وتستمر لم تنته الفصول بعد..

لم تنته الفصول بعد.. ولم تفرغ جعبة الحقد والاستهداف.. ولا فبركة الأكاذيب.

هكذا تواصل الدوائر السياسية والإعلامية سعيها المحموم لبقاء الضخ التحريضي‏

وعملية التجييش على وتيرة متصاعدة، وما عجزت عنه على أرض الواقع، لجأت إلى تعويضه بالتمنيات، وما فشلت في تمريره على ألسنة شهود العيان تكفلت هي باختلاقه أرشيفياً.‏

الحملة لم تقف هنا .. لم ترم أوراقها بعد .. لم تسلم بالإفلاس .. تستبدل ما تلف بآخر أكثر تلفاً .. وما احترق منها .. بما هو رماد مسبق.‏

إفلاس إعلامي .. فشل سياسي .. استنفار على مستويات عدة .. والحصيلة.. الإصرار على الرمي بأوراق الفتنة .. والذهاب أبعد في البحث داخل التفاصيل.‏

لم يَرُق لهم أن يواصل السوريون خياراتهم بعيداً عن تلك الحسابات .. ولم يرق لهم ألا يستجيبوا لأبواق الفتنة والتحريض .. وألا يتعاطوا مع أوراق الضغط والابتزاز وأن يصرّ السوريون بأطيافهم المختلفة على طريقهم الذي يتقنون تفاصيله .. ويعرفون كل مفازاته .. وقادرون على تحديد مفارقه.‏

ثمة أسئلة عديدة تشي بها كلمات التحريض المصنعة .. تفاصيل الإجابة الملتوية..التي يصرّون على تكرار مفرداتها ومصطلحاتها.‏

ليس هناك من شك في أن الأمر لم ينته بعد .. وليس لدينا أوهام .. وما برز حتى اليوم .. ربما كان فقط طوراً تمهيدياً .. وثمة أطوار تنتظر .. بعدها قيد التحضير وأُخر قيد التنفيذ .. وربما ثالثاً قيد التصنيع.‏

السقوط السياسي والإعلامي .. لم يحل دون البحث عن بدائل .. ولم يوقف محاولات التحريض والفتنة .. ولا الضغط والابتزاز .. هذا ما يقتنع به السوريون .. ويعرفون أن حلقات أخرى من الاستهداف قادمة سياسياً وإعلامياً وعلى الأرض أيضاً.‏

في بعض الحسابات قد تتلون التفاصيل .. لكن في الخيارات الكبرى ثمة مسار يجيدوه السوريون وهو وحدتهم الوطنية .. وعملهم المتواصل لحمايتها بوعيهم .. برغبتهم .. بعيشهم المشترك الذي يدركون أنه موضع استهداف.‏

المسألة ليست بهذه التفسيرات ولا هي تلك الاستنتاجات .. إنها في عمق ما نحتاجه اليوم .. ونحن نسلك طريق الحفاظ على وحدتنا وعلى أمننا وأماننا .. أن تبقى دروبنا واضحة .. وأن نحث الخطا وصولاً إلى تحقيق ما بدأناه .. ليس اليوم ولكن منذ زمن بعيد.‏

طريق طويل .. فيه الكثير من المتاعب والمصاعب .. لكن بإرادتنا الشعبية والسياسية قادرون ومصرون على المضي به ..
لأنه خيارنا الذي نعرف إلى حد الاتقان السير به وبخطوات واثقة

بقلم: علي قاسم