شبكة السراب الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة ثقافية ادبية متنوعة وشاملة

المواضيع الأخيرة

» 05 نيسان عيد ميلاد اميرة دمشق
قصيدة  نهج  البردة Empty6/8/2023, 9:34 pm من طرف روان علي شريف

» أنا بهذه اللحظة
قصيدة  نهج  البردة Empty10/28/2021, 8:01 am من طرف جاك

» على الرصيف
قصيدة  نهج  البردة Empty6/13/2020, 5:40 pm من طرف روان علي شريف

» بوابة الجحيم
قصيدة  نهج  البردة Empty6/13/2020, 4:58 pm من طرف روان علي شريف

» الكاتب علي شريف روان في حوار لـ"الديوان"
قصيدة  نهج  البردة Empty6/28/2019, 5:05 pm من طرف روان علي شريف

»  فردوس مليندا المفقود.
قصيدة  نهج  البردة Empty3/12/2019, 1:20 am من طرف روان علي شريف

» بدري فركوح
قصيدة  نهج  البردة Empty3/4/2019, 11:56 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ليلى العفيفة
قصيدة  نهج  البردة Empty3/4/2019, 11:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة مؤلفات محمد حسنين هيكل
قصيدة  نهج  البردة Empty1/27/2019, 3:42 pm من طرف نبيل اوزاعي

» ألفية العياط فى النحو
قصيدة  نهج  البردة Empty11/9/2018, 3:13 am من طرف محمود العياط

» ديوان إنشق القمر
قصيدة  نهج  البردة Empty8/14/2018, 2:05 am من طرف محمود العياط

»  ديوان بومبا والاقزام
قصيدة  نهج  البردة Empty2/25/2018, 3:39 am من طرف محمود العياط

» بريد الموتى
قصيدة  نهج  البردة Empty1/23/2018, 2:35 am من طرف روان علي شريف

» ديوان دحش قرم ودانك
قصيدة  نهج  البردة Empty12/21/2017, 4:33 am من طرف محمود العياط

»  ديوان حادى يابادى يا كرنب زبادى
قصيدة  نهج  البردة Empty10/14/2017, 6:21 am من طرف محمود العياط

» من عجائب الأرقام
قصيدة  نهج  البردة Empty5/24/2017, 9:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ابن الرومي
قصيدة  نهج  البردة Empty5/24/2017, 9:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  قصيدة حبك وقلبى
قصيدة  نهج  البردة Empty8/13/2016, 11:05 pm من طرف محمود العياط

» الأعشى الأكبر
قصيدة  نهج  البردة Empty6/11/2016, 4:17 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مساء الخير
قصيدة  نهج  البردة Empty5/2/2015, 8:40 am من طرف السراب

» مي زيادة
قصيدة  نهج  البردة Empty4/22/2015, 11:17 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» لبيد بن ربيعة
قصيدة  نهج  البردة Empty12/28/2014, 4:44 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زهير بن أبي سلمى
قصيدة  نهج  البردة Empty12/20/2014, 4:32 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» جبران خليل جبران
قصيدة  نهج  البردة Empty12/5/2014, 2:16 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» إيايا أبو ماضي
قصيدة  نهج  البردة Empty11/5/2014, 2:09 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حمل برنامح تعلم اللغة الانجليزيه على جهازك المحمول
قصيدة  نهج  البردة Empty9/11/2014, 10:04 pm من طرف poopy87

» أوبريت ملحمة تحتمس الرابع ولوحة الاحلام
قصيدة  نهج  البردة Empty7/28/2014, 9:41 am من طرف محمود العياط

»  سيف الفراق
قصيدة  نهج  البردة Empty7/22/2014, 2:59 am من طرف محمود العياط

»  ديوان اعشقك جدا
قصيدة  نهج  البردة Empty7/22/2014, 2:56 am من طرف محمود العياط

» ديوان الحديث مع النفس البشرية
قصيدة  نهج  البردة Empty7/22/2014, 2:54 am من طرف محمود العياط

» عمرو بن كلثوم
قصيدة  نهج  البردة Empty6/14/2014, 6:02 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» طرفة بن العبد
قصيدة  نهج  البردة Empty5/28/2014, 5:26 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

»  ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة
قصيدة  نهج  البردة Empty5/20/2014, 10:40 pm من طرف محمود العياط

» شهداء 6 أيار 1916
قصيدة  نهج  البردة Empty5/6/2014, 5:45 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» الياس قنصل
قصيدة  نهج  البردة Empty4/23/2014, 4:20 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» زكي قنصل
قصيدة  نهج  البردة Empty4/23/2014, 4:18 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» فضائية الجزيرة إحدى أسلحة قطر
قصيدة  نهج  البردة Empty4/3/2014, 6:05 pm من طرف طالب علي

» إضافة رائعة للفايرفوكس ( ميزة AutoPager ) تجعل كل المواضيع في صفحة واحدة
قصيدة  نهج  البردة Empty4/2/2014, 4:47 pm من طرف العـدوي

» محمود درويش مؤلفات ودواوين
قصيدة  نهج  البردة Empty3/20/2014, 9:56 pm من طرف wadfay

» حاتم الطائي
قصيدة  نهج  البردة Empty3/20/2014, 6:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» حكمة اليوم
قصيدة  نهج  البردة Empty3/2/2014, 6:03 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» امرؤ القيس
قصيدة  نهج  البردة Empty3/2/2014, 5:55 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» محتويات مكتبة الروايات
قصيدة  نهج  البردة Empty2/9/2014, 4:26 pm من طرف أريج الورد

» تقديم ديوان رصاصة فى قلب الجياد العجوزة محمود العياط
قصيدة  نهج  البردة Empty2/1/2014, 8:33 pm من طرف محمود العياط

» الحارث بن حلزة
قصيدة  نهج  البردة Empty1/21/2014, 7:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» مجموعة من الاغاني النادرة لكاظم الساهر تجدونها عند السراب فقط لا غير
قصيدة  نهج  البردة Empty1/19/2014, 10:02 am من طرف mas12ter

» رخصة زواج للمؤجل اداريا
قصيدة  نهج  البردة Empty1/8/2014, 9:17 am من طرف anas198510

» الف ليلة وليلة
قصيدة  نهج  البردة Empty1/8/2014, 2:01 am من طرف سعيد خليف

» عنترة العبسي
قصيدة  نهج  البردة Empty1/5/2014, 6:30 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» معجم المصطلحات النفسية انكليزي فرنسي عربي
قصيدة  نهج  البردة Empty11/24/2013, 1:33 pm من طرف محمد حمد

شاطر

مواضيع مماثلة

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    قصيدة نهج البردة

    السراب
    السراب
    ادارة عامة
    ادارة عامة

    انثى
    عدد المشاركات : 10952
    تاريخ الميلاد : 11/01/2008
    العمر : 16
    عدد مرات الشكر : 355
    07082010

    قصيدة  نهج  البردة Empty قصيدة نهج البردة

    مُساهمة من طرف السراب

    ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـــــــــنَ البـانِ وَالعَلَـمِ
    أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـر الحُــــــرُمِ

    رَمــــــــى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً
    يـا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِــــــــنَ الأَجَـمِ

    لَمّـا رَنــــــــــــا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً
    يا وَيـحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي

    جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهــــــــمَ فـي كَبِـدي
    جُــــــــرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ

    رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النــــاسِ مِـن خُلُـقٍ
    إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُــــــذرِ فـي الشِيَـمِ

    يـا لائِمـي فـي هَــــــــــواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ
    لَو شَفَّـكَ الوَجـدُ لَـــــــــم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم

    ِلَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنـــــــــــــــــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ
    وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـــــــــي صَـمَـمِ

    يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقـــتَ الهَـوى أَبَـداً
    أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفـظِ الهَـوى فَنَـــمِ

    أَفديـكَ إِلفـاً وَلا آلـــــــــــو الخَيـالَ فِــدىً
    أَغـراكَ باِلبُخـلِ مَـن أَغـــــــــراهُ بِالكَـرَمِ

    سَـرى فَصـادَفَ جُرحــــــــاً دامِيـاً فَأَسـا
    وَرُبَّ فَضـلٍ عَلـــــــــــى العُـشّـاقِ لِلحُـلُـمِ

    مَـنِ المَوائِـسُ بانـاً بِالرُبــــــــــى وَقَـنـاً
    اللاعِبـاتُ بِروحـــــــي السافِحـاتُ دَمــي

    السافِـراتُ كَأَمثـــــــــالِ الـبُـدورِ ضُـحـىً
    يُغِرنَ شَمسَ الضُحـى بِالحَلـيِ وَالعِصَـمِ

    القـاتِـلاتُ بِأَجـفـــــــــــــــانٍ بِـهـا سَـقَــمٌ
    وَلِلمَنِـيَّـةِ أَسـبـابٌ مِـــــــــــــــنَ السَـقَـمِ

    العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـــــــــــرِجـالِ وَمــا
    أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـــــــدَلِّ فـي الرَسَـمِ

    المُضرِمـاتُ خُــــــدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت
    عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكـبـــــــــــادَ لِلـضَـرَمِ

    الحامِـلاتُ لِــــــــواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً
    أَشكالُـهُ وَهـوَ فَــــــــــردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ

    مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـــــــراءَ زُيِّنَـتـا
    لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـــي الآرامِ كَالعُصُـمِ

    يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـــن عَجَـبٍ
    إِذا أَشَـرنَ أَسَـــــــــــرنَ اللَـيـثَ بِالغَـنَـمِ

    وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً
    يَرتَعـنَ فــــــــي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ

    يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِـبُـــــــهُ
    أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُــمِ

    مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّــــــــى عَـنَّ مَسكَنُـهُ
    أَنَّ المُنـى وَالمَنايـــــا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ

    مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـر
    وَأَخـرَجَ الريــــــمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ

    بَيني وَبَينُـكِ مِـــــن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ
    وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـــــــــــــةُ العِـصَـمِ

    لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِــرىً
    مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــــــــــــن إِرَمِ

    يـا نَفـسُ دُنيــــــــاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ
    وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُســــــــنُ مُبتَـسَـمِ

    فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـــــــا ضَحِـكَـت
    كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـــــــــاءِ بِالـثَـرَمِ

    مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كــــــانَ النـاسُ خاطِـبَـةٌ
    مِن أَوَّلِ الدَهــــــرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ

    يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِــــــن إِساءَتِهـا
    جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنــــــــهُ فــي الأَدَمِ

    لا تَحفَـلـي بِجَنــــــــــاهـا أَو جِنايَـتِـهـا
    المَـوتُ بِالزَهـرِ مِثــــلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ

    كَــــــــــم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهــيَ سـاهِـرَةٌ
    لَـولا الأَمانِــــــــــيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ

    طَـوراً تَمُـــــــــدُّكَ فـي نُعـمـى وَعافِـيَـةٍ
    وَتــــــارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ

    كَــــــم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ
    إِن يَلـقَ صابـــــــا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ

    يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهـــــــــــا
    مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـــــي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ

    رَكَضتُها فـي مَريــــعِ المَعصِيـاتِ وَمـا
    أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعــــاتِ لِلتُخَـمِ

    هامَـت عَلـى أَثَـــرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا
    وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ

    صَـلاحُ أَمـــــــــــــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ
    فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخـــــــــلاقِ تَستَـقِـمِ

    وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـــــرِ عافِيَـةٍ
    وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـــــمِ

    تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـــــــــذَّةٍ وَهَــوىً
    طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُــــــمِ

    إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفــــــرانِ لـي أَمَـلٌ
    في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـــــــرِ مُعتَصِـمِ

    أَلقـى رَجائـي إِذا عَــــــــزَّ المُجيـرُ عَلـى
    مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فــــــــي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ

    إِذا خَفَضـتُ جَـنـــــــــــــاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ
    عِزَّ الشَفاعَـةِ لَــــــــم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ

    وَإِن تَـقَـــــــــــدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ
    قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَــــــــــــــدَمِ

    لَزِمـتُ بـابَ أَميــــــــــرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن
    يُمسِـك بِمِفتـــــــــــاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ

    فَـكُـلُّ فَـضـــــــــــــلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ
    مـــــــــــا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ

    عَلَّقـتُ مِـن مَدحِــــــــــهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ
    فـي يَـــــــومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ

    يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيــــنَ أَمدَحُـهُ
    وَلا يُقـاسُ إِلـى جـــــــودي لَـدى هَـرِمِ

    مُحَمَّــــــــــدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
    وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلــــــــقٍ وَمِـن نَسَـمِ

    وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ
    مَتــى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي

    سَنـــــــاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً
    فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَــــــوءُ فـي عَلَـمِ

    قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَــــت أُبُـوَّتُـهُ
    مِـن سُـؤدُدٍ بــــــــاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ

    نُموا إِلَيهِ فَـــزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً
    وَرُبَّ أَصـــــلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي

    حَـواهُ فــــــي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ
    نـورانِ قامــــا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ

    لَـمّـــــــا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ
    بِمـا حَفِظنــــــــا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ

    سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا
    مَصـــونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ

    كَـم جيئَـةٍ وَذَهـــــابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا
    بَطحــــاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ

    وَوَحشَــةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا
    أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ

    يُسامِـرُ الوَحـــــــيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ
    وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيــــــــرِ يَتَّـسِـمِ

    لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ
    فاضَـت يَـــــــداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ

    وَظَلَّلَـتـهُ فَـصــــــــــــارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ
    غَمـامَـــــــــــةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ

    مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـــــــــــهـا
    قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَــــــمِ

    إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـــــــادُ بِـهـا
    يُغـرى المـادُ وَيُغـرى كُـــلُّ ذي نَسَـمِ

    وَنـودِيَ اِقـــــــرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا
    لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـــــهُ بِفَـمِ

    هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـــــــرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت
    أَسمـاعُ مَكَّــــــــةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ

    فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهــا
    وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـــي السَهـلِ وَالعَلَـمِ

    تَساءَلواعَـن عَظيـمٍ قَـــــــد أَلَــمَّ بِـهِـم
    رَمـى المَشايِـخَ وَالـــــوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ

    ياجاهِليـنَ عَلـى الـهــادي وَدَعـوَتِـهِ
    هَـل تَجهَلـونَ مَكــانَ الصـادِقِ العَلَـمِ

    لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــــــــي صِـغَـرٍ
    وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَـــــــــولٍ بِمُتَّـهَـمِ

    فـاقَ البُـدورَ وَفاقَ الأَنبِيـاءَ فَكَم
    بِالخُلقِ والخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ

    جـــاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت
    وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيــــرِ مُنـصَـرِمِ

    آياتُـهُ كُلَّمـا طـــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ
    يَزينُـهُـنَّ جَــــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ

    يَكـــادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ
    يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالــرَحِـمِ

    يــا أَفـصَـحَ الناطِقـيـنَ الـضــادَ قاطِبَةً
    حَديثُكَ الشَهـــــــدُ عِندَ الذائِـقِ الفَهِـمِ

    حَلَّيـتَ مِـن عَطَـــــلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ
    فـي كُـــــلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ

    بِكُـلِّ قَـــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ
    تُحـيِ القُلــــوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ

    سَـرَت بَشائِــــــرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ
    في الشَرقِ والغَربِ مَسرىالنورِ في الظُلَمِ

    تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَــرَبٍ
    وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِــن عُجُـمِ

    ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت
    مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِالقُـدُمِ

    أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـــى لا تَمُـرُّ بِهِـم
    إِلّا عَلـــــى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ

    وَالأَرضُ مَملــوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ
    لِكُــــــلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلــقِ مُحتَـكِـمِ

    مُسَيطِرُالفُــــرسِ يَبغـي فــي رَعِيَّـتِـهِ
    وَقَيصَرُالـــــرومِ مِـن كِبـرٍأَصَـمُّ عَــمِ

    يُعَذِّبـانِ عِبــــادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ
    وَيَذبَـحـانِ كَـمــــا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ

    وَالخَلـــقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم
    كَاللَيـــثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ

    أَسـتتتترى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ
    والرُسلُ في المَسجِدِالأَقصى عَلى قَدَمِ

    لَمّـا خَطَـــــــرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم
    كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ

    صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُــــلُّ ذي خَـطَـرٍ
    وَمَـن يَفُـــــــــز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ

    جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُـنَّ بِهِـــم
    عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّـــــةِ الـلُـجُـمِ

    رَكوبَـةً لَـكَ مِـن عِـــــــزٍّ وَمِـن شَـرَفٍ
    لا في الجِيـادِ وَلا فــي الأَينُـقِ الرُسُـمِ

    مَشيئَـةُ الخالِـــــــقِ البـاري وَصَنعَتُـهُ
    وَقُــــــدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُهَـمِ

    حَتّى بَلَغـتَ سَمــــــــاءً لا يُطـارُ لَهـا
    عَلى جَنـــــاحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَـدَمِ

    وَقيـلَ كُــــــــلُّ نَبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ
    وَيا مُحَمَّـــــــدُ هَـذا العَـرشُ فَاِستَلِـمِ

    خَطَطـتَ لِلديـــــنِ وَالدُنيـا عُلومَهُمـا
    يا قارِئَ اللَــوحِ بَل يـا لامِـسَ القَلَـمِ

    أَحَطــــــتَ بَينَهُمـا بِالسِـرِّ وَاِنكَشَفَـت
    لَكَ الخَزائِنُ مِـــــــن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ

    وَضــاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِـن مِنَـنٍ
    بِلا عِــــدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِعَـمِ

    سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
    لَـولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَـم تُسَـمَ

    هَل أَبصَروا الأَثَرَالوَضّاءَ أَم سَمِعـوا
    هَمسَ التَسابيحِ وَالقُـرآنِ مِـن أُمَـمِ

    وَهَل تَمَثَّـلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَهُـم
    كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ

    فَأَدبَـروا وَوُجـــــوهُ الأَرضِ تَلعَنُـهُـم
    كَباطِلٍ مِـن جَـــــــلالِ الحَـقِّ مُنهَـزِمِ

    لَولا يَدُ اللَـهِ بِالجــــارَيـنَ مـا سَلِمـا
    وَعَينُهُ حَـــــولَ رُكـنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ

    تَوارَيـا بِجَنــــاحِ الـلَـهِ وَاِستَـتَـرا
    وَمَن يَضُـمُّ جَنـــــــاحُ اللَـهِ لا يُضَـمِ

    يا أَحمَدَ الخَيرِ لـي جــاهٌ بِتَسمِيَتـي
    وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسـولِ سَمــي

    المادِحـونَ وَأَربـــــابُ الهَـوى تَبَـعٌ
    لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحـاءِ ذي القَـدَمِ

    مَديحُهُ فيـكَ حُـــــبٌّ خالِـصٌ وَهَـوىً
    وَصادِقُ الحُبِّ يُملـــي صـادِقَ الكَلَـمِ

    اللَـهُ يَشهَـدُ أنــي لا أُعـارِضُـهُ
    من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ

    وَإِنَّما أَنــــــا بَعـضُ الغابِطيـنَ وَمَـن
    يَغبِـط وَلِيَّـــــــكَ لا يُـذمَـم وَلا يُـلَـمِ

    هَـــــذا مَقـامٌ مِـنَ الرَحمَـنِ مُقتَبَـسٌ
    تَرمــــي مَهابَتُـهُ سَحبـانَ بِالبَـكَـمِ

    البَدرُ دونَكَ فـي حُسنٍ وَفـي شَـرَفٍ
    وَالبَحــــرُ دونَكَ في خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ

    شُــمُّ الجِبـالِ إِذا طاوَلتَهـا اِنخَفَضَـت
    وَالأَنجُمُ الزُهرُ مـــــا واسَمتَهـا تَسِـمِ

    وَاللَيثُ دونَـكَ بَأسـاً عِنـــــــدَ وَثبَتِـهِ
    إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِــلاحِ كَمـي

    تَهفـو إِلَيـــــــكَ وَإِن أَدمَيـتَ حَبَّتَهـا
    فــي الحَربِ أَفئِـدَةُ الأَبطـالِ وَالبُهَـمِ

    مَحَبَّـةُ الـلَـهِ أَلقــــــاهـا وَهَيبَـتُـهُ
    عَلى اِبنِ آمِنَـةٍ فــــــــي كُـلِّ مُصطَـدَمِ

    كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقـعِ بَــــدرُ دُجـىً
    يُضـيءُ مُلتَثِمـاً أَو غَيــــرَ مُلتَـثِـمِ

    بَـدرٌ تَطَلَّـعَ فـي بَــــــدرٍ فَغُـرَّتُـهُ
    كَغُرَّةِ النَصـرِ تَجلـو داجِـــيَ الظُلَـمِ

    ذُكِرتَ بِاليُتـمِ فـي القُـــرآنِ تَكرِمَـةً
    وَقيمَةُ اللُؤلُـؤِ المَكنــونِ فـي اليُتُـمِ

    اللَـهُ قَسَّـمَ بَيــنَ النـاسِ رِزقَهُـمُ
    وأنتَ خُيِّــرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِسَـمِ

    إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَـم
    فَخيرَةُ اللَـهِ فـــي لا مِنـكَ أَو نَعَـمِ

    أَخوكَ عيسى دَعــــا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ
    وَأَنتَ أَحيَيـتَ أَجيـــــالاً مِـنَ الزِمَـمِ

    وَالجَهلُ مَوتٌ فَـــإِن أوتيـتَ مُعجِـزَةً
    فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ

    قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ مـا بُعِثـوا
    لِقَتــــــلِ نَفـسٍ وَلاجـاؤوا لِسَفـكِ دَمِ

    جَهــــــلٌ وَتَضليـلُ أَحـلامٍ وَسَفسَطَـةٌ
    فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعـدَ الفَتـــحِ بِالقَلَـمِ

    لَمّـــا أَتى لَكَ عَفـواً كُـلُّ ذي حَسَـبٍ
    تَكَفَّــــلَ السَيـفُ بِالجُهّـالِ وَالعَـمَـم

    ِوَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيـــــرِ ضِقـتَ بِـهِ
    ذَرعـاً وَإِن تَلقَـهُ بِالشَـــــــرِّ يَنحَسِـمِ

    سَــــلِ المَسيحِيَّةَ الغَـرّاءَ كَـم شَرِبَـت
    بِالصابِ مِن شَهَــــواتِ الظالِـمِ الغَلِـمِ

    طَريدَةُ الشِـركِ يُؤذيـــهـا وَيوسِعُهـا
    في كُلِّ حيـنٍ قِتـالاً ساطِـعَ الحَـــــــدَمِ

    لَـولا حُمــــــــاةٌ لَهـا هَبّـوا لِنُصرَتِهـا
    بِالسَيفِ ما اِنتَفَعَت بِالرِفـقِ وَالرُحَـمِ

    لَولا مَكــــــــانٌ لِعيسـى عِنـدَ مُرسِلِـهِ
    وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلـروحِ فــــي القِـدَمِ

    لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُـهرُ الشَريـفُ عَلـى
    لَـــوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيـهِ وَلَـم يَجِـمِ

    جَلَّ المَسيــــحُ وَذاقَ الصَلـبَ شانِئُـهُ
    إِنَّ العِقـــــــابَ بِقَـدرِ الذَنـبِ وَالجُـرُمِ

    أَخو النَبِـيِّ وَروحُ اللَـهِ فـي نُــــــتزُلٍ
    فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَـرشِ مُحتَـترَمِ

    عَلَّمتَهُم كُـلَّ شَـيءٍ يَجهَلــــــــونَ بِـهِ
    حَتّى القِتالَ وَمـا فيـــــــهِ مِـنَ الذِمَـمِ

    دَعَوتَهُـم لِجِهـادٍ فيـــــــــهِ سُـؤدُدُهُـم
    وَالحَربُ أُسُّ نِظـامِ الكَـتتتونِ وَالأُمَـمِ

    لَولاهُ لَم نَـرَ لِلـدَولاتِ فـــــــــي زَمَـنٍ
    ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَـــــرَّ مِـن دُهُـمِ

    تِلـكَ الشَواهِـدُ تَتـرى كـلَّ آوِنَـةٍ
    في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ

    بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُـــرُرٌ
    لَولا القَذائِفُ لـم تَثلَـم وَلَـم تَصُـمِ

    أَشياعُ عيسى أَعَـدّوا كُــــــــلَّ قاصِمَـةٍ
    وَلَم نُعِـدُّ سِـوى حــــــــــالاتِ مُنقَصِـمِ

    مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجـــاءِ قُمـتَ لَهـا
    تَرمي بِأُسدٍ وَيَرمــــــي اللَـهُ بِالرُجُـمِ

    عَلـــــــى لِوائِـكَ مِنهُـم كُـلُّ مُنتَـقِـمٍ
    لِلَّـهِ مُستَقتِـلٍ فــــــي اللَـهِ مُعـتَـزِمِ

    مُسَبِّـحٍ لِلِقـاءِ الـلَـهِ مُضـطَـــــــرِمٍ
    شَوقاً عَلى سابِخٍ كَالبَـرقِ مُضطَــــــرِمِ

    لَوصادَفَ الدَهرَ يَبغـي نَقلَـةً فَرَمــــــى
    بِعَزمِهِ في رِحــــــــــالِ الدَهـرِ لَـم يَـرِمِ

    بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُـــروبِ بِهِـم
    مِن أَسيُفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُــذُمُ

    كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَـن رَجُـــــلٍ
    مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن مـاتَ بِالقَسَـمِ

    لَولا مَواهِبُ في بَعـضِ الأَنـــــــامِ لَمـا
    تَفاوَتَ الناسُ فـي الأَقــــدارِ وَالقِيَـمِ

    شَريعَةٌ لَـكَ فَجَّــــــرتَ العُقـولَ بِهـا
    عَن زاخِرٍ بِصُنــــــوفِ العِلـمِ مُلتَطِـمِ

    يَلوحُ حَولَ سَنـا التَوحيــــدِ جَوهَرُهـا
    كَالحَليِ لِلسَيـفِ أَو كَالوَشــــــيِ لِلعَلَـمِ

    غَرّاءُ حامَت عَلَيهــــــا أَنفُـسٌ وَنُهـىً
    وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِـن حِكمَـــــــةٍ يَحُـمِ

    نورُ السَبيلِ يُســـــاسُ العالِمـونَ بِهـا
    تَكَفَّلَـت بِشَبـابِ الدَهـــــــرِ وَالـهَـرَمِ

    يَجري الزَمانُ وَأَحكــامُ الزَمـانِ عَلـى
    حُكمٍ لَها نافِـــــــذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسِـمِ

    لَمّا اِعتَلَت دَولَـــةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسَعَـت
    مَشَت مَمالِكُــــــــهُ فـي نورِهـا التَمَـمِ

    وَعَلَّمَـت أُمَّــــــــةً بِالقَـفـرِ نـازِلَـةً
    رَعيَ القَياصِرِ بَعـدَ الشـــــاءِ وَالنَعَـمِ

    كَم شَيَّدَ المُصلِحـونَ العامِلــــونَ بِهـا
    في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَـمِ

    لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمديـنِ مــــا عَزَمـوا
    مِنَ الأُمورِ وَما شَـدّوا مِـنَ الحُــــــزُمِ

    سُرعانَ مـا فَتَحـوا الدُنيــا لِمِلَّتِهِـم
    وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِهـــا الشَبِـمِ

    ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِـم
    إِلى الفَلاحِ طَريـقٌ واضِــــــحُ العَظَـمِ

    لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنـاً شـــــــادَ عَدلَهُـمُ
    وَحائِـــــــــطُ البَغـيِ إِن تَلمَسـهُ يَنهَـدِمِ

    نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعـوا
    عَلى عَميمٍ مِـنَ الرُضـــــــوانِ مُقتَسَـمِ

    دَع عَنكَ روما وَآثينـا وَمـا حَوَتــــــا
    كُلُّ اليَواقيـتِ فـي بَغـــــــدادَ وَالتُـوَمِ

    وَخَـلِّ كِسـرى وَإيوانـاً يَـــــــــدِلُّ بِـهِ
    هَوىً عَلـى أَثَـرِ النيــــــــرانِ وَالأَيُـمِ

    وَاِترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَـرُهُ
    في نهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَـرَمِ

    دارُ الشَرائِـــعِ رومـا كُلَّمـا ذُكِـرَت
    دارُ السَلامِ لَهـا أَلقَـت يَــدَ السَلَـمِ

    مـا ضارَعَتهـا بَيانـاً عِنــدَ مُلتَـأَمٍ
    وَلا حَكَتهـا قَضــــــاءً عِنـدَ مُختَصَـمِ

    وَلا اِحتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِهـا
    عَلـى رَشيــدٍ وَمَأمـونٍ وَمُعتَصِـمِ

    مَـنِ الَّذيـنَ إِذا ســــــــــارَت كَتائِبُـهُـم
    تَصَرَّفـوا بِحُـــــدودِ الأَرضِ وَالتُخَـمِ

    وَيَجلِسـونَ إِلــــــــــى عِلـمٍ وَمَعـرِفَـةٍ
    فَـلا يُدانَـونَ فـــــــــي عَقـلٍ وَلا فَهَـمِ

    يُطَأطِـئُ العُلَمـاءُ الهـــــامَ إِن نَبَسـوا
    مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَـةِ iiالحُكُــمِ

    وَيُمطِــــرونَ فَما بِـالأَرضِ مِـن مَحَـلٍ
    وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُــدُمِ

    خَلائِفُ اللَـهِ جَلّـــــــوا عَـن مُوازَنَـةٍ
    فَلا تَقيسَـنَّ أَمـلاكَ الــــــــوَرى بِهِـمِ

    مَن فـي البَرِيَّـةِ كَالفـــــــاروقِ مَعدَلَـةً
    وَكَاِبنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِـعِ الحَشِــمِ

    وَكَالإِمـامِ إِذا مـــا فَـضَّ مُزدَحِـمـاً
    بِمَدمَعٍ فـي مَآقـي القَـــومِ مُزدَحِـمِ

    الزاخِرُ العَذبُ فـي عِلــمٍ وَفـي أَدَبٍ
    وَالناصِرُالنَدبِ في حَــربٍ وَفـي سَلَـمِ

    أَو كَاِبنِ عَفّانَ وَالقُــرآنُ فـي يَـدِهِ
    يَحنوعَلَيهِ كَما تَحنـو عَلـى الفُطُـمِ

    وَيَجمَــــــــعُ الآيَ تَرتيـبـاً وَيَنظُمُـهـا
    عِقداً بِجيـدِ اللَيالــــــي غَيـرَ مُنفَصِـمِ

    جُرحانِ في كَبِـــدِ الإِسـلامِ مـا اِلتَأَمـا
    جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتـابِ دَمي

    وَمـا بَـــلاءُ أَبـي بَـكـرٍ بِمُتَّـهَـمٍ
    بَعدَ الجَلائِـلِ فـي الأَفعــالِ وَالخِـدَمِ

    بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَـنٍ
    أَضَلَّتِ الحُلـمَ مِـن كَهـــلٍ وَمُحتَلِـمِ

    وَحِدنَ بِالراشِــــدِ الفاروقِ عَـن رُشـدٍ
    في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيــــرُ مُنبَهِـمِ

    يُجـادِلُ القَــومَ مُسـتَـلّاً مُهَـنَّـدَهُ
    في أَعظَمِ الرُسلِ قَدراً كَيفَ لَـم يَـدُمِ

    لا تَعذُلـوهُ إِذا طـافَ الذُهـولُ بِـهِ
    ماتَ الحَبيبُ فَضَـلَّ الصَبُّ عَن رَغَـمِ

    يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّـم مــا أَرَدتَ عَلـى
    نَزيلِ عَرشِـكَ خَيــرِ الرُسـلِ كُلِّهِـمِ

    مُحـيِ اللَيالـي صَــلاةً لا يُقَطِّعُهـا
    إِلا بِدَمـعٍ مِـنَ الإِشفــاقِ مُنسَجِـمِ

    مُسَبِّحاً لَـكَ جُنـحَ اللَيــلِ مُحتَمِـلاً
    ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُرّاً مِنَ الـوَرَمِ

    رَضِيَّـةٌ نَفسُــهُ لا تَشتَكـي سَـأَمـاً
    وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَـأَمِ

    وَصَـلِّ رَبّـــــي عَلـى آلٍ لَـهُ نُخَـبٍ
    جَعَلتَ فيهِم لِـــواءَ البَيـتِ وَالحَـرَمِ

    بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَـكٍ
    شُمُّ الأُنــوفِ وَأَنفُ الحادِثـاتِ حَمـى

    وَأَهـدِ خَيــــــــــرَ صَـلاةٍ مِنـكَ أَربَعَـةً
    في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُـرَمِ

    الراكِبيـنَ إِذا نـادى النَبِـيُّ بِــهِـم
    ماهالَ مِن جَلَلٍ وَاِشتَــــــدَّ مِـن عَمَـم

    الصابِريـــــنَ وَنَفـسُ الأَرضِ واجِفَـةٌ
    الضاحِكينَ إِلـى الأَخطــــــارِ وَالقُحَـمِ

    يارَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـــــن مَنِيَّتِهـا
    وَاِستَيقَظَت أُمَـمٌ مِـن رَقــدَةِ العَـدَمِ

    سَعدٌ وَنَحـسٌ وَمُلـكٌ أَنـتَ مالِكُـــــهُ
    تُديـــلُ مِـن نِعَـمٍ فيـهِ وَمِـن نِقَـمِ

    رَأى قَضـاؤُكَ فينـا رَأيَ حِكمَـتِــــهِ
    أَكـــرِم بِوَجهِـكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَقِـمِ

    فَاِلطُف لِأَجلِ رَســولِ العالَميـنَ بِنـا
    وَلا تَـــــزِد قَومَـهُ خَسفـاً وَلا تُسِـمِ

    يا رَبِّ أَحسَنتَ بَــدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ
    فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَــــح حُسـنَ مُختَتَـمِ

    (أحمد شوقي)
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    الباشـــــــق

    مُساهمة 8/8/2010, 2:43 am من طرف الباشـــــــق

    قصيدة رائعة جدا لأمير الشعراء شوقي في مديح سيد الآنام صلى الله عليه وسلم
    اختيار موفق بارك الله فيكي
    وكأنك تنثري العطور لقدوم الشهر الميارك
    اوفقني البيت التالي وخاصة الشطر الاخير منه هلا افدتمونا بشرحه مفصلا
    ولا تزد قومه خسفا ولاتسم
    ومشكوووووووووورة سلفا
    تقبلي مروري
    دمتي بكل الود والاحترام
    اريج الاندلس

    مُساهمة 8/9/2010, 5:44 am من طرف اريج الاندلس

    مُحَمَّــــــــــدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
    وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلــــــــقٍ وَمِـن نَسَـمِ


    ما أروع بردة شوقي وما أجملها
    شكرا سراب لهذة القصيدة الجميلة والتي أخذت نصفف ساعة لقرأتها
    السراب

    مُساهمة 8/13/2010, 6:36 am من طرف السراب

    الباشـــــــق كتب:قصيدة رائعة جدا لأمير الشعراء شوقي في مديح سيد الآنام صلى الله عليه وسلم
    اختيار موفق بارك الله فيكي
    وكأنك تنثري العطور لقدوم الشهر الميارك
    اوفقني البيت التالي وخاصة الشطر الاخير منه هلا افدتمونا بشرحه مفصلا
    ولا تزد قومه خسفا ولاتسم
    ومشكوووووووووورة سلفا
    تقبلي مروري
    دمتي بكل الود والاحترام

    انت من اريد ان اتشكره الباشق بمرورك الكريم
    وعن سؤالك أجيبك بالآتي والله اعلم

    فَاِلطُف لِأَجلِ رَســولِ العالَميـنَ بِنـا
    وَلا تَـــــزِد قَومَـهُ خَسفـاً وَلا تُسِـمِ

    أي لاتجعل مرتبة المسلمين بسبب جهلهم ادنى المراتب
    ولاتسمهم بهذه بسمات تقلل من قدرهم كإسلام

    وصلت الفكرة باشق؟
    امانة اذا اي بيت مافهمته انا بالخدمة
    دمت بود

    السراب

    مُساهمة 8/13/2010, 6:38 am من طرف السراب

    اريج الاندلس كتب:مُحَمَّــــــــــدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
    وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلــــــــقٍ وَمِـن نَسَـمِ


    ما أروع بردة شوقي وما أجملها
    شكرا سراب لهذة القصيدة الجميلة والتي أخذت نصف ساعة لقراءتها

    العفو عطري الاندلسي
    انت الجميلة التي ترى كل شيئ جميل
    دمتِ بود وباقة ورد

      الوقت/التاريخ الآن هو 9/21/2024, 10:10 pm