هؤلاء حكموا سوريا Empty3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ليلى العفيفة
هؤلاء حكموا سوريا Empty3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
هؤلاء حكموا سوريا Empty1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي

» ألفية العياط فى النحو
هؤلاء حكموا سوريا Empty11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط

» ديوان إنشق القمر
هؤلاء حكموا سوريا Empty8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط

»  ديوان بومبا والاقزام
هؤلاء حكموا سوريا Empty2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط

» بريد الموتى
هؤلاء حكموا سوريا Empty1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف

» ديوان دحش قرم ودانك
هؤلاء حكموا سوريا Empty12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط

»  ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
هؤلاء حكموا سوريا Empty10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط

» من عجائب الأرقام
هؤلاء حكموا سوريا Empty5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ابن الرومي
هؤلاء حكموا سوريا Empty5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  قصيدة حبك وقلبى
هؤلاء حكموا سوريا Empty8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط

» الأعشى الأكبر
هؤلاء حكموا سوريا Empty6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مساء الخير
هؤلاء حكموا سوريا Empty5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب

» مي زيادة
هؤلاء حكموا سوريا Empty4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» لبيد بن ربيعة
هؤلاء حكموا سوريا Empty12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زهير بن أبي سلمى
هؤلاء حكموا سوريا Empty12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» جبران خليل جبران
هؤلاء حكموا سوريا Empty12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» إيايا أبو ماضي
هؤلاء حكموا سوريا Empty11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
هؤلاء حكموا سوريا Empty9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87

» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
هؤلاء حكموا سوريا Empty7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط

»  سيف الفراق
هؤلاء حكموا سوريا Empty7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط

»  ديوان اعشقك جدا
هؤلاء حكموا سوريا Empty7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط

» ديوان الحديث مع النفس البشرية
هؤلاء حكموا سوريا Empty7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط

» عمرو بن كلثوم
هؤلاء حكموا سوريا Empty6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» طرفة بن العبد
هؤلاء حكموا سوريا Empty5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
هؤلاء حكموا سوريا Empty5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط

» شهداء 6 أيار 1916
هؤلاء حكموا سوريا Empty5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» الياس قنصل
هؤلاء حكموا سوريا Empty4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زكي قنصل
هؤلاء حكموا سوريا Empty4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
هؤلاء حكموا سوريا Empty4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي

» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
هؤلاء حكموا سوريا Empty4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي

» محمود درويش مؤلفات ودواوين
هؤلاء حكموا سوريا Empty3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay

» حاتم الطائي
هؤلاء حكموا سوريا Empty3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حكمة اليوم
هؤلاء حكموا سوريا Empty3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» امرؤ القيس
هؤلاء حكموا سوريا Empty3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» محتويات مكتبة الروايات
هؤلاء حكموا سوريا Empty2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد

» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
هؤلاء حكموا سوريا Empty2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط

» الحارث بن حلزة
هؤلاء حكموا سوريا Empty1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
هؤلاء حكموا سوريا Empty1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter

» رخصة زواج للمؤجل اداريا
هؤلاء حكموا سوريا Empty1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510

» الف ليلة وليلة
هؤلاء حكموا سوريا Empty1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف

» عنترة العبسي
هؤلاء حكموا سوريا Empty1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
هؤلاء حكموا سوريا Empty11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد

شاطر

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    هؤلاء حكموا سوريا

    avatar
    سيف العرب
    سرابي ملكي
    سرابي ملكي

    ذكر
    عدد المشاركات : 7832
    تاريخ الميلاد : 03/07/1981
    العمر : 42
    عدد مرات الشكر : 160
    20122009

    هؤلاء حكموا سوريا Empty هؤلاء حكموا سوريا

    مُساهمة من طرف سيف العرب

    الرئيس محمد علي العابد أول رئيس للجمهورية السورية (1932-1936).

    هؤلاء حكموا سوريا 10911494se9



    هو محمد علي بن أحمد عزت بن محيي الدين أبو الهول ابن عمر بن عبد القادر العابد، ولد في دمشق عام 1867. والده أحمد عزت العابد، ولد في دمشق وتلقى علومه فيها ثم تابع في بيروت، وأتقن الفرنسية والتركية بالإضافة إلى لغته العربية. عُين مفتشاً للعدلية في سورية واعتبر واحداً من أشهر سياسي عهد انهيار السلطة العثمانية عدّ في بدء أمره من أنصار الإصلاح، وأصدر جريدة أسبوعية بالعربية والتركية أسماها (دمشق). ثم سافر إلى الأستانة وخدم السلطان عبد الحميد الثاني فأصبح مستشاره الأقرب خصوصاً فيما يتعلق بسياسة السلطان الأوروبية، حيث أعانه عزت العابد على انتهاج سياسة تحول دون اتفاق الدول الأوروبية على البلاد. كثرت فيه أقوال الناس بين معجب بدهائه وبين ناقد يتهمه بالاشتراك في استبداد الحكومة العثمانية. من أهم ما هو معروف عن عزت العابد مسعاه الدؤوب لإنشاء سكة الحديد الحجازية، غادر البلاد العثمانية بعد انقلاب 1908، فذهب إلى لندن ثم أخذ يتنقل بين إنكلترا وسويسرا وفرنسا إلى أن استقر في مصر وتوفي فيها عام 1924 فنقل جثمانه إلى دمشق.

    نشأ محمد العابد في دمشق، وتعلم القراءة والكتابة في معاهدها الابتدائية ثم انتقل إلى المدرسة الإعدادية في بيروت، وبعد أن نال شهادتها انتقل إلى الأستانة لاحقاً بأسرته، فدخل مدرسة غلطة سراي، ثم أُرسل إلى باريس فدخل كلية الحقوق ونال شهادتها. عاد إلى الأستانة فعُين في قلم المستشار القضائي لوزارة الخارجية. ثم درس أصول الفقه الإسلامي بعدما درس الفقه الروماني والتشريع الأوروبي، وظل يتدرج في مناصب وزارة الخارجية بفضل نفوذ والده وقربه من السلطان حتى عُين سنة 1908 وزيراً مفوضاً للدولة العثمانية في واشنطن، فقصدها مع زوجته وأولاده.

    لم تطل إقامة محمد علي العابد في واشنطن، بل اضطر أن يغادرها على أثر إعلان الدستور العثماني يوم 23 تموز عام 1908، وفرار والده من الأستانة بباخرة خاصة خوف فتك الشعب به، وشعر محمد علي وهو في واشنطن بما شعر به والده من الخوف من الأستانة فغادرها سراً، ومنها قصد كاليفورنيا وركب البحر متخفياً وانضم إلى والده وظلا يتنقلان مع أسرتيهما بين سويسرا وفرنسا وإنكلترا ومصر حتى وضعت الحرب العالمية أوزارها، فقدما مصر وفيها توفي والده.

    انتقل محمد علي إلى دمشق في صيف 1920 بعدما تم للفرنسيين الاستيلاء عليها، ولما أنشأ الجنرال غورو الاتحاد السوري سنة 1922 عينه وزير مالية له، فظل في هذا المنصب نحو سنة ثم غادره لإلغائه.

    أجاد العابد عدا لغته العربية اللغتين التركية والفرنسية إجادة تامة، وهو محيط بتاريخ الأدب الفرنسي وبالعلوم الاقتصادية فلا يكاد يفوته الإطلاع على شيء، يكتب في جميع هذه العلوم تقريباً. وكذلك فهو يفهم الإنجليزية والفارسية ويستطيع التفاهم بهما.

    انتخب محمد علي العابد في 30 نيسان 1932 نائباً عن دمشق بصفته أحد مرشحي السلطة الفرنسية وفي يوم 11 حزيران من السنة نفسها انتخب رئيساً للجمهورية السورية وقد تميز عهده بخضوع الدولة للسلطات الفرنسية، حيث كانت الإرادة الشعبية والوطنية مغيبة.

    ظل محمد علي العابد رئيساً للجمهورية السورية حتى عام 1936 حيث استقال ثم غادر البلاد إلى باريس، وتوفي في عام 1939 فنقل جثمانه إلى دمشق. وقد استمر في منصبه رئيساً للجمهورية أربع سنوات وست أشهر وعشرة أيام.
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:10 pm من طرف سيف العرب

    الرئيس هاشم الاتاسي ( 1936 - 1939 )



    هو هاشم بن خالد بن محمد بن عبد الستار الأتاسي، ولد في حمص عام 1875 في بيئة دينية علمية، وتلقى علومه الابتدائية والثانوية فيها، ثم في المدرسة الملكية بالأستانة ونال إجازة في الإدارة، وتدرج في مناصب الإدارة في العهد العثماني ، إذ عُين مأموراً بمعية والي بيروت عام 1894، ثم قائم مقام عام 1897 ثم صار متصرفاً عام 1913، وعُين في حماه وعكا والأناضول، وكان ناجحاً فيها جميعاً بمقدرته ونزاهته وأخلاقه الرفيعة. ويذكر أنه كان منتسباً للجمعية العربية الفتاة لمناهضة أعمال التتريك للعرب.

    في العهد الفيصلي اختير عضواً في المؤتمر السوري الأول عام 1919، ثم انتخب رئيساً له عام 1920. تولى رئاسة الوزراء مدة قصيرة أواخر أيام فيصل 30/5/1920 فكانت في أيامه معركة ميسلون حيث دخل الفرنسيون دمشق، فاستقال هاشم الأتاسي وعاد إلى حمص. وفي 25 أيار من العام نفسه اعتقله الفرنسيون لمدة أربعة أشهر في جزيرة أرواد ثم أطلقوا سراحه.

    اختير هاشم الأتاسي رئيساً للكتلة الوطنية لدى تشكيلها عام 1927، وظل رئيساً لها حتى انشقاقها، والتي لعبت دوراً بارزاً في الحياة السياسية في ذلك الوقت. وفي نيسان 1928 انتخب نائباً عن حمص في الجمعية التأسيسية ثم رئيساً لها، وهي التي صاغت دستوراً عطل الانتداب الفرنسي أهم مواده بالمادة الملحقة (116) والتي أُضيفت إليه بحيث عطل مضمونها جوهر الدستور من حيث تركيزها على أمور كثيرة لا تصبح ناجزة إلا بعد اتفاق بين الحكومتين الفرنسية والسورية.

    ترأس هاشم الأتاسي مؤتمراً وطنياً في 23/10/1927، أي أعقاب الثورة السورية مباشرة، واتخذ المؤتمر موقفاً شجاعاً كان استمراراً سياسياً للثورة السورية الكبرى، التي بدأت أحداثها تتراجع بعد التعب الشديد الذي أصاب الثوار وانقطاع المدد عنهم، والوساطات الفرنسية لوقف الثورة، والمفاوضة بين فرنسا والشعب السوري، وكان هذا المؤتمر قد أعلن في بيان شجاع استمرار المطالبة باستقلال سورية ووحدة أراضيها.

    أُعيد انتخاب الأتاسي في مجلس النواب عام 1932 بالتزكية عن حمص، فقاد مجموعة النواب الوطنيين لإحباط التصديق على معاهدة رئيس الوزراء حقي العطم والمفوض الفرنسي (دو مارتيل) والتي وصفت بأنها: (معاهدة سلم وصداقة بين فرنسا وسوريا المستقلة ذات السيادة). وفي 22 كانون الثاني عام 1936 بدأ (دو مارتيل) مفاوضاته مع هاشم الأتاسي بصفته أبرز الزعماء الوطنيين وتقرر إرسال وفد منهم إلى باريس حيث يتفق مع وزارة الخارجية الفرنسية على دستور يضمن لسورية استقلالها ووحدتها بموجب معاهدة تعقد بين البلدين.

    ذهب هاشم الأتاسي بصحبة عدد من الوطنيين في عام 1934 في مهمة وساطة بين السعودية واليمن اللتين كانت الحرب بدأت بينهما، وقد نجحت وساطتهم ووقفت الحرب.

    ترأس هاشم الأتاسي الوفد السوري إلى المفاوضة في باريس عام 1936، وخرج بمعاهدة تضمنت تسع مواد تنص على مختلف أوجه التعاون بين دولتين حليفتين وعلى إسقاط المسؤوليات المترتبة على الحكومة الفرنسية، وانتقالها إلى الحكومة السورية فور وضع المعاهدة موضع التنفيذ... لكنها لم تأت على ذكر الانتداب ولا على موعد انتهائه وانسحاب الجيش الفرنسي من البلاد والاستقلال الناجز، وتضمنت المعاهدة أيضاً ثماني مواد تدور جميعها حول التعاون العسكري.

    انتخب المجلس النيابي هاشم الأتاسي ـ رئيس الكتلة الوطنية ونائب حمص ـ رئيساً للجمهورية في كانون الأول عام 1936 وذلك بعد استقالت محمد علي العابد، وبقي في منصبه حتى استقالته في تموز عام 1939 عندما نقض الفرنسيون المعاهدة وأبطلوا النظام الجمهوري وتم سلخ لواء الاسكندرون وضمه إلى تركيا.

    تولى هاشم الأتاسي حكومة انتقالية لإعادة الأوضاع الدستورية والاستقرار في البلاد بعد الانقلاب الثاني الذي قام به الزعيم سامي الحناوي في 14 آب 1949، إلى ما بعد انتخاب الجمعية التأسيسية. وبعد انتخاب الجمعية التأسيسية أعيد انتخاب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية عام 1950.

    إلا أنه استقال احتجاجا على تدخل أديب الشيشكلي في شؤون الدولة، وعارض حكمه ورعى مؤتمراً من الأحزاب في حمص لمناهضته ونشر بيان باسمه، وبعد الإطاحة بحكم الشيشكلي أُسندت رئاسة الجمهورية إلى هاشم الأتاسي لاستكمال مدته الدستورية فاستمر حتى انتهت مدة ولايته في أيلول/1955، فاعتكف في داره بحمص إلى أن توفي في 6/12/1960، ودفن في حمص.

    عرف هاشم الأتاسي بنقاء السيرة والنزاهة والإخلاص، وكان دائماً في مقدمة الصف الوطني صلابة ومركزاً واحتراماً، ومقدرة على معالجة الأمور باستقامة. وإذا لم يرتح ضميره إلى موقف، غادر الحكم بشجاعة وبلا تردد.
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:11 pm من طرف سيف العرب

    الاحتلال الفرنسي لسوريا في 25 يوليو 1920 – 1940 (الاطماع الاستعمارية) :
    ترجع الأطماع الاستعمارية في بلاد الشام و الشرق العربي الى زمن الحرب الصليبية و لم يمض زمن بعد اجلاء هذه الحملات حتى عادت الأطماع بشكل أو بآخر فتارة تكون بمحاولات الغزو المسلح وطوراً بالغزو السياسي و الثقافي وراء قناع الامتيازات الأجنبية يرجع أصل الامتيازات الأجنبية الى المعاهدة التي عقدت بين ملك فرنسا فرانسوا الأول والسلطان العثماني سليمان القانوني في سنة 1535 و التي فتحت لأوروبا عهداً جديداً من العلاقات مع الشرق فقد أعطت الاوروبيين حق الاتصال بالموانئ الشرقية والمتاجرة مع الشرق و عهداً بحماية أرواحهم و بضائعهم و قد طمعت الدول الأوروبية الأخرى بالحصول على مثل الامتيازات فظلت تحاول حتى تمكنت من عقد معاهدات مماثلة مع السلطة العثمانية و هكذا تم وضع أساس الامتيازات الاوروبية في الشرق و لم يكن لهذه الامتيازات أي خطر على الشرق العربي حين كانت الدولة العثمانية في أوج قوتها و سيطرتها غير أنها حينما ضعفت الدولة العثمانية اغتنمت الدول الاوروبية الفرصة السانحة للتدخل في شؤونها الداخلية و الاعتداء على سلطانها متذرعة بما اكسبتها الامتيازات من مصالح مادية و معنوية فكانت الحملة الفرنسية التي جاءت الى مصر عام 1798 كانت البداية للزحف الاستعماري إلى المنطقة العربية و تلا ذلك تدخل الدول الاوروبية و احتلالها لأجزاء من الوطن العربي كما كان تدخل فرنسا في لبنان إثر الفتنة الطائفية عام 1860 و غير ذلك و نتج عن ضعف الدولة العثمانية خروج محمد علي من سلطتها و احتلاله لبلاد الشام.

    أثارت مقررات مؤتمر سان ريمو مشاعر السخط في سوريا ضد العرب الذي تنكر لأماني الامة العربية في الوحدة و الاستقلال و تشكلت وزارة دفاعية في سوريا برئاسة هاشم الأتاسي و من أعضائها عبد الرحمن شهبندر ويوسف العظمة وزير الدفاع و ذلك لمنع تنفيذ هذه المقررات وحاول الأمير فيصل مع تلك المقررات دون جدوى، و كانت فرنسا قد خططت لاحتلال سوريا فوجهت انذاراً الى سوريا بشأن قبول الانتداب الفرنسي و تسريح الجيش و قبول العملة الفرنسية : رفض الشعب السوري هذه المطالب رغم ان الامير فيصل قبل الانذار، و لكن القوات الفرنسية بقيادة الجنرال غورو، ، دخلت دمشق بعد ان انتصرت على السوريين في معركة (ميلسون) التي استشهد فيها يوسف العظمة وزير الدفاع و انتهى الحكم الوطني في سوريا الذي دام حوالي عامين، و غادر فيصل البلاد الى اوروبا و خضعت البلاد للحكم الفرنسي ، قضت فرنسا على مظاهر الحكم الوطني في سوريا ، فقد انزل الفرنسيون العلم العربي و رفعوا مكانه العلم الفرنسي و فرضوا الأحكام العسكرية على البلاد ، و تم اعدام المواطنين و الوطنيين و تم نزع سلاح الاهالي و فرضت غرامات باهظة على المدن و ألغيت القوانين التي صدرت في العهد الوطني ،’ اتبع الاستعمار الفرنسي( سياسة تذويب عروبة سوريا) ففرضت اللغة الفرنسية و الثقافة الفرنسية و أهملت شأن اللغة العربية و سيطرت على الجيش و الامن العام و الجمارك والشركات وعملت على إثارة الفرقة بين الطوائف الدينية و المجموعات العنصرية و سيطرت على كل شؤون البلاد كما عملت على ربط الاقتصاد السوري بالاقتصاد الفرنسي اضافة الى استخدام كافة وسائل القمع و الإرهاب كما عملت فرنسا على تجزئة سوريا و لبنان و سلخت لبنان عن الأم سوريا الى دولتين منفصلتين و تقسيم سوريا الى أربع محافظات او دول دمشق و حلب و جبل العلويين و جبل الدروز، فالرأسمالية الفرنسية المسيطرة على دفة الحكم في بلادها زينت دعايتها كل أفعال العداوات و القتل و التخريب التي فعلتها في سوريا بحجة دفاعها عن الشرعية الدولية و مصالح الفرنسيين و تحالفت مع الرأسمالية البريطانية و تحالفت مع المنظمات التبشيرية التنصيرية لتأخذ بركاتها في سفك دماء السوريين من أجل المسيح المخلص، المنقذ الذي أتى الدنيا ليفتدي شرور البشر و آلامهم بدمه على صليبية حتى ان جماعة الجزويت اليسوعيين ، إن ازدهار الكنيسة و قرع أجراس الصلوات فيها منوط بنجاح الانتداب حتى ان الأب فوكو ، تباهى بفتح سوريا و لبنان فقال :" لقد اعطينا لفرنسا أرضاً ، و للرب أرواحاً و ايماناً"،

    يقول شاعرهم القديم ( لامارتين ) ان سورية كانت مستعمرة فرنسية رائعة لقد عم النفوذ الثقافي الفرنسي عبر تداول الكتب، و الصحف الفرنسية و تبادل الزيارات و عبر التعامل الاجتماعي و الاقتصادي المتواصل منذ ان حصلت فرنسا على امتيازات طائفية و دينية في عهد السلطان سليمان القانوني العثماني.

    *قامت فرنسا الاستعمارية بسلخ لواء الاسكندرونة عن سوريا الأم: -

    لقد اغتصب لواء الاسكندرون نتيجة مؤامرة اتفاقية غربية فرنسية تركية و هذا الاحتلال تم قبل لاحتلال الصهيوني لفلسطين لقد وردت اول إشارة الى لواء الاسكندرون كمنطقة متنازع عليها في الكتاب الذي أرسله الشريف حسين الى مكماهون في 14/7/1915، حيث ذكر أن الحدود الشمالية للبلاد العربية يجب ان تمتد الى مرسين و أضنة فتغدوا منطقة الاسكندرون و انطاكيا جزءاً من الدولة العربية المنشودة لكن مكماهون اقترح في كتابه الذي أرسله الى الشريف حسين في 24/ 10 / 1915، فصل هذه المنطقة زاعماًَ ان سكانها ليسوا عرباً تماماً، و رفض الشريف حسين هذا الاقتراح و أصر على رأيه في الكتاب الذي بعث به الى مكماهون في 15/11/1915، و لكنه رضي أخيراً بالتنازل عن مرسين و أضنه فقط و عندما عقد الحلفاء معاهدة ( سيفر مع تركيا في 10 /8/1920 ) أقرت تركيا بمنطقتي الاسكندرون و كليكيا جزء متمم للبلاد العربية غير ان معاهدة سيفر أثارت ثائرة الأتراك من الاتجاه الطوراني، فالتف أعضاء من البرلمان حول مصطفى أتاتورك الذي قاد حركته في شرق الاناضول و رفض الاعتراف بمعاهدة سيفر و وضع ميثاق المجلس الوطني الكبير الذي أعلن بموجبه اعادة تكوين تركيا من جميع أجزاء الدولة العثمانية التي تسود فيها أغلبية تركيا و كان اول نجاح لهم في عقد اتفاق مع الاتحاد السوفياتي في 16/3/1921، اعترف بموجبه الاتحاد السوفييتي بحكومة المجلس الوطني الكبير و دعم عدم الاعتراف بامكان معاهدة سيفر، و كانت فرنسا راغبة في ان يكون لها تأثير مباشر في بحر ايجة و آسيا الوسطى للوقوف في وجه بريطانيا فخاضت مباحثات سرية مع الأتاتوركيين أسفرت عن معاهدة أنقرة في 20 / 10 / 921 ، التي قدمت لتركيا بعض الامتيازات في لواء الاسكندرون فجعلت اللغة التركية لغة رسمية و في تاريخ 24/7/1923، عقد الحلفاء مع حكومة تركيا الجديدة معاهدة الصلح ( معاهدة لوزان ) التي أقرت بنود معاهدة أنقرة) و تذرعت تركيا في ما بعد في مطالبها بلواء الاسكندرون و هذه الاتفاقية كان لها تأثير في نفوس سكان الأتراك وبادروا الى تأسيس جمعية استقلال هاتاي و كلمة هاتاي ( معناها الحثيين ) أي أجداد الاتراك بحسب ادعائهم إن هذا الاحتلال التركي بالتواطؤ مع الحلفاء الغربيين لا سيما فرنسا، تم بعدها تعرض أبناء هذا اللواء لممارسات و ضغوط فرنسية و تركية انعكست سلباً على ثورتهم في وجه الانسلاخ عن الأرض الأم سوريا، لقد اضطهدوا و عانوا كما اضطهد أبناء فلسطين من الاحتلال الصهيوني و منعت استعمال اللغة العربية في دوائر الحكومة و في المدارس و أغلقت المدارس العربية و فرضت اللغة التركية على لواء الاسكندرون و لا تزال السجون التركية غاصة بمئات من العرب السوريون.

    *قامت فرنسا بتقطيع سوريا و إنشاء لبنان بأن فصل عنها أربعة أقاليم هي : -

    بعلبك و راشيا و البقاع و حصبيا و كذلك ولاية بيروت و جزءاً من طرابلس و ضمت هذه المناطق الغنية بزراعتها و التي تسكنها طوائف كبيرة من المسلمين الشيعة و السنة ضمتها الى جبل لبنان الذي يقطنه الدروز و المراونيين و قام الجنرال غورو في اول سبتمبر عام 1920 باعلان استقلال لبنان رسمياً و بهذا استجاب للمطالب المارونية و في نفس الوقت أضعف الحركات المنادية بسوريا الكبرى، و في نفس الوقت قامت فرنسا برسم مشروع لدولة علوية لدولة درزية، و تقطعت سوريا و لم يعد لسوريا إلا حدودها الحالية بموجب المعاهدة الفرنسية- السورية في عام 1936 التي أعادت اليها منطقتي اللاذقية و السويداء أخيراً منحت فرنسا لتركيا سنجق الاسكندرون عام 1936 لتضمن حياد الأكراد في الحرب العالمية الثانية.

    · المقاومة الوطنية السورية ضد لاحتلال الفرنسي: -

    تميز عهد الاحتلال الفرنسي بنضال الشعب المستمر لتحرير سوريا من براثن الاستعمار الاجنبي و قامت خلاله ثورات مثل ثورة الشيخ صالح العلي في جبل العلويين عام 1931 و تكبد فيها الفرنسيون خسائر فادحة و ثورة ابراهيم هنانو ، في حلب عام 1921 و ثورة سلطان باشا الأطرش عام 1925- 1927، و تسمى الثورة السورية الكبرى لأنها شملت مناطق سورية كثيرة اضطرت هذه الثورات الحكومة الفرنسية في سوريا الى اعادة توحيد حلب و دمشق و اللاذقية كما وافقت على إجراء انتخابات و تشكيل جمعية تأسيسية برئاسة هاشم الأتاسي عام 1928 و وافقت فرنسا أيضاً على نشر دستور للبلاد شريطة إلغاء بعض مواد منه، و لكن الشعب رفض ذلك و أقامت المظاهرات الصاخبة فاضطرت الحكومة الفرنسية إلى تشكيل حكومة وطنية برئاسة تاج الدين الحسيني لإجراء مفاوضات مع فرنسا بشأن عقد معاهدة تعطي لسوريا الاستقلال إزاء تلكؤ فرنسا في عقد المعاهدة، قامت المظاهرات و الاضطرابات في عام 1936 و اخيراً وافقت فرنسا على عقد معاهدة مع الوطنيين تتضمن استقلال سوريا ، و مدة المعاهدة 25 سنة ،و منح قواعد عسكرية لفرنسا، استقبل الشعب السوري المعاهدة بالرضا لأنها خطوة على طريق الاستقلال التام و استمرت المطالبة الوطنية و الوزارة بالمناداة بتسلم السلطات من الفرنسيين تنفيذاً لبنود المعاهدة و لكن فرنسا أخذت تماطل و تسوف كعادتها و في غمرة هذه الأحداث تنازلت فرنسا لتركيا عن لواء الاسكندرونة عام 1939، و ذلك للضغط على الوطنيين في سوريا، و خلال فترة الحرب العالمية الثانية هزم الألمان فرنسا و سيطر على فرنسا و مستعمراتها و استغلت دول المحور ( ألمانيا و ايطاليا) هزيمة فرنسا لتمد نفوذها الى الشرق فاستخدمت المطارات السورية و أثار ذلك مخاوف بريطانيا و حلفائها فقررت انتزاع سوريا من أيدي حكومة فيشي الموالية للألمان و احتلت بريطانيا سوريا في يوينو 1941 و معها قوات فرنسا الحرة بقيادة الجنرال ديجول الذي وعد السوريون بالاستقلال لكي يضمن تأييدهم و مساندتهم له فاستبشر المواطنون خيراً و نجحوا في اجبار القائد الفرنسي كارتوا عى إلغاء الانتداب و اعلان استقلال سوريا موحدة، و اعترف الحلفاء باستقلال سوريا و لكن الشعب طالب باعادة الحياة الدستورية و تشكيل حكومة وطنية و طابت فرنسا بالجلاء عن سوريا و لكن الفرنسيين رفضوا ذلك محاولين عقد معاهدة مع سوريا تعطيهم حق استخدام القواعد الجوية و البحرية في البلاد ، فرفض الشعب ذلك فقامت القوات الفرنسية بقصف مدينة دمشق بالمدفعية و الطائرات لمدة أربع و عشرين ساعة، و مثلت بالمواطنين أبشع تمثيل و أحرقت الاحياء فكان لذلك صدى عالمي سيء، و احتجت سوريا على هذا التصرف البشع و انذرت بريطانيا فرنسا بوقف اطلاق النار واستجابت فرنسا للانذار البريطاني و في هذه الأثناء حاول الانجليز توطيد أقدامهم محل الفرنسيين المكروهين من الشعب العربي السوري و لكنهم فشلوا في تحقيق ما يريدون و بعد ذلك عرضت المشكلة السورية على مجلس الامن الذي منح سوريا الاستقلال و جلاء القوات الفرنسية عنها في ابريل عام 1946 و يوم الاستقلال تسلمت الحكومة الوطنية زمام الأمور في البلاد ، فقامت باصلاح نظام التعليم و استبعاد الأثر الفرنسي عن التعليم و قضت على مظاهر الاستعمار الفرنسي الثقافي بعد ان تخلصت من الاستعمار السياسي و عملت على تعزيزالحياة الاقتصادية و تطويرها و خاصة الزراعية و كما اهتمت بتقوية الجيش الوطني و تسليحه اضافة الى اهتمامها بالنهضة العمرانية و الفنية، و في عام 1947 أعيد انتخاب شكري القوتلي بعد تعديل الدستور.
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:12 pm من طرف سيف العرب

    شكري القوتلي 1946 الى 1949

    هؤلاء حكموا سوريا 180px-Shukri_al-_quwatli

    يُعد شكري القوتلي واحدًّا من أبرز دعاة الوحدة العربية في العصر الحديث، وأحد أبطال التحرر في العالم العربي، وقادة حركة المقاومة ضد الاستعمار البغيض، الذي جثم على صدر الأمة العربية دهرًا طويلاً، وعاق بقيوده العالم العربي عن مواكبة ركب التقدم والرقي.

    وظل شكري القوتلي رمزًا للمقاومة والصمود ضد المستعمر، ولم تجدِ معه كل محاولات التهديد والابتزاز، ولم يوهن السجن من عزيمته، ولم ترهبه ظلال المشنقة التي لاحت أمام ناظريه ثلاث مرات في حياته المليئة بالنضال والكفاح، حتى تحقق حلمه الكبير، ونالت سوريا استقلالها، وأصبح القوتلي أول زعيم وطني تولى رئاسة الجمهورية السورية.

    مولد القوتلي ونشأته

    وُلد شكري محمود القوتلي في [17 من إبريل الأول 1309 هـ= 21 من أكتوبر 1891م]، ونشأ في بيت عريق عرف بالصلاح والتقوى والاستقامة، وكانت أسرته قد نزحت – منذ نحو ستة قرون قبل ميلاده- من بغداد إلى دمشق، وحظيت بمكانة بارزة في المجتمع العربي، ونالت تقدير واحترام الملوك والحكام، ليس في سوريا فحسب، وإنما في الوطن العربي كله، حتى إن الخديوي إسماعيل حينما دعا حكام الدول والرؤساء والشخصيات الكبيرة لحضور الاحتفال بافتتاح قناة السويس -سنة [1286 هـ= 1869م]- كان محمد سعيد القوتلي -شقيق جد شكري القوتلي- في طليعة المدعوين من الشخصيات العربية البارزة.

    ونشأ القوتلي -منذ صغره- محبًا للغة العربية، وبعد أن حصل على الشهادة الابتدائية التحق بثانوية عنبر في (دمشق)؛ حيث أتمَّ دراسته الثانوية فيها، ثم اشترك في مسابقة للكلية الشاهانية في إستانبول –وهي أرقي مدرسة للعلوم السياسية والإدارية في الدولة العثمانية - فكان ترتيبه الخامس بين (350 ) طالبًا من الناجحين، فالتحق بالكلية الشاهانية سنة [ 1326هـ= 1908م].

    من الجامعة إلى المشنقة

    وفي أثناء فترة دراسته بالكلية كان النشاط العربي قد بدأ على نطاق واسع، وتأسس المنتدى الأدبي الذي ضم نخبة من الشباب العربي الوطني المتحمس، وكان منهم شكري القوتلي الذي استطاع هو وإخوانه أن يوطدوا أقدام المنتدى.

    وبعد أن أتم دراسته بها عاد القوتلي إلى دمشق سنة [ 1332هـ= 1913م]، كما اشترك أيضًا في جمعية "العربية الفتاة" التي انتشرت انتشارًا واسعًا، وكانت تعمل على نشر الفكرة العربية، وتدافع عن مصالح العرب وحقوقهم.

    وقد أدى نشاط القوتلي وبعض زملائه من أعضاء الجمعية إلى القبض عليهم وإيداعهم في السجن، ولكنهم ما لبثوا أن أطلقوا سراحه بغية مراقبته حتى يصلوا إلى أماكن بقية رفاقه، وفطن القوتلي إلى ذلك، فأخذ الحذر، ولم يتصل بأحد منهم، وعندما يئسوا من نجاح خطتهم اعتقلوه ثانية، وأودعوه سجن "خالد الباشا" بدمشق، ومورس معه ومع زملائه أشد ألوان التعذيب والتنكيل، فكان بعضهم يذكر أسماء أعضاء الجماعة تحت وطأة التعذيب.

    وخشي القوتلي أن يضطر إلى ذكر أسماء الأعضاء الذين يعلمهم جميعًا، ولم يجد أمامه إلا الانتحار، واستطاع الحصول على موسى فقطع به شريانه، إلا أن حارسه انتبه بعد أن رأى الدم يسيل بغزارة من شريانه المقطوع، وأسرع رفيقه في السجن الدكتور "أحمد قدري" فأنقذه من الموت في آخر لحظة، وتم نقله إلى المستشفى؛ حيث مكث به شهرًا للعلاج، ثم أعيد إلى السجن، وقُدِّم إلى المحاكمة أمام المجلس الحربي فحكم عليه بالإعدام.


    من الثورة إلى المشنقة مرة أخرى


    .

    وعندما قام الملك حسين بالثورة العربية على الأتراك سنة (1335هـ= 1916م) قام قادة الثورة باحتجاز عدد من الضباط والجنود الأتراك، وهددوا بإعدامهم إذا لم يطلق سراح العرب المعتقلين، وكان منهم القوتلي ورفاقه.

    وأنشأ القوتلي حزب "الاستقلال"، فكان أول حزب في العهد الجديد حمل على عاتقه مسئولية توعية الشعب وتهيئته للنضال ضد المستعمر الفرنسي الذي احتل سوريا عام [1339هـ= 1920م] بعد خروج الأتراك منها، وحاول القوتلي ورفاقه منع الفرنسيين من دخول سوريا بعد أن وصلوا إلى مشارق مدينة ميسلون، ولكنهم لم يتمكنوا من صدهم، فقد كانت المعركة غير متكافئة بين الجانبين، ودخل الفرنسيون سوريا وسيطروا عليها.

    ولم ييئس القوتلي فقد ظل في طليعة الأحرار الذين هبّوا يدافعون عن وطنهم، وهو ما أثار المستعمرين فاعتقوا عددًا من رفاقه، وحكموا عليه سنة [1339هـ= 1920م] وصادروا أملاكه، فاضطر القوتلي ورفاقه إلى النزوح إلى مصر والأقطار العربية الأخرى وإلى عدد من دول أوروبا يستنفرونها ويستنصرون بها على المستعمر الفرنسي، وهو ما اضطر الفرنسيين إلى مصانعتهم وملاينتهم، فأصدروا عفوًا عن السجناء السياسيين، وأعلنوا استعداهم للتفاوض مع القوتلي ورفاقه.

    الإعدام من جديد!

    وعاد القوتلي وعدد من رفاقه المبعدين إلى سوريا سنة [1343 هـ= 1924م]، وحاول الفرنسيون إقناع الوطنين بالتفاوض معهم، ولكن القوتلي كان يعلن دائمًا أنه لا تفاوض قبل الجلاء.

    وهبَّ الشعب السوري كله في ثورة عارمة ضد المستعمر الفرنسي، وكان القوتلي أحد قادتها ومؤججي جذوتها، لكن الفرنسيين واجهوا تلك الثورة بالبطش والعنف، واستقدموا جيشًا كبيرًا لإخمادها والقضاء على قادتها، حتى تمكّنوا من إخماد تلك الثورة، وحُكم على القوتلي بالإعدام مرة أخرى سنة [1344 هـ= 1925م]، فترك دمشق، وراح يتنقل بين القاهرة والقدس والرياض، يحرك المشاعر والنفوس ضد الفرنسيين، ويكشف جرائمهم ويندد بفظائعهم.

    وشارك القوتلي في المؤتمر العربي القومي الذي عقده عدد من أحرار العرب في القدس سنة [1350 هـ= 1931م] ليقرروا الميثاق التاريخي الذي ينبغي للعرب السير عليه خلال المرحلة المقبلة.

    وعندما شكّل "جميل مردم" أول وزارة في عهد الاستقلال جعل شكري القوتلي وزيرًا للمالية والدفاع، فاستطاع أن يحقق وفرًا كبيرًا في موازنة الدولة، كما أسس وزارة الدفاع، وهو ما أثار عليه حنق الفرنسيين من جديد.

    القوتلي وحلم الوفاق العربي

    وفي عام [ 1356هـ= 1937م] ذهب القوتلي لأداء فريضة الحج، فعقد مع الملك "عبد العزيز بن سعود" اتفاقًا لتسيير خط السكك الحديدية من الحجاز إلى دمشق إلى المدينة.

    وبدأ الفرنسيون يضيقون بسياسة القوتلي تجاه لمِّ الشمل العربي والتعاون بين الحكومات العربية، وميله العلني إلى الوحدة العربية.

    وراح القوتلي ينادي بالاستقلال، بجلاء فرنسا عن سوريا، وسافر إلى أوروبا ليشرح قضية بلاده ويستجلب لها المؤيدين، حتى أصبح محطَّ إعجاب الجماهير وثقتهم، وصار الإجماع على زعامته منقطع النظير، فكلمة واحدة منه تثير ثائرة الناس، وكلمة تهدئهم، وهو ما جعل الفرنسيين يخشون الإقدام على أي إجراء تعسفي ضده، فعمدوا إلى اللين والمناورة، وشعر القوتلي بذلك فأغلق باب التفاوض معهم.

    ولجأ الفرنسيون إلى تعيين حكومة جديدة، واختير "خالد العظم" رئيسًا لها، وأدرك القوتلي أن وراء ذلك خطة مدبرة لإسكات الشعب حتى تنتهي الحرب العالمية الثانية، فتفرض سياستها، ووجودها بالحديد والنار.

    وسافر القوتلي إلى كل من السعودية "والعراق" يستحث حكومتهما للاحتجاج على سياسة فرنسا ضد السوريين ومساعدة سوريا لنيل حريتها واستقلالها، وسعى في الوقت نفسه للوساطة بين الدولتين لإنهاء الخلافات الحدودية بينهما، حتى تمكن ـ بعد جهد متواصل ـ من إحلال الوئام والوفاق بينهما.

    القوتلي رئيسا لسوريا

    وفي [15 من شعبان 1362 هـ= 17 من أغسطس 1943م] انتخب شكري القوتلي رئيسًا للجمهورية بالإجماع، وانتقلت سوريا إلى مرحلة جديدة نحو الحرية والاستقلال.

    وتوالت الاعترافات الدولية باستقلال سوريا من جميع دول العالم عدا فرنسا التي لم تعترف إلا بعد مُضي أكثر من ثلاث سنوات.

    واجتمع الرئيس القوتلي بالمستر تشرشل -وزير خارجية بريطانيا- في [ربيع الأول 1364هـ= فبراير 1945م]، ودار البحث طويلاً حول ضرورة التفاهم مع فرنسا، لكن القوتلي أبى أن يعترف لفرنسا بأي حق في سوريا، وأعلن عن استعداده لقيادة الثورة بنفسه إذا رفضت فرنسا الانسحاب من سوريا.

    وعندما عقد مؤتمر الأقطاب ـ الذي حضره روزفلت وستالين وتشرشل ـ لإقرار ميثاق الأمم المتحدة في [28 من صفر 1364 =11 من فبراير 1945م] لدعوة الدول للانضمام إلى هيئة الأمم، وجّهت الولايات المتحدة الدعوة إلى الدول لحضور الاجتماع، وأغفلت سوريا ولبنان بإيعاز من فرنسا، ولكن القوتلي بذل جهودًا كبيرة مع ممثلي الدول العربية والأجنبية، حتى تم توجيه الدعوة إلى سوريا ولبنان لحضور المؤتمر، وانضما رسميا إلى عضوية هيئة الأمم المتحدة، وتمَّ الاعتراف بهما دوليًا.

    في سبيل الوحدة العربية

    كذلك كان للقوتلي دور بارز في تأسيس جامعة الدول العربية منذ أن بدأت المشاورات الخاصة لتكوين الجامعة في الإسكندرية في [17 من شوال 1362 هـ= 16 من أكتوبر 1943م] وحتى عقد ميثاقها في [20 من شوال 1363 هـ= 7 من أكتوبر 1944م] ثم موافقة الدول العربية عليه في [8 من ربيع آخر سنة 1364 هـ= 22 من مارس 1945م].

    وكان موقف القوتلي دائمًا مستمدًا من إيمانه العميق بضرورة الوحدة العربية، وهو ما عبّر عنه بقوله: إن البلاد السورية تأبى أن يرتفع في سمائها لواء يعلو على لوائها إلا لواء واحد، وهو لواء الوحدة العربية.

    وأكد أيضًا رئيس الوفد السوري "سعد الله الجابري" حينما أعلن أن سوريا مستعدة للتخلي عن كيانها واستقلالها في سبيل الوحدة العربية.

    وكان القوتلي يستنفر الهمم لنصرة فلسطين وذلك عندما بدأت المؤامرات الأمريكية البريطانية لإقامة إسرائيل، وتحقيق حلم الصهيونية العالمية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

    القوتلي أسطورة البطولة والوفاء

    سعى القوتلي لتحقيق استقلال سوريا وجلاء الفرنسيين عنها، لكن فرنسا كانت حريصة على بقاء جيوشها في سوريا وجعلها مستعمرة لفرنسا، وأقدمت فرنسا على تصعيد خطير وعدوان سافر، فأنزلت جيوشها استعدادًا لمواجهة شاملة مع الشعب السوري، وشنت حربًا وحشية مدمرة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والشيوخ والنساء، واستخدمت فيها كل أساليب الوحشية، ولكن الشعب السوري الأعزل استبسل في المقاومة، واستهان بالمخاطر والموت في سبيل عقيدته وحريته.

    وبالرغم من مرض القوتلي فإنه لم يعبأ بمرضه، وانطلق يُلهب حماس شعبه، ويحثه على الصمود والمقاومة ضد الاستعمار، وهو على فراش المرض، حتى استطاع الشعب السوري أن يجبر الفرنسيين على الفرار بعد أن ألحق بهم هزيمة منكرة وفوجئت بريطانيا بما حدث، وهالها أن ينتصر الشعب السوري على حليفتها، فزحف الجيش البريطاني بمصفحاته الضخمة على سوريا، وأصبحت سوريا تحارب بمفردها أعتى قوتين استعماريتين.

    واتجهت سوريا إلى مجلس الأمن تطالب بانسحاب الجيوش البريطانية والفرنسية عن أراضيها، ولم تتوان في طلبها ذلك حتى تم جلاء الجيوش الأجنبية عن سوريا في [15 من جماد الأول 1365 هـ= 17 من إبريل 1946م]، وصار هذا اليوم –يوم الجلاء- عيدًا قوميًا لسوريا وزعيمها.

    إلى الرئاسة من جديد

    واتجه القوتلي إلى الإصلاح الداخلي في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعمرانية.

    وفي [29 من جمادى الأولى 1368 هـ= 29 من مارس 1949م] فوجئ السوريون بأنباء الانقلاب الذي قام به رئيس الأركان "حسني الزعيم"، واُعتقل على إثره القوتلي ووزراؤه في السجن "المنزه"، وانهالت برقيات الاحتجاج على اعتقال القوتلي من كل مكان، ولكن القوتلي قرر أن يستقيل، فأُطلق سراحه بعد شهر من سجنه، وفُرضت عليه إقامة جبرية في بيته، حتى سافر إلى مصر.

    وارتفعت الأصوات في "سوريا" تطالب بعودة القوتلي وذهب إليه وفد كبير ضم عددًا من الشخصيات السياسية في سوريا يرجونه العودة إلى وطنه.

    وعاد القوتلي إلى سوريا، وطلب منه أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية، لكنه اعتذر للشعب، وقال: إنه لا يرغب في الرئاسة، ولكن النواب تمسكوا بترشيحه، وتم اقتراع سري على منصب رئيس الجمهورية في مجلس النواب فاز فيه القوتلي بنحو ثلثي الأصوات.

    وعاد القوتلي ليتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية مرة أخرى في [صفر 1375 هـ= سبتمبر 1955م]، وكان حلم الوحدة العربية لا يزال يداعب خياله ويراود عقله، حتى تحقق ذلك أخيرًا حينما أُعلن عن قيام الوحدة بين (مصر وسوريا) ومولد "الجمهورية العربية المتحدة" وتنازل القوتلي للرئيس جمال عبد الناصر عن الرئاسة، واستقبلت جماهير الشعبين في مصر وسوريا نبأ الوحدة بالفرحة الغامرة والترحاب الشديد، ولكن هذه الوحدة لم تستمر كثيرًا فقد انفصلت الدولتان في [ربيع الآخر 1381 هـ= سبتمبر 1961م].

    وكان لفشل التجربة الوحدة أسوأ الأثر في حياة القوتلي فقد بدأت صحته تعتل، وأصيب بالقرحة، واستقر في بيروت حيث كان يعالج بها، فعاش فيها حتى تُوفي عام [1387 هـ= 1967م] ودُفن في دمشق تلك المدينة التي أحبها وعاش يناضل من أجلها.
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:13 pm من طرف سيف العرب

    الرئيس حسني الزعيم 30 آذار 1949 - 13 آب 1949

    هؤلاء حكموا سوريا 180px-Husni_al-Zaiim

    هو حسني ابن الشيخ رضا بن محمد بن يوسف الزعيم. ولد في حلب عام 1897، كان والده مفتياً في الجيش العثماني، وكان فاضلاً من رجال العلم، استشهد في هجوم على قناة السويس في الحرب العالمية الأولى سنة 1915. أما والدته فكردية، وله شقيقان: الأول الشيخ صلاح الزعيم والثاني بشير الزعيم.

    درس حسني الزعيم في المدرسة الحربية بالأستانة، وقبل أن يتم دراسته جُعل من ضباط الجيش العثماني، اعتقله البريطانيون في الحرب العالمية الأولى. ثم تطوع في الجيش الفيصلي الذي دخل دمشق وحارب العثمانيين، وفي عهد الانتداب الفرنسي تطوع في الجيش الفرنسي، وتابع علومه العسكرية في باريس. بعد وصول قوات فيشي إلى سورية انقلب على الديغوليين، وحارب ضدهم، وفي عام 1941 اعتقله الديغوليون، وأُرسل إلى سجن الرمل في بيروت حتى 17 آب 1943، حيث أُفرج عنه، وسُرح من الجيش وهو برتبة كولونيل (عقيد).

    منذ عام 1945 ظل يتردد على السياسيين وأعضاء مجلس النواب لإعادته إلى الجيش، فتعرف على رئيس تحرير صحيفة (ألف باء) نذير فنصة، الذي توسط له وأعاده إلى الجيش، فعين رئيساً للمحكمة العسكرية في دير الزور، ثم انتقل إلى دمشق مديراً لقوى الأمن. وفي أيلول 1948 أصدر رئيس الجمهورية مرسوماً بتعيين الزعيم قائداً للجيش بعد ترفيعه إلى رتبة زعيم.

    تطورت العلاقة بين الزعيم ونذير فنصة، بعد زواج الزعيم من شقيقة زوجته. عرف عنه إدمانه على شرب الخمر، ولعب القمار، وحب الظهور والمغامرة بصورة مسرحية ملفتة للانتباه، أصيب بمرض السكري الذي جعله عصبي المزاج متهوراً.

    كان الزعيم منذ صغره تواقاً للسلطة. له كلمة مأثورة: (ليتني أحكم سورية يوماً واحداً ثم أُقتل بعده).

    يعتبر حسني الزعيم، صاحب أول انقلاب عسكري في تاريخ سورية المعاصر، ففي ليلة 30 آذار 1949 قام بانقلابه متفقاً مع بعض الضباط، فاعتقل رئيس الجمهورية شكري القوتلي، ورئيس وزرائه وبعض رجاله، وحل البرلمان، وقبض على زمام الدولة وتلقب بالمشير. وألّف وزارة، ودعا إلى انتخابه رئيساً للجمهورية، فانتخبه الناس خوفاً في 26 حزيران 1949، وكان يحكم وقد وضع له غروره نصب عينيه صور نابليون وأتاتورك وهتلر.

    يقول أوين في كتابه (أكرم الحوراني): (لقد تأكد حديثاً بعد السماح بنشر بعض الوثائق السرية، وبعد ما يقرب من أربعين عاماً من انقلاب حسني الزعيم تورط الولايات المتحدة بأول انقلاب عسكري في العالم العربي، وكان قد أُشيع لسنوات بأنها ساندت انقلاب حسني الزعيم، كما كان مايلز كوبلند عضو المخابرات المركزية السابق قد ذكر في كتابه لعبة الأمم عن المساعدات الأمريكية لحسني الزعيم. ولكن روايته لم تؤخذ آنذاك على محمل الجد، واستناداً لما كتبه فإن سورية كانت على حافة اضطراب سياسي عنيف، بينما كانت حكومة الكتلة الوطنية عمياء عنه. ورأى السفير الأمريكي في سورية أن الأوضاع ستأخذ أحد مجرين: إما احتمال قيام الانتهازيين قريباً مع مساعدة السوفييت بانتفاضة دموية، أو أن يسيطر الجيش على السلطة بمساعدة الأمريكيين السرية للمحافظة على النظام، إلى حين إحداث ثورة سلمية. ويقول المؤلف أيضاً: وهكذا شرعت المفوضية الأمريكية بالقيام بعملية هدفها تشجيع الجيش السوري على القيام بانقلاب، من أجل الحفاظ على سورية من الاختراق السوفييتي، وجلبها إلى طاولة السلام مع إسرائيل، ولم يكن حسني الزعيم الخيار الأول لفريق العمل السياسي الأمريكي المشرف على العملية، ولكنه أصبح هدفها لأنه لم يكن هناك الكثير مما يمكن عمله، لقد رأى فيه الأمريكيون نواحي إيجابية عديدة، فقد كانت له مواقف شديدة العداء للاتحاد السوفييتي، وكان يرغب في الحصول على مساعدات عسكرية أمريكية، بالإضافة لكونه مستعداً لعمل بناّء بخصوص (القضية الفلسطينية)، واستناداً للوثائق السرية التي سمح بنشرها التقى الزعيم حسني الزعيم مرات مع مسؤول من السفارة الأمريكية، للنقاش حول الانقلاب، وقد بدأت هذه اللقاءات في أواخر 1948، وانتهى الإعداد للانقلاب أوائل 1948، وفي شهر آذار من العام نفسه تقدم حسني الزعيم بطلب المساعدة من الأمريكيين للقيام بانقلابه).

    دفع حسني الزعيم ثمناً للدول الكبرى لاعترافها به، اتفاقياتٍ تخولها إقامة نفوذ ومصالح لها في سورية، ففي 30 حزيران سُمح لشركة التابلاين الأمريكية أن تمارس عملها، وأن تنشئ المطارات وسكك الحديد وأن تشتري البضائع وتقيم المنشآت المعفاة من الرسوم والضرائب مقابل حصول سوريا على مبلغ 20ألف إسترليني سنوياً.

    كما صادق على الاتفاق الموقع بين سوريا وشركة المصافي المحدودة البريطانية، بشأن المصب في بانياس لتصدير البترول العراقي، ونصت الاتفاقية حصول الشركة على امتياز لمدة سبعين عاما لإنشاء وصيانة مصفاة أو مصافي في الأراضي السورية، على أن تؤول ممتلكات الشركة في سورية إلى الحكومة السورية بعد أن تنتهي مدة الامتياز، وتتعهد الحكومة السورية لقاء العائدات بإعفاء الشركة من الضرائب والرسوم وعدم انتزاع الأراضي التي تمتلكها طول مدة الامتياز. وتتعهد الحكومة بإعطاء الشركة أفضلية في الموانئ السورية كما لها الحق في إنشاء وصيانة ميناء أو موانئ في سورية لأغراض المشروع، وأن تضع عوامات لربط السفن وتنشئ إشارات وأضواء على الشاطئ وحواجز لصد الأمواج. ولها حق إنشاء السكك الحديدية، والطرق البرية وإنشاء وصيانة شبكات هاتفية وبرقية ولاسلكية، وتتعهد الحكومة بمنح موظفي الشركات الأجانب تسهيلات خاصة لتنقلاتهم عبر مراكز الحدود. وتحصل الحكومة على عائدات نسبية (6 مليون جنيه عن 2 مليون طن نفط الأولى، و10 مليون عن 4 مليون الأولى و13 مليون جنيه عن 6 ملايين طن فما فوق).

    كما صادق حسني الزعيم على الاتفاقية بين الحكومة السورية وشركة خطوط أنابيب الشرق الأوسط المحدودة البريطانية، لنقل النفط العراقي عبر أنابيب مارة في سورية إلى البحر الأبيض المتوسط. وقد حصلت هذه الشركة على امتياز لمدة سبعين سنة أيضاً لمد وصيانة خط أو خطوط الأنابيب من الحدود السورية ـ العراقية شرقاً وحتى البحر الأبيض غرباً. وتضمنت الاتفاقية بنوداً مشابهة لبنود الاتفاقية الموقعة مع شركة المصافي المحدودة.

    وفي 7 تموز 1949 سلم الزعيم الحكومة اللبنانية (أنطون سعادة) زعيم الحزب القومي السوري الاجتماعي، الذي التجأ إليه وكان محكوماً عليه بالإعدام، ليتم إعدامه في 8 تموز، مما أثار سخط السياسيين وعامة المواطنين عليه.

    فقد الزعيم في غضون ثلاثة أشهر معظم شعبيته، وأثار عداء مختلف فئات المواطنين. فسياسته الموالية للغرب أثارت عليه الفئة المحايدة، وتصرفاته الرعناء جلبت عليه سخط الزعماء الدينيين وأتباعهم من المدنيين، وأساليبه الأوتوقراطية قوضت آماال الليبراليين. والأهم من ذلك كله أنه خلق سخطاً بين الضباط بتعيينه اللواء عبد الله عطفة الذي أخفق كقائد للجيش السوري في الحرب الفلسطينية وزيراً للدفاع، وكذلك بترفيعه لكثير من أصدقائه ومؤيديه في الجيش.

    وضع حد لحكم الزعيم حين أطاح به خصومه العسكريون ليلة 13 آب 1949. وضُم إليه رئيس وزرائه محسن البرازي ونذير فنصة مستشاره الخاص، واجتمع المجلس الحربي الأعلى برئاسة الزعيم سامي الحناوي، وأجرى محاكمة سريعة لرؤوس العهد، وأصدر حكمه: بإعدام (حسني الزعيم ومحسن البرازي) وبعد لحظات من صدور الحكم نُفذ بهما حكم الإعدام رمياً بالرصاص، وذلك في 14 آب 1949
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:13 pm من طرف سيف العرب

    سامي الحناوي 14 آب (إغسطس) 1949 - 16 كانون الأول/ 1949

    هؤلاء حكموا سوريا 030902_iran350

    هو محمد سامي حلمي الحناوي، ولد في مدينة إدلب سنة 1898، وتخرج من مدرسة دار المعلمين بدمشق سنة 1916، ودخل المدرسة العسكرية في استانبول فأقام سنة. خاض معارك قفقاسيا وفلسطين في الحرب العالمية الأولى، ثم دخل المدرسة الحربية بدمشق سنة 1918 وتخرج بعد عام برتبة ملازم ثان، وأُلحق بالدرك الثابت في سنجق الاسكندرونة، وكان من قواد الجيش السوري في معركة فلسطين سنة 1948 حيث رقي إلى رتبة عقيد.

    عندما ثار حسني الزعيم على شكري القوتلي وأبعده عن الحكم، أبرق الحناوي يؤيد الانقلاب ويعلن ولاءه لحسني الزعيم، فجعله هذا زعيماً (كولونيل) وقائداً للواء الأول، ولما ضج الناس من سيرة حسني الزعيم، اتفق الحناوي مع جماعة كان بينهم ثلاثة من حزب أنطون سعادة فاعتقلوا الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي، وأعدموهما بعد محاكمة عسكرية سريعة يوم 14 آب/1949، وأقاموا حكومة مدنية يشرف على سياستها العسكريون وفي مقدمتهم سامي الحناوي، وقد لعب فيها عديله الدكتور أسعد طلس (من حلب ومن كبار موظفي وزارة الخارجية حينئذ دوراً مهماً للاتجاه نحو الوحدة مع العراق).

    وبعد يومين على الانقلاب سلم الحناوي السلطة رسمياً إلى هاشم الأتاسي الرئيس الأسبق الذي أذاع فوراً تشكيل الوزارة، ثم أعلن الحناوي أن مهمته الوطنية المقدسة قد انتهت، وأنه سيعود إلى الجيش، وكانت تشكلت لجنة بعد ساعات من وقوع الانقلاب ضمت هاشم الأتاسي وفارس الخوري، ورشدي الكيخيا، وناظم القدسي وأكرم الحوراني، أوصت بتشكيل حكومة مؤقتة يرأسها هاشم الأتاسي تعيد للبلاد الحياة الدستورية، وقد سيطر حزب الشعب على شؤون الحكومة الجديدة، واحتل أعضاؤه الوزارات التي اشترط الحزب احتلالها باستمراره (الخارجية والداخلية) بناء على توصيات صاحب الانقلاب سامي الحناوي.

    استمرت الوزارة برئاسة هاشم الأتاسي من 14 آب/1949 حتى 10 كانون أول/1949 دون أن يحصل تبديل بين أعضائها، وكان من بين الموضوعات التي عالجتها:-

    1ـ استمرار العمل بالأحكام الصادرة في عهد حسني الزعيم: فقد أعلنت الحكومة احترامها للاتفاقيات المعقودة في عهد الزعيم وأبرزها اتفاق شركة التابلاين لإمرار النفط السعودي عبر سورية، واتفاق شركة أنابيب العراق لإمرار الزيت العراقي عبر سورية، واتفاقيات التصفية للمسائل المعلقة بين سورية وفرنسا، ويأتي في مقدمتها الاتفاق النقدي. اضطرت الحكومة لاتخاذ هذا الموقف بعد اتصالات مع الوزراء المفوضين لكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الذين أكدوا موقف حكوماتهم بعدم الاعتراف بالانقلاب الجديد ما لم يعتبر تلك الاتفاقيات نافذة.

    2ـ تطهير الجهاز الحكومي: فبعد أسبوع من تولي حكومة الأتاسي مهامها تلقت مجموعة من المراسيم بعزل بعض الموظفين وإحالة البعض الآخر على التقاعد موقعة من الزعيم سامي الحناوي ومؤرخة بتاريخ 13 آب/1949. وجرت مداولات بين الحكومة وصاحب الانقلاب الحناوي، لكنه أصر على عزلهم لأن وزراء حزب الشعب لا يميلون إليهم.

    3ـ انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد، وهدف حزب الشعب من ذلك هو استبعاد عودة السيد شكري القوتلي لاستلام منصب رئيس الجمهورية، لهذا أقرت الوزارة المراسيم التي أصدرها حسني الزعيم ومن ضمنها مرسوم قبول استقالة القوتلي وحل مجلس النواب. وكانت النتيجة انتخاب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية، وأهم المواضيع التي ركز عليها في اجتماعات الجمعية التأسيسية: الوحدة السورية العراقية والتي عكسها نص قسم رئيس الجمهورية الذي جرت الموافقة عليه (أقسم بالله العظيم أن أحترم قوانين الدولة وأحافظ على استقلال الوطن وسيادته وسلامة أراضيه، وأصون أموال الدولة، وأعمل لتحقيق وحدة الأقطار العربية) وكان الحناوي أقرب إلى الجهات التي حبذت هذا الاتجاه.

    نجحت حكومة حزب الشعب في الحقلين المالي والاقتصادي عندما أقر مجلس الوزراء السماح بتصدير القطن فارتفعت أسعاره، وكذلك سمح بتصدير كمية من الحنطة إلى الخارج فحققت أرباحاً تحولت نحو شراء كمية من الذهب فازدادت نسبة التغطية الذهبية للعملة السورية.

    وبعد النكسات التي أصابت جهود زعامة حزب الشعب لإقرار الصيغ الدستورية الكفيلة بإعلان الاتحاد مع العراق، اتفق أقطاب الحزب مع اللواء (سامي الحناوي) على قيام الجيش باعتباره الورقة الأخيرة المتاحة في أيديهم، بالتحرك لتحقيق هذا الهدف، وبتاريخ 16 كانون الأول/ 1949 وجه اللواء سامي الحناوي دعوة إلى خمسة من كبار الضباط للاجتماع به لمناقشة موضوع الاتحاد السوري ـ العراقي، فشعر هؤلاء بأن حضورهم يعني وضعهم تحت سلطة قائد الجيش فيفرض عليهم ما يريد، فاتخذوا التدابير اللازمة لاعتقاله، وبالفعل اعتقل الحناوي وأسعد طلس وآخرين من أنصارهما، وكان هذا الانقلاب الثالث بقيادة أديب الشيشكلي.

    سُجن الحناوي مدة ثم أُطلق سراحه، فغادر دمشق إلى بيروت، وهناك ترصده محمد أحمد البرازي فاغتاله بالرصاص في 30 تشرين أول/1950 انتقاماً لمحسن البرازي ونقل جثمانه من بيروت إلى دمشق فدفن فيها.

    اشتهر سامي الحناوي بالخلق الكريم والإخلاص في عمله وبأنه كان طيب القلب
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:14 pm من طرف سيف العرب

    هاشم الاتاسي 1949 - 1951 للمرة الثانية

    هؤلاء حكموا سوريا هاشم_الأتاسي

    ولى هاشم الأتاسي حكومة انتقالية لإعادة الأوضاع الدستورية والاستقرار في البلاد بعد الانقلاب الثاني الذي قام به الزعيم سامي الحناوي في 14 آب 1949 وأعيد انتخاب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية عام 1950, إلا أنه استقال احتجاجا على تدخل أديب الشيشكلي في شؤون الدولة وعارض حكمه
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:15 pm من طرف سيف العرب

    الرئيس أديب الشيشكلي 1951 - 1954

    هؤلاء حكموا سوريا 34293786

    هو أديب بن حسن الشيشكلي، ولد عام1909 في مدينة حماه في سورية، من عائلة كبيرة ومعروفة، نشأ فيها وتخرج بالمدرسة الزراعية في سلمية، ثم بالمدرسة الحربية في دمشق، تطوع في جيش الشرق الفرنسي، ثم انتقل مع غيره من الضباط إلى الجيش السوري، شارك في معركة تحرير سورية من الفرنسيين سنة 1945، ثم كان على رأس لواء اليرموك الثاني بجيش الإنقاذ في فلسطين سنة 1948، اشترك مع حسني الزعيم في الانقلاب الأول في (30 آذار/1949)، لكنهما اختلفا فصرفه الزعيم من الخدمة، كما اشترك مع الحناوي في الانقلاب الثاني في (14 آب/1949) والذي عينه قائداً للواء الأول برتبة عقيد، لكن الشيشكلي لم يحقق في الانقلابين طموحه الشخصي، فهو مغامر يتطلع إلى السلطة ويبحث عن سلم يوصله إلى قمتها بأسلوب بارع ومقبول من الجماهير. له شقيق هو النقيب صلاح الشيشكلي عضو في الحزب القومي السوري الاجتماعي، وبحكم هذا الواقع ارتبط الشيشكلي بصلات قريبة مع العقيد أمين أبو عساف والنقيب فضل الله أبو منصور اللذين ساهما في اعتقال سامي الحناوي، ومهدا الطريق لأديب الشيشكلي المسيطر على مجلس العقداء، لمنازعة رئيس الدولة هاشم الأتاسي على السلطة، حيث أصدر الشيشكلي في صباح (19 كانون الأول/1949) بلاغاً بتوقيعه، أكد فيه إقصاء سامي الحناوي وأسعد طلس عن القيادة، لتآمرهم على سلامة الجيش وكيان البلاد ونظامها الجمهوري.

    عُرف عهد الانقلاب الثالث بعهد الحكم المزدوج (أديب الشيشكلي وهاشم الأتاسي)، ولما كان الشيشكلي عضواً في مجلس العقداء ومسيطراً عليه فقد حل هذا المجلس وألّف بديلاً عنه مجلساً أسماه المجلس العسكري الأعلى.

    وهكذا دخلت البلاد في عهد الانقلاب الرابع. ففي ليل 31 تشرين الثاني/1951 تمت خطوة الشيشكلي الحاسمة في الطريق إلى الحكم إذ اعتقل رئيس الوزراء معروف الدواليبي وزج به وبمعظم أعضاء وزارته في السجن، واعتقل رئيس مجلس النواب وبعض النواب، فما كان من رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي إلا أن قدم استقالته. بعد ذلك أذيع البلاغ العسكرية رقم (1) بتاريخ (2 كانون الأول/1951) جاء فيه (إن المجلس الأعلى بناء على استقالة رئيس الجمهورية وعدم وجود حكومة في البلاد يأمر بما يلي:-

    يتولى رئيس الأركان العامة ورئيس المجلس العسكري الأعلى مهام رئاسة الدولة، ويتولى كافة الصلاحيات الممنوحة للسلطات التنفيذية.

    تصدر المراسيم اعتباراً من (2 كانون الأول/1951) من رئيس الأركان رئيس المجلس العسكري الأعلى.

    كتب مراسل مجلة (آخر ساعة) المصرية محمد البيلي بتاريخ 10/2/1951مقالاً جاء فيه: (... شيء واحد يجب أن لا يغيب عن البال: أن العقيد أديب الشيشكلي هو الرجل الحديدي في سورية، لقد استطاع أثناء هيمنته على المدنيين أن يتخلص من مناوئيه، فدبر اغتيال العقيد محمد ناصر قائد سلاح الطيران على يد العقيد إبراهيم الحسيني، ثم اغتيل سامي الحناوي في لبنان وأخيراً نفي العقيد إبراهيم الحسيني رئيس المكتب الثاني إلى باريس.. و..و.. وهكذا فرط الزعيم عقَد مجلس العقداء، وبات يحكم البلاد عبر حفنة من الملازمين الأوائل، بينما فُرضت الرقابة العسكرية على جميع الضباط المناهضين للشيشكلي).

    انصب اهتمام الشيشكلي نحو ترسيخ جذور الانقلاب الرابع في البلاد عبر حكم عسكري مباشر واجهته الزعيم (فوزي سلو) بعد تعيينه رئيساً للدولة وحقيقته العقيد أديب الشيشكلي رئيس الأركان، وأصدر مرسوماً بحل البرلمان، وآخر بتولي الأمناء العامين في الوزارات صلاحية الوزراء، ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة. كما أصدر مرسوماً آخر بإلغاء جميع الأحزاب السياسية، وآخر بتوحيد الصحف وجعلها أربعة صحف تصدر في دمشق وحمص وحلب والجزيرة.

    استمر الحكم العسكري المباشر بقيادة العقيد أديب الشيشكلي مدة ستة اشهر، وخلال هذه المدة أراد الشيشكلي الرد على الحملات العربية، ومعارضة الأحزاب والسياسيين لانقلابه بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في البلاد، للبرهان على أن ما حققه العسكريون خلال ستة أشهر لم يحققه السياسيون خلال ست سنوات منذ الجلاء. فقد صدر عن رئيس الدولة (257) مرسوماً، تناولت تنظيم الحياة الداخلية في البلاد، فبدأت هذه المراسيم بقانون إلغاء الأحزاب وقانون جمع الصحف، وقانون منع انتماء الطلاب والمعلمين والموظفين والعمال إلى الأحزاب السياسية أو الاشتغال بالسياسة، وصدر قانون لتنظيم الشؤون المالية اعتمد على مبدأ فرض الضرائب التصاعدية والتخفيف قدر الإمكان من الضرائب غير المباشرة التي تقع على كاهل ذوي الدخل المحدود، وأُلغيت الرقابة على النقد الأجنبي فسمح باستيراده بينما منع خروج النقد المحلي، وصدر قانون الإصلاح العقاري لتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر، وآخر للإصلاح الزراعي يقضي بتوزيع أملاك الدولة على الفلاحين ممن لا أرض لهم، وباشرت الدولة بتوزيع 5 ملايين هكتار على 50 ألف أسرة فلاحية بهدف توطين ربع مليون نسمة.

    وبدأت الدولة خططاً لتنفيذ مشاريع الري الكبيرة في البلاد، وأبرزها مشروع تجفيف الغاب، ومشروع اليرموك، وبدأت مفاوضات مع مصرف الإنشاء والتعمير الدولي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة لتمويل خطة الدولة لري 120 ألف دونم، وتوطين 25 ألف أسرة، وقطعت الدولة شوطاً في تنفيذ مشروع مرفأ اللاذقية لتفريغ 800 ألف طن من البضائع سنوياً، ووضعت خطة خمسية لإنجازه، بالإضافة إلى مشاريع الكهرباء وإنارة الريف.

    كما أولت الدولة اهتماماً خاصاً بالجيش لزيادة قدراته وتزويده بالأسلحة الحديثة. فاشترت ثلاث سفن حربية فرنسية، وعقدت صفقة لشراء طائرات نفاثة مقاتلة بريطانية ، وأجرت اتصالات مع الولايات المتحدة للحصول على الدبابات والمدفعية، وشجعت أجهزة الإعلام التي تنادي بتجنيد النساء في صفوف القوات المسلحة.

    وعلى الصعيد الأمني، شهدت البلاد حالة من الهدوء والطمأنينة. انخفضت نسبة الجرائم وحوادث السرقة والسطو، بينما سارت أمور وزارات الدولة بإشراف الأمناء العامين سيراً حسناُ، وأعلم الشيشكلي مندوبي الدول العربية والأجنبية أن لا حاجة لحصول انقلابه على اعتراف جديد وأنه يكتفي بالاعتراف القائم.

    حقق الشيشكلي استقراراً داخلياً لم تشهده البلاد من قبل، ولإزالة طوق العزلة العربي الذي فُرض على نظامه، شن سلسلة من التصريحات ضد إسرائيل، وصلت حد التهديد بشن حرب ضدها، وقال في أحد تصريحاته: (إن الطريق من دمشق إلى الخليل سيكون سالكاً أمام الجيش السوري).

    عندما شعر الشيشكلي بتعاظم المعارضة الداخلية لنظامه العسكري، أصدر مرسوم تشكيل وزارة في (6 حزيران/1952) وأعلن بعد تشكيل الوزارة بأن الجيش سيدعم مشاريع الحكومة دون التدخل بشؤونها، وأكد بأن هذه الحكومة مؤقتة مهمتها إيصال البلاد إلى الانتخابات النيابية في إطار قانون جديد للانتخابات يفتح السبيل أمام تمثيل حقيقي للشعب.

    اعتمد الشيشكلي على أنصاره من الحزب القومي السوري، ودعا إلى تأسيس حزب جديد باسم (حركة التحرير العربي) حتى يكون الحزب الوحيد في البلاد استعداداً لخوض الانتخابات، وبعد الإعلان عن تأسيسه، بدأ الشيشكلي عقد اجتماعات جماهيرية لإلقاء الخطب الطنانة التي تلهب حماس الجماهير وتجعل تحرير فلسطين في متناول اليد. ولما اطمأن إلى قاعدته الجماهيرية وجهازه الإعلامي، التفت لتنظيم جهاز القمع، وبدأت حملة الاعتقالات والتعذيب ضد كل من يعارض العقيد شملت الطلاب والمدرسين ورجال السياسة وقادة الأحزاب والأقلام الحرة، وعندما شعر الشيشكلي بأن الساحة خلت له ولحزبه دعا إلى إجراء الانتخابات النيابية في (10 تموز/1953)، وفاز حزب التحرير العربي بـ 83 مقعداً، وبعد أن وضع دستوراً جديداً للبلاد، انتخب رئيساً للجمهورية طبقاً لأحكام هذا الدستور، وهكذا مهد لمرحلة فرض الديمقراطية من خلال الديكتاتورية العسكرية. أما قيادة الأحزاب السياسية المعارضة فقد ألّفت جبهة شعبية معارضة تصدت لسياسة الشيشكلي عبر المظاهرات الطلابية والعمالية والفلاحية، وبدأت معركة المعارضة في دمشق بإلقاء المتفجرات، وأًعلن العصيان في جبل الدروز، فقاومه الشيشكلي بالدبابات والطائرات، فزاد من النقمة على النظام، ثم تنادى السياسيون من الأحزاب والهيئات إلى عقد اجتماع في حمص لعقد (ميثاق وطني) فيما بينهم، ووجهوا إنذار إلى الشيشكلي لإعادة الأوضاع الدستورية والإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الحرب الأهلية في جبل العرب. وكان رد العقيد على الإنذار باعتقال كل من وقع عليه، وشهدت البلاد حالة من الاضطراب والمظاهرات الطلابية، قاومها رجال الأمن بالعنف والقنابل المسيلة للدموع، وعطلت الدراسة في المدارس، وعمت المظاهرات المدن السورية وهي تنادي بسقوط الديكتاتورية وإلغاء البرلمان، وعودة الحياة الدستورية إلى البلاد، فكانت التمهيد الشعبي المناسب لإسقاط الشيشكلي وبدء الانقلاب الخامس.

    ولما شعر الشيشكلي بأن زمام الأمور أًفلت من يده، كلف أحد أعوانه بالاتصال مع الحكومة اللبنانية لقبوله كلاجئ سياسي ثم اتخذ ترتيبات مغادرته لسورية وسطر كتاب استقالته وسلمه للزعيم شوكت شقير، وتوجه إلى بيروت في 25 شباط/ 1954 ناجياً بنفسه إلى المملكة العربية السعودية حيث ظل لاجئاً إلى أن توجه سنة 1957 إلى فرنسا، وحُكم عليه غيابياً بتهمة الخيانة فغادر باريس سنة 1960 إلى البرازيل حيث أنشأ مزرعة وانقطع عن كل اتصال سياسي، إلا أن شخصاً مجهولاً يُظن أنه من رجال الدروز فاجأه في شارع ببلدة سيريس في البرازيل وأطلق عليه النار فقتله
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:15 pm من طرف سيف العرب

    بعد الإطاحة بحكم الشيشكلي أُسندت رئاسة الجمهورية إلى هاشم الأتاسي لاستكمال مدته الدستورية فاستمر حتى انتهت مدة ولايته في أيلول/1955، فاعتكف في داره بحمص إلى أن توفي في 6/12/1960، ودفن في حمص.

    عرف هاشم الأتاسي بنقاء السيرة والنزاهة والإخلاص، وكان دائماً في مقدمة الصف الوطني صلابة ومركزاً واحتراماً، ومقدرة على معالجة الأمور باستقامة. وإذا لم يرتح ضميره إلى موقف، غادر الحكم بشجاعة وبلا تردد.
    بعد انتهاء ولاية هاشم الاتاسي بعد المطالبة الشعبية له بان يعود من مصر ويستلم الرئاسة عاد شكري القوتلي ليتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية مرة أخرى في [صفر 1375 هـ= سبتمبر 1955م]، وكان حلم الوحدة العربية لا يزال يداعب خياله ويراود عقله، حتى تحقق ذلك أخيرًا حينما أُعلن عن قيام الوحدة بين (مصر وسوريا) ومولد "الجمهورية العربية المتحدة" وتنازل القوتلي للرئيس جمال عبد الناصر عن الرئاسة، واستقبلت جماهير الشعبين في مصر وسوريا نبأ الوحدة بالفرحة الغامرة والترحاب الشديد، ولكن هذه الوحدة لم تستمر كثيرًا فقد انفصلت الدولتان في [ربيع الآخر 1381 هـ= سبتمبر 1961م].

    وكان لفشل التجربة الوحدة أسوأ الأثر في حياة القوتلي فقد بدأت صحته تعتل، وأصيب بالقرحة، واستقر في بيروت حيث كان يعالج بها، فعاش فيها حتى تُوفي عام [1387 هـ= 1967م] ودُفن في دمشق تلك المدينة التي أحبها وعاش يناضل من أجلها.
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:16 pm من طرف سيف العرب

    الرئيس ناظم القدسي (1961 - 1963 )



    رئيس للجمهورية. ولد في حلب. درس الحقوق في دمشق وجنيف. مارس المحاماة في حلب وانضم إلى الكتلة الوطنية. عمل وزيراً مفوضاً في واشنطن 1945، وكان عضواً في الوفد السوري في مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو 1946. تولى وزارة الخارجية 1949. عضو اللجنة التأسيسية 1949 ورئيس لجنة الدستور فيها. ترأس الحكومة 1950، ثم مجلس النواب 1951. من أبرز أعضاء حزب الشعب. ترأس الجمهورية السورية بعد الانفصال عن مصر 1961 وحتى قيام ثورة آذار 1963. توفي في الأردن في 6 شباط 1998.
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:16 pm من طرف سيف العرب

    لؤي الأتاسي ( 8 آذار 1963 - 27 تموز 1963 )



    سياسي سوري. ترأس أول مجلس لقيادة الثورة بعد انقلاب حزب البعث العربي الإشتراكي في 8 آذار 1963 ثم أصبح رئيساً للدولة. قاد مفاوضات حول إعادة الوحدة مع مصر، لكنها آلت إلى الفشل. استقال في 27 تموز 1963 بعد قمع محاولة الإنقلاب التي قام بها الناصريون في 18 تموز.
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:18 pm من طرف سيف العرب

    الرئيس محمد أمين الحافظ ( 1963 - 1966 )

    هؤلاء حكموا سوريا Amine_alhafez

    ضابط وسياسي سوري. ولد في حلب. انتسب إلى الكلية الحربية 1946. انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي. خدم في مصر أثناء الوحدة وأوفد إلى الاتحاد السوفييتي لفترة قصيرة. عيّن ملحقاً عسكرياً في الأرجنتين بعد الانفصال عن مصر 1961. عاد إلى سوريا بعد انقلاب حزب البعث في آذار 1963، وعين عضواً في مجلس قيادة الثورة ووزيراً للداخلية، ثم عين وزيراً للدفاع بالوكالة. لعب دوراً هاماً في القضاء على محاولة انقلاب الناصريين في تموز 1963. انتخب رئيساً للدولة بعد استقالة لؤي الأتاسي في 27 تموز 1963. أطاح به انقلاب عسكري في 23 شباط 1966 وسجن في دمشق. أطلق سراحه بعد نكسة حزيران 1967. انتقل إلى لبنان ثم إلى بغداد. عاد إلى سوريا بعد سقوط النظام العراقي والاحتلال الأميركي للعراق 2003.
    وتوفي منذ ايام فقط
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:18 pm من طرف سيف العرب

    نور الدين الأتاسي (1966 - 1970 )

    هؤلاء حكموا سوريا Noureddine_elatassi

    سياسي سوري ورئيس سابق. عين وزيراً للداخلية بعد انقلاب البعث في آذار (مارس) 1963، ثم نائباً لرئيس الوزراء عام 1964، ثم عضواً في مجلس رئاسة الدولة عام 1965. عين رئيساً للدولة وانتخب أميناً عاماً لحزب البعث بعد حركة شباط 1966. أرسل القوات السورية إلى الأردن لدعم الفدائيين الفلسطينيين. أزيح من منصبه وسجن بعد الحركة التصحيحة عام 1970. أطلق سراحه عام 1992 وتوفي بعد ذلك بفترة قصيرة.
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:19 pm من طرف سيف العرب

    الآن يحكـم بلادنـا الغاليـه القائد الغالـي سيـد الوطـن السيد الرئيس بشـار الأسـد
    أطــال الله في عمـره وجعلـه ذخـراً لهـذه الامـه

    هؤلاء حكموا سوريا Img-resized تم تقليل : 89% من الحجم الأصلي للصورة[ 572 x 800 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
    هؤلاء حكموا سوريا BR01
    avatar

    مُساهمة 12/20/2009, 4:25 pm من طرف سيف العرب

    رؤساء الوزارة في سورية
    1 علي رضا باشا الركابي 1918 1919
    2 عبد الحميد باشا 1919 1919
    1-2 علي رضا باشا الركابي 1919 1920
    3 هؤلاء حكموا سوريا Atassi_h_4 هاشم خالد الأتاسي 1920 1920
    ... ألغي المنصب 1920 1925 ألغي المنصب
    4 صبحي بيك بركات الخالدي 1925 1925
    5 هؤلاء حكموا سوريا Td_hassani الشيخ تاج الدين الحسني 1925 1926
    [... المنصب شاغر] 1926 1926 شاغر
    6 أحمد نامي بيك 1926 1928
    5-2 هؤلاء حكموا سوريا Td_hassani الشيخ تاج الدين الحسني 1928 1931
    [... المنصب شاغر] 1931 1932
    7 حقي بيك العظم 1932 1934 1864 1955
    5-3 هؤلاء حكموا سوريا Td_hassani الشيخ تاج الدين الحسني 1934 1936
    8 عطا بيك الأيوبي 1936 1936
    9 هؤلاء حكموا سوريا Jamil_Mardam_Bay_2 جميل مردم بيك 1936 1939 1895 1960
    10 هؤلاء حكموا سوريا Lutfi_al-Haffar لطفي الحفار 1939 1939 1885 1968
    11 ناصوحي سالم البخاري 1939 1939
    12 خالد العظم 1941 1941
    13 حسن الحكيم 1941 1942
    14 حسني البرازي 1942 1943 1893
    15 جميل الألشي 1943 1943
    16 هؤلاء حكموا سوريا Jabiri سعد الله الجابري 1943 1944 1892 1947
    17 هؤلاء حكموا سوريا Khouri_f فارس الخوري 1944 1945 1879 1962
    16-2 هؤلاء حكموا سوريا Jabiri سعد الله الجابري 1945 1946
    12-2 خالد العظم 1946 1946
    9-2 هؤلاء حكموا سوريا Jamil_Mardam_Bay جميل مردم بيك 1946 1948
    12-3 خالد العظم 1948 1949
    18 هؤلاء حكموا سوريا Zaim حسني الزعيم 1949 1949
    19 محسن البرازي 1949 1949 1949
    3-2 هؤلاء حكموا سوريا Atassi_h هاشم خالد الأتاسي 1949 1949
    20 ناظم القدسي 1949 1949
    12-4 خالد العظم 1949 1950
    20-2 ناظم القدسي 1950 1951
    12-5 خالد العظم 1951 1951
    13-2 حسن الحكيم 1951 1951
    21 زكي الخطيب 1951 1951
    22 معرف الدوالبي 1951 1951 1907
    23 فوزي السلو 1951 1953
    24 هؤلاء حكموا سوريا Shishakli أديب الشيشكلي 1953 1954
    25 صبري العسالي 1954 1954 1903
    26 هؤلاء حكموا سوريا Said_al-Ghazzi سعيد الغزي 1954 1954
    17-2 هؤلاء حكموا سوريا Khouri_f فارس الخوري 1954 1955
    25-2 صبري العسالي 1955 1955
    26-2 هؤلاء حكموا سوريا Said_al-Ghazzi سعيد الغازي 1955 1956
    25-3 صبري العسالي 1956 1958
    رئيس المجلس التنفيذي لمنطقة سورية
    1 نور الدين كحالة 1958 1960 حزب البعث
    2 عبد الحميد سراج 1960 1961
    رؤساء الوزارة
    1 هؤلاء حكموا سوريا Kuzbary مأمون الكزبري 1961 1961
    2 عزت النوس 1961 1961
    3-2 معرف الدوالبي 1961 1962
    4 أحمد ابراهيم العظمة 1962 1962 1910
    5-6 خالد العظم 1962 1963
    6 هؤلاء حكموا سوريا Bitar-3 صلاح الدين البيطار 1963 1963 1912 1980
    7 محمد أمين الحافظ 1963 1964
    6-2 هؤلاء حكموا سوريا Bitar صلاح الدين البيطار 1964 1964
    7-2 هؤلاء حكموا سوريا Hafiz_amin محمد أمين الحافظ 1964 1965
    9 يوسف ذو عينين 1965 1965 1931
    6-2 هؤلاء حكموا سوريا Bitar صلاح الدين البيطار 1966 1966
    9-2 يوسف ذو عينين 1966 1968
    10 هؤلاء حكموا سوريا Atassi نور الدين مصطفى الأتاسي 1968 1970
    11 هؤلاء حكموا سوريا Assad_h1 أبو سليمان حافظ الأسد 1970 1971
    12 عبد الرحمن خليفاوي 1971 1972 1930
    13 محمود الأيوبي 1972 1976 1932
    12-2 عبد الرحمن خليفاوي 1976 1978
    14 محمد علي الحلبي 1978 1980 1937
    15 عبد الرؤوف الكسم 1980 1987 1932
    16 هؤلاء حكموا سوريا Zouabi محمود زعبي 1987 2000 1938 2000
    17 هؤلاء حكموا سوريا Miro محمد مصطفى ميرو 2000 2003 1941
    18 هؤلاء حكموا سوريا Naji-otri محمد ناجي العطري 2003 1944
    السراب

    مُساهمة 12/20/2009, 11:13 pm من طرف السراب

    وطبعاَ قبل ولاية الدكتور بشار الاسد كان يحكم سوريا
    الرئيس الخالد حافظ الاسد
    الرئيس الخالد حافظ الاسد (6 تشرين الأول 1930- 10 حزيران 2000): رئيس الجمهورية (1971-2000).
    ولد في بلدة القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية.
    درس في ثانوية اللاذقية، وترأس أول مؤتمر وطني لطلبة سوريا.
    انتسب إلى الجيش السوري وتلقى تدريبات عسكرية في الاتحاد السوفيتي.
    انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1946، وأصبح قائداً عاماً للقوى الجوية بعد وصول البعث إلى الحكم في ثورة الثامن من آذار 1963.
    عمل وزيراً للدفاع بين عامي 1966 و1970.
    في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1970 قاد الحركة التصحيحية، التي كانت بداية عهد جديد في تاريخ سوريا الحديث، حيث أعاد الأسد سوريا إلى محيطها العربي وبدأ بالإعداد معركة تحرير مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
    في آذار 1971، انتخب رئيساً للجمهورية بأغلبية ساحقة.
    أدخل إصلاحات سياسية تمثلت في إعادة تفعيل مجلس الشعب (البرلمان) وتشكيل الجبهة الوطنية التقدمية 1972 وإصدار دستور جديد للبلاد 1973.
    في تشرين الأول 1973 انضم الأسد إلى مصر في شن هجوم مباغت على القوات الإسرائيلية في الجولان وسيناء المصرية.
    كادت القوات السورية أن تحرر كامل الجولان لولا المساعدات الأميركية الكبيرة التي تدفقت على إسرائيل؛ وكانت الحرب، التي عرفت باسم حرب تشرين أو أكتوبر، نصراً معنوياً كبيراً للعرب بعد ست سنوات من هزيمتهم عام 1967.
    بعد حرب تشرين، استعادت سوريا شريطاً من الأراضي في الجولان تضمن مدينة القنيطرة، كبرى مدن المنطقة، وذلك وفقاً لاتفاقية فض الاشتباك مع الإسرائيليين.
    في عام 1976، أرسل الأسد القوات السورية إلى لبنان لإنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت هناك عام 1975.
    تصدت القوات السورية في لبنان للغزو الإسرائيلي عام 1982 ولعبت الدور الأكبر في إنهاء الحرب الأهلية في تشرين الأول (أكتوبر) 1990.
    كان الأسد من أشد معارضي السلام المنفرد الذي عقدته مصر مع إسرائيل عام 1978، خارجة عن وحدة الصف العربي، ورفض الدخول في مفاوضات سلام قبل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.
    كان الأسد أيضاً معارضاً لحرب العراق ضد إيران التي أعلنها الرئيس العراقي صدام حسين عام 1980 ولغزو العراق للكويت عام 1990؛ وأرسلت سوريا حينئذ قوات للدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد أي هجوم عراقي.
    وافق الأسد على حضور سوريا لمؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 1991 بحضور كل أطراف النزاع في الشرق الأوسط، وخذله حلفاؤه العرب ثانية عندما وقع الفلسطينيون والأردنيون سلاماً منفرداً مع إسرائيل عامي 1993 و1994، وفي حين لم تسفر المفاوضات السورية-الإسرائيلية واللبنانية-الإسرائيلية عن أية نتيجة، فإن الأسد أكد على تلازم المسارين السوري واللبناني في عملية السلام، واستمر في دعم المقاومة اللبنانية المسلحة للاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، إلى أن نجحت هذه المقاومة في إجبار إسرائيل على الانسحاب من لبنان في أيار (مايو) 2000.
    في العاشر من حزيران (يونيو) توفي الأسد بشكل مفاجئ، واختار السوريون ابنه بشار (34 عاماً) لخلافته.
    شو ممكن قلمي ان يكتب عن نبراس الامه العربيه حافظ الاسد اكيد صفحات المنتدى كلها لن تكفيني ...الرجل بغنى عن التعريف
    دامت سوريا بأسدها الدكتور بشار ودمنا نحن أشبال في عرينه
    مشكور سيف العرب بهذا التذكير بمن مر على سوريا من رؤساء
    ولكن بصدق الذاكره لاتحمل إلا الأسود
    تقبل مروري
    avatar

    مُساهمة 10/22/2010, 7:55 pm من طرف سيف العرب


    • الإعجاز العلمي في الصوم.
    • مرض التوحد
    • ملف عن الاكتئاب
    • تقنية النانو
    • بحث حول خطاب الضمان
    • بحث عن الاعتماد المستندي والمرابحة
    • التمثيل الدبلوماسي
    • المقدرة على الإصغاء والاستماع
    • الرهاب الإجتماعي
    • طفلي عنيف..
    • الأسئلة الجنسية المحرجة.. ملاحظات تربوية نفسية
    • أطفالنا والتمييز في المعاملة.. هل ندرك مخاطره؟
    • دور الأب في تحديد شخصية الطفل
    • الأمراض النفسية بين العلم والطب والشعوذة
    • الزواج وسيكيولوجيا الفشل
    • سلوك إيذاء النفس لدى التوحديين وطرق علاجه
    • الحضارة الاسلامية فى الاندلس - فيلم وثائقى رائع
    • هؤلاء حكموا سوريا
    • ملحمة كلكامش هي ملحمة سومرية‎
    • كيف يؤثر تغير المناخ على الثروة المائية؟
    • البطالة
    • الخصائص النفسية للحمل
    • المشكلات الاجتماعية في الطب النفسي
    • كلنا في حاجة لإرشاد نفسي تربوي!
    • القلق..
    • العشق في الستين..! نزوة، أم جنون، أم ماذا..؟
    • واقع الطب النفسي في العالم العربي
    • الحوار وقاية من العنف
    • الإيحاء علاج فعال لكثير من الأمراض
    • صورة الجسد
    • الإدمان على الكحول ( الغولية)
    • المشاكل والاضطرابات الشـخصية التي تجابه أبناءنا
    • مهارات المعلم التدريسية
    • عمليات التجميل من الناحية النفسية
    • الخشكريشا" الحالة النفسية والدعم النفسي للمريض
    • غناء الطفل
    • الخجل عند الأطفال
    • الشخصية والصحة النفسية
    • المراهقة..
    • العدوانية عند الأطفال
    • اثر أغاني الأطفال في تكوين لغة الطفل
    • مفهوم الذات، دراسه ميدانيه مقارنه بين السجناء والأحداث
    • مركز معالجة الصدمات النفسية عن طريق الانترنت.. خدمة مجانية هامة..
    • الإسعاف الأولي لضحايا الصدمات والكوارث
    • التفكير النقدي في الحياة اليومية
    • الأساس البيولوجي للمتعة
    • الانفعالات والانعكاس الجسماني لكبتها
    • طفلي والقلق
    • دور التنشئة الاجتماعية في تكوين السلوك الديمقراطي
    • أحلامنا... قراءة في سيكولوجية الشخصية
    • الطفل المضروب: العصاب، الذهان، والانحراف الجنسي
    • العنف الاسري والكآبة
    • التفكير الإيجابي يبعد شبح الاكتئاب
    • عناد الأطفال أشكاله.. أسبابه.. والتعامل معه
    • إنتاج الفطر الزراعي
    • أعصاب الإنسان
    • بين الانانية والانسانية ( مقال )
    • كيف نقي ابنائنا من شر الشذوذ الجنسي
    • تعاريف ومصطلحات سياسية هامة

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/7/2024, 4:29 pm